صحيفة روسية: الطلاق على الطريقة الأفريقية.. المزيد من دول القارة تبتعد عن فرنسا
تاريخ النشر: 7th, August 2023 GMT
نشرت صحيفة إزفستيا الروسية تقريرا عن ابتعاد العديد من الدول الأفريقية عن دولة الاحتلال السابقة (فرنسا) بسبب استياء هذه الدول من تصرفات باريس تجاهها منذ نيلها الاستقلال.
وقالت الصحفية الروسية كسينيا لوغينوفا التي أعدت التقرير إن البلدان الأفريقية التي كانت في السابق تتطلع نحو باريس، أصبحت تبحث عن حلفاء جدد، مشيرة إلى الانقلاب الذي جرى نهاية الشهر المنصرم في النيجر ضد الرئيس المخلوع محمد بازوم حليف فرنسا، وإلى الوقف الفوري لتصدير الذهب واليورانيوم من نيامي إلى باريس.
وأشارت الكاتبة إلى الانقلابين اللذين وقعا في بوركينا فاسو العام الماضي وفي مالي العام قبل الماضي ضد حكومتين كانتا حليفتين لفرنسا، مضيفة أن السنغال هي الدولة الأفريقية التالية التي ترغب في الخروج من نفوذ باريس.
ازدياد الاستياء
وأفادت لوغينوفا أن الاستياء من تصرفات فرنسا في البلدان الأفريقية قد تزايد في الآونة الأخيرة. فبعد النيجر، بدأت المظاهرات في السنغال؛ حيث خرج ناشطون إلى الشوارع وحرقوا العلم الفرنسي للاحتجاج على اعتقال زعيم المعارضة عثمان سونكو.
وذكر التقرير أن غينيا بيساو وموريتانيا وتوغو اُصيبت بخيبة أمل من باريس خلال جائحة "كوفيد-19″، معتبرة أن المساعدة الفرنسية في مكافحة الوباء كانت غير كافية. وأضاف أن الشكوك تتزايد في وسائل الإعلام والخطب العامة في الكاميرون وساحل العاج وجمهورية الكونغو حول قدرة قصر الإليزيه على ضمان سلامتهم في مواجهة التهديد الذي تشكله جماعات المعارضة المسلحة.
وأكد التقرير أن فرنسا احتفظت بنفوذ سياسي واقتصادي وعسكري وثقافي وأيديولوجي لفترة طويلة في معظم مستعمراتها الأفريقية السابقة، حيث كان القادة الأفارقة يتلقون مساعدات شخصية شاملة مقابل امتيازات للشركات الفرنسية، وواصلت باريس استخدام القارة كميدان اختبار لنماذج جديدة من المعدات والأسلحة، كما كانت تملي على البلدان الأفريقية كيفية التصرف في مواقف معينة.
واعتبر الكاتب أن من تبقى من الشركاء المخلصين لقصر الإليزيه هم بنين والغابون وغامبيا وتشاد، حيث تعد فرنسا بالنسبة لهم أحد الشركاء السياسيين والتجاريين المهمين، كما تدعم باريس بنشاط النخب المؤيدة لفرنسا في هذه البلدان.
محاولات ماكرون لتحسين العلاقات
ولفتت الكاتبة إلى أنه في فبراير/شباط من هذا العام حاول الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تغيير كل شيء وتحسين العلاقات مع المستعمرات السابقة، حيث أعلن خلال جولة له في القارة أن عصر أفريقيا الفرنسية، الذي تمت صياغته في عهد الرئيس الفرنسي الأسبق شارل ديغول والذي يشير ضمنيا إلى الوصاية غير الرسمية لباريس على المستعمرات السابقة، قد انتهى، وأن الوقت قد حان لبناء علاقات ثنائية ومتعددة الأطراف بطريقة جديدة.
ومع ذلك -يفيد التقرير- فإن السلطات الفرنسية لم تتخل عن طموحاتها في القارة؛ حيث واصل ماكرون سياسة القادة الفرنسيين السابقين، المتمثلة في السيطرة الخارجية على المسار السياسي للدول الأفريقية، والوجود العسكري، فضلا عن الضغط لصالح رجال الأعمال الفرنسيين. وقال التقرير إن القارة الأفريقية كانت أحد الأصول القيمة لفرنسا ورمزا لعظمتها.
ونسب التقرير إلى سيرغي فيدوروف كبير الباحثين بمعهد أوروبا التابع لأكاديمية العلوم الروسية قوله إن فقدان فرنسا للبلدان الأفريقية يعود إلى إخفاقها في مساعدة تلك الدول في تحقيق أي تقدم على جميع الأصعدة، حيث لم تتم هزيمة الجماعات المسلحة، ولا حل القضايا الأمنية، ولا يزال السكان يعيشون في فقر كما كان من قبل، ويعانون من ندرة الخدمات.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
أزمة دبلوماسية بين باريس وتل أبيب.. فرنسا تستدعي السفير الإسرائيلي.. والاحتلال يقتحم كنيسة فرنسية بالقدس
نشبت أزمة دبلوماسية بين فرنسا ودولة الاحتلال الإسرائيلي، بعد دخول شرطة الاحتلال إلى موقع يضم كنيسة تديرها فرنسا في القدس، واعتقال فردين من الدرك الفرنسى.
وعلق وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، الذي تواجد في الموقع خلال الحادثة، بأن التحرك الإسرائيلى "غير مقبول" ورفض دخول موقع موقع كنيسة "الإيليونة" الواقع فى جبل الزيتون بسبب إيقاف الشرطة عنصرين من الدرك الفرنسي.
وأصدرت وزارة الخارجية الفرنسية بيانا بعد حادثة القدس المحتلة، أعلنت فيه استدعاء السفير الإسرائيلي في باريس، مؤكدة أن تصرف الشرطة الإسرائيلية في حادثة القدس غير مقبول.
وأوضحت الخارجية الفرنسية في بيان أنه كجزء من رحلة إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية، كان من المقرر أن يذهب الوزير إلى إليونا، وهي منطقة وطنية فرنسية، ودخلت قوات الأمن الإسرائيلية إلى هذا المكان مسلحة دون تصريح.
وأضاف البيان "لم يرغب الوزير في الذهاب إلى المنطقة في ظل هذه الظروف، وبعد مغادرة الوفد، اعتقلت قوات الأمن الإسرائيلية اثنين من موظفي القنصلية العامة الفرنسية في القدس، رغم أنهما من ذوي المكانة الدبلوماسية ثم تم إطلاق سراحهم بعد تدخل الوزير" .
وكان بارو قد وصل، الخميس، فى زيارة قصيرة إلى إسرائيل والأراضى الفلسطينية بهدف البحث عن حلول دبلوماسية للحