لبنان ٢٤:
2024-12-23@00:51:23 GMT

كلاس: الشباب والخطاب السياسي غياب أم تغييب؟

تاريخ النشر: 8th, July 2024 GMT

كلاس: الشباب والخطاب السياسي غياب أم تغييب؟

كتب وزير الشباب والرياضة جورج كلاس مقالا بعنوان "الشباب والخطاب السياسي ،غياب أم تغييب ؟"، جاء فيه: "يمعن صناع الخطاب السياسي بتجاهل نبض الأجيال، فيغيبونهم عن مناسبات وعناوين ومضامين كلامهم الناري الذي يشكل رافعة لفظية لمواقعهم و يؤكد على ديمومة سلطانهم وأحادية الإمساك بالقرار الزعامي وحصرية النطق باسم الجماعة .

ولعل ذلك من دواعي ومستلزمات مواكبة ازمات الواقع وليس سعياً لديمومة وصاية. فغياب الشباب عن ساحة الحدث فاعلين او متفاعلين ليس مسؤولية الزعماء حصراً.

معضلية الشباب اللبناني وما يقاسونه من مشاكل وجودية حادة تتراكم لحظياً في الواقع الراهن، انهم حاضرون في التبعيات المتشابكة وغائبون عن الساحة الوطنية ، ومغيَّبون في الخطاب القيادي والمرجعي، الذي تغلب عليه صفة الشيخوخة الوقورة وذات الاعتبار، والتي لا يُكسر خاطرها بعدم الإصغاء اليها او حتى الاعتراض على بعض ما يقُال ويُخْطب. فمشكلة الشباب انهم لا يبادرون ولا يتكلمون، وليس من يكلِّمهم ولا منْ يخاطبهم ولا حتى منْ يوجّه اليهم خطاب حثٍّ وتحفيز وإنهاض وتشجيع وبعث ثقة، ولو من باب تحميلهم مسؤولية الجهوزية الواجبة لأن يكونوا مشاريع نوعية للقيادات المستقبلية.

هذه الانكفائية اللافتة تطبع جيل الشباب بالاتكالية والخمول السياسي وتحول دون تطورية الأجيال التي تبنى عليها قواعد الرؤية الوطنية. وتلك شائبة مجتمعية يجب الاسراع لردم الفجوة التي تتعمق اكثر إن لم يتم تداركها، فتنشأ لدينا اجيال شبابية متباعدة، هي بتوصيفها أقرب إلى الجاليات منها إلى المواطنة الحقة.

فهل ان لبنان بات هرماً إلى حد ان الخطباء والمتخاطبين اعتادوا تبادلية الأدوار والمواقف في التنافس والتخاصم واحتكار سلطة اللفظ واستثمار الكاريزما النطقية بنرجسية مضمرة، يستسيغها المدمنون على الإنصات الإستسلامي، ولا يرفضها السامعون المنضوون، إرادة او بتأثير مجتمعي أو اقتناع ضمني ان الخطيب محق وأن خطابه هو الحق، ولو لم يكن لهم في مضامين الكلام لا مطرح ولا موقع ولا ذكر، ولا حتى أي بعث للأمل بأن يكون لهم دور وطني مأمول على مقاس انتظاراتهم المعلنة ومقدار طموحاتهم المضمرة؟

لعل أكثر النواقص المجتمعية بروزاً في تظهير واقع الخطاب السياسي في لبنان اليوم، هي ان بعض الزعماء لا يخطبون في الشباب ولا يخاطبونهم، بل يتوجهون إلى تبادلية آلردود بين فرقاء الصف الأول وفق أنماط الخطاب السجالي الأفقي الموجه من زعيم إلى زعيم آخر، من دون اتقان مهارة الخطاب العمودي الموجه من القائد والزعيم المرجعي إلى فئة الشباب من جماعته بالأخص او الاجيال الشبابية بوجه عام.

