نشرت صحيفة إزفستيا الروسية تقريرا عن ابتعاد العديد من الدول الأفريقية عن دولة الاحتلال السابقة (فرنسا) بسبب استياء هذه الدول من تصرفات باريس تجاهها منذ نيلها الاستقلال.

وقالت الصحفية الروسية كسينيا لوغينوفا التي أعدت التقرير إن البلدان الأفريقية التي كانت في السابق تتطلع نحو باريس، أصبحت تبحث عن حلفاء جدد، مشيرة إلى الانقلاب الذي جرى نهاية الشهر المنصرم في النيجر ضد الرئيس المخلوع محمد بازوم حليف فرنسا، وإلى الوقف الفوري لتصدير الذهب واليورانيوم من نيامي إلى باريس.

وأشارت الكاتبة إلى الانقلابين اللذين وقعا في بوركينا فاسو العام الماضي وفي مالي العام قبل الماضي ضد حكومتين كانتا حليفتين لفرنسا، مضيفة أن السنغال هي الدولة الأفريقية التالية التي ترغب في الخروج من نفوذ باريس.


ازدياد الاستياء

وأفادت لوغينوفا أن الاستياء من تصرفات فرنسا في البلدان الأفريقية قد تزايد في الآونة الأخيرة. فبعد النيجر، بدأت المظاهرات في السنغال؛ حيث خرج ناشطون إلى الشوارع وحرقوا العلم الفرنسي للاحتجاج على اعتقال زعيم المعارضة عثمان سونكو.

وذكر التقرير أن غينيا بيساو وموريتانيا وتوغو اُصيبت بخيبة أمل من باريس خلال جائحة "كوفيد-19″، معتبرة أن المساعدة الفرنسية في مكافحة الوباء كانت غير كافية. وأضاف أن الشكوك تتزايد في وسائل الإعلام والخطب العامة في الكاميرون وساحل العاج وجمهورية الكونغو حول قدرة قصر الإليزيه على ضمان سلامتهم في مواجهة التهديد الذي تشكله جماعات المعارضة المسلحة.

وأكد التقرير أن فرنسا احتفظت بنفوذ سياسي واقتصادي وعسكري وثقافي وأيديولوجي لفترة طويلة في معظم مستعمراتها الأفريقية السابقة، حيث كان القادة الأفارقة يتلقون مساعدات شخصية شاملة مقابل امتيازات للشركات الفرنسية، وواصلت باريس استخدام القارة كميدان اختبار لنماذج جديدة من المعدات والأسلحة، كما كانت تملي على البلدان الأفريقية كيفية التصرف في مواقف معينة.

واعتبر الكاتب أن من تبقى من الشركاء المخلصين لقصر الإليزيه هم بنين والغابون وغامبيا وتشاد، حيث تعد فرنسا بالنسبة لهم أحد الشركاء السياسيين والتجاريين المهمين، كما تدعم باريس بنشاط النخب المؤيدة لفرنسا في هذه البلدان.


محاولات ماكرون لتحسين العلاقات

ولفتت الكاتبة إلى أنه في فبراير/شباط من هذا العام حاول الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تغيير كل شيء وتحسين العلاقات مع المستعمرات السابقة، حيث أعلن خلال جولة له في القارة أن عصر أفريقيا الفرنسية، الذي تمت صياغته في عهد الرئيس الفرنسي الأسبق شارل ديغول والذي يشير ضمنيا إلى الوصاية غير الرسمية لباريس على المستعمرات السابقة، قد انتهى، وأن الوقت قد حان لبناء علاقات ثنائية ومتعددة الأطراف بطريقة جديدة.

ومع ذلك -يفيد التقرير- فإن السلطات الفرنسية لم تتخل عن طموحاتها في القارة؛ حيث واصل ماكرون سياسة القادة الفرنسيين السابقين، المتمثلة في السيطرة الخارجية على المسار السياسي للدول الأفريقية، والوجود العسكري، فضلا عن الضغط لصالح رجال الأعمال الفرنسيين. وقال التقرير إن القارة الأفريقية كانت أحد الأصول القيمة لفرنسا ورمزا لعظمتها.

