لبنان ٢٤:
2024-11-22@11:44:48 GMT
كلاس: الشباب والخطاب السياسي غياب أم تغييب؟
تاريخ النشر: 8th, July 2024 GMT
كتب وزير الشباب والرياضة جورج كلاس مقالا بعنوان "الشباب والخطاب السياسي ،غياب أم تغييب ؟"، جاء فيه: "يمعن صناع الخطاب السياسي بتجاهل نبض الأجيال، فيغيبونهم عن مناسبات وعناوين ومضامين كلامهم الناري الذي يشكل رافعة لفظية لمواقعهم و يؤكد على ديمومة سلطانهم وأحادية الإمساك بالقرار الزعامي وحصرية النطق باسم الجماعة .
معضلية الشباب اللبناني وما يقاسونه من مشاكل وجودية حادة تتراكم لحظياً في الواقع الراهن، انهم حاضرون في التبعيات المتشابكة وغائبون عن الساحة الوطنية ، ومغيَّبون في الخطاب القيادي والمرجعي، الذي تغلب عليه صفة الشيخوخة الوقورة وذات الاعتبار، والتي لا يُكسر خاطرها بعدم الإصغاء اليها او حتى الاعتراض على بعض ما يقُال ويُخْطب. فمشكلة الشباب انهم لا يبادرون ولا يتكلمون، وليس من يكلِّمهم ولا منْ يخاطبهم ولا حتى منْ يوجّه اليهم خطاب حثٍّ وتحفيز وإنهاض وتشجيع وبعث ثقة، ولو من باب تحميلهم مسؤولية الجهوزية الواجبة لأن يكونوا مشاريع نوعية للقيادات المستقبلية.
هذه الانكفائية اللافتة تطبع جيل الشباب بالاتكالية والخمول السياسي وتحول دون تطورية الأجيال التي تبنى عليها قواعد الرؤية الوطنية. وتلك شائبة مجتمعية يجب الاسراع لردم الفجوة التي تتعمق اكثر إن لم يتم تداركها، فتنشأ لدينا اجيال شبابية متباعدة، هي بتوصيفها أقرب إلى الجاليات منها إلى المواطنة الحقة.
فهل ان لبنان بات هرماً إلى حد ان الخطباء والمتخاطبين اعتادوا تبادلية الأدوار والمواقف في التنافس والتخاصم واحتكار سلطة اللفظ واستثمار الكاريزما النطقية بنرجسية مضمرة، يستسيغها المدمنون على الإنصات الإستسلامي، ولا يرفضها السامعون المنضوون، إرادة او بتأثير مجتمعي أو اقتناع ضمني ان الخطيب محق وأن خطابه هو الحق، ولو لم يكن لهم في مضامين الكلام لا مطرح ولا موقع ولا ذكر، ولا حتى أي بعث للأمل بأن يكون لهم دور وطني مأمول على مقاس انتظاراتهم المعلنة ومقدار طموحاتهم المضمرة؟
لعل أكثر النواقص المجتمعية بروزاً في تظهير واقع الخطاب السياسي في لبنان اليوم، هي ان بعض الزعماء لا يخطبون في الشباب ولا يخاطبونهم، بل يتوجهون إلى تبادلية آلردود بين فرقاء الصف الأول وفق أنماط الخطاب السجالي الأفقي الموجه من زعيم إلى زعيم آخر، من دون اتقان مهارة الخطاب العمودي الموجه من القائد والزعيم المرجعي إلى فئة الشباب من جماعته بالأخص او الاجيال الشبابية بوجه عام.
هذه الإبتعادية او التجاهلية لحركية الأجيال وتطوريتها الموجبة الرعاية، تفضي إلى الشعور بالإبعاد وإحكام وصاية الحاضر الهرم على المستقبل الشاب، فتنتج إذاك تبعيات شبابية أحادية الرأي، ترتاح إلى وقوفيّة التفكير ولا تخاف من جمودية التحديث وغياب التنوير ولا هي تشعر بالدونية والمملوكية .
المرجو الأكثر لحّاً وسرعة، ان يعاد للشاب موقعهم في الخطاب القيادي والكلام المرجعي ويكونوا هم مركزية الخطاب، وأن نعيد اليهم الثقة فيعيدون هم بناء مستقبلهم على مسؤوليتهم بالارتكاز على ثلاثية: المبادرة والثقة والمسؤولية. إذاك يكونون قادرين ان يستأنفوا الحضارة من جديد".
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: الخطاب السیاسی
إقرأ أيضاً:
قمة المعرفة تناقش آليات تجهيز الأجيال القادمة لسوق العمل
سلطت قمة المعرفة 2024 في يومها الثاني والأخير الضوء على مجموعة من المحاور المرتبطة باستراتيجيات الذكاء الاصطناعي وأحدث أدوات الابتكار في قطاع التعليم والمهارات التي تحتاجها الأجيال القادمة.
وناقشت جلسة "التخصص في قيادة واستراتيجيات الذكاء الاصطناعي التوليدي" التي قدمتها البروفيسورة باربرا أوكلي أستاذة الهندسة في جامعة أوكلاند الإمكانات الثورية التي يقدمها الذكاء الاصطناعي التوليدي في قطاع التعليم، حيث استعرضت الأساليب التي يمكن من خلالها للنماذج اللغوية الضخمة مثل Chat GPT إحداث تحول جذري في طرق تقديم المحتوى التعليمي.وسلطت جلسة "ما بعد المؤهلات التقليدية: الابتكار في التعليم فوق الثانوي" ــ التي شارك فيها كل من.. الدكتورة ديما جمالي نائبة رئيس الجامعة الكندية في دبي، وناريمان حاج حمو المديرة التنفيذية لمركز كليكس، وجين مان المديرة الإدارية للشراكات التعليمية في كلية كامبردج الدولية، وأدارها زاهر سرور رئيس قسم الشراكات في كورسيرا - الشرق الأوسط وأفريقيا، الضوء على حاجة التعليم فوق الثانوي إلى تبني نماذج تعليمية مبتكرة تستجيب للمتغيرات المتسارعة في سوق العمل العالمي.
وشددت على أهمية تشجيع الابتكار في تصميم المناهج الدراسية والاستثمار في التكنولوجيا لتمكين الشباب من تحقيق تطلعاتهم المهنية.