«خدمات الإنترنت مهددة بالانقطاع».. ماذا يحدث إذ فجرت روسيا قنبلة نووية بالفضاء؟
تاريخ النشر: 8th, July 2024 GMT
في فبراير 2022، نُشر في صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية أن روسيا قامت بإطلاق قمر اصطناعي يُسمى كوزموس 2553، وهذا الإطلاق أثار تكهنات مقلقة في ظل تصاعد التوترات العالمية في ذلك الوقت.
صراع نوويوفي غضون أسابيع قليلة من إطلاقه في المدار، اجتاحت القوات الروسية أوكرانيا وشنت هجمات بالصواريخ والقنابل على كييف ومدن أخرى، ومع تصاعد التوترات تدخل حلف شمال الأطلسي «الناتو» لدعم القوات الأوكرانية، مما أثار قلقاً عالمياً من احتمال تصاعد النزاع إلى صراع نووي.
وفي فبراير الماضي، أثار تصريح غامض صدر عن أحد أعضاء الكونجرس الأمريكي حول «تهديد خطير للأمن القومي» عاصفة إعلامية، كما تحدث مسؤولون أمريكيون عن «كوزموس 2553»، معربين عن قلقهم من إمكانية أن يقوم القمر الصناعي بتجارب قد تؤدي إلى إطلاق أسلحة نووية في الفضاء.
ومع ذلك، أوضحت الصحيفة أن المسؤولين أكدوا عدم وجود سابقة لنشر مثل هذا السلاح، ولكنهم أشاروا إلى أنه لم يعد مجرد خيال علمي، ولا يعرف أحد، باستثناء موسكو، ما الذي ينوي «كوزموس 2553» فعله.
تصوير كيفية مظهر الانفجار النووي في الفضاءوحاولت الصحيفة تصوير كيفية مظهر الانفجار النووي في الفضاء، والتأثير المتوقع منه، وأوضحت الصحيفة أنه لفهم ذلك، نحتاج أولاً إلى صورة واضحة لآلاف الأقمار الصناعية التي تدور حول الأرض.
وبحسب الصحيفة، أكد مسؤولو البيت الأبيض أن «كوزموس 2553» مصمم بغرض اختبار مكونات «القدرة المضادة للأقمار الاصطناعية»، والتي من الممكن أن تعطل التكنولوجيا الفضائية، وذلك عبر تفجير نووي ربما في الفضاء.
ووفقًا للصحيفة، أوضحت أن أي انفجار نووي في الفضاء قد يتسبب في أضرار عرضية، حيث من المحتمل أن يؤدي الانفجار إلى تدمير عدة قدرات أخرى، بما في ذلك خدمات الإنترنت وأنظمة الإنذار المبكر العسكرية التي تراقب إطلاق الصواريخ لكل من الولايات المتحدة وخصومها.
وإحدى النتائج المتوقعة لأي انفجار نووي في الفضاء هي فقدان مئات الأقمار الاصطناعية للقدرة على تصحيح مواقعها، مما يمكن أن يؤدي إلى اصطدامها ببعضها البعض، وهذا بدوره قد يؤدي إلى تشكيل حقول من الحطام تتحرك بسرعة تفوق 10000 ميل في الساعة، وتصطدم بآلاف الأقمار الاصطناعية الأخرى، مما يخلق تأثيرًا متسلسلًا نظريًا يُعرف باسم متلازمة كيسلر.
وتشمل الآثار الأخرى لأي انفجار نووي في الفضاء احتراق بعض الحطام في الغلاف الجوي، وفي أسوأ السيناريوهات، قد تُغطى الأرض بسحابة من النفايات الفضائية، ما يعيد العالم إلى الوراء عقودًا في التكنولوجيا التي نعتبرها الآن أمرًا مستحيلاً، ويجعل رحلات الفضاء البشرية غير ممكنة.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الفضاء روسيا موسكو صراع نووي أسلحة نووية نووی فی الفضاء
إقرأ أيضاً:
ماذا يحدث إذا ضربت إسرائيل حقول نفط إيرانية؟
يُعد الشرق الأوسط منطقة ذات أهمية إستراتيجية كبرى، تتركز فيها أكبر احتياطيات النفط في العالم، لذا فإن أي تصعيد عسكري فيها قد يؤدي إلى تداعيات اقتصادية وأمنية عالمية عميقة جدا.
وتشكّل حقول النفط الإيرانية جزءا كبيرا من إمدادات النفط العالمية، ما يجعلها هدفا حساسا.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2قرار الفائدة الأميركية تحت الأنظار والذهب يصعد والدولار والنفط يتراجعانlist 2 of 2مؤشرات الأسهم الأميركية تسجل قمما قياسية بعد فوز ترامبend of listومع تصاعد التوترات والأحداث الإقليمية بين إيران وإسرائيل، والتلويح المستمر بالقدرة العسكرية لكل طرف، يبرز تساؤلات ملّحة:
ماذا لو قامت إسرائيل بالفعل بضرب حقول النفط الإيرانية؟ كيف يمكن أن يؤثر ذلك على أسعار النفط العالمية؟ ما مدى التداعيات الاقتصادية التي ستنعكس على الدول المستوردة للنفط؟ ما مدى تأثير ذلك على استقرار المنطقة وقدرة الدول الكبرى على التعامل مع هذه الأزمة المتوقعة؟ ما هي التداعيات على الاقتصاد العالمي وأمن الطاقة؟ التداعيات المباشرةسيؤدي ضرب الحقول لا شك إلى انخفاض كبير في الإنتاج، ما سينعكس بشكل فوري على الأسواق العالمية، ومن ثم ارتفاع أسعار الخام إلى ما قد يتجاوز 120 دولارا للبرميل، لا سيما أن هناك اعتمادا عالميا على الإمدادات من الشرق الأوسط بنحو 35% من الإنتاج العالمي.
التأثير العالميسيمتد التأثير إلى جميع الصناعات المرتبطة بالطاقة، على الأرجح ما سيؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والنقل، ما سيرفع التضخم في الاقتصادات المستوردة للنفط، خاصة في أوروبا وآسيا، ما سيضغط على الصناعات المعتمدة بصورة كبيرة على النفط، مثل الطيران، والتصنيع، والنقل البري والبحري.
وقد يخلق هذا الوضع تحديات اقتصادية كبيرة للدول النامية المستوردة للنفط، مع زيادة تكاليف الطاقة، ما قد يفضي إلى اضطرابات اجتماعية مع ارتفاع أسعار المواد الأساسية.
التأثيرات السياسية والأمنيةمن الناحية الأمنية، يُعد ضرب حقول النفط الإيرانية تصعيدا كبيرا في الصراع الإسرائيلي-الإيراني، ما يثير احتمالية وقوع ردود فعل عنيفة، ويمكن أن تدفع طهران بردود انتقامية مباشرة أو غير مباشرة، أو من خلال تهديد حركة الملاحة في مضيق هرمز، الذي يمر من خلاله حوالي 20% من النفط العالمي، ما يؤدي إلى أزمات إمداد ضخمة وارتفاع غير مسبوق في أسعار الطاقة.
أرقام وإحصائياتوتقدر تقارير اقتصادية أن الانقطاع الإيراني قد يسحب حوالي 2.5 مليون برميل يوميا من الأسواق، خاصة التي تصدّر إلى الصين، أكبر مستهلك نفطي في العالم، وفي حالة استمرار الانقطاع لأسابيع، فإن الدول المستهلكة ستتأثر بارتفاع تكاليف الطاقة، ما سيؤدي إلى انخفاض في النمو الاقتصادي بمعظم الاقتصادات الرئيسية بنسبة تصل إلى ما بين 0.3% – 0.5% سنويا، نتيجة لتأثير التضخم على استهلاك الأسر والشركات.
استجابة المجتمع الدوليبدأت الدول الكبرى كالولايات المتحدة والصين ودول الاتحاد الأوروبي تحاول البحث عن حلول لتعويض النقص في الإمدادات النفطية، إما عبر زيادة الإنتاج المحلي، أو من خلال تعزيز التعاون مع الدول المنتجة للنفط مثل السعودية والعراق، ما قد يؤدي إلى ضغط على هذه الدول لزيادة إنتاجها بشكل سريع، الأمر الذي يتطلب استثمارات في البنية التحتية واستخدام الاحتياطيات الإستراتيجية.
ويدفع هذا الولايات المتحدة إلى تهدئة التوترات عبر القنوات الدبلوماسية، لتجنب المزيد من زعزعة الاستقرار في المنطقة.
على المدى الطويلقد يدفع هذا السيناريو الدول إلى إعادة التفكير في إستراتيجياتها للطاقة، بما في ذلك البحث عن مصادر بديلة للطاقة وتقليل الاعتماد على النفط، فأوروبا، على سبيل المثال، قد تتسارع في برامج الانتقال إلى الطاقة المتجددة، ما قد يكون له أثر سلبي طويل الأمد على الدول المنتجة للنفط.
ويعني هذا بصورة عامة أن أي ضربة إسرائيلية لحقول النفط الإيرانية ستكون لها تداعيات تتجاوز النفط وأسعاره، لتشمل الاقتصاد العالمي، وتخلق تحديات جيوسياسية وأمنية معقدة قد تستمر لسنوات.