أكد خبراء أن خطاب المتحدث باسم "كتائب القسام"، أبي عبيدة، والذي تزامن مع الحديث عن تقدم في مفاوضات وقف إطلاق النار، جاء ليرسم المشهد العسكري ويوضح أن قوات الاحتلال الإسرائيلي تعاني من نقص في المقاتلين والذخيرة، والإنهاك، وفي ذات الوقت للتوضيح أن من يُعطل المفاوضات هو رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو وليس المقاومة الفلسطينية.



وكان أبو عبيدة قد أكد في خطابه المصور الأول منذ 42 يوما، أن قدرات كتائب عز الدين القسام كبيرة، كما أنه أشار إلى أنه تم تجنيد الآلاف خلال الحرب وتم تعزيز القدرات الدفاعية لمواجهة قوات الاحتلال.

ولفت إلى أن الشعب الفلسطيني، لا يزال يتعرض للإبادة الجماعية والعدوان، مؤكدا أن "طوفان الأقصى لم يكن بداية المقاومة للاحتلال بل هو انفجار في وجه جرائم العدو".

المقاومة متماسكة
الخبير العسكري والاستراتيجي نضال أبو زيد، قال: "يبدو أن أبا عبيدة أراد عرض ورسم عدة صور لمشهد الحرب بعد 9 أشهر من بدئها، الصورة الأولى كانت تمثل أو تتجسد في المقاومة عبر إشارته إلى أن 24 كتيبة للمقاومة قاتلت منذ بدء العملية العسكرية، وأن هناك عملية إعادة تجنيد وضخ عناصر جديدة".

وتابع أبو زيد خلال حديثه لـ"عربي21": "والصورة الثانية هي لقوات الاحتلال، وذلك من خلال تصريحات يوآف غالانت بأن جيش الاحتلال بحاجة إلى 10 آلاف مقاتل ليتم إنجاز المهمة في قطاع غزة، إضافة إلى تصريحات هرتسي هاليفي حينما قال- إننا بحاجة 15 كتيبة للاستمرار بالعملية العسكرية".


ويكمل: "بالتالي ووفقا للتحليل العسكري فإن قوات الاحتلال تعاني من نقص كبير في القوى البشرية، وتعاني أكثر من الإجهاد والإنهاك نتيجة طول فترة العمليات العسكرية، وفي المقابل فإن المقاومة متماسكة وقوتها البشرية بحالة جيدة وتستطيع الاستمرار في العمليات العسكرية".

وأوضح أن "أبا عبيدة أراد أيضا رسم صورة لوضع سلاح المقاومة عبر الإشارة إلى أن المقاومة تستطيع إنتاج أسلحتها بنفسها، وبالتالي أشار إلى أن التزويد والإمداد والذخيرة بحالة جيدة، في الوقت الذي يعاني فيه الاحتلال من نقص في الذخيرة".

وقال أبو زيد إن "أبا عبيدة أراد من خلال عرضه صور المشهد العسكري إرسال إشارة واضحة للاحتلال بأن المقاومة متماسكة وقادرة على التعاطي مع مسرح العمليات وقادرة على الاستمرار بالعمليات العسكرية أكثر، بالتالي فأعتقد أن الوضع العسكري الحالي قد يدفع باتجاه جعل فرص نجاح مفاوضات التهدئة هذه المرة تحديدا أكبر من فرص فشلها".

ثقة إسرائيلية بتصريحات أبي عبيدة
ووجه أبو عبيدة رسالة لعائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة مفادها أن "نتنياهو يتعامل مع مصير أبنائهم وكأنه ألعوبة بيده"، وأن "النصر المطلق الذي يتحدث عنه يعني انتصاره الشخصي وإرضاء صعاليك حكومته".

وجاءت رسالة أبو عبيدة هذه، في الوقت الذي تشهد فيه "تل أبيب" مظاهرات تطالب بوقف الحرب والسعي لإتمام صفقة تبادل أسرى بين المقاومة والاحتلال.

