دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- كشفت مدينة دبي الإماراتية عن مخططٍ لتطوير شاطئ جبل علي، وهو أطول شاطئ عام مفتوح في الإمارة، بشكلٍ يوازن بين صون النظام البيئي، وإثراء رحلة الزوار، وفقًا لما ذكره بيان صادر عن موقع المكتب الإعلامي لحكومة دبي عبر الإنترنت الأحد.

ونشر الحساب الرسمي للمكتب الإعلامي لحكومة دبي عبر منصة "إكس" (تويتر سابقًا) عددًا من الصور التخيلية للمشروع، والتي قدّمت لمحة عن المخطط، والتصاميم المعمارية للمباني، والمرافق التي ستكون فيه.

ويبدو أنّ الشاطئ سيشمل ممشًا دائريًا رملي اللون، بحسب ما أظهرته إحدى الصور.

واحدة من الصور التخيلية لمشروع تطوير شاطئ جبل علي في إمارة دبي.Credit: @DXBMediaOffice/X

وأفاد الموقع الإلكتروني التابع للمكتب الإعلامي لحكومة دبي أنّ المشروع يهدف إلى تحويل شاطئ جبل علي إلى "وجهة شاطئية ترفيهية ذات طابع بيئي فريد من نوعه على مستوى الإمارة"، لافتًا إلى إلى أنّه سيراعي الحفاظ على النظم البيئية، والحياة الفطرية.

ويمزج التصميم المعماري لمباني ومرافق مشروع تطوير شاطئ جبل علي بين نمطين، وهما الهندسة الطبيعية المستوحاة من الأشكال الموجودة في الطبيعة البحرية، والتصميم "البوهيمي" (Boho Style) الذي يستخدم العناصر والمواد المتوفرة في الطبيعة المحلية بالمنطقة.

وستكون بعض التصاميم مستوحاة من الكثبان الرملية، مع تصميم الأبنية بمظهر وملمس يحاكي البيئة الرملية المحيطة.

وأفاد المفوض العام لمسار البنية التحتية، والتخطيط العمراني، وجودة الحياة،  مطر الطاير، في بيان أنه "باعتباره شاطئًا مفتوحًا للجمهور، وموقعًا يحظى بأهمية بيئية عالمية، يُعد مشروع تطوير شاطئ جبل علي الأول من نوعه في البلاد".

المصدر: CNN Arabic

كلمات دلالية: حكومة دبي دبي شاطئ جبل علی

إقرأ أيضاً:

"كوريا الآسرة".. مغامرة صحفية امتزجت بسحر الطبيعة والتقدم الصناعي

 

◄ النهضة الصناعية في كوريا لم تؤثر على جمال الطبيعة الخلابة

◄ ثنائية الحفاظ على البيئة والتطور التكنولوجي في كوريا نموذج يحتذى به

◄ مؤتمر الصحفيين العالمي سلط الضوء على القضية الفلسطينية بكل شجاعة

◄ المؤتمر ناقش الذكاء الاصطناعي وتغير المناخ ومستقبل الإعلام

◄ السفير زكريا السعدي رسول سلام وإخاء من عُمان إلى الشعب الكوري الصديق

◄ أغلب الطلبة العُمانيين في كوريا يدرسون الزمالة في تخصصات طبية

◄ تحول المنطقة منزوعة السلاح إلى مزار سياحي بارز دليل على عبقرية الشعب الكوري

◄ جزيرة جيجو منتجع سياحي مفتوح للاسترخاء والراحة

◄ مدينة أنسونغ سلة فواكه وخضراوات في كوريا

◄ عنب "شاين مسقط" المفاجأة الكبرى في كوريا

◄ العنب العُماني الأصل أجود الأنواع وأغلاهم سعرًا

◄ زراعة "شاين مسقط" في الجبل الأخضر تفتح آفاقًا واعدة

 

 

سيول (كوريا)- حاتم الطائي

 

ثمّة مثل كوري يقول "غو-ساينغ غيوت-إيه ناكي إيون-دا"؛ أي في نهاية المشقة تأتي السعادة، فبعد 10 ساعات من الطيران، من بينها ساعتان ترانزيت، أي قرابة نصف يوم كامل، قضيتها في رحلة رائعة من مسقط إلى سيول عاصمة كوريا الجنوبية، أسابق الزمن بخيالي لكي أصل في أسرع وقت إلى تلك المدينة الآسرة، التي خطفت قلبي وعقلي قبل سنوات.. وبينما أجلس على مقعدي في الطائرة، تذكرتُ عبارة ساحرة قرأتها قبل سنوات تقول "هناك وطن يتلبَّسُك"؛ أي يُسيطر على أفكارك ومشاعرك ويأسرك بجماله وتقدمه ونهضته، والوطن لا يعكس المعنى الحرفي للكلمة؛ بل المقصود الجغرافيا والطبيعة والأرض والنَّاس.