هذه الإبتعادية او التجاهلية لحركية الأجيال وتطوريتها الموجبة الرعاية، تفضي إلى الشعور بالإبعاد وإحكام وصاية الحاضر الهرم على المستقبل الشاب، فتنتج إذاك تبعيات شبابية أحادية الرأي، ترتاح إلى وقوفيّة التفكير ولا تخاف من جمودية التحديث وغياب التنوير ولا هي تشعر بالدونية والمملوكية . 

المرجو الأكثر لحّاً وسرعة، ان يعاد للشاب موقعهم في الخطاب القيادي والكلام المرجعي ويكونوا هم مركزية الخطاب، وأن نعيد اليهم الثقة فيعيدون هم بناء مستقبلهم على مسؤوليتهم بالارتكاز على ثلاثية: المبادرة والثقة والمسؤولية. إذاك يكونون قادرين ان يستأنفوا الحضارة من جديد".

 

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: الخطاب السیاسی

إقرأ أيضاً:

وزير الأوقاف: صحافة مصر قلاع وعي وحصون فكر.. ونمتلك قامات صحفية كبيرة

نظمت الهيئة الوطنية للصحافة، برئاسة المهندس عبدالصادق الشوربجي، ندوة موسعة، بحضور الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، لاستعراض جهود الوزارة في تجديد الخطاب الديني ومواجهة الفكر المتطرف وبناء الوعي الديني السليم وتعزيز قيم التسامح، فضلا عن استعراض آخر إجراءات تطوير الأداء الإداري بمديريات الأوقاف وتحسين الأداء العلمي والدعوي للأئمة.

ملف تجديد الخطاب الديني

وبحسب بيان الهيئة الوطنية للصحافة اليوم، فقد ثمن الشوربجي، في بداية الندوة التي انعقدت أمس الخميس، جهود الوزير الكبيرة في تنفيذ رؤية الدولة المصرية في العديد من الملفات والقضايا وفي المقدمة منها تجديد الخطاب الديني لمواجهة الفكر التكفيري المتطرف وبناء الوعي الثقافي والديني السليم، وتعزيز قيم التسامح ونشر الفكر الوسطي الصحيح، مشيدًا بجهود الوزارة في إطار إعمار بيوت الله سواء بافتتاح مساجد جديدة أو عمليات الصيانة والتطوير.

وقال الشوربجي إن العالم يمر بأزمات سريعة ومتلاحقة، الأمر الذي يفرض المزيد من التحديات ويتطلب تضافر جهود جميع مؤسسات الدولة للحفاظ على بلدنا قوية وسط هذه التطورات والأحداث، مشيرًا إلى أن صحافة مصر القومية ستبقى داعمة للوطن وقضاياه، وأداة قوية ورئيسية في عمليات التنوير والتثقيف ونشر الوعي ومواجهة الشائعات والأفكار المغلوطة.

وقال: نحن مستعدون دائما لتعزيز ودعم التعاون مع وزارة الأوقاف في إطار الدور الوطني للمؤسسات الصحفية القومية لتوضيح الحقائق ومواجهة الأفكار المغلوطة ومساندة خطط ورؤية الدولة لتجديد الخطاب الديني ونشر الفكر الوسطي الصحيح.

كنوز الصحافة المصرية

من جانبه، أعرب الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، عن سعادته بالتواجد في الهيئة الوطنية للصحافة في ندوة مهمة بحضور كبار الكتاب والصحفيين، مؤكدا أن صحافة مصر القومية قلاع وعي وحصون فكر عريقة، وتمتلك كنوزا وقامات صحفية كبيرة ملئت الوطن علمًا وفكرًا.

وتطرق الوزير إلى أولويات عمل الوزارة خلال الفترة الراهنة والمستقبلية، والتي تتمثل في مواجهة التطرف الديني والإرهاب، التطرف اللاديني وتراجع القيم الأخلاقية، وتعزيز بناء الإنسان وصناعة الحضارة، مشيرًا إلى قضية تجديد الخطاب الديني ومواجهة التطرف الفكري، والعمل على تحصين المجتمع المصري من كل صور التطرف، وخاصة بعد التحدي الكبير الذي أوجدته التكنولوجيا الحديثة والسوشيال ميديا على كثير من المستويات، سواء دينيا أومجتمعيا وأخلاقيا وغيرها.