المختص بالشأن الإسرائيلي إيهاب جبارين، قال: "ربما يبدو أن حديث أبي عبيدة فيه قراءة للواقع أو ما يؤمن به الداخل الإسرائيلي بشكل أدق، لكن هي هنا تأتي على لسان –عدو- بالنسبة لهم، وبالتالي فسيكون لها وقع وأثر أكبر على الشارع الإسرائيلي".

وتابع جبارين خلال حديثه لـ"عربي21": "ولو تحدثنا عن توقيته فهو جاء في خضم مرحلة من مراحل المفاوضات يؤمن بها الشارع الإسرائيلي بأن نتنياهو يحاول أن يتلاعب، وهو ما قام به في مشهد كلاسيكي ومُستهلك بأن يعطي تصريحات كررها أكثر من مرة وقدم هذا المُلخص لكي يؤكد على موقفه المتشدد، ولكي تأتي كلمة "لا" من قبل حماس، أي وضع العصا داخل العجلة".

وأوضح أن "الشارع الإسرائيلي يدرك ذلك جيدا، ويمكن القول بأن لديه ثقة بأقوال حماس وأبي عبيدة أكثر من ما يجود به بنيامين نتنياهو، وربما هنا مربط الفرس بالنسبة للشارع الإسرائيلي، أنه يعلم أنه عالق في يد رجل يهوى السلطة بعيدا عن كل ما يلاحقه في نهاية هذا الطريق وما يهرب منه".


وحول إمكانية أن يدفع حديث أبي عبيدة الشارع الإسرائيلي لتكثيف تحركه قال جبارين: "تحرك الشارع الإسرائيلي فيه زخم سواء مع خطاب أبي عبيدة أو بدونه،  وهذا الأمر واضح جدا، رغم أنه يجب أن نتذكر أن هناك رقابة صارمة بالنسبة لهذا الخطاب وتداعياته في الداخل الإسرائيلي واستهلاكه في الإعلام العبري، ولكن ما يصل ويتسلل منه يُعزز رؤية ووجهة نظر الشارع الإسرائيلي بموقف رئيس حكومته المكشوف".

خيوط المفاوضات بيد نتنياهو
كذلك تزامن خطاب أبي عبيدة مع ورود أنباء عن وجود تقدم في مفاوضات وقف إطلاق النار، بالمقابل نتنياهو عاد ليؤكد أنه لن يقبل بوقف إطلاق نار دائم، وإنما مؤقت ليعود بعدها لاستكمال الحرب.

المختص بالشأن الإسرائيلي إيهاب جبارين، أكد أن "خيوط المفاوضات بيد نتنياهو وهذا ما ثبت خلال عمر هذه الحرب، وحتى الصفقة اليتيمة تمت إسرائيليا وفق رغبة بنيامين نتنياهو، وحتى عندما كان غانتس داخل هذه الحكومة فالصلاحيات كانت محصورة بيد نتنياهو".

وتابع: "بمعنى آخر حينما أشار نتنياهو إلى أنه يجب الوقوف على التفاصيل الصغيرة كان جادا في كلامه، فلو أراد الوفد الموجود بالدوحة تغيير أي بند فإنه يجب عليه الاتصال بتل أبيب وانتظار الرد ليعود به إلى الدوحة".

وأوضح أن "ما يريده نتنياهو هو المماطلة، نعم هو بحاجة إلى هذه الصفقة ولكن ليس الآن بل في السابع من أكتوبر، وإسرائيل لا تستطيع أن تتحمل أن يأتي هذا التاريخ وحماس ما زالت في سدة الحكم والأسرى ما زالوا داخل القطاع وسكان غلاف غزة ما زالوا خارج منازلهم، وبالتالي فهو يريد أن تتزامن الصفقة مع هذا التاريخ".