والعاصمة سيول واحدة من أجمل وأفخم المدن التي يمكن للمرء العيش فيها، وتُصنَّف في المركز الثاني على قائمة المدن الأعلى جودة للحياة، لا سيما وأنها تتميز بتنظيم عالي المستوى، ونظافة فائقة، وتشتهر بتنوع حضاري وثقافي مُبهر. والإبهار هنا ليس فقط إبهارًا بصريًا، لما تراه عيناك من جمال مُدهش، لكنه كذلك إبهار إنساني، بما صنعه المواطن الكوري من نهضة تنموية وحضارية غير مسبوقة، وتعكس إصرارًا مُذهلًا على التطور والازدهار.

 

الطبيعة والصناعة

ورغم أن كوريا تهتم كثيرًا بالتصنيع، إلّا أن الطبيعة الجميلة تُدهشك في كل مكان تطأه قدماك؛ فالمساحات الخضراء تنتشر، وتتألق بألوان الزهور المختلفة، وترسم صورة جمالية فريدة لما يمكن أن تكون عليه مدن المستقبل، التي ترتكز على النهج الحداثي مع الحفاظ على الطبيعة.


 

والزائر لكوريا الجنوبية، يستطيع بكل سهولة أن يلحظ مستوى النهضة الصناعية، والتي ترتكز في جوهرها على الشراكة بين القطاعين العام والخاص، تستهدف رفعة البلد وتقدمه في شتى المجالات. وربما أول شركة قد تتبادر إلى أذهان البعض عندما يقع على سمعه اسم "كوريا"، هي شركة سامسونج المتخصصة في الإلكترونيات، وكذلك شركة هيونداي وإل جي وكيا، لكن الأجمل أن نعرف شركات أخرى لها تأثير عالمي في مسارات الصناعات التكنولوجية، لكنها ربما لا تحظى بنفس شهرة العلامات التجارية التي نستخدمها تقريبًا في حياتنا اليومية. ومما لفت نظري أن سيول الكبرى تضم مراكز تكنولوجية معروفة مثل جانغنام ومدينة الإعلام الرقمية، وغيرها من الصناعات المتقدمة.

مؤتمر الصحفيين العالمي

ولقد سنحت لي فرصة المشاركة في أعمال مؤتمر الصحفيين العالمي "WJC" لعام 2025، والذي نظمته جمعية الصحفيين الكورية التي يرأسها بارك جونغ، وشارك فيه صحفيون من أكثر من 60 دولة حول العالم. وعُقد هذا المحفل الإعلامي الدولي البارز برعاية من وزارة الخارجية الكورية ووزارة الثقافة والرياضة والسياحة وهيئة الصحافة في كوريا.

المؤتمر ناقش- على مدى عدة أيام- دور الذكاء الاصطناعي كمحور أساسي في الإعلام، وحقوق النشر والتحديات الأخلاقية، وتأثير الثورة الصناعية الرابعة على الإعلام. فيما تضمن المحور الثاني تغيُّر المناخ في العالم وأهمية رفع الوعي بالتحديات التي تواجه البشرية نتيجة التغير المناخي. وشهدت النقاشات تقديم أوراق العمل مُثرية وعروض تقديمية عكست عمق المحتوى ونبوغ المشاركين من مختلف المؤسسات الإعلامية حول العالم والمعنيين بقطاع الإعلام والصحافة عامة.



 

كان لافتًا للغاية من خلال النقاشات، مدى الوعي الكبير والتعاطف مع القضية الفلسطينية من مختلف دول العالم، ومتابعة ما يجري في فلسطين يوميًا؛ الامر الذي عكس ما حققته القضية الفلسطينية من انتصارات شعبية حول العالم، في ظل ما يتعرض له الأشقاء في قطاع غزة من حرب إبادة وحشية.


