لبنان ٢٤:
2025-03-28@18:44:25 GMT

كلاس: الشباب والخطاب السياسي غياب أم تغييب؟

تاريخ النشر: 8th, July 2024 GMT

كلاس: الشباب والخطاب السياسي غياب أم تغييب؟

كتب وزير الشباب والرياضة جورج كلاس مقالا بعنوان "الشباب والخطاب السياسي ،غياب أم تغييب ؟"، جاء فيه: "يمعن صناع الخطاب السياسي بتجاهل نبض الأجيال، فيغيبونهم عن مناسبات وعناوين ومضامين كلامهم الناري الذي يشكل رافعة لفظية لمواقعهم و يؤكد على ديمومة سلطانهم وأحادية الإمساك بالقرار الزعامي وحصرية النطق باسم الجماعة .

ولعل ذلك من دواعي ومستلزمات مواكبة ازمات الواقع وليس سعياً لديمومة وصاية. فغياب الشباب عن ساحة الحدث فاعلين او متفاعلين ليس مسؤولية الزعماء حصراً.

معضلية الشباب اللبناني وما يقاسونه من مشاكل وجودية حادة تتراكم لحظياً في الواقع الراهن، انهم حاضرون في التبعيات المتشابكة وغائبون عن الساحة الوطنية ، ومغيَّبون في الخطاب القيادي والمرجعي، الذي تغلب عليه صفة الشيخوخة الوقورة وذات الاعتبار، والتي لا يُكسر خاطرها بعدم الإصغاء اليها او حتى الاعتراض على بعض ما يقُال ويُخْطب. فمشكلة الشباب انهم لا يبادرون ولا يتكلمون، وليس من يكلِّمهم ولا منْ يخاطبهم ولا حتى منْ يوجّه اليهم خطاب حثٍّ وتحفيز وإنهاض وتشجيع وبعث ثقة، ولو من باب تحميلهم مسؤولية الجهوزية الواجبة لأن يكونوا مشاريع نوعية للقيادات المستقبلية.

هذه الانكفائية اللافتة تطبع جيل الشباب بالاتكالية والخمول السياسي وتحول دون تطورية الأجيال التي تبنى عليها قواعد الرؤية الوطنية. وتلك شائبة مجتمعية يجب الاسراع لردم الفجوة التي تتعمق اكثر إن لم يتم تداركها، فتنشأ لدينا اجيال شبابية متباعدة، هي بتوصيفها أقرب إلى الجاليات منها إلى المواطنة الحقة.

فهل ان لبنان بات هرماً إلى حد ان الخطباء والمتخاطبين اعتادوا تبادلية الأدوار والمواقف في التنافس والتخاصم واحتكار سلطة اللفظ واستثمار الكاريزما النطقية بنرجسية مضمرة، يستسيغها المدمنون على الإنصات الإستسلامي، ولا يرفضها السامعون المنضوون، إرادة او بتأثير مجتمعي أو اقتناع ضمني ان الخطيب محق وأن خطابه هو الحق، ولو لم يكن لهم في مضامين الكلام لا مطرح ولا موقع ولا ذكر، ولا حتى أي بعث للأمل بأن يكون لهم دور وطني مأمول على مقاس انتظاراتهم المعلنة ومقدار طموحاتهم المضمرة؟

لعل أكثر النواقص المجتمعية بروزاً في تظهير واقع الخطاب السياسي في لبنان اليوم، هي ان بعض الزعماء لا يخطبون في الشباب ولا يخاطبونهم، بل يتوجهون إلى تبادلية آلردود بين فرقاء الصف الأول وفق أنماط الخطاب السجالي الأفقي الموجه من زعيم إلى زعيم آخر، من دون اتقان مهارة الخطاب العمودي الموجه من القائد والزعيم المرجعي إلى فئة الشباب من جماعته بالأخص او الاجيال الشبابية بوجه عام.

