كلاس: الشباب والخطاب السياسي غياب أم تغييب؟
تاريخ النشر: 8th, July 2024 GMT
كتب وزير الشباب والرياضة جورج كلاس مقالا بعنوان "الشباب والخطاب السياسي ،غياب أم تغييب ؟"، جاء فيه: "يمعن صناع الخطاب السياسي بتجاهل نبض الأجيال، فيغيبونهم عن مناسبات وعناوين ومضامين كلامهم الناري الذي يشكل رافعة لفظية لمواقعهم و يؤكد على ديمومة سلطانهم وأحادية الإمساك بالقرار الزعامي وحصرية النطق باسم الجماعة .
معضلية الشباب اللبناني وما يقاسونه من مشاكل وجودية حادة تتراكم لحظياً في الواقع الراهن، انهم حاضرون في التبعيات المتشابكة وغائبون عن الساحة الوطنية ، ومغيَّبون في الخطاب القيادي والمرجعي، الذي تغلب عليه صفة الشيخوخة الوقورة وذات الاعتبار، والتي لا يُكسر خاطرها بعدم الإصغاء اليها او حتى الاعتراض على بعض ما يقُال ويُخْطب. فمشكلة الشباب انهم لا يبادرون ولا يتكلمون، وليس من يكلِّمهم ولا منْ يخاطبهم ولا حتى منْ يوجّه اليهم خطاب حثٍّ وتحفيز وإنهاض وتشجيع وبعث ثقة، ولو من باب تحميلهم مسؤولية الجهوزية الواجبة لأن يكونوا مشاريع نوعية للقيادات المستقبلية.
هذه الانكفائية اللافتة تطبع جيل الشباب بالاتكالية والخمول السياسي وتحول دون تطورية الأجيال التي تبنى عليها قواعد الرؤية الوطنية. وتلك شائبة مجتمعية يجب الاسراع لردم الفجوة التي تتعمق اكثر إن لم يتم تداركها، فتنشأ لدينا اجيال شبابية متباعدة، هي بتوصيفها أقرب إلى الجاليات منها إلى المواطنة الحقة.
فهل ان لبنان بات هرماً إلى حد ان الخطباء والمتخاطبين اعتادوا تبادلية الأدوار والمواقف في التنافس والتخاصم واحتكار سلطة اللفظ واستثمار الكاريزما النطقية بنرجسية مضمرة، يستسيغها المدمنون على الإنصات الإستسلامي، ولا يرفضها السامعون المنضوون، إرادة او بتأثير مجتمعي أو اقتناع ضمني ان الخطيب محق وأن خطابه هو الحق، ولو لم يكن لهم في مضامين الكلام لا مطرح ولا موقع ولا ذكر، ولا حتى أي بعث للأمل بأن يكون لهم دور وطني مأمول على مقاس انتظاراتهم المعلنة ومقدار طموحاتهم المضمرة؟
لعل أكثر النواقص المجتمعية بروزاً في تظهير واقع الخطاب السياسي في لبنان اليوم، هي ان بعض الزعماء لا يخطبون في الشباب ولا يخاطبونهم، بل يتوجهون إلى تبادلية آلردود بين فرقاء الصف الأول وفق أنماط الخطاب السجالي الأفقي الموجه من زعيم إلى زعيم آخر، من دون اتقان مهارة الخطاب العمودي الموجه من القائد والزعيم المرجعي إلى فئة الشباب من جماعته بالأخص او الاجيال الشبابية بوجه عام.
هذه الإبتعادية او التجاهلية لحركية الأجيال وتطوريتها الموجبة الرعاية، تفضي إلى الشعور بالإبعاد وإحكام وصاية الحاضر الهرم على المستقبل الشاب، فتنتج إذاك تبعيات شبابية أحادية الرأي، ترتاح إلى وقوفيّة التفكير ولا تخاف من جمودية التحديث وغياب التنوير ولا هي تشعر بالدونية والمملوكية .
المرجو الأكثر لحّاً وسرعة، ان يعاد للشاب موقعهم في الخطاب القيادي والكلام المرجعي ويكونوا هم مركزية الخطاب، وأن نعيد اليهم الثقة فيعيدون هم بناء مستقبلهم على مسؤوليتهم بالارتكاز على ثلاثية: المبادرة والثقة والمسؤولية. إذاك يكونون قادرين ان يستأنفوا الحضارة من جديد".
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: الخطاب السیاسی
إقرأ أيضاً:
كاتب صحفي: المشهد السياسي في قطاع غزة بات غير واضح
أكد الكاتب الصحفي أحمد حمدي، أن المشهد السياسي في قطاع غزة بات غير واضح، فلا أحد يعلم من يدير البلاد حاليًا؛ ومن سيديرها في المرحلة المقبلة.
وأضاف خلال لقائه مع الإعلاميتين رشا مجدي وعبيدة أمير ببرنامج «صباح البلد» المذاع عبر قناة صدى البلد، «الوضع الحالي في قطاع غزة ماشي اليوم بيومه وقد يكون الساعة بساعتها فقط».
وتابع أن هناك نوعًا من الضبابية وعدم الشفافية في تنفيذ بنود الاتفاق على قرار وقف إطلاق النار في غزة، فخروج الأسرى والمحتجزين لم يتم في موعده كما هو محدد، الأمر الذي استدعى تدخل الوسطاء لحل هذه الأمور.