ذكرى اغتيال غسان كنفاني.. قلم يخلد صاحبه في قلب الذاكرة
تاريخ النشر: 8th, July 2024 GMT
يُخلد التاريخ اليوم ذكرى استشهاد الكاتب والصحفي الفلسطيني الكبير غسان كنفاني، الذي اغتيل في 8 يوليو 1972، في حادث تفجير سيارته في منطقة الحازمية قرب بيروت، مُصطحبًا ابنة شقيقته «لميس».
ويُعد كنفاني واحدًا من أهم وأشهر الأدباء العرب في القرن العشرين، وصار رمزًا للثقافة والفن الفلسطيني، فقد عبر قلمه وكتاباته معاناة الشعب الفلسطيني وتطلعاته في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، بحسب ما ذكرته وكالة «وفا» الفلسطينية.
وُلد غسان كنفاني في التاسع من أبريل عام 1936 في عكا، فلسطين، وأُجبر هو وعائلته على ترك وطنه عام 1948، فهاجر إلى لبنان ثم إلى سوريا، حاملًا معه الألم والحزن والعزيمة، فغسان لم يكن مجرد كاتب، بل كان ثائرًا فنانًا سياسيًا وصحفيًا، تخطّى حدود الرواية والقصة والشعر والمسرح، ليُعبّر عن معاناة الشعب الفلسطيني وإرادة النضال من أجل تحرير وطنه.
وغادر غسان كنفاني إلى الكويت بحثًا عن فرصة عمل في التدريس، وخلال فترة وجوده هناك، عمل محررًا، ونشر أول قصة قصيرة له بعنوان «القميص المسروق» في عام 1960، وانتقل إلى بيروت، حيث انضم لفريق مجلة «الحرية» وجريدة «المحرر» البيروتية.
واستلهم غسان كنفاني كتاباته من معاناة الشعب الفلسطيني وقضاياه، غاص في أعماقه وعكس المشاكل التي يواجهها، مع التركيز على دور المرأة الفلسطينية، وأعطى كنفاني المرأة دورًا محوريًا في روايته «أم سعد» التي صدرت عام 1969، مشيرًا إلى صمودها وتضحياتها في مواجهة الظروف القاسية.
وكان غسان كنفاني ناطقاً رسمياً وعضوًا في المكتب السياسي لمنظمة التحرير الفلسطينية، ومع ذلك، لم ينغمس فقط في السياسة، بل استخدم قلمه كسلاحٍ فعّالٍ في النضال من أجل فلسطين، فقد أسس «مجلة الهدف»، منبرًا للتعبير عن أفكار الوطنيين الفلسطينيين، ونقل حقيقتهم إلى العالم.
ولم يسلك غسان طريق العنف، لكنه استخدم قلمه كأداةٍ للتحدي والمقاومة، وقد جعله ذلك هدفًا للإسرائيليين في النهاية، واغتيل في عملية مُخططة من قبل الموساد.
وفي مطلع عام 1972، أصدرت رئيسة الوزراء الإسرائيلية آنذاك جولدا مائير قائمة بتصفية عدد من الشخصيات الفلسطينية بعد تحضير رئيس الموساد تسفى زامير للقائمة، وشملت القائمة عدّة أسماء من بينهم: وديع حداد، كمال عدوان، كمال ناصر، أبو يوسف النجار، بسام أبو شريف، أنيس الصايغ، و غسان كنفاني، وانطلقت عمليات الاغتيال على مدار سنة كاملة، وهذه العمليات تمت بإذن من رئيسة الوزراء الإسرائيلية بالتأكيد على دقة المعلومات حول إصدار هذه القائمة وتنفيذ العمليات بناءً عليها.
وفي يومٍ مشؤوم، تسلل عملاء الموساد إلى منزل غسان كنفاني، الذي كان يقطن في شقة مع زوجته آني وطفليه فايز وليلى في بيروت الشرقية، وزرعوا عبوات متفجرة في سيارته، المتوقفة في جراج منزله، لم يكن غسان كنفاني، الكاتب والصحافي والفنان، مستعدًا لخيانة كهذه، فلم يكن يملك حراسة أمنية، بل كان يعيش حياة هادئة مع أسرته في منزل شقيقته.
