سواليف:
2024-10-06@05:57:10 GMT

المومني يكتب: أحمد حسن الزعبي..بتستاهل..!

تاريخ النشر: 8th, July 2024 GMT

احمد حسن الزعبي..
بتستاهل..!
د. مفضي المومني.
2024/7/8
كتبت لأحمد حسن الزعبي حين صدر الحكم وناشدت الوزير أن يستخدم صلاحيته بالنقض والآن وبعد حبسه… ما زلت اطالب وغيري من محبي الوطن قبل حبنا لاحمد ابن كرمه العلي…بأخراجه من السجن… !
في التاريخ المحلي والعالمي… قصص لا تنسى للحبس والإضطهاد لشخصيات معارضة… او ناقدة أو تحررية… وبعضها دفع حياته ثمن لمبادئه… وبعضهم اصبح بطلا قومياً عندما وصل ومن ناصره للهدف… وبعضهم وصل للسلطه مثل نلسون منديلا….

من هنا يا احمد حسن يا ابن كرمه العلي (التي اسلت دموعنا في رثائها المؤثر… !)… ولا أحسب سجنك إلا ثمنا تدفعه لبوحك بالكلمة… التي تحسب عليك مماً تزعجهم كتاباتك…!، رسمياً وقضائياً أنت مدان ومذنب ومسجون…! وشعبياً وضمنياً وضميرياً… مثلك لا يسجن..! وإذا استمر سجنك فأنت (بتستاهل) شرف الحبس دفاعاً عن مبادئك اتفقنا معك أم لم نتفق… وسيكون سجنك وساماً يزين تاريخك… عطفاً على معالم التاريخ.. لمن نالهم ما نلت..!.
اعجبك أم لم يعجبك هو احمد حسن الزعبي… رمثاوي اردني اصيل مثل أصالة كل الأردنيين، منحاز للوطن من خلال كتابته الساخرة و(الشاطرة… !)، وأحمد حسن الزعبي ظاهرة أدبية وعلم من أعلام الكتابة الساخرة… واللاذعة… وهذه سمة هذا النوع من الكتابة… قد يضحكك ..قد يبكيك… قد يحزنك قد يفرحك… ولكن في النهاية… الكتابة الساخرة تحمل هدفاً بعد أن تضحكك وقد تبكيك ضحكاً كمن يرقص على ألمه… وهي مؤثرة وصعبة وتستطيع من خلالها ومن ورائها أن تقول مالا يقال في الكتابة العادية.
بكل الأحوال أنا لا احاكم ما يكتب… في الكتابة أنت تنهل من بحر الموهبة والخبرة والواقع والوجع والبؤس…ومع أن الكتابة للوطن هي ضمير للأمة وانتصار للضعفاء والمسحوقين… في وجه الظلم والاستبداد… فلابد من الصدام أو الوقوع في المحذور … فالكلمة تقتل… والكلمة تفرح… والكلمة تغضب… وكلنا وقعنا بذلك ربما…! ولكن ليس بقصد وليس منا من يطعن وطنه في خاصرته… وأجزم ان احمد حسن الزعبي وكل المخلصين لم ولن يفعلوها…! .
احمد حسن الزعبي… كاتب مبدع… شهرته تعدت حدود الوطن… ويتابعه الناس… ويعجبون بما يكتب… ويتناقلون كتاباته وقفشاته… ولأنه يكتب في وجع الناس… فيلامس قلوبهم وضمائرهم وهمومهم… والكلمة إن لم تؤثر وتغير… فربما تخدر… فتجعلنا نضحك على أوجاعنا… ونحن شعب زعلان من يومنا…ونحتاج لألف كاتب ساخر ربما… لنخرج من إرث الزعل الذي نحمله ويحملنا أو حكومات خارقة تخلصنا مما نحن فيه… فنذهب ككتاب لشعر الغزل بدل النقد المهلك..! .
