في أول لقاء بين العلامة الراحل محمد حسين فضل الله ووفد "حزب الله" بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان العام 2000 قال لهم بما معناه على "الحزب" أن يتواضع في النصر أكثر من أي وقت مضى، لأن بهذه الصفة يمكن لكل رابح أو منتصر أن يكون أكثر عقلانية في التعاطي مع المكونات الأخرى من شركاء الوطن المكّملة أدوارهم في السياسة لما قامت به "المقاومة الإسلامية" من إنجازات في زمن الحروب.


وما قيل في العام 2000 أعيد ترداده في العام 2006، وسيعاد تأكيده اليوم بعد أن يعود الهدوء إلى القرى الجنوبية الحدودية، التي أصبحت متشابهة من حيث حجم الدمار مع قطاع غزة، مع العلم أن خصوم "حزب الله" لن يسلّموا هذه المرّة بنظرية "النصر الإلهي"، بل سيواجهونه بالسياسة مع تحميله مسؤولية تعريض هذه القرى لأبشع ما تعرّضت له في تاريخها الموسوم بلعنة الجغرافيا.
فـ "التواضع" الذي قصده العلامة فضل الله" قبل 24 عامًا لا تزال مفاعيله صالحة لغاية اليوم، وهو يعني في ما يعنيه ألاّ يتفرّد "حزب الله" في أي قرار في ما خصّ الحرب أو السلم من دون أن يتشاور مع شركائه في الوطن، إذ أن الدفاع عن الوطن والذود عنه من أي عدوان خارجي هما مسؤولية وطنية مشتركة، وليست مسؤولية فصيل دون آخر، وهو يعني أن يوضع ما يسمى "فائض القوة" في المساهمة في تقوية الدولة بكل مؤسساتها، وليس العكس. وقد يكون أولى الخطوات السياسية المطلوبة من "الثنائي الشيعي" النزول عن الشجرة الرئاسية بفروسية وتواضع، خصوصًا بعدما ثبت له أن استعمال "فائض القوة" في المكان الخطأ سيقود إلى المزيد من أضعاف الجمهورية، التي لن تعود تعني الشيء الكثير لكثير من اللبنانيين إذا بقيت من دون رئيس أو إذا بقي "حزب الله" مصرًّا على أيصال الرئيس الذي يستطيع أن يطمئن "المقاومة" فيما يطالب الآخرون برئيس يستطيع أن يطمئن جميع اللبنانيين بما أنه هو وحده رمز وحدة اللبنانيين المهدّدة بفعل ما يطفو على السطح من مواقف غير وحدوية هذه الأيام.
فلو كان في امكان أي مكّون من ثنائيات المعادلة الداخلية المعقّدة بتركيبتها الهشّة والهجينة قادرًا على إيصال مرشحه إلى قصر بعبدا، ولو على عربة مدفع، لما كان تأخرّ، ولكان للجمهورية اليوم رئيس من لون سياسي معيّن، ولما كان الرئيس نبيه بري يتردّد في الدعوة إلى جلسة انتخابية مفتوحة وبدورات متتالية ومتوالية، ولما كان رئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع ذهب بعيدًا في خياراته الجديدة عندما طالب برئيس مستقّل، وهو يعني بـ "التقريش" السياسي التنازل عن مرشح "المعارضة" الوزير السابق جهاد أزعور، مقابل تخّلي محور "الممانعة" عن مرشحه رئيس تيار "المردة" الوزير السابق سليمان فرنجية لمصلحة مرشح توافقي لا يكون محسوبًا على فريق ضد فريق آخر.
وهنا يأتي دور "حزب الله"، الذي لا يزال كلام العلامة فضل الله يطنّ بإذنيه، والذي عليه أن يتواضع، وألاّ يعتبر تنازله عن مرشحه "آخر الدنيا"، وأن يترك للرئيس بري هامشًا واسعًا من حرية الحركة السياسية، ليعود من جديد إلى ممارسة مهمة "تدوير الزوايا المسنّنة، وهو أمر من السهل على رئيس المجلس النيابي القيام به تمامًا كما فعل عندما ساير "القوات اللبنانية" في جلسة التمديد لقائد الجيش العماد جوزاف عون، وكذلك عندما توافق مع "التيار الوطني الحر" على تأجيل الانتخابات البلدية والاختيارية سنة جديدة. المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: حزب الله فضل الله