 

في ضيافة السفير العُماني

لم تكن هذه الزيارة إلى كوريا الأولى بالنسبة لي، لكن في كل مرة أزور فيها هذا البلد، أستكشفُ أبعادًا جديدة، وأقوم بجولات مختلفة، ومن حُسن الطالع أن تزامنت هذه الزيارة مع إجازة عيد الفطر المبارك، كي أخوض تجربة مختلفة، وأرى كيف يحتفل العُمانيون المغتربون في مشرق الأرض بهذه المناسبة. وكانت الفرصة الأجمل في هذه الزيارة، أن تلقيت دعوةً كريمة من سعادة الشيخ زكريا بن حمد السعدي سفير سلطنة عُمان في كوريا، والذي استضافنا في منزله لتناول الغداء بصحبه كوكبة من الإخوة العُمانيين المقيمين في سيول، ولقد كان لقاءً مليئًا بمشاعر الود، ومحفوفًا بالسمت العُماني الطيب، من كرم الضيافة وطيب الجلسة، فضلًا عن حيوية الموضوعات التي تناقشنا حولها.


 

وكم غمرتني مشاعر الفخر والزهو عندما علمت أن مُعظم الحضور من أبناء عُمان البررة المتفوقين في الطب، والذين يعيشون في كوريا طلبًا للعلم؛ حيث يدرسون الزمالة في المستشفيات الكورية. وفي تلك اللحظات الآسرة، وبينما نتجاذب أطراف الحديث، مرت أمام بصري مشاهد تخيُّلية وكأنها فيلم سينمائي أخرجته بنفسي؛ إذ تصورتُ هؤلاء الطلبة في عصر آخر في قديم الزمان، يمخرون عباب البحر على متن سفينة مكتوب على جانبها "أسياد عُمان"، رافعين صورة الملاح العظيم أحمد بن ماجد، قادمين إلى ميناء بوسان الكوري، قادمين من صحار؛ حيث أبحرت سفينتهم، التي تُشبه سفننا القديمة، التي كان يصنعها العُمانيون في صور. مرت هذه المشاهد سريعًا وإذا بهؤلاء الطلبة أراهم اليوم بالمعاطف البيضاء حاملين بين أيديهم أجهزة طبية يكشفون بها على المرضى الكوريين، ليقدموا لهم الوصفات الطبية الناجعة.

أشعرتني هذه الزيارة في بيت سعادة الشيخ السفير، وكأنني في عُمان، فالجميع تقريبًا يرتدي الدشداشة والمصر العُماني المميز بألوانه الزاهية، يأخذون العلوم ويتبادلون أطراف الحديث، نمدُ أيدينا لتناول التمر مع القهوة العُمانية اللذيذة، ثم يأتي موعد الغداء، ونجد أنفسنا في قلب وليمة عُمانية شهية، تزخر بأشهى أطباق العرسية والهريس والقلية، حتى البخور العُماني كان يزيد الأجواء عبقًا وأصالة.

المنطقة المنزوعة السلاح (DMZ)

كل يومٍ قضيتُهُ في كوريا، كان بمثابة اكتشاف عظيم؛ سواء كان على مستوى الاشخاص الذين التقي بهم، أو من حيث التعرف على مستوى التقدم الذي تنعم به كوريا. في كل يوم كنت أتعلم درسًا جديدًا وأخوض تجربة نوعية، أخرجُ منها بالفائدة على المستويات الشخصية والعملية كافةً.


 

وأتيحت لي فرصة تاريخية، لزيارة المنطقة الحدودية منزوعة السلاح التي تفصل بين الكوريتين، الشمالية والجنوبية، وهي عبارة عن حزام أمني أشبه بـ"بافر زون"، يُمنع فيها حمل الأسلحة. ويعود تاريخ هذا المنطقة الواقعة على الشريط الحدودي، إلى مرحلة ما بعد وقف إطلاق النار إبان الحرب الكورية، وتتولى قوات حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة مسؤولية الدوريات الأمنية هناك طوال الأربعة وعشرين ساعة.

ومن المفارقات العجيبة، أن هذه المنطقة تعد من أكثر أماكن الجذب السياحي في كوريا الجنوبية، والتي يرتادها عدد كبير من السياح والزوار في مختلف أيام السنة. وهنا أجدها ميزة أخرى في الشعب الكوري، المُحب للسلام، والذي يوظف مثل تلك البقعة- بما فيها ربما من ذكريات مؤلمة- في الجذب السياحي، وكأنه يقول للعالم أن السلام يصنع الرخاء والازدهار، وأن الحرب لا تأتي سوى بالخراب والبؤس.

جزيرة جيجو

لم يكن لنا أن نعود من هذه الرحلة الرائعة دون أن نزور جزيرة "جيجو"، الواقعة جنوب غرب كوريا الجنوبية؛ حيث تُعد أكبر جزيرة فيها، كما إنها تشكل أكثر الأماكن المقصودة للاسترخاء وقضاء العطلات، وذلك بسبب مناخها الرائع المعتدل والبيئة الطبيعية الخلابة فضلًا عن تربتها الخصبة التي تشكلت من الحمم البركانية والتي ساهمت في تشكيل الجزيرة منذ حوالي مليوني سنة.


