مِئذَنتا أبو دلف والملوية يثيران الجدل بجواز السفر العراقي! (صور)
تاريخ النشر: 7th, August 2023 GMT
السومرية نيوز – محليات
تداولت مواقع التواصل الاجتماعي، خطأ تأريخي، تمثل بوضع مئذنة جامع ابو دلف ووصفها بالمأذنة الملوية في احدى صفحات الجواز الالكتروني الجديد. ويُعد مسجد أبي دلف بالعراق، واحدًا من أشهر وأندر المساجد الإسلامية التي بنيت على الطراز العباسي، بمئذنته الفريدة المتميزة، وهو من أكبر وأهم المساجد الإسلامية الأثرية التي بنيت في الفترة العباسية في محافظة صلاح الدين شمال مدينة سامراء، نظرًا لضخامة مساحته وتصميم مئذنته الحلزونية الفريدة من نوعها في عمارة المساجد الإسلامية.
ترجع أقدم إشارة تاريخية لجامع أبي دلف إلى المؤرخ "البلاذري" في كتابه الشهير "فتوح البلدان"، وذكر فيه أن الخليفة العباسي المتوكل على الله بنى مدينة سماها "المتوكلية"، وفيها شيد مسجدًا سمي فيما بعد بمسجد "أبو دلف" في عام 246هـ/ 859م، ويقع شمال مدينة سامراء التي نمت بسرعة وانتهت سريعا حيث حكمها 8 خلفاء من العباسيين هم: "المعتصم بالله، المنتصر بالله، الواثق بالله، المتوكل على الله، المستعين بالله، والمعتز بالله، والمهتدي بالله، والمعتمد على الله، وهجرها المعتمد نحو سنة 889م.
سر التسمية:
ترجع تسمية الجامع إلى أبو دلف العجلي المتوفى 225 هـ واسمه "القاسم بن عيسى بن إدريس العجلي"، وقد أطلقت عليه في القرون المتأخرة لما يتمتع به صاحب هذا الاسم من الشهرة، فهو أحد كبار رجال الدولة العباسية ومن قادتها في عهد الخليفة العباسي هارون الرشيد. وهو شاعر وأديب له مؤلفاته عديدة منها "كتاب السلاح، كتاب الصيد، كتاب سياسة الملوك، كتاب النزه"، ورد اسمه في كتاب "وفيات الأعيان" لابن خلكان، وذكر عنه أنه "كان كريمًا جوادًا ممتدحًا شجاعًا مقدمًا ذا وقائع مشهورة وصنائع مأثورة، أخذ عنه الأدباء والفضلاء، وله صنعة في الغناء أيضًا".
التخطيط العمراني للمسجد:
جامع أبو دلف بسامراء من أكبر المساجد الإسلامية في العالم كله، تبلغ مساحته 46800 متر مربع، ويبلغ طول أضلاعه 260م، 180م، وبني المسجد على مساحة مستطيلة يتوسطها صحن مكشوف تحيط به أروقة أكبرها رواق "القبلة"، الذي يتكون من 3 بلاطات، ويحتوي على 24 صفًّا من الدعائم، بالإضافة إلى الرواق الشرقي والغربي الذي يحتوي على 4 صفوف من الدعائم، أما الجهة الشمالية من الجامع يوجد به 3 صفوف فقط.
في العصر الأموي تم بناء أعمدة حجرية، وقد استبدلت بدعامات تحمل السقف مشيدة بالآجر، ويحيط بالجامع من الخارج جدار من الطوب الآجر ارتفاعه 10 أمتار به 40 برجا نصف دائرية بارزة بنحو مترين لتدعيم الجدار، أما عن الجزء المسقف من الجامع يرتكز على دعائم مثمنة الأضلاع متصلة بأعمدة من الرخام في الأركان، ويحيط بمحراب الجامع عمودان رخاميان تنتهي بتيجان رومانية الشكل.
المئذنة الحلزونية.. ليس لها مثيل:
من أهم، بل أهم، ما يميز هذا المسجد الأثري هي المئذنة التي لم يسبق لها مثيل في العمارة الإسلامية حيث تشكل ممرات حلزونية متصاعدًا لـ5 مرات انتهاء بمصطبة تعلو عن الأرض 50 مترًا، وتقع خارج أسوار الجامع على قاعدة مربعة ارتفاعها 3 أمتار، وتدور الممرات الحلزونية المتصاعدة بعكس اتجاه عقارب الساعة.
يحمل بناء المئذنة بهذا الشكل فلسفة روحية إسلامية تحوي دلالات على تكاملية العمارة والفكر المعماري المسلم مع الدلالات الكونية المحيطة والاستجابة لها فهي تماثل الحركة في الطواف بعكس اتجاه عقارب الساعة، مما يجعل لها دلالات رمزية في تكاملية كونية، حيث إن الإلكترونات داخل الذرات تدور في مدارات بعكس عقارب الساعة وكذا الأرض حول الشمس.
ملوية سامراء:
أما مئذنة جامع الملوية، فتعد من أبرز معالم العمارة العباسية في مدينة سامراء، إذ تتميز بطراز معماري فريد من نوعه عن بقية مآذن العالم الإسلامي.