وحول ما إذا كان حديث أبي عبيدة عن تحرك فلسطينيي الداخل توقع أم واقع، "يعتقد جبارين أنه توقع، لأن المشهد منذ 7 أكتوبر حتى الآن بيد إسرائيل، حيث بدأت تُنفذ القوانين والأحكام بشكل أكثر صرامة ولا تتهاون مع أي تحرك، وبالتالي فهناك تأهب إسرائيلي صارم تجاه هذه الأمور، والتعامل مع الداخل يمكن القول إنه ضمن سياسة العصا والجزرة".

وأكد أن "العقاب والخطوات الاستباقية التي قامت بها إسرائيل ما بعد السابع من أكتوبر تجاه فلسطينيي الداخل أدت نوعا ما لكسر هذا التهديد وهذه الشوكة، وإلى الآن فإن قمع المظاهرات والملاحقة الأمنية ما زالت مستمرة، آخرها قمع المظاهرة في حيفا قبل أيام، وقمع وملاحقة نقابة المحامين وكذلك الإعلام".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الاحتلال نتنياهو الفلسطينية أبو عبيدة غزة فلسطين غزة نتنياهو الاحتلال أبو عبيدة المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الشارع الإسرائیلی أبی عبیدة إلى أن

إقرأ أيضاً:

المقاومة الفلسطينية تكشف كواليس مفاوضات مع الولايات المتحدة

 

الجديد برس|

كشفت حركة المقاومة الفلسطينية، الاثنين، كواليس المفاوضات مع الولايات المتحدة ..

يأتي ذلك قبيل انطلاق جولة جديدة من المفاوضات مع الاحتلال الإسرائيلي.

وأفاد عضو المكتب السياسي لحماس طاهر النونو، وفق ما نقلته وكالة رويترز، بأن النقاشات تركزت حول اطلاق سراح اسير إسرائيلي يحمل الجنسية الامريكية ، مؤكدا موافقة المقاومة على اطلاق سراحه شريطة اجبار الاحتلال على المضي قدما بتنفيذ مراحل اتفاق غزة التي وافق عليها.

وجاءت  تصريحات النونو غداة اعلان الاحتلال الإسرائيلي إعادة ارسال وفده المفاوض إلى الدوحة للمشاركة في جولة جديدة بشان المرحلة الثانية رغم محاولة نتنياهو التهرب منها عبر معاودة التصعيد.

في السياق، اتهم القيادي في حماس عزت الراشق نتنياهو بمحاولة اجهاض الاتفاق الأخير .

وكان ملف غزة شهد خلال الساعات الأخيرة حراكا مكثفا ميدانيا حيث واصل الاحتلال خطوات التصعيد بقطع الكهرباء وسياسيا بتكثيف اللقاءات للوسطاء الاقليمين والدوليين وسط مخاوف من تبعات إقليمية لعودة الحرب خصوصا بعد تلويح اليمن باستئناف عملياتها المساندة لغزة.

مقالات مشابهة

  • المقاومة الفلسطينية تكشف كواليس مفاوضات مع الولايات المتحدة
  • مختصان في الشأن الإسرائيلي: نتنياهو ذاهب للانتحار برفضه “المرحلة الثانية” من “الاتفاق”
  • عدم اختصاص قضاء المحتل بمُحاكمة المقاومة
  • مشعل: الشعب الفلسطيني وحده من سيحكم أرضه
  • رئيس الأركان الإسرائيلي يناقش مع نتنياهو استعدادات الجيش لاستئناف القتال في غزة
  • نتنياهو ورئيس الأركان الإسرائيلي بحثا استئناف القتال في غزة قريبًا
  • بن عامر يكشف تأثير عودة عمليات صنعاء على أمريكا
  • نتنياهو والعودة إلى الحرب
  • حماس: نتنياهو يتحمل مسؤولية الحصار والتجويع
  • خطة الجحيمفي غزة.. ما الذي تخطط له حكومة نتنياهو ؟