إقرأ أيضاً:

المندوب الدائم للبنان: إسرائيل تتحمل مسؤولية هذا التصعيد الخطير

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قال السفير على حسن الحلبي، المندوب الدائم للبنان في الجامعة العربية، إنه في إطار التحرك الدولي بشأن العدوان على لبنان صدر عن الاجتماع التشاوري لمجلس الجامعة على مستوى وزراء الخارجية بتاريخ 23 سبتمبر الماضي على هامش الدورة 79 للجمعية العامة للأمم المتحدة بيانًا أعربوا فيه عن الدعم الكامل للبنان في مواجهة هذا العدوان محملين إسرائيل مسؤولية هذا التصعيد الخطير ومحذرين من تداعيات شن عدوان واسع على لبنان في ضوء التطورات الأخيرة بما قد يدفع باشتعال حربًا إقليمية شاملة ويهدد أمن واستقرار المنطقة بأسرها.

وأضاف في كلمته خلال الاجتماع الطارئ لمجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين لبحث التطورات في لبنان، اليوم الخميس، أنه صدر في 25 سبتمبر الماضي البيان الوزاري المشترك بين الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا والإمارات والسعودية وقطر وعدد من الدول الأخرى والاتحاد الأوروبي والذي يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار لمدة 21 يوم عبر الخط الأزرق الفاصل للحدود الجنوبية للبنان والمضي في تسوية دبلوماسية تجنب المنطقة خطر نشوب حرب إقليمية.

وتابع، أن لبنان رحب بهذا البيان وأعلن موافقته عليه ويدعو للضغط على إسرائيل لتنفيذ بنوده، كما رحب به البيان الصادر عن الاجتماع الوزاري الطارئ لجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي الذي انعقد في نيويورك بتاريخ 27 سبتمبر الماضي.

وأوضح أن مجلس التعاون لدول الخليج العربي خلال اجتماع الوزاري الاستثنائي بالدوحة مساء أمس، أكد على وقوف المجلس بجانب الشعب اللبناني بكافة مكوناته في هذه المرحلة الحرجة ودعا لتكثيف الجهود الدولية والإقليمية لتقديم الدعم الإنساني العاجل للبنان لتخفيف معاناة المدنيين وحمايتهم من أي تداعيات خطيرة، كما دعا إلى ضبط النفس وتجنب الانخراط في النزاعات الإقليمية والحيلولة دون اتساع دائرة النزاع في المنطقة.

وأردف، أن رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي دعا بالأمس إلى وقف فوري لإطلاق النار والشروع في الخطوات التي أعلنت الحكومة اللبنانية الالتزام بها لتطبيق قرار مجلس الأمن 1701 وإرسال الجيش اللبناني لمنطقة جنوب الليطاني ليقوم بمهامه مع قوات حفظ السلام الدولية في الجنوب.

مقالات مشابهة

  • من هو هاشم صفي الدين الذي يحاول الاحتلال اغتياله؟ (إنفوغراف)
  • فيشو: الإرهاب هو العلامة المسجلة للجيش الإسرائيلي
  • الخطأ الذي كلف نصر الله حياته.. تقرير يكشف كيف اخترقت إسرائيل حزب الله وعلاقة سوريا
  • الإمارات: الجيش السوداني يحاول التهرب من مسؤولية ما يجري في بلاده
  • ترامب يحمل اليهود مسؤولية فشله في الانتخابات الرئاسية
  • إعلام عبري: إسقاط 73 طنا من القنابل على المكان الذي يُعتقد أن هاشم صفي الدين فيه
  • من هو هاشم صفي الدين الذي زعم الاحتلال استهدافه؟
  • مجلة المرأة العربية: 3 أخوات من ليبيا يصنعن علامتهن التجارية للمجوهرات
  • المندوب الدائم للبنان: إسرائيل تتحمل مسؤولية هذا التصعيد الخطير
  • بعد التحرير-المحاكم قبل الأحكام!!