المقاومة متماسكة.. ما تأثير خطاب أبو عبيدة على الصعيد السياسي والعسكري؟
تاريخ النشر: 8th, July 2024 GMT
أكد خبراء أن خطاب المتحدث باسم "كتائب القسام"، أبو عبيدة، والذي تزامن مع الحديث عن تقدم في مفاوضات وقف إطلاق النار، جاء ليرسم المشهد العسكري ويوضح بأن قوات الاحتلال الإسرائيلي تعاني من نقص في المقاتلين والذخيرة، والإنهاك، وفي ذات الوقت للتوضيح بأن من يُعطل المفاوضات هو رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو وليس المقاومة الفلسطينية.
وكان أبو عبيدة قد أكد في خطابه المصور الأول منذ 42 يوم، أن قدرات كتائب عز الدين القسام كبيرة، كما أشار إلى أنه تم تجنيد الآلاف خلال الحرب وتم تعزيز القدرات الدفاعية لمواجهة قوات الاحتلال.
كما لفت إلى أن الشعب الفلسطيني، لا يزال يتعرض للإبادة الجماعية والعدوان، مؤكدا أن "طوفان الأقصى لم يكن بداية المقاومة للاحتلال بل هو انفجار في وجه جرائم العدو".
المقاومة متماسكة
الخبير العسكري والاستراتيجي نضال أبو زيد، قال "يبدو أن أبو عبيدة أراد عرض ورسم عدة صور لمشهد الحرب بعد 9 أشهر من بدئها، الصورة الأولى كانت تمثل أو تتجسد في المقاومة عبر إشارته إلى أن 24 كتيبة للمقاومة قاتلت منذ بدء العملية العسكرية، وأن هناك عملية إعادة تجنيد وضخ عناصر جديدة".
وتابع أبو زيد خلال حديثه لـ"عربي21"، "والصورة الثانية هي لقوات الاحتلال، وذلك من خلال تصريحات يوآف غالانت بأن جيش الاحتلال بحاجة إلى 10 آلاف مقاتل ليتم إنجاز المهمة في قطاع غزة، إضافة إلى تصريحات هرتسي هاليفي حينما قال- إننا بحاجة 15 كتيبة للاستمرار بالعملية العسكرية-".
ويكمل، "بالتالي وفقا للتحليل العسكري قوات الاحتلال تعاني من نقص كبير في القوى البشرية، وتعاني أكثر من الاجهاد والإنهاك نتيجة طول فترة العمليات العسكرية، بالمقابل المقاومة متماسكة وقوتها البشرية بحالة جيدة وتستطيع الاستمرار في العمليات العسكرية".
وأوضح أن "أبو عبيدة أراد أيضا رسم صورة لوضع سلاح المقاومة عبر الإشارة إلى أن المقاومة تستطيع انتاج اسلحتها بنفسها، وبالتالي اشار إلى أن التزويد والامداد والذخيرة بحالة جيدة، في الوقت الذي يعاني فيه الاحتلال من نقص في الذخيرة".
وقال أبو زيد إن "أبو عبيدة أراد من خلال عرضه صور المشهد العسكري إرسال إشارة واضحة للاحتلال بان المقاومة متماسكة وقادرة على التعاطي مع مسرح العمليات وقادرة على الاستمرار بالعمليات العسكرية أكثر، بالتالي اعتقد أن الوضع العسكري الحالي قد يدفع باتجاه جعل فرص نجاح مفاوضات التهدئة هذه المرة تحديدا أكبر من فرص فشلها".
ثقة إسرائيلية بتصريحات أبو عبيدة
ووجه أبو عبيدة رسالة لعائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة مفادها أن "نتنياهو يتعامل مع مصير أبنائهم وكأنه العوبة بيده"، وأن "النصر المطلق الذي يتحدث عنه يعني انتصاره الشخصي وإرضاء صعاليك حكومته".
وجاءت رسالة أبو عبيدة هذه، في الوقت الذي تشهد فيه "تل أبيب" مظاهرات تطالب بوقف الحرب والسعي لإتمام صفقة تبادل أسرى بين المقاومة والاحتلال.
المختص بالشأن الإسرائيلي إيهاب جبارين، قال "ربما يبدو أن حديث أبو عبيدة فيه قراءة للواقع أو ما يؤمن به الداخل الإسرائيلي بشكل أدق، لكن هي هنا تأتي على لسان –عدو- بالنسبة لهم، وبالتالي يكون لها وقع وأثر أكبر على الشارع الإسرائيلي".
وتابع جبارين خلال حديثه لـ"عربي21"، "ولو تحدثنا عن توقيته فهو جاء في خضم مرحلة من مراحل المفاوضات يؤمن بها الشارع الإسرائيلي بأن نتنياهو يحاول أن يتلاعب، وهو ما قام به في مشهد كلاسيكي ومُستهلك بأن يعطي تصريحات كررها أكثر من مرة وقدم هذا المُلخص لكي يؤكد على موقفه المتشدد، ولكي تأتي كلمة لا من قبل حماس، أي وضع العصا داخل العجلة".
وأوضح أن "الشارع الإسرائيلي يدرك ذلك جيدا، ويمكن القول بأن لديه ثقة بأقوال حماس وأبو عبيدة أكثر من ما يجود به بنيامين نتنياهو، وربما هنا مربط الفرس بالنسبة للشارع الإسرائيلي بأنه يعلم أنه عالق في يد رجل يهوى السلطة بعيدا عن كل ما يلاحقه في نهاية هذا الطريق وما يهرب منه".