 

المشهد في هذه الجزيرة عجيب لأبعد مدى؛ حيث كنتُ أرى السهول الخضراء وكأنها بساط هائل ممتد نسجته أنامل الشعب الكوري، بعبقرية وذكاء وإبداع وجمال. ومن الطريف أنني عندما وطأت قدامي الجزيرة، فأول ما قُمتُ به أن جلست القرفصاء على الأرض، حتى استلقيت في كل هدوء واسترخاء على هذه المروج الخضراء، التي كانت تفوح منها رائحة الطبيعة الساحرة، وفي الخلفية كنتُ أُنصتُ باهتمام لصوت خرير الماء القادم من شلال جونغ بانغ الذي يُعد من أجمل وأطول الشلالات فيها، وهو قريب من البحر. وتضم هذه الجزيرة، والتي تعد من أكبر المقاطعات الكورية من حيث التقسيم الإداري، جبل ومتنزه هالاسان، ويُطلق عليه اسم جبل يونغجوسان، وهي كلمة تعني "الجبل المرتفع بما يكفي لسحب المجرة"!

تعلمتُ من النهضة الكورية، أنه في قلب الطبيعة ستجد مشروعات واعدة، دون الإخلال بالبيئة أو الإضرار بالطبيعة، ولذلك تضم هذه الجزيرة محطة لإنتاج الهيدروجين، وهي مشروع استثماري عملاق يُقدر حجمه بحوالي 56 مليار وون (41 مليون دولار) عندما يكتمل بحلول العام المقبل 2026. وتعرفت خلال زيارتي أن الحكومة الكورية تعكف على إطلاق مشاريع تجريبية لإعادة تدوير بطاريات السيارات الكهربائية في المعدات الزراعية وأنظمة تخزين الطاقة، ولقد لفت انتباهي أن هناك مجموعة من الحافلات تعمل بالطاقة المتجددة.

مدينة أنسونغ

لم تتوقف رحلتنا عند جيجو، ودفعني الفضول لاكتشاف المزيد من المدن والمقاطعات الكورية، وحرصتُ على المشاركة في جميع فعاليات برنامج الزيارة، ولذلك انتقلنا من جيجو الجميلة إلى المدينة الرائعة "أنسونغ"، تلك المدينة التي تجعل زائرها يعيش أجواء الفنون الشعبية والحرف اليدوية الكورية، كما إن هذه المنطقة تُروِّج لنفسها على أنها "مدينة الماجستير"، وتهتم بالزراعة وتُقيم عددًا من المهرجانات الزراعية المختلفة، منها مهرجان الكمثرى الآسيوية ومهرجان العنب ومهرجان الجينسنغ ومهرجان الأرز. وما يُميز هذه المدينة أن تقع في قلب كوريا، وتُعد مركز المدن في كوريا، كما إنها نقطة الاتصال بجميع الطرق السريعة في البلاد، وقد استمتعتُ فيها بالعروض الفلكلورية وفنون الطبول الكورية وغيرها من الفنون الأخرى الرائعة.

المطبخ الكوري

في كل بقعة ومدينة نمر عليها في كوريا، نكتشف أصنافًا مختلفة من الأطعمة الكورية، لكن المُميَّز فيها أن المطبخ الكوري يعتمد على طبق رئيس وأساسي وهو الأرز المطهو بالبخار مع الخضراوات واللحوم. وهناك أطباق جانبية متعددة، منها "الكيمتشى الكوري" والذي غالبًا ما كنتُ أجده حاضرًا في كل مائدة، وهو أشبه بالمخلل من حيث الطعم، وهو عبارة عن ثمرة ملفوف تُقدَّم مع التوابل الحارة الممزوجة في زيت السمسم والملح والثوم والزنجبيل وغيرها من المكونات. وفي الحقيقة، أزعم أنني من مُحبي المطبخ الآسيوي، لكن الأطعمة الكورية لها مذاق خاص للغاية، وتختلف عن أي أطعمة آسيوية، سواء في الصين أو تايلاند أو اليابان.


 

عنب مسقط!

