الصين تعزز حضورها في اليمن وسفيرها يكشف دورها في جهود السلام
تاريخ النشر: 8th, July 2024 GMT
لم تمر سوى بضعة أيام على عقد اجتماع بشأن اليمن بين السفيرين الصيني والأمريكي في سفارة بكين بالرياض، حتى أطل السفير الصيني لدى اليمن شاو تشنغ في مقابلة موسعة مع صحيفة الشرق الأوسط السعودية، متحدثاً عن بعض القضايا في الأزمة اليمنية ودور بلاده في حلها.
المقابلة التي نُشرت الأحد ركز فيها السفير الصيني على دور بلاده في التنسيق بين القوى الدولية والإقليمية لدعم الحل السياسي في اليمن وإنهاء الحرب، وعن هجمات المليشيا الحوثية ضد السفن التجارية والحضور الصيني في البحر الأحمر والمحيط الهندي وخليج عدن والبحر العربي.
وكان "نيوزيمن" نشر تحليلاً سياسياً، الأربعاء الماضي، عن إمكانية توسع الدور الصيني في إنهاء الحرب في اليمن في ضوء التقدم الملحوظ في العلاقة بين بكين والرياض، مما يشير إلى دور المملكة في توسيع الشراكة مع الصين نحو الملفات الساخنة في المنطقة، ومنها اليمن، وهو ما أكده السفير الصيني لدى اليمن في هذه المقابلة، حيث وصف الدور السعودي في الأزمة اليمنية بـ"الإيجابي"، وأنه سبق أن التقى بالسفير السعودي لدى اليمن "مرارا وتكرارا" واصفا إياه بالصديق العزيز.
وقال شاو تشينغ، إن بلاده على تواصل مستمر مع القوى الدولية والإقليمية بشأن الأزمة اليمنية، وعلى رأسها السعودية، مؤكداً دعم بكين لخارطة الطريق وللجهود الإيجابية السعودية لتحقيق السلام في اليمن، وأنه يتطلع إلى "تحقيق السلام في الأيام القريبة بما يفيد المنطقة والعالم". وفي تطابق في الموقف الصيني مع السعودية إزاء الأزمة اليمنية، قال السفير تشنغ، إن دعم الصين للحكومة الشرعية ومجلس القيادة الرئاسي ثابت، مطالباً الأطراف اليمنية بالجلوس إلى طاولة الحوار لتوقيع اتفاق سلمي "قريباً".
ويأتي إجراء هذه المقابلة متزامناً مع انتهاء جولة المفاوضات بشأن الأسرى والمعتقلين بين الحكومة الشرعية ومليشيا الحوثي في العاصمة العمانية مسقط، حيث لم يخرج الوفدان المتفاوضان بأي نتائج عملية للإفراج عن أسرى ومعتقلين لدى الطرفين، الأمر الذي يشير إلى رغبة الصين في الظهور كدافع دولي للمفاوضات المتعثرة مع المليشيا الحوثية.
كما كشف السفير الصيني، خلال المقابلة، أن "لدى الصين تواصلاً مع جماعة الحوثيين، وبقية الأطراف اليمنية؛ داعياً إلى التوقف عن استهداف السفن التجارية في البحر الأحمر". وقال إن الصين تتمتع بعلاقة تواصل مع الحوثيين والأطراف المعنية الأخرى، وذلك بهدف معرفة النية الحقيقية لها، وبذل جهود مشتركة لتحقيق السلام في اليمن، على حد وصفه. كما تطرق إلى أن الصين تستعد لتعزيز التعاون مع الأحزاب اليمنية المختلفة، مشيراً إلى أن زيارة وفد حزب "التجمع اليمني للإصلاح" إلى بكين مؤخراً جاءت تلبيةً لدعوة حضور مؤتمر مهم في الصين.
وأضاف: "لدينا تواصل مكثف مع المؤتمر الشعبي العام، والحزب الاشتراكي، والأحزاب اليمنية الأخرى. أتمنى من الأحزاب اليمنية أن تبذل جهوداً مشتركة لتحقيق السلام في اليمن، وتفيد الدولة والشعب".
وبشأن أحداث البحر الأحمر، كشف تشنغ أن بلاده تستعد للتنسيق مع الدول الإقليمية لتحقيق السلام في هذه المنطقة بشكل سريع، مبيناً أن القاعدة العسكرية الصينية في جيبوتي لا تشارك في أي مهمات في البحر الأحمر حالياً.
وأشار الدبلوماسي الصيني إلى أن البحرية الصينية الموجودة في خليج عدن وقبالة الصومال استطاعت خلال السنوات الـ15 الماضية، تقديم الحماية لـ7200 سفينة صينية وأجنبية في المنطقة، بمشاركة 35 ألف جندي صيني. ودعا الحوثيين في هذا السياق أن "يتوقفوا عن الاستهدافات العسكرية للسفن التجارية في البحر الأحمر"، مؤكداً رفض بلاده الاستهداف العسكري للسفن التجارية والملاحة في البحر الأحمر، وقال: "علينا أن نضمن أمن البحر الأحمر، ونعبِّر عن موقفنا للحوثي وللأطراف الأخرى. أزمة البحر الأحمر تتواصل منذ نحو نصف عام، وخلقت خسائر كبيرة في دول مختلفة، لذلك ندعو لوقف الاستهداف العسكري للسفن التجارية".
