لبنان ٢٤:
2024-10-06@07:55:58 GMT

كلاس: الشباب والخطاب السياسي غياب أم تغييب؟

تاريخ النشر: 8th, July 2024 GMT

كلاس: الشباب والخطاب السياسي غياب أم تغييب؟

كتب وزير الشباب والرياضة جورج كلاس مقالا بعنوان "الشباب والخطاب السياسي ،غياب أم تغييب ؟"، جاء فيه: "يمعن صناع الخطاب السياسي بتجاهل نبض الأجيال، فيغيبونهم عن مناسبات وعناوين ومضامين كلامهم الناري الذي يشكل رافعة لفظية لمواقعهم و يؤكد على ديمومة سلطانهم وأحادية الإمساك بالقرار الزعامي وحصرية النطق باسم الجماعة .

ولعل ذلك من دواعي ومستلزمات مواكبة ازمات الواقع وليس سعياً لديمومة وصاية. فغياب الشباب عن ساحة الحدث فاعلين او متفاعلين ليس مسؤولية الزعماء حصراً.

معضلية الشباب اللبناني وما يقاسونه من مشاكل وجودية حادة تتراكم لحظياً في الواقع الراهن، انهم حاضرون في التبعيات المتشابكة وغائبون عن الساحة الوطنية ، ومغيَّبون في الخطاب القيادي والمرجعي، الذي تغلب عليه صفة الشيخوخة الوقورة وذات الاعتبار، والتي لا يُكسر خاطرها بعدم الإصغاء اليها او حتى الاعتراض على بعض ما يقُال ويُخْطب. فمشكلة الشباب انهم لا يبادرون ولا يتكلمون، وليس من يكلِّمهم ولا منْ يخاطبهم ولا حتى منْ يوجّه اليهم خطاب حثٍّ وتحفيز وإنهاض وتشجيع وبعث ثقة، ولو من باب تحميلهم مسؤولية الجهوزية الواجبة لأن يكونوا مشاريع نوعية للقيادات المستقبلية.

هذه الانكفائية اللافتة تطبع جيل الشباب بالاتكالية والخمول السياسي وتحول دون تطورية الأجيال التي تبنى عليها قواعد الرؤية الوطنية. وتلك شائبة مجتمعية يجب الاسراع لردم الفجوة التي تتعمق اكثر إن لم يتم تداركها، فتنشأ لدينا اجيال شبابية متباعدة، هي بتوصيفها أقرب إلى الجاليات منها إلى المواطنة الحقة.

فهل ان لبنان بات هرماً إلى حد ان الخطباء والمتخاطبين اعتادوا تبادلية الأدوار والمواقف في التنافس والتخاصم واحتكار سلطة اللفظ واستثمار الكاريزما النطقية بنرجسية مضمرة، يستسيغها المدمنون على الإنصات الإستسلامي، ولا يرفضها السامعون المنضوون، إرادة او بتأثير مجتمعي أو اقتناع ضمني ان الخطيب محق وأن خطابه هو الحق، ولو لم يكن لهم في مضامين الكلام لا مطرح ولا موقع ولا ذكر، ولا حتى أي بعث للأمل بأن يكون لهم دور وطني مأمول على مقاس انتظاراتهم المعلنة ومقدار طموحاتهم المضمرة؟

لعل أكثر النواقص المجتمعية بروزاً في تظهير واقع الخطاب السياسي في لبنان اليوم، هي ان بعض الزعماء لا يخطبون في الشباب ولا يخاطبونهم، بل يتوجهون إلى تبادلية آلردود بين فرقاء الصف الأول وفق أنماط الخطاب السجالي الأفقي الموجه من زعيم إلى زعيم آخر، من دون اتقان مهارة الخطاب العمودي الموجه من القائد والزعيم المرجعي إلى فئة الشباب من جماعته بالأخص او الاجيال الشبابية بوجه عام.

هذه الإبتعادية او التجاهلية لحركية الأجيال وتطوريتها الموجبة الرعاية، تفضي إلى الشعور بالإبعاد وإحكام وصاية الحاضر الهرم على المستقبل الشاب، فتنتج إذاك تبعيات شبابية أحادية الرأي، ترتاح إلى وقوفيّة التفكير ولا تخاف من جمودية التحديث وغياب التنوير ولا هي تشعر بالدونية والمملوكية . 

المرجو الأكثر لحّاً وسرعة، ان يعاد للشاب موقعهم في الخطاب القيادي والكلام المرجعي ويكونوا هم مركزية الخطاب، وأن نعيد اليهم الثقة فيعيدون هم بناء مستقبلهم على مسؤوليتهم بالارتكاز على ثلاثية: المبادرة والثقة والمسؤولية. إذاك يكونون قادرين ان يستأنفوا الحضارة من جديد".

 

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: الخطاب السیاسی

إقرأ أيضاً:

محمد المزروعي: جسور تربط الأجيال بالعلم والمعرفة

قال محمد بن مبارك بن فاضل المزروعي وزير الدولة لشؤون الدفاع، في كلمة نشرتها وزارة الدفاع عبر حسابها في منصة «إكس»: «إن التعليم هو الأساس الذي يبنى عليه كل تقدم وازدهار، والمعلمين هم الجسور التي تربط الأجيال بالعلم والمعرفة، ويزرعون في نفوسهم حب الوطن والقيم النبيلة، إننا ندرك في وزارة الدفاع أن التعليم هو أحد أعمدة بناء الإنسان القادر على خدمة بلاده بكل إخلاص وتفان. فكل الشكر والتقدير للمعلمين على عطائهم اللامحدود، وعلى دورهم المحوري في ازدهار وتقدم المجتمع».

مقالات مشابهة

  • محمد المزروعي: جسور تربط الأجيال بالعلم والمعرفة
  • هكذا وظفت إسرائيل الخطاب الديني في عدوانها على لبنان
  • معالم الفشل.. تشنج الخطاب (1-2)
  • ضمك يقتنص فوزًا صعبًا من الشباب في غياب طارق حامد
  • بنية الخطاب السياسي الوطني والرواية التسجيلية التوثيقية المعاصرة
  • كلاس: اهلنا ليس بحاجة إلى مأوى بل إلى قلوب تستضيفهم
  • «6 أكتوبر ».. دروس لكل الأجيال!!
  • كلاس: المنشآت الرياضيّة مراكز استضافة ومساعدات لوجستيّة لخدمة أهلنا
  • كلاس: نضع امكانات الوزارة بتصرف منسق هيئة الطوارئ و الكوارث في مجلس الوزراء
  • أجمل الأدعية للأبناء بالتوفيق