ونسب التقرير إلى سيرغي فيدوروف كبير الباحثين بمعهد أوروبا التابع لأكاديمية العلوم الروسية قوله إن فقدان فرنسا للبلدان الأفريقية يعود إلى إخفاقها في مساعدة تلك الدول في تحقيق أي تقدم على جميع الأصعدة، حيث لم تتم هزيمة الجماعات المسلحة، ولا حل القضايا الأمنية، ولا يزال السكان يعيشون في فقر كما كان من قبل، ويعانون من ندرة الخدمات.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

التجنس وتأشيرات فرنسا وتصاريح الإقامة.. إليكم حصة الجزائريين

كشفت وزارة الداخلية الفرنسية مؤخرا النقاب عن الإحصائيات النهائية للهجرة لعام 2023.

في كل عام، تقوم المديرية العامة للأجانب في فرنسا بتقييم الهجرة وطلبات اللجوء والحصول على الجنسية الفرنسية.

ومن المهم أن نتذكر أن الأرقام المؤقتة الأولى تنشر في جانفي، ثم نشرت المديرية العامة للأجانب في فرنسا تحديثا جديدا في نهاية جوان 2024.

وخلال عام 2023، أصدرت فرنسا ما مجموعه 2.4 مليون تأشيرة مقابل 1.4 مليون وثيقة ممنوحة في عام 2022. أي بزيادة قدرها 40.4%. وعلى الرغم من هذه الزيادة. تظل هذه الأرقام أقل بكثير من عدد التأشيرات الممنوحة قبل أزمة جائحة كوفيد-19.

وتكشف أرقام وزارة الداخلية الفرنسية عن زيادة كبيرة في عدد التأشيرات الممنوحة للمواطنين الجزائريين.

وبالفعل، أصدرت الحكومة الفرنسية ما مجموعه 209.708 تأشيرة للجزائريين في عام 2023. أي بزيادة تزيد عن 59.8٪ مقارنة بعام 2022 (تم منح 131.264 تأشيرة).

وبهذا المعدل من المنح، يحتل الجزائريون المركز الرابع في قائمة أكبر المستفيدين في فرنسا، خلف الصينيين والمغاربة والهنود.

كما يظهر المواطنون الجزائريون ضمن أفضل 5 جنسيات حصلت على أكبر عدد من تصاريح الإقامة في فرنسا.

وبحسب بيانات الوزارة، تم إصدار 326.954 تصريح إقامة أول. خلال عام 2023، بزيادة طفيفة قدرها 2.5 مقارنة بعام 2022.

إليكم عدد الجزائريين المتجنسين عام 2023

علاوة على ذلك، فإن السبب الأكثر شيوعًا لمنح تصاريح الإقامة هو الطلاب. والمستفيدون الرئيسيون من تصاريح الإقامة الأولى في فرنسا هم المغاربة (36648) والجزائريون (31943) والتونسيون (22639).

وفيما يتعلق بالتجنس، حصل ما مجموعه 97288 شخصا على الجنسية الفرنسية. بموجب مرسوم أو إعلان، في عام 2023، بانخفاض قدره 15٪ مقارنة بعام 2022.

كما أن الجزائريين هم أيضا من بين أكبر المستفيدين ويحتلون المركز الثاني بعد المغاربة (8017 عملية تجنيس).

وبالفعل، ارتفع عدد الجزائريين المتجنسين سنة 2023 إلى 6737 شخصا. منهم 3366 بمرسوم و3371 بتصريح (زواج، أصول فرنسية، إلخ).

مقالات مشابهة

  • مديرة «النيباد»: الرئيس السيسي يقوم بجهود كبيرة لدعم التنمية في إفريقيا
  • الجولة الثانية من الانتخابات الفرنسية تنطلق غداً
  • أبطال حلم باريس.. حاملو آمال المصريين في عزف النشيد الوطني بالأولمبياد
  • صحيفة فرنسية: الجرب وجدري الماء أكثر العدوى انتشارا بين أطفال غزة
  • جين عضو فريق BTS يحمل الشعلة في أولمبياد باريس 2024
  • التجنس وتأشيرات فرنسا وتصاريح الإقامة.. إليكم حصة الجزائريين
  • صحيفة روسية: هل تتخلى فرنسا عن أوكرانيا إن خسر ماكرون؟
  • الخيانة والعناد.. تقرير يرصد أسباب الطلاق في السنوات الخمس الأولى من الزواج بالعالم العربي
  • صحيفة: صور جوية تكشف توسيع الصين لقواعد تجسس مشتبه بها في كوبا
  • صحيفة: صور جوية تكشف تهديدا غير مسبوق قرب الساحة الخلفية للولايات المتحدة