وأضاف: "في الوقت نفسه، فإن الصين تعتقد بأن أزمة البحر الأحمر تتعلق بالصراع في غزة، لذلك ندعو لتحقيق السلام في غزة فوراً، وتقديم مساعدات إنسانية لتجنب انتشار الأزمة في المنطقة".
وفي تعليقه على استهداف جماعة الحوثي إحدى السفن الصينية الفترة الماضية، أكد تشنغ أن الصين تتابع الأوضاع في البحر الأحمر بشكل مستمر، وقال: "كما تعرف سوق السفن الأجنبية معقدة نسبياً، ولا يمكننا أن نميز هذه السفينة تتبع لأي دولة، وعليه ندعو لوقف الاستهداف العسكري للسفن التجارية؛ لتجنب التأثير في سلاسل الإنتاج والتوريد في العالم". وشدد على أنه "يجب على المجتمع الدولي أن يضمن السلام في البحر الأحمر وفقاً للقانون الدولي... ومن ناحية أخرى علينا أن نحقق السلام في غزة ونتجنب انتشار استهداف المدنيين حول العالم، وأن نحترم السيادة للدول المطلة على البحر الأحمر مثل اليمن، كما ندعو وننبه السفن التجارية لأن ترفع الوعي الأمني".
وأوضح القائم بأعمال السفارة الصينية لدى اليمن أن بكين "أكبر دولة في العالم من حيث الصناعة، وهي شريك تجاري لنحو 100 دولة"، لافتاً إلى أن ارتفاع أسعار التأمين للبضائع بسبب الهجمات الحوثية على السفن، وأن السفارة الصينية تقوم بتزويد السفن التابعة لشركات صينية بالتنبيهات أثناء مرورها من جنوب إفريقيا.
وعن مستقبل العلاقات الصينية مع اليمن فقد وصفه السفير شاو تشنغ بالمشرق، لافتا إلى إمكانية تعزيز هذه العلاقات عبر مبادرات الحزام والطريق والأمن العالمي والتنمية العالمية والمبادرات الصينية الأخرى. وعن نتائج زيارته الأخيرة لليمن، وهي الثالثة خلال عام واحد، أوضح شاو أنها شملت حضرموت وعدن، حيث حضر مراسم وصول مساعدات طبية صينية، بما فيها أكثر من ألف قطعة طبية و10 سيارات إسعاف.
وأضاف: "وجدت كثيراً من التقدم في المجتمع المحلي، على سبيل المثال سرعة الإنترنت أفضل من قبل، لكن اليمن يواجه مشكلات أخرى مثل توليد الكهرباء، وخلال وجودي في عدن التقيت رئيس الوزراء والوزراء في الحكومة الشرعية، وقمنا بتبادل مكثف بشأن العلاقات الثنائية والأوضاع اليمنية، ونحن ندعم الحكومة الشرعية ومجلس القيادة الرئاسي".
وبحسب المسؤول الصيني، فإن التعاون الصيني- اليمني الآن يتمحور حول الطاقة النظيفة بدلاً من الصناعات التقليدية في الماضي، مؤكداً معرفة الصين بأن اليمن يتمتع بموارد طاقة شمسية غنية، وأن الشركات الصينية تتمتع بالقدرة في هذا المجال، ومع تحسّن الأوضاع اليمنية وإحلال السلام، ستبدأ الصين واليمن التعاون في مجال الطاقة الجديدة والنظيفة، والمجالات الأخرى".
وكشف الدبلوماسي الصيني أن بلاده ستقدم 100 ألف فرصة دراسية لدول الجنوب العالمي خلال السنوات الخمس القادمة ومنها اليمن، وأن هذا يأتي ضمن أعمال تعزيز التعاون التجاري مع الدول النامية والتي أعلنها الرئيس الصيني في يونيو الماضي بمناسبة الذكرى ال70 للمبادئ الخمسة للتعايش السلمي، متوقعاً أن تتجاوز قيمة الواردات الصينية من الدول النامية 8 تريليونات دولار حتى عام 2030.
المصدر: نيوزيمن
كلمات دلالية: لتحقیق السلام فی فی البحر الأحمر الأزمة الیمنیة للسفن التجاریة السفیر الصینی لدى الیمن فی الیمن إلى أن
إقرأ أيضاً:
الدفاع الصينية: واشنطن هي المسئولة عن عدم انعقاد اجتماع بين وزيري الدفاع الصيني والأمريكي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أكد المتحدث باسم وزارة الدفاع الصينية وو تشيان، أن مسؤولية عدم انعقاد اجتماع بين وزيري الدفاع الصيني والأمريكي خلال اجتماع وزراء دفاع "الآسيان - بلس"، تقع بالكامل على عاتق الجانب الأمريكي.
وقال تشيان - وفقا لوكالة الأنباء الصينية "شينخوا" - "إن الولايات المتحدة لا يمكنها تقويض المصالح الأساسية للصين من خلال بيع الأسلحة إلى تايوان من جهة، بينما تتظاهر من جهة أخرى بأن شيئا لم يحدث وتسعى للانخراط في تبادلات عسكرية مع الصين".
وحث المتحدث الصيني، الجانب الأمريكي على تصحيح أخطائه على الفور، واحترام المصالح الأساسية للصين بصدق، وتهيئة الظروف المواتية للتبادلات العسكرية رفيعة المستوى بين الجانبين.