وتختلف مئذنة سامراء عن باقي مآذن المساجد في العالم الإسلامي بسبب شكلها الحلزوني الفريد، فهي متسعة المساحة من الأسفل، ويقل اتساعها صعوداً حتى بلوغ القمة بارتفاع يبلغ حوالي 52 متراً، وهي مؤلّفة من طبقات متعددة، كما أنها تنتصب خارج الجامع، أي أنها تعد بناء منفصل قائم بذاته.
ويجمع باحثون في التاريخ على أن تلك المئذنة -بعد مدينة بغداد- هي أفضل ما بناه العباسيون بين عامي 848 و852م.
المصدر: السومرية العراقية
إقرأ أيضاً:
عبد المنعم فؤاد: الإمام الأكبر أحيا دور أروقة الجامع الأزهر
نظم جناح الأزهر الشريف بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، اليوم الخميس، ندوة بعنوان "دور أروقة الأزهر في الحفاظ على الأمن الفكري والمجتمعي"، شارك فيها كل من الدكتور عبد المنعم فؤاد، المشرف العام على أروقة الجامع الأزهر، والدكتور صلاح عاشور، التاريخ والحضارة بجامعة الأزهر، عميد كلية اللغة العربية السابق، وأدارها الدكتور هاني عودة، مدير عام الجامع الأزهر، وسط حضور لافت من رواد المعرض.
جناح الأزهر بمعرض الكتاب يحذِّر من جريمة سرقة حقوق التأليف شيخ الأزهر يكرم رئيس هيئة الكتاب لدوره الثقافي البارز في معرض القاهرة
في بداية الندوة، قال الدكتور هاني عودة، مدير عام الجامع الأزهر، إن الناظر في تاريخ الجامع الأزهر يجد أنه منذ نشأته وهو يحمل لواء الوسطية والاعتدال، ويقوم بدور مهم في الحفاظ على الأمن الفكري بما ينعكس على الأمن المجتمعي، حيث كان طوال تاريخه العاصم الأول للمجتمع من الانحراف، معتمدا في مناهجه على العقل والنقل، ليواجه بالحجة والدليل والبرهان.
وأوضح الدكتور عبدالمنعم فؤاد، أن فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر، أحيا دور أروقة الجامع الأزهر، ووجه بتوسيع دورها، حتى انتشرت الآن في جميع أنحاء الجمهورية، ووصل عددها (١٢٥٠) رواقا للعلوم الشرعية والقرآن الكريم، يستفيد منها قرابة (٢٠٠) ألف طالب علم، بشكل مجاني دون مقابل، مؤكدا أن أروقة الأزهر ستواصل رسالتها لتقدم للعالم أجمع أن الإسلام دين السماحة والوسطية، مع مواصلة دورها في تخريج أجيال جديدة قادرة على نشر رسالة الأزهر الوسطية والمتسامحة في مصر وفي كل ربوع الدنيا، لتكون حائط صد في وجه دعاة التشكيك والتكفير، وينعم المجتمع بالأمن والاستقرار.
من جانبه، أوضح الدكتور صلاح عاشور، التاريخ والحضارة، أن الجامع الأزهر هو أهم مساجد مصر على الإطلاق، وأبرز المعاقل التاريخية لنشر وتعليم الإسلام، كذلك هو واحد من أشهر المساجد الأثرية في مصر والعالم الإسلامي، وجزء من مؤسسة الأزهر الشريف يعود تاريخ بنائه إلى بداية عهد الدولة الفاطمية في مصر، بعدما أتم جوهر الصقلي فتح مصر سنة 969م، مؤكدا أن الأزهر أعاد الريادة للعالم الإسلامي بعد أن أصيب بفترة من الركود الفكري، فكان الساحة العلمية ومنبع الفكر المستنير.
وأكد التاريخ، أن أروقة الأزهر تعد رمزا تاريخيا وحضاريا يشهد على عالمية الأزهر ودوره العلمى والاجتماعى على مر العصور، حيث أفرد الجامع الأزهر لكل جنسية وأهل إقليم من طلابه الذين وفدوا إليه من شتى بقاع العالم العربي والإسلامي "رِواقًا" يقيمون فيه إقامة دائمة بالمجان طوال السنوات التى كانوا يقضونها فى تحصيل العلوم فى رحابه، وهى أماكن للإعاشة الكاملة بالمجان، طعامًا وإقامة وكسوة ومرتبات ومخصصات كثيرة، وغير ذلك من الخدمات الجليلة تكريمًا وراحةً لهؤلاء المجاورين.
ويشارك الأزهر الشريف – للعام التاسع على التوالي – بجناح خاص في الدورة الـ56 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، ضمن قاعة التراث رقم (4)، على مساحة ألف متر، تشمل أقسامًا متنوعة: قاعة ندوات، ركن للفتوى، ركن الخط العربي، وآخر للمخطوطات النادرة وورش عمل للأطفال، في إطار استراتيجيته لنشر الفكر الوسطي وتعزيز الحوار الحضاري.