هذه الإبتعادية او التجاهلية لحركية الأجيال وتطوريتها الموجبة الرعاية، تفضي إلى الشعور بالإبعاد وإحكام وصاية الحاضر الهرم على المستقبل الشاب، فتنتج إذاك تبعيات شبابية أحادية الرأي، ترتاح إلى وقوفيّة التفكير ولا تخاف من جمودية التحديث وغياب التنوير ولا هي تشعر بالدونية والمملوكية . 

المرجو الأكثر لحّاً وسرعة، ان يعاد للشاب موقعهم في الخطاب القيادي والكلام المرجعي ويكونوا هم مركزية الخطاب، وأن نعيد اليهم الثقة فيعيدون هم بناء مستقبلهم على مسؤوليتهم بالارتكاز على ثلاثية: المبادرة والثقة والمسؤولية. إذاك يكونون قادرين ان يستأنفوا الحضارة من جديد".

 

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: الخطاب السیاسی

إقرأ أيضاً:

الدكتور أسامة الجندي: الإيثار قيمة إنسانية عظيمة ورسالة إيمانية سامية

أكد الدكتور أسامة فخري الجندي، من علماء وزارة الأوقاف، أن الإيثار هو أعلى درجات السخاء وأكمل معاني العطاء، فهو قيمة إسلامية عظيمة حث عليها الشرع الشريف، إذ يقول الله تعالى: "ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة" (الحشر: 9).

وأوضح خلال حلقة برنامج "أثر"، المذاع على قناة الناس، اليوم الخميس، أن الإيثار يعني تقديم الآخرين على النفس في النفع والدفع، وهو قيمة تبني مجتمعًا متراحمًا متكافلًا، كما أنه يرسخ في الفرد معاني البذل والعطاء، ويقضي على الأنانية والبخل، مضيفا أن الإسلام جعل الإيثار صفة من صفات المؤمنين الذين يحبون الخير لغيرهم كما يحبونه لأنفسهم.

واستشهد الجندي بقصة الصحابي أبي عبيدة بن الجراح عندما أرسل إليه أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه كيسًا من المال، فما كان من أبي عبيدة إلا أن وزعه على الفقراء والمحتاجين، ثم فعل معاذ بن جبل رضي الله عنه الشيء نفسه، مما جعل سيدنا عمر يقول: "إنهم إخوة، بعضهم من بعض".

وأشار إلى أن الإيثار يتجلى في مواقف الصحابة العظيمة، وأعظمها موقف السيدة عائشة رضي الله عنها عندما آثرت دفن سيدنا عمر بن الخطاب بجوار النبي صلى الله عليه وسلم وسيدنا أبي بكر الصديق، رغم أنها كانت ترغب في ذلك المكان لنفسها.

مقالات مشابهة

  • مكالمة "تغيير وتيرة الخطاب".. ترامب يهاتف رئيس وزراء كندا
  • كلاس ينوه بزيارة الرئيس عون إلى فرنسا ويدين الاعتداءات الاسرائيلية
  • تحديد أولويات ومجالات الخطاب الإسلامي.. رؤية إصلاحية
  • السوداني سليمان: التلاحم تتوارثهُ الأجيال
  • الدكتور أسامة الجندي: الإيثار قيمة إنسانية عظيمة ورسالة إيمانية سامية
  • هنّ صانعات الأجيال: محافظ كفرالشيخ يكرم الأمهات المثاليات للعام 2025
  • مجلس مدينة حمص يعمل على تأهيل الشوارع التجارية في المدينة
  • الحرب في السودان.. صدمات نفسية تطارد الناجين وتهدد الأجيال
  • التبدّل في الخطاب الأمريكي تجاه روسيا.. هل سيُترجم في الواقع؟
  • أمين عام البحوث الإسلامية لـ«البوابة نيوز»: نعمل فى إطار الرسالة الشاملة للأزهر.. نركز على كل القضايا التي تمس الإنسان بشكل مباشر.. والخطاب الديني المستنير يراعي واقع المجتمع