الرؤية - مريم البادية

يُراقب مختصون سباق الانتخابات الأمريكية بحذر؛ فعلى رغم الخلاف بين الرئيس الأمريكي جو بايدن المرشح المحتمل للحزب الديمقراطي، والرئيس السابق دونالد ترامب المرشح المحتمل للحزب الجمهوري، في مناظرتهما الأولى حول مكافحة التغيرات المناخية والتحول للطاقة الخضراء، فإن كلا المرشحين مفيد لشركات النفط الكبرى، ومع ذلك تميل شركات الطاقة الأمريكية لتأييد انتخاب ترامب رئيساً مع أنها حقَّقت أرباحاً غير مسبوقة في ظل حكم بايدن.

وعلى رغم محاولة واشنطن زعم زيادة التحول للطاقة المتجددة، وتخصيص عشرات مليارات الدولارات لدعم صناعات الطاقة الخضراء، فإن منحنى زيادة إنتاج الوقود الأحفوري (النفط والغاز) الأمريكي مستمر في النمو أيًّا كان الرئيس الذي سينتخبه الأمريكيون في نوفمبر المقبل. وستشهد إستراتيجية إنتاج وتصدير النفط والغاز الأمريكية بعض التغيرات تبعاً للرئيس المنتخب، لكن في النهاية يظل التوجه العام هو استمرار زيادة إنتاج النفط والتوسع في التصدير وكذلك تصدير الغاز الطبيعي المسال.

وتستفيد الشركات الأمريكية من صادرات الغاز المسال، خاصة إلى أوروبا، والتي توقفت عن استيراد 40 في المئة من حاجاتها من روسيا بعد حرب أوكرانيا، وليس هذا فحسب، بل إنَّ هناك تقارير عن شراء مصر "غاز طبيعي مسال" أمريكيًّا في إطار سعيها لحل مشكلة نقص الكهرباء الذي يؤدي لقطعها عن المستهلكين يومياً لفترات متفاوتة.

وينظر علي الريامي المختص في شؤون النفط والطاقة -في تصريحات له على صحيفة أجنبية - إلى سيناريوهيْن انتخابيين للولايات المتحدة بحذر؛ وقال إنَّ إدارة بايدن تدعم بصورة أكبر الاستثمار في الطاقة النظيفة والمتجددة، بينما خرجت إدارة ترامب من اتفاقات عدة ذات صلة بالبيئة خلال الأعوام الأخيرة من حكمه. وأوضح المختص في شؤون الطاقة، أن الولايات المتحدة خلال فترة بايدن الحالية دخلت في سباق لكسر الأرقام الحالية للإنتاج؛ فبداية هذه السنة كان الإنتاج الأمريكي 13.1 أو 13.2 مليون برميل يوميًّا، ومن المتوقع أن يصل إلى 13.5 مليون في نهاية 2024، وهذه الأرقام كلها غير مسبوقة؛ مما يعني غض البصر عن البيئة وقضايا المناخ إذا تعلق الأمر بمصلحة الاقتصاد الأمريكي ونموه.

وقال الريامي يُمكن أن نشاهد سرعة أكبر في إنتاج الوقود الأحفوري حال وصول ترامب إلى سدة الحكم، وبالتأكيد ستترجم أي زيادة في الإنتاج الأمريكي إلى ارتفاع في الأسعار العالمية للنفط؛ لأن أمريكا في الوقت الحاضر تحولت من مستورد للنفط إلى مصدر له أيضاً، والنفط الأمريكي يقابل في آسيا بقبول حسن وهو منافس لأنواع أخرى من النفط في الأسواق الآسيوية، والأمور قد تكون صعبة مستقبلاً، والأسواق والأسعار ستتأثر إذا استمرت الحال على ما هي عليه سياسة الإنتاج الحالية، والأمر يتجاوز النفط إلى الغاز الأمريكي الذي يعدّ محركاً للصناعة في أوروبا حالياً.