وحول أمكانية أن يدفع حديث أبو عبيدة الشارع الإسرائيلي لتكثيف تحركه قال جبارين، "تحرك الشارع الإسرائيلي فيه زخم سواء مع خطاب أبو عبيدة أو بدونه، وهذا الأمر واضح جدا، رغم أنه يجب أن نتذكر بأن هناك رقابة صارمة بالنسبة لهذا الخطاب وتداعياته في الداخل الإسرائيلي واستهلاكه في الإعلام العبري، ولكن ما يصل ويتسلل منه يُعزز رؤية ووجهة نظر الشارع الإسرائيلي بموقف رئيس حكومته المكشوف".
خيوط المفاوضات بيد نتنياهو
كذلك تزامن خطاب أبو عبيدة مع ورود أنباء عن وجود تقدم في مفاوضات وقف إطلاق النار، بالمقابل نتنياهو عاد ليؤكد بأنه لن يقبل بوقف إطلاق نار دائم، وإنما مؤقت ليعود بعدها لاستكمال الحرب.
المختص بالشأن الإسرائيلي إيهاب جبارين، أكد أن "خيوط المفاوضات بيد نتنياهو وهذا ما ثُبت خلال عمر هذه الحرب، وحتى الصفقة اليتيمة تمت إسرائيليا وفق رغبة بنيامين نتنياهو، وحتى عندما كان غانتس داخل هذه الحكومة الصلاحيات كانت محصورة بيد نتنياهو".
وتابع، "بمعنى أخر حينما أشار نتنياهو إلى أنه يجب الوقوف على التفاصيل الصغيرة كان جادا في كلامه، فلو أراد الوفد الموجود بالدوحة تغيير أي بند يجب عليه الاتصال بتل أبيب وانتظار الرد ليعود به إلى الدوحة".
وأوضح أن "ما يريده نتنياهو هو المماطلة، نعم هو بحاجة إلى هذه الصفقة ولكن ليس الان بل في السابع من أكتوبر، وإسرائيل لا تستطيع أن تتحمل أن يأتي هذا التاريخ وحماس لا زالت في سدة الحكم والأسرى لا زالوا داخل القطاع وسكان غلاف غزة لا زالوا خارج منازلهم، وبالتالي هو يريد أن تتزامن الصفقة مع هذا التاريخ".
وحول ما إذا كان حديث أبو عبيدة عن تحرك فلسطيني الداخل توقع أم واقع، "يعتقد جبارين أنه توقع، لأن المشهد منذ 7 أكتوبر حتى الان بيد إسرائيل، حيث بدأت تُنفذ القوانين والأحكام بشكل أكثر صرامة ولا تتهاون مع أي تحرك، وبالتالي هناك تأهب إسرائيلي صارم تجاه هذه الأمور، والتعامل مع الداخل يمكن القول أنه ضمن سياسة العصا والجزرة".
وأكد أن "العقاب والخطوات الاستباقية التي قامت بها إسرائيل ما بعد السابع من أكتوبر تجاه فلسطيني الداخل أدت نوعا ما لكسر هذا التهديد وهذه الشوكة، وإلى الان قمع المظاهرات والملاحقة الأمنية لا زالت مستمرة، أخرها قمع المظاهرة في حيفا قبل أيام، وقمع وملاحقة نقابة المحامين وكذلك الإعلام".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية أبو عبيدة الاحتلال نتنياهو الفلسطينية غزة فلسطين غزة نتنياهو الاحتلال أبو عبيدة المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الشارع الإسرائیلی أبو عبیدة إلى أن
إقرأ أيضاً:
أستاذ علاقات دولية: نتنياهو لن يكون جزءًا من المشهد السياسي بعد حرب غزة
أكد الدكتور أسامة شعث، أستاذ العلاقات الدولية، أن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لن يكون جزءًا من المشهد السياسي بعد انتهاء الحرب في غزة.
وفي حديثه مع الإعلامي خالد عاشور عبر قناة "القاهرة الإخبارية"، أشار شعث إلى أن مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط وصل إلى تل أبيب وعدد من دول المنطقة، حيث بدأ في بحث المرحلة الثانية من المفاوضات للإفراج عن الأسرى.
وأوضح شعث أن المبعوث الأمريكي نجح في الحفاظ على استمرارية المفاوضات، لكنه توقع أن تواجه هذه المرحلة صعوبات كبيرة، خاصة بسبب الشروط التي يضعها نتنياهو، والتي وصفها بأنها قد تكون "كارثية" وقد تؤدي إلى فشل المحادثات، ومن أبرز هذه الشروط، إصرار نتنياهو على إزالة حكم حماس بالكامل، وهو ما سيشكل نقطة خلاف رئيسية، بالإضافة إلى رفضه عودة السلطة الفلسطينية إلى غزة، رغم أنها الجهة المعترف بها دوليًا.
وأضاف شعث أنه في حال التوصل إلى اتفاق ينهي الحرب ويشمل تبادل الأسرى بين الجانبين، فمن المرجح أن نتنياهو لن يكون في المشهد السياسي بعد ذلك، نظرًا لتزايد الضغوط الداخلية والخارجية عليه.