أما أجمل الاكتشافات على الإطلاق، فكان العنب العُماني الأصل، والمعروف باسم "شاين مسقط"، وهي أحد أنواع العنب الذي كان يُزرع في مسقط، ونقله البرتغاليون من عُمان إلى جنوب أوروبا، وزرعوه بكميات كبيرة، ثم قام معهد الزراعة والبحوث الزراعية في اليابان (NARO) في عام 1990 بإدخال تقنيات الهندسة الوراثية من أجل تطوير هذا الصنف على مدى 10 سنوات من البحوث المتواصلة، وفي عام 2003 تقريبًا كُشف النقاب عن النوع المزروع حاليًا، ونستطع أن نجده في كل من كوريا والصين، وهو صنف ممتاز، حقق رواجًا هائلًا حتى صار مميزًا باسم "شاين مسقط" أو "عنب مسقط". ويمتاز هذا العنب بمذاقه الشهي الفريد، وقشرته الرقيقة جدًا، والأهم من ذلك أنه بدون بذور، أي يُمكن تناوله بكل سهولة.


 

ولأني شغوف بالزراعة، وأجد فيها بُعدًا ذاتيًا يمنحني شعورًا جميلًا، حيث إنني في كل مرة أغرس فيها نبتة أو ثمرة، أتيقنُ أن حياةً جديدةً قد بدأت، فالنبات كائن حي يتنفس مثلنا ويشعر مثلنا، يحزن إذا تخليت عنه، ويسعد كثيرًا كلما أوليته اهتمامًا. ولذلك حرصتُ على أن أجلب معي شتلات من عنب "شاين مسقط"، لكي أغرسها في موطنه الأصلي: عُمان، وتحديدًا في الجبل الأخضر؛ حيث الطقس المعتدل الشبيه بطقس حوض البحر الأبيض المتوسط، والذي يمنح هذا النوع من النباتات فرصة النمو في ظروف صحية جيدة للغاية.


 

وعندما عُدت بحمدالله إلى وطني الحبيب عُمان، ذهبت مباشرةً لزراعتها، وقد أهديتُ صديقي العزيز عبدالله الريامي، شتلةً من عنب "شاين مسقط"، وكم كنتُ سعيدًا بأن حلم الحصول على عنب "شاين مسقط" قد تحقق أخيرًا، وكذلك صديقي عبدالله الريامي الذي ارتسمت على مُحياه ابتسامة عريضة وغمرته الفرحة بهذه الشتلة، خاصة وأنه أحد المهتمين بالزراعة في الجبل الأخضر، ويحرص على زراعة العديد من الفواكه والخضراوات، وخاصةً النادر منها، وقد فاز في العام الماضي في مسابقة زيت الزيتون بالجبل الأخضر، حيث كانت ثمار الزيتون التي يزرعها ويهتم بها الأعلى جودة في إنتاج ذلك الذهب الأخضر.

وبعد أن استقر بي الترحال في مدينتي مسقط، بدأت في عدِّ الأيام والليالي، في انتظار العام المقبل لأقطف ثمار عنب "شاين مسقط"، بعد أن استقر في تربة موطنه الأصلي بعد غياب طويل جدًا.

وفي ختام هذه المغامرة الصحفية الجميلة، أتقدمُ بكل الشكر والتقدير إلى الأعزاء في سفارة جمهورية كوريا الجنوبية بسلطنة عُمان على تلك الدعوة الكريمة، وتسهيل مهمتي في بلادهم الجميلة، كما أشكر وزارة الخارجية الكورية التي قدمت كل الدعم أثناء الزيارة.

مقالات مشابهة

  • أسعار ومواصفات سوزوكي بالينو 2025 في السعودية .. بتصميم الهاتشباك
  • "كوريا الآسرة".. مغامرة صحفية امتزجت بسحر الطبيعة والتقدم الصناعي
  • محافظ بورسعيد يكشف لأول مرة مخطط تطوير الشاطئ والكافتيريات
  • كيت ميدلتون تتواصل مع الطبيعة وتتألق بقبعة بيكر بوي.. فيديو
  • آبل تكشف خطتها لتطوير الذكاء الاصطناعي بتحليل بيانات المستخدمين
  • دخول شامل لطلبة الثالث والسادس وعطلة رسمية.. قرارات جديدة لحكومة السوداني
  • احتفال الربيع وبهجة الطبيعة.. كيف بدأ شم النسيم؟
  • الأقمار الصناعية تكشف سرا عسكريا لكوريا الشمالية.. وخبراء يحذرون
  • كل سنة وأنت طيب يا أخويا.. رانيا فريد شوقي تهنئ ميدو عادل بعيد ميلاده
  • ألف سلامة عليك.. رانيا فريد شوقي تساند القندوسي بعد إصابته