البداية كانت في مترو الأنفاق؛ وقتها كنت أبحث عن مدرسة لابنتي بعد حصولها على الشهادة الإعدادية بمجموع يؤهلها للالتحاق بمرحلة الثانوي العام، لكن عيني وقعت بالصدفة على طالب يرتدي «تي شيرت» عليه شعار إحدى المدارس التكنولوجية المتخصصة في دراسة كل ما يتعلق بالسيارات.

قلت لنفسي «لما لا؟».. وخلال ثوان معدودة التقطت هاتفي المحمول من جيبي وبدأت رحلة البحث عن هذه المدرسة عبر شبكة الإنترنت، لاكتشف أنها تابعة لإحدى شركات السيارات الشهيرة، ويشرف على الدراسة بها شريك صناعي ألماني، وكل ذلك بالطبع تحت إشراف وزارة التربية والتعليم.

قادتني هذه المؤشرات الجيدة للبحث أكثر وأكثر، فوجدت أن المدرسة لا تقبل إلا الطلاب المتفوقين، بل تشترط الحصول على مجموع أكبر من مجموع القبول بالثانوي العام، والأكثر من ذلك الحصول على درجات مرتفعة في اللغة الإنجليزية والعلوم والرياضيات، ما يعني أنها ليست مجرد «مدرسة تعليم فني والسلام».

بدأت الفكرة تختمر في رأسي أكثر وأكثر عندما عرفت أن هذه المدرسة توفر فرص عمل للطلاب بعد تخرجهم في أحد مراكز الشركة المنتشرة في ربوع المحافظات، بل وتؤهل الطلاب للالتحاق بكليات الهندسة، أو إحدى الكليات التكنولوجية الجديدة.لم أنتظر كثيرًا.. عرضت الفكرة على ابنتي التي تحمست لها، خاصة في ظل رغبتها بالابتعاد عن «مقامرة» الثانوية العامة، وما تجلبه من ضغوط نفسية ومالية، بعدما رأت تجربة اختها الكبرى.

دخلنا على الموقع الإلكتروني للتقديم، وخلال أيام توجهنا للمدرسة لعقد الاختبارات، وهناك توالت المفاجآت السارة التي يمكن تلخيصها في «مدرسة أوروبية على أرض مصرية».. فالمدرسة مقامة على مساحة كبيرة، وتضم ورشًا مؤهلة ومُعدة وفق تصميم رائع، وهناك أخبرنا المشرفون على المدرسة أن الأولوية في الدراسة للجانب العملي، وأن الطالب لا يدرس سوى المواد التي يستفيد منها فعليًا في مجاله، وأن من بين آلاف المتقدمين لن يتم قبول إلا مائة طالب وطالبة فقط، مقسمين على أربعة فصول، كل فصل به خمسة وعشرون طالبًا وطالبة فقط، لتحقيق المستهدف من العملية التعلمية، خاصة في ظل عدم وجود دروس خصوصية، حيث يتم متابعة الطلاب أولًا بأول ورفع مستوى الطلاب المتأخرين دراسيًا من خلال المهندسين المشرفين على الدراسة.

زادت قناعة ابنتي بالمدرسة، واجتازت الاختبارات، والتحقت بالمدرسة، وخلال عامها الأول تعلمت أشياء كثيرة لم تقتصر على الجانب النظري فقط، بل امتدت لنواحٍ عملية، خاصة أن المدرسة تنظم للطلاب تدريبًا خلال الصيف في أحد مراكز الصيانة الشهيرة، لمعرفة كل ما يتعلق بالسيارات من ميكانيكا وطلاء وسمكرة وغيرها من المجالات التي تؤهل لسوق العمل مباشرة، دون الانتظار في طوابير العاطلين.

الأكثر من ذلك، أن المدرسة تواكب المتغيرات الحديثة في صناعة السيارات، فبجانب أقسام النقل الخفيف والنقل الثقيل والطلاء والسمكرة، يوجد قسم حديث للسيارات الكهربائية، وآخر للذكاء الاصطناعي، ما يؤكد إصرار مثل هذه المدارس على مواكبة سوق العمل والابتعاد عن الوظائف التقليدية التي أصبحت لا تسمن ولا تغني من جوع.ليس هذا فحسب، فالمدرسة تمنح الطالب بعد تخرجه شهادة اعتماد دولية من الغرفة العربية الألمانية للصناعة والتجارة «AHK»، والتي تتيح للطلاب فرص عمل في الخارج.