وتابع الوزير أن المؤسسات الفكرية دورها هنا مهم للغاية، فقد تحملت المؤسسات الأمنية ما يفوق طاقتها بكثير، وحان الوقت لمعركة فكرية حاسمة تخفف العبء عن كاهل الأجهزة الأمنية لمواجهة المتطرفين وأفكارهم المسمومة، وأرى أن تسعة أعشار المعركة مع التطرف تقع على عاتق المؤسسات الفكرية، وأشار إلى أهمية حصر مواطن الخطر، فالتنظيمات المتطرفة تستغل التكنولوجيا وتسخرها في مخططاتها وهناك من القوى العالمية من ينفق عليهم بسخاء ويوظفهم ويستغلهم لضرب استقرار الأوطان، وهنا يجب أن تكون المواجهة مع مثل هذه التنظيمات منظمة ومدروسة ووفق مسار محدد بدقة وبتعاون من كل المؤسسات.

التطرف لا يعرف ديانة

وأكد الأزهري، أن التطرف لا يعرف ديانة، ووقائع التاريخ تؤكد ذلك، والدين لا يصنع التطرف، فالإرهاب والتطرف فكرة عابرة للأديان والشعوب والثقافات، نحن في حرب فكرية نخوضها وخطر يجب مواجهته لحماية أوطاننا وأبنائنا وحتى أطفالنا، وهنا يجب علينا الحذر كل الحذر في التعامل مع النشء، والحرص من السوشيال ميديا التي تمتلئ بكتائب إلكترونية مغرضة تستهدف بث روح التشاؤم واليأس وإثارة الحيرة والشكوك في مؤسسات الدولة

وأكد الوزير استمرار الجهود لتجديد الخطاب الديني وتطوير آلياته، والاعتماد على التكنولوجيا الحديثة للوصول لأكبر عدد من المواطنين وحاليا يجري الإعداد لإطلاق منصة إلكترونية شاملة تغطي كثير من الجوانب المهمة، فضلا عن استمرار تعزيز عملية تشكيل الوعي الديني السليم، بما يسهم في بناء شخصية الإنسان المصري، ومواجهة كل السلوكيات التي تؤدي إلى تراجع في الأخلاق.

تكريم الأزهري في الهيئة الوطنية للصحافة

وفي نهاية الندوة، أهدى المهندس عبدالصادق الشوربجي، درع الهيئة الوطنية للصحافة، للدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، تكريمًا لجهوده.

 

مقالات مشابهة

  • مرصد الأزهر ينظم محاضرة طلابية ضمن مبادرة «نحو رؤية شبابية لمجابهة التطرف»
  • أوقاف الفيوم تطلق الأسبوع الثقافي بـ17 مسجدًا لنشر الخطاب الوسطي
  • كاتب صحفي: السيسي حريص على متابعة الأجيال القادمة لكلية الشرطة
  • طرق دبي تستكمل توسعة تقاطع شارع عمر بن الخطاب مع شارع آل مكتوم
  • دبي.. إنجاز توسعة تقاطع شارع عمر بن الخطاب مع «آل مكتوم»
  • جدلية الخطاب الأبوي بين المسؤولية والاعتذار
  • كاتب صحفي: استضافة قمة الدول الثماني يدل على التقدم السياسي لمصر
  • كاتب صحفي: استضافة قمة الدول الثماني تعكس التقدم السياسي لمصر
  • المهن التمثيليه تلغى توكيل مرتضى منصور فى قضية عمر زهران
  • وزير الأوقاف: صحافة مصر قلاع وعي وحصون فكر.. ونمتلك قامات صحفية كبيرة