وفي المقابل، يوضح الريامي أن النفط سيتأثر سلباً بوصول ترامب إلى السلطة لأنه سيشجع أكثر على الإنتاج وسيحفز الشركات على ضخ مزيد من الاستثمارات في النفط الصخري وسيمنحها مزيداً من التسهيلات، وقد يشدد القيود على تصدير النفط الإيراني والفنزويلي كي يعطي الفرصة لنفط بلاده للاتجاه إلى أسواق جديدة، مما سيجعل النفط الأمريكي أكثر تأثيراً.

وكان موقع "بوليتيكو" قد نشر تقريراً، الشهر الماضي، ذكر فيه أن دونالد ترامب حصل على تعهدات للتبرع لحملته الانتخابية بقيمة مليار دولار من رؤساء شركات النفط في اجتماعه معهم بمنتجع "مارا لاغو". وبحسب ما نشرته صحيفة "واشنطن بوست" وقتها، تعهد ترمب في المقابل أنه في حال انتخابه رئيساً سيلغي سياسات الرئيس جو بايدن البيئية التي تعرقل صناعة النفط والغاز.

لكن الواقع أن شركات الطاقة الأمريكية استفادت في فترة بايدن ربما أكثر من استفادتها في ظل أي رئيس آخر، ليس فقط بزيادة الإنتاج من النفط والغاز، وإنما أيضاً بفرص التصدير الكبيرة للوقود الأحفوري إلى أوروبا وآسيا. وتصدر الولايات المتحدة حالياً ما يصل إلى أربعة ملايين برميل يومياً من النفط، وفي العام الماضي أصبحت أمريكا أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم بشحن ما يزيد على 86 مليون طن متري من الغاز المسال إلى أوروبا وآسيا وغيرها، طبقاً لبيانات شركة "إل.إس.آي.جي".

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

كلمات دلالية: النفط والغاز

إقرأ أيضاً:

تاثير حرق النفط الخام و الغاز … توليد الطاقة الكهربائية على حياة و صحة الانسان ؟؟

بقلم الخبير المهندس :- حيدر عبدالجبار البطاط ..

حرق النفط الخام والغاز لتوليد الطاقة الكهربائية يؤدي إلى إطلاق ملوثات ضارة في الهواء تؤثر بشكل كبير على حياة وصحة الإنسان أبرز هذه الملوثات :-

ثاني أكسيد الكربون (CO2) :-
يسهم في ظاهرة الاحتباس الحراري وتغير المناخ مما يؤدي إلى تأثيرات بيئية تؤثر على صحة الإنسان بشكل غير مباشر من خلال ارتفاع درجات الحرارة تغير أنماط الطقس وازدياد انتشار الأمراض المعدية.

2.أكاسيد الكبريت (SOx) وأكاسيد النيتروجين (NOx) :-
هذه الغازات تسبب تلوث الهواء وتساهم في تكوين المطر الحمضي الذي يضر بالبيئة ويؤثر على صحة الجهاز التنفسي لدى الإنسان وخاصة الأطفال وكبار السن.

3.الجسيمات الدقيقة (PM):-
تنتج عن حرق الوقود الأحفوري ويمكن أن تتغلغل في الرئتين وتسبب مشاكل صحية خطيرة مثل الربو أمراض القلب وسرطان الرئة.

4.المركبات العضوية المتطايرة (VOCs):-
تتفاعل مع أكاسيد النيتروجين تحت تأثير الشمس لتكوين الأوزون الأرضي الذي يمكن أن يسبب تهيج العينين مشاكل في التنفس وتفاقم حالات الربو.

5.أحادي أكسيد الكربون (CO):-
غاز سام يتداخل مع قدرة الدم على حمل الأكسجين مما يشكل خطراً على الأشخاص الذين يعانون من أمراض القلب و النساء الحوامل والأجنة.