وفي صباح يوم اغتياله، بينما كان غسان كنفاني ينزل من شقته متوجهًا إلى سيارته الأوستين البيضاء، كانت ابنة شقيقته لميس ترافقه، فعندما فتح غسان باب السيارة، قفزت لميس مسرعة وجلست في المقعد الأمامي، وبدأ غسان بتشغيل محرك السيارة، لكنها انفجرت فجأةً، واستشهد هو والطفلة البرئية التى لم تتجاوز 17 عامًا من العمر، ومن شدة الانفجار اهتزت المنطقة البيروتية.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: غسان كنفاني كنفاني الاحتلال الإسرائيلي إسرائيل فلسطين غزة قطاع غزة بيروت لبنان سوريا غسان کنفانی
إقرأ أيضاً:
عدن..ذكرى النصر والتحرير
ذكرى تحرير عدن، تأريخ يحصي أنفاس المقاومة، وبطولات الشباب، ومعارك الزحف لتحرير احياء عدن من المليشيا الحوثي.
في العام ٢٠١٥ كان رمضان له ذكرى النصر، وليلة قدر التحرير، اجتمع فيها الايمان والعزيمة ، حضر صوت الدعاء مع زخات الرصاص، كانت الشوارع ساحات قيام، والمآذن تصدح بالتكبير وتلهج بالنصر؛ ذكرى تحرير عدن ومشاهد ملاحقة فلول الحوثيين، وانتصار شباب عدن مسنودين بالجيش والتحالف على مليشيا الحوثي المدججة بسلاح الدولة التي نهبتها من صنعاء حتى وصلت عدن.
عشر سنوات مرت على ذكرى تحرير العاصمة المؤقتة عدن، نتذكر التضحيات الجسيمة القادة الأبطال، الشباب الذين تسلحوا لأول مرة، وانخرطوا في معركة كرامة، استبسلوا في مواجهة آلة القتل، ومليشيا متعطشة للدم، ولاتجيد سوى القتل، فوجدت شجاعة أبطال مقاومون، واقدام غير لم يتوقعوه من أبناء عدن وانكسروا مدحورين.
انبرى في معركة عدن شبابها، وتقدم الصفوف قادة حضروا في لحظة توارى الكثير، فكان حضورهم دفعة معنوية زاد حماسة الشباب، فخرج المقاوم الفدائي من كل بيت وفي كل حارة وحي، لم يخيفهم القصف العشوائي، ولم يحسبوا حساب فرق النخبة العسكرية بتسليحهم النوعي.
ذكرى تحرير عدن تذكير بمعركة مقدسة لأجل الكرامة، وتاريخ بحاجة للتوثيق لا مجال فيه للمزايدات ولامكان للمتسلقين، وتضحيات تفرض الوفاء لها، ومليشيات لاتزال تتربص بعدن، وواقع فرضُ لايمكن قبوله.
الانتصار مجد، والتضحية وقوده، والمبادئ ثابته، والرجال حاضرون ومتمسكون والقادة الأبطال الذي حضروا في ساعة العسرة لايمكن أن يمحى تاريخهم، تعيد ذكرى التحرير الحضور السياسي للدكتور عبدالله العليمي نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي ومواقف قائد المقاومة الشيخ نايف البكري، والبطل الفقيد العميد عبدالله الصبيحي، ثلاثي اجتمع فيه الغطاء السياسي وروح المقاومة مع الخبرة العسكرية والتحرك الدبلوماسي والترتيب الإداري فاتقدت عدن مقاومة ، ولم يكن أمامهم سوى التشمير للنصر المؤزر الذي منحهم الله في أفضل الأشهر وخير الأيام، وأشرف الليالي، لقد كانت عدن كلها شعلة مقاومة، تسقي ترابها بدماء خيرة ابنائها، فاستحقت التطهر من دنس المليشيا وظفرت بالنصر والتحرير.
حُق لنا الفخر والاعتزاز بتحرير عدن من المليشيات الحوثية في ذكراها العاشرة، حين شهدت المدينة ووثقت ليلة القدر وعاش كل حر باليمن، فرح النصر، إنّها عدن تلهمنا النصر وتقرّب لنا التحرير.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق *
الاسم *
البريد الإلكتروني *
الموقع الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
Δ
شاهد أيضاً إغلاق كتابات خاصةرعى الله أيام الرواتب حين كانت تصرف من الشركة. أما اليوم فهي...
اتحداك تجيب لنا قصيدة واحدة فقط له ياعبده عريف.... هيا نفذ...
هل يوجد قيادة محترمة قوية مؤهلة للقيام بمهمة استعادة الدولة...
ضرب مبرح او لا اسمه عنف و في اوقات تقولون يعني الاضراب سئمنا...
ذهب غالي جدا...