أما وقد قضت المحكمة بسجن احمد حسن الزعبي…مدة سنة على تغريدة فهمها القضاء وأولي الأمر أنها تستحق العقاب…، ولأننا نؤمن بنزاهة القضاء…وقيم العدل والنزاهة التي يحملها والعدل أساس الملك، ننزه القضاء وأستذكر؛ ( قابلت منذ سنين خلت رئيس المجلس القضائي في قضية حكمت فيها المحكمة ورفض تمييزها… وكان هنالك خطأ حسابي، وشرحت له بطريقتي وكنت مندفعاً..! وربما ذكرت أن ذلك ظلم وووو… !، فابتسم لي وقال، يا أخي اصل القضاء أنه نزيه ولا يظلم..!، ولكن القاضي إنسان وقد يخطئ، ولهذا تجد المحاكم الأعلى تنقض حكم المحاكم الأدنى… لأن في الأمر خطأ…، وأشار لي أن يذهب المحامي لرئيس المحكمة( حسب المادة… .) ويقدم استدعاء لتصحيح الخطأ الحسابي وتم ذلك وصححت الأمور.
الآن وقد صدر الحكم ونفذ… ولست خبيراً في القانون ولكن كما قرأت أن الإجراء الوحيد الممكن؛ أن يتم النقض من قبل وزير العدل أو التمييز ومن ثم استبدال العقوبة حسب المجريات القانونية التي نحتكم لها، ولأن ستمرار حبس أحمد حسن الزعبي سيؤثر على سمعة بلدنا، وستتناقله كل وسائل الإعلام المحلية والعالمية، ولأن الأمر سيُربط بمناخ الحريات، وسيسوقه البعض عارفين أو كارهيين أو عاقين… للإساءة لبلدنا ونظامنا، فالموضوع آثاره قد تكون اكبر من فوائده… إن كان ثمة فوائد… !، كاتب كأحمد حسن الزعبي سيصبح بطلاً فوق بطولته..! ولن يثنه السجن عن الكتابة… وبتاريخ الأردن المتسامح مع ابناءه لدينا قصص كثيرة نتداولها… مثل العفو عن الضباط الأحرار الذين اتهموا بمحاولة قلب نظام الحكم… واحتوائهم ومن ثم توزيرهم… !، وغيرها الكثير، مما كان يترك أثراً طيباً في النفوس، لن اناقش مظلومية الزعبي، ولن اناقش ما كتب، واعتقد انه مسؤول عن ما كتب، ولا يتهرب من مسؤوليته ومن يتصدى للكتابة بخط النقد جاهز لدفع الثمن… ولكن لا اشكك بوطنيته وحبه للأردن ولا نزاود على بعض بذلك… ولا يتعامل الأردن مع ابناءه بنزق ولا ندية ولا اتهامية…ولا انتقام…
من هنا دعوتنا لأولي الأمر أن يستخدم قانون الحلم كما استخدم سابقاً بذات الإتجاه ، وأن يخرج احمد حسن الزعبي من الحبس، ليس لأنه فوق القانون، ولكن لأن الأمور بمجملها لن تكون في صالح بلدنا وسمعته وتاريخه، وسيستغل كل متربص ببلدنا ذلك ليسيئ لنا جميعاً… فلحكومتنا ووزير عدلنا… ومن مقولة لأحد رؤساء وزاراتنا السابقين، عندما هاتف متوسطاً لطالب أخطأ… وصدرت بحقه عقوبة( الرحمة تسبق العدل)…والرحمة هنا ببلدنا وتاريخنا وسمعتنا … قبل الأشخاص، الأردن اكبر منا جميعاً… والكرة بمرمى الحكومة والوزير وبما يحافظ على سيادة القانون… وعقل الدولة الأردنية تاريخياً يمارس التسامح واستيعاب الآخر…فالخطأ مع حب الوطن أفضل ألف مرة من عقوق الوطن وضربه بخاصرته… وتموت الحرة ولا تأكل بثدييها… والباقي عندكم…!
حمى الله الاردن.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: احمد حسن الزعبی

إقرأ أيضاً:

كريم وزيري يكتب: طبق العشاء الذي أشعل حرب أكتوبر

قبل خمسون عامًا، كانت مصر على أعتاب لحظة فارقة في تاريخها الحديث، بعد سنوات من الاحتلال الإسرائيلي لسيناء في أعقاب حرب 1967، عاشت المنطقة في حالة من "اللاحرب واللاسلم"، حيث لم تشهد صراعًا عسكريًا مفتوحًا، ولكن لم يتم التوصل أيضًا إلى سلام حقيقي، تلك الفترة كانت تحمل تحديات سياسية هائلة للرئيس أنور السادات، الذي كان يواجه ضغوطًا داخلية هائلة لاستعادة الأرض وتحرير سيناء، وفي ظل هذا السياق المتوتر، برز دور أحمد حافظ إسماعيل، وزير الخارجية ومستشار السادات للأمن القومي، والذي قاده إلى لقاء حاسم مع وزير الخارجية الأمريكي هنري كيسنجر.

وفي بداية عام 1973، أرسل السادات أحمد حافظ إسماعيل إلى الولايات المتحدة، حيث التقى بكيسنجر، مهندس السياسة الخارجية الأمريكية، خلال هذا اللقاء، الذي كان يتمتع بطابع غير رسمي إلى حد ما، طرح كيسنجر على إسماعيل مقولة شهيرة ومليئة بالرمزية "لا أحد يقترب من الطبق وهو بارد، لا بد أن يكون ساخنًا ليقترب منه"، هذا الموقف، الذي جاء بعد أن شكا إسماعيل من أن الطبق الذي قُدم له في العشاء كان باردًا، كان بمثابة رسالة مشفرة من كيسنجر للسادات بأن الوضع الراهن لا يمكن أن يستمر، وأنه إذا أرادت مصر تحريك الأمور، فإنها يجب أن تتخذ خطوة حاسمة.

كانت هذه اللحظة واحدة من عدة رسائل غير مباشرة من كيسنجر تفيد بأن واشنطن لن تتدخل بفعالية لإنهاء النزاع ما لم تتحرك مصر، فقد كان هناك إحساس عام بأن الولايات المتحدة، التي كانت تسعى للحفاظ على استقرار المنطقة وحماية مصالح إسرائيل، لن تضغط على إسرائيل لتقديم تنازلات دون ضغط ملموس على الأرض، ومن هنا أدرك إسماعيل أن السبيل الوحيد لكسر حالة الجمود هو عبر التحرك العسكري.

هذا اللقاء الحاسم بين أحمد حافظ إسماعيل وهنري كيسنجر يظهر كيف أن التفاصيل الصغيرة والرموز يمكن أن تكون مؤشرًا على تحولات كبرى في السياسة الدولية، وأن وراء كل قرار كبير توجد لحظات صغيرة من الفهم العميق والتحليل الدقيق.

وعند عودة أحمد حافظ إسماعيل إلى مصر، نقل الرسالة إلى السادات، الذي كان قد بدأ بالفعل في التخطيط لحرب واسعة النطاق تهدف إلى استعادة سيناء بالقوة، وجاءت حرب أكتوبر في السادس من أكتوبر 1973 كتتويج لهذا التخطيط الدقيق، حيث تمكنت القوات المصرية من عبور قناة السويس وتحقيق انتصارات ميدانية مهمة، هذا التحرك أجبر القوى العظمى على إعادة التفكير في مواقفها، وخاصة الولايات المتحدة، التي بدأت تتحرك بنشاط لإيجاد حل دبلوماسي للنزاع بعد أن أدركت خطورة الوضع على مصالحها.

التاريخ يعيد نفسه أحيانًا بطرق غير متوقعة، وموقف كيسنجر في ذلك اللقاء العابر مع أحمد حافظ إسماعيل كان أحد تلك اللحظات الصغيرة التي غيرت مجرى الأحداث، تلك الكلمات البسيطة عن "الطبق البارد" كانت إشارة إلى أن الجمود ليس خيارًا، وأنه على الدول التي تسعى إلى تحقيق أهدافها أن تكون مستعدة لاتخاذ خطوات جريئة.

في النهاية كانت حرب أكتوبر نقطة تحول في الصراع العربي الإسرائيلي، وفتحت الطريق أمام مفاوضات السلام اللاحقة التي أدت في نهاية المطاف إلى معاهدة كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل واليوم، بعد مرور 51 عامًا على تلك الحرب التاريخية، ما زالت الدروس المستفادة من ذلك اللقاء بين إسماعيل وكيسنجر قائمة، إنها تذكرنا بأن الدبلوماسية وحدها ليست دائمًا كافية، وأن هناك أوقاتًا تتطلب فيها الأزمات خطوات جريئة لكسر الجمود وفي حالة مصر، كانت تلك الخطوة هي الحرب التي استعادت الكرامة الوطنية وفتحت الباب لعملية سلام طويلة الأمد.

مقالات مشابهة

  • وفيات الأحد .. 6 / 10 / 2024
  • كريم وزيري يكتب: طبق العشاء الذي أشعل حرب أكتوبر
  • بيان شجب واستنكار من عشيرة الخليفات / وادي موسى لجريمة قتل الزعبي
  •  تكليف الشيخ طلال الماضي للسير بالإجراءات العشائرية بمقتل الدكتور أحمد الزعبي
  • من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي .. الأمم اللاحمة
  • السيرة الذاتية للراحل الدكتور الزعبي
  • من أرشيف الكاتب احمد حسن الزعبي … (موازنة) القعدة
  • تساؤلات مشروعة عن راتب أحمد حسن الزعبي وجريدة الرأي!
  • من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي .. حتى في غيابك!
  • عن حرية الكلمة و الدفاع عن صوت أحمد حسن الزعبي وحق التعبير في الأردن