كل هذه التأثيرات تجعل توليد الكهرباء باستخدام الوقود الأحفوري ضارًا بشكل كبير لصحة الإنسان !!
ما يبرز أهمية الانتقال إلى مصادر الطاقة النظيفة مثل الطاقة الشمسية والرياح او المصادر النظيفة الاخرى …

حرق النفط الخام والغاز لتوليد الطاقة تودي إلى تلوث الهواء و الإصابة بعدة أمراض منها:-

1.أمراض الجهاز التنفسي :-

الربو :- الملوثات مثل أكاسيد النيتروجين والجسيمات الدقيقة تؤدي إلى تهيج الشعب الهوائية وتفاقم نوبات الربو. التهاب الشعب الهوائية :- تلوث الهواء يزيد من خطر التهاب الشعب الهوائية المزمن. الانسداد الرئوي المزمن (COPD):- التعرض للملوثات يمكن أن يسبب تلف الرئتين بشكل دائم.

2.أمراض القلب والأوعية الدموية:-

ارتفاع ضغط الدم:- تلوث الهواء يمكن أن يزيد من ارتفاع ضغط الدم ويؤدي إلى مشاكل في القلب. الأزمات القلبية:- التعرض المطول لتلوث الهواء يزيد من خطر الإصابة بالنوبات القلبية. السكتة الدماغية:- قد تساهم الملوثات في زيادة خطر الإصابة بالسكتات الدماغية. السرطان:-
-سرطان الرئة:- الجسيمات الدقيقة والمواد الكيميائية الضارة الناتجة عن احتراق الوقود تزيد من خطر الإصابة بسرطان الرئة.
-سرطان المثانة:- بعض الدراسات تشير إلى ارتباط بين تلوث الهواء وبعض أنواع السرطان مثل سرطان المثانة.

4.الأمراض المتعلقة بالجهاز العصبي:-

التدهور المعرفي:- تشير بعض الأبحاث إلى أن التعرض المزمن لتلوث الهواء قد يزيد من خطر الإصابة بأمراض مثل الخرف والزهايمر. التسمم بأول أكسيد الكربون:- يمكن أن يؤدي استنشاق أول أكسيد الكربون إلى التسمم مما يؤثر على الجهاز العصبي ويؤدي إلى مشاكل في التركيز والذاكرة.

5.الأمراض الجلدية:-

التهابات وحساسية الجلد:- بعض الملوثات الجوية يمكن أن تؤدي إلى تفاقم الأمراض الجلدية مثل الإكزيما والصدفية.

هذه الأمراض تجعل من الواضح أن الاعتماد على حرق الوقود الأحفوري لتوليد الطاقة له آثار سلبية بعيدة المدى على صحة الإنسان، مما يعزز الحاجة إلى البحث عن مصادر طاقة نظيفة ومستدامة.

حيدر عبد الجبار البطاط

مقالات مشابهة

  • أكثر من 7مليون طن صادرات النفط الخام الليبي لإيطاليا في عام 2024
  • بايدن: لا أعرف إذا ستكون الانتخابات الأمريكية سلمية
  • إيران تُبعد ناقلات النفط عن جزيرة خارج.. وتُهدد باستهداف منشآت الطاقة الإسرائيلية
  • بلومبيرج: توقعات بتعافي إنتاج النفط في غضون أيام بعد فتح الحقول الليبية
  • توقعات بتعافي إنتاج النفط في غضون أيام بعد فتح الحقول
  • سعر برميل النفط الكويتي ينخفض 74 سنتا ليبلغ 74.66 دولار
  • عقب حديث بايدن عن استهداف نفط إيران.. أسعار الخام ترتفع 5 بالمئة
  • أسعار النفط تنخفض.. وخام برنت لشهر ديسمبر فوق 77 دولارًا
  • قطاع النفط الأميركي يئنّ تحت ضغط صدمات الشرق الأوسط وسياسات بايدن
  • تاثير حرق النفط الخام و الغاز … توليد الطاقة الكهربائية على حياة و صحة الانسان ؟؟