ما قيل عن هذه المدرسة ينطبق على كثير من المدارس التكنولوجيا المتخصصة في دراسة مجالات مختلفة يحتاجها سوق العمل، وفي نفس الوقت تمثل ملاذًا آمنًا بديلًا للثانوية العامة بكل ضغوطاتها النفسية والمالية، لذا يمكن القول أن هذه المدارس بحق هي مستقبل أولادنا.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: المدارس التكنولوجية مستقبل مصر مترو الأنفاق

إقرأ أيضاً:

استبعاد مديرة مدرسة صبري البكباشي الإعدادية وإحالة 11 معلماً للتحقيق بالفيوم

في إطار متابعة انضباط العملية التعليمية، شهد الدكتور خالد قبيصي، وكيل وزارة التربية والتعليم بالفيوم، طابور الصباح وتحية العلم بمدرسة محمد صبري البكباشي الإعدادية بنين التابعة لإدارة غرب الفيوم التعليمية.

خلال الزيارة، لاحظ وكيل الوزارة غياب 5 معلمين بدون عذر، وتأخير 6 معلمين عن الحضور في الوقت المحدد لطابور الصباح، وفي ذلك قرر وكيل الوزارة إحالتهم للتحقيق بسبب تغيبهم وعدم التزامهم بالحضور في الوقت المناسب لطابور الصباح وتحية العلم.

كما قرر الدكتور قبيصي أيضًا استبعاد مديرة المدرسة، بسبب عدم بدء طابور الصباح في المواعيد المحددة، وعدم انضباط المدرسة، وإرتفاع نسبة تأخير الطلاب عن الحضور للمدرسة، وإرتفاع نسبة تغيب الطلاب عن المدرسة الأسبوع الماضي.

وأكد وكيل الوزارة على أهمية الالتزام بالمواعيد والانضباط في جميع المدارس، مشيرًا إلى أن هذا يعد جزءًا من مسؤولية الجميع في الحفاظ على بيئة تعليمية جادة وفاعلة.

كما تفقد وكيل الوزارة، المدرسة والفصول الدراسية، ومعمل الوسائط المتعددة، وحضر حصة لغة عربية بالصف الأول الإعدادي، وحصة دراسات بالصف الثاني الإعدادي، وناقش الطلاب للوقوف على المستوى الدراسي.

نبه وكيل الوزارة مشدداً على ضرورة إنضباط المدرسة والفصول الدراسية وحضور جميع العاملين بالمدرسة والطلاب طابور الصباح وتحية العلم، وضرورة انضباط جدول الحصص الدراسية، وبذل مزيداً من الجهد داخل الفصول الدراسية مع الطلاب من أجل رفع نسبة تفوق الطلاب وتحقيق بيئة تعليمية مثالية.

مقالات مشابهة

  • استبعاد مديرة مدرسة صبري البكباشي الإعدادية بالفيوم وإحالة 11 معلما للتحقيق بالفيوم.. صور
  • استبعاد مديرة مدرسة صبري البكباشي الإعدادية وإحالة 11 معلماً للتحقيق بالفيوم
  • المدرسين غايبين.. مهزلة في مدرسة بالفيوم واستبعاد المديرة وفتح تحقيق
  • "مائدة صحية" للطلاب في صفوى تكسر رهبة الاختبارات
  • صور| الذهاب بالمظلات.. الطلاب يؤدون اختبارات الفصل الثاني رغم الأمطار
  • رئيس «6 أكتوبر التكنولوجية»: التعليم الأكاديمي سيشهد طفرة كبيرة خلال 10 سنوات.. وتوقعات باختفاء وظائف شائعة
  • مليشيا تجبر الطلاب بصنعاء على الخروج في وقفات الجمعة
  • صور| "الجدل السلوكي".. أحدث الأساليب لردع ظاهرة التنمر في المدارس
  • المدرسة الشمسية بذمار تكرم طلابها المبرزين
  • المدرسة الشمسية بذمار تكرم طلابها المبرزين في ختام العام الدراسي