تأمين اللبنانيين على المحك.. كيف تزعزع القطاع في ظل الأزمات المتلاحقة
تاريخ النشر: 8th, July 2024 GMT
تعيش شركات التأمين في لبنان أوقاتا عصيبة، بدأت مع الأزمة الاقتصادية حيث لم تستطع أن تتخطاها إلى حدّ اليوم، إذ إن شبح الخسائر والتراجع لا يزال يسيطر عليها وسط التحديات الجمّة التي تواجهها، بالاضافة إلى تراجع قدرة المواطن الشرائية، الذي اضطر أن يعتمد على خدمات المؤسسات العامة المحدودة بدل اللجوء إلى شركات التأمين الخاصة.
المشكلة المالية التي طالت قطاع التأمين لم تؤثر على الشركات فقط، إنّما على المؤمِنين أيضا، حيث يفصح العديد من المواطنين عن مشاكل تواجههم مع عدد من الشركات التي حسب توصيفهم استغلت الازمة، وحاولت اللعب بقضية إعادة ما تم دفعه.
ماهر، الرجل الأربعيني، وهو موظف في إحدى الشركات يروي لـ"لبنان24" قضية صعبة واجهته مع إحدى شركات التأمين، التي لا تزال تماطل بقضيته منذ أكثر من 3 سنوات. فبعد أن طلب ماهر استرداد ما تم دفعه من تأمين على الحياة، تفاجأ منذ سنتين تقريبا بأن الشركة لن تعيد له الاموال بالدولار الفريش كما كان يدفع، ما يعني أنّه خسر أكثر من 65% من قيمة ما كان يدفعه منذ بداية عام 2017، أي قبل الأزمة.
وبعد أخذ ورد، استحصل ماهر على شيك باللولار، ما يعني فعليا خسارة قيمة المبلغ. وما زاد الطين بلة يتلخص بأن ماهر لم يستطع تصريف الشيك بشكل فوري، إذ تآكلت قيمته التي ترافقت مع الهبوط السريع لقيمة الليرة اللبنانية.
ومن المؤمِنين إلى أصحاب شركات التأمين، يؤكّد رئيس مجلس إدارة جمعيّة شركات الضمان أسعد ميرزا أن الشركات لم تخرج بعد من الأزمة الاقتصادية لا بل على العكس من ذلك، فإنّها لا تزال تعاني الأمرّين جراء تراجع قدرة المواطن، بالاضافة إلى ارتفاع قيمة التأمين، وهذا ما ينعكس بطبيعة الحال على عمل الشركات.
ويلفت ميرزا خلال اتصال عبر "لبنان24" إلى أن حجم المداخيل التي كان يدخلها القطاع تراجع بشكل كبير، ففي وقت كان يستطيع القطاع أن يؤمّن سنويا مليار و700 مليون دولار، فاليوم لا يتخطى المبلغ 950 مليون دولار، لافتا إلى أن القطاع صامد إلى حد الآن إلا أن قوته تختلف تماما عما كانت عليه قبل 2019.
وعن حجم بواليص التأمين التي يطلبها المؤمنون، وعلى عكس المتوقع، تؤكّد الارقام أنه لا يوجد اليوم ضغط على التأمين، خاصة على صعيد الصحة، فما هي الأسباب؟
يوعز ميرزا الاسباب إلى عدة نقاط أهمها الاوضاع المالية. فعلى صعيد الدخول إلى المستشفى، يقول ميرزا أن الدفع اليوم هو حصرا بالدولار، لافتًا إلى أن فئة التأمين بين الدرجة الأولى والثانية والثالثة تفاوتت بشكل كبير، علمًا أن كلفة الدخول إلى المستشفيات باتت مكلفة جدًا.
وحسب معلومات حصل عليها "لبنان24"، شهدت المستشفيات خلال فترة الستة أشهر الماضية ارتفاعا ملحوظا بالتكلفة، ما أثّر على قدرة شركات التأمين بتغطية كلفة الاستشفاء، علما أن بوليصة التأمين من غير الممكن تعديلها قبل انقضاء فترة السنة. وبالتوازي، فإنّ هذا الارتفاع أهلك القدرة المالية للشركات. من هنا، تؤكّد مصادر وزارة الاقتصاد لـ"لبنان24" أن الوزارة استدعت مسؤولين عن شركات التأمين للإستفسار عن سبب ارتفاع التكلفة، كما واستدعت الوزارة انطلاقا من ناحية حماية المستهلك نقيب المستشفيات الخاصة سليمان هارون للاستفسار عن ارتفاع كلفة العلاج، وحسب المعلومات فقد استعرض رئيس لجنة الرقابة أمام الوزارة معطيات أظهرت على سبيل المثال الفارق الكبير بين تكلفة الفحوصات بين مختبر وآخر، فمثلا رصدت الجهات المعنية فرقا وصل إلى 60 دولارا لناحية فحص محدد قامت به في مختبرين مختلفين. ففي حين بلغت كلفة الفحص 35 دولارا في المختبر الاول، وصلت إلى 95 دولارا في المختبر الثاني.
في هذا السياق، يؤكّد ميرزا أن حجم الزيادات التي أقرتها المستشفيات وصلت إلى حدود 120% في حين لم تتخط الزيادات التي أقرتها شركات التأمين 80%.
من ناحية أخرى، قال ميرزا بأن توقف المصارف عن إعطاء القروض للبنانيين ساهم بحد كبير بإضعاف قطاع التأمين، إذ كان من شرط المصارف للحصول على القرض أن يكون المقترض مؤمّنا على نفسه عند إحدى شركات التأمين، وهذا ما حرم بالتوازي الشركات من آلاف المؤمنين.
والمشكلة حسب ميرزا لا تتوقف عند المصارف، إنّما تمتد لتشمل قطاع البناء، والأعمال، وغيرها العديد من القطاعات التي كانت تؤمن خوفًا على عمالها.
ومن الصحة إلى التأمين على السيارات والمخاطر، يؤكّد ميرزا لـ"لبنان24" أنَّ الأمور اختلفت كليا، فأغلب الأشخاص يؤمنون التأمين الإلزامي فقط والتي تبلغ كلفته مع التأمين ضد الغير حوالي 80 دولارا.
ويؤكّد مصدر اقتصادي لـ"لبنان24" أن حرب غزة ساهمت برفع أسعار قطع السيارات، خاصة على صعيد الشحن إلى الشرق الاوسط، إذ إنّ كلفة التأمين البحري ارتفعت بشكل كبير. ويلفت المصدر إلى أن حرب أوكرانيا أيضا ساهمت وبشكل واضح في ارتفاع كلفة نقل المواد الأولية من أوروبا، وهذا ما ساهم برفع كلفة تصنيع قطع السيارات.
من هنا، يلفت ميرزا إلى أن القدرة الشرائية للمواطن انخفضت بشكل واضح، ولم يعد التأمين أولوية بالنسبة إليه، إذ إنّ أي رب منزل يضع في قائمة أولوياته تأمين الطعام والشراب، ومن ثم الاستشفاء، لافتًا إلى أن فرق الضمان الذي كانت تدفعه شركات التأمين لم يعد يُدفع اليوم، وهذا ما يبرّر تخلي الأشخاص عن اختيار تأمين الدرجة الأولى الإستشفائي والإنتقال إلى التأمين من الدرجة الثانية أو الثالثة.
وحسب الارقام، التي تُظهر حجم الكارثة، يشير ميرزا إلى أن عدد المؤمنين قبل الازمة كان يتراوح بين 800 إلى 900 ألف شخص، أما اليوم، فإن الرقم لا يتعدى 600 ألف شخص، مؤكدًا أن القطاع صامد في الوقت الحالي، إنّما إلى متى؟ لا أحد يعلم! المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: شرکات التأمین ا إلى أن وهذا ما
إقرأ أيضاً:
آذار سيزيد الطين بلة... الأب إيلي خنيصر عن الطقس: خطرٌ يُهدّد صيف اللبنانيين
نشر المتخصص في الأحوال الجوية الأب إيلي خنيصر، تقريره عن وضع الطقس في لبنان والمنطقة، ليوميّ الثلاثاء والأربعاء 11 و12 آذار 2025، وجاء فيه:
شهرُ آذار الذي يُعرف بأيامه الباردة والممطرة والمُثلجة، يخرج عن ميزاته الشتوية، ويتّسم بسِمةٍ ربيعية صيفية لهذا الموسم، فبدل أن يعوّض الخسائر في الهطولات، ها هو يزيد "الطين بلّة" ويذهب بتراجع في النِسَب المئوية للمعدلات العامّة الى اقصى حد، وبات الخطر الذي يهدّد صيف اللبنانيين مؤكّداً، وما ينتظرنا من شح الآبار واستمرار شراء صهاريج المياه وأزمة ريّ المزروعات بتكاليف باهظة، سينعكس سلباً على المواطن في الاشهر المقبلة، ناهيك عن وضع المسابح في المناطق الجبلية والبقاعية التي ستعاني من تأمين المياه، فلعنةُ المرتفعات الجوّية التي مرّت خلال الكانونَين ها هي تتكرر في شهر آذار اذ يسيطر المرتفع الشبه مداري على الشرق الاوسط يُسانده المرتفع السيبيري فوق وسط وغرب روسيا، بينما يعبر المنخفض الايسلاندي فوق شمال اوروبا ويجذب نحوه كل المنخفضات الجوية، فيما ينعدم حضورُها فوق تركيا وقبرص ولبنان وسوريا وفلسطين....
سوف يساهم نشاط المرتفع الشبه مداري بتعزيز حركة الرياح الجنوبية الشرقية الدافئة نحو الحوض الشرقي للبحر الابيض المتوسط من جهة، والجنوبية من صحراء ليبيا ومصر نحو شرق اوروبا والبحر الاسود من جهة أخرى، الامر الذي سيؤدي الى ارتفاع ملحوظ بدرجات الحرارة اعتباراً من يوم الاربعاء ولمدة اسبوع تقريباً، فتميل الاجواء في لبنان، الى ربيعية جبلاً، وربيعية صيفية ساحلاً وبقاعاً، لتلامس درجات الحرارة خلال الويك اند المقبل 26 درجة تقريباً،
ومن المنتظر ان يستمر وضع المرتفع الجوّي فوق المنطقة حتى التاسع عشر من هذا الشهر، على امل ان تعود حركة المنخفضات في الايام العشرة الاخيرة من آذار. طقس يوم الثلاثاء مشمس يتحوّل الى غائم مع ضباب على الجبال وارتفاع طفيف بدرجات الحرارة.
الحرارة على الساحل: 22 نهاراً و 14 ليلاً
في البقاع: 19 نهاراً و 05 ليلا
على الجبال 1200 متر: 17 نهاراً و 05 ليلاً
على الجبال 2000 متر: 13 نهاراً و 01 ليلاً
الرياح: جنوبية شرقية الى شرقية سرعتها 10 كم في الساعة تنشط احيانا لتلامس 20 كم
الضغط الجوّي: 1022hpa
الرطوبة: 85%
حالة البحر : منخفض الموج
حرارة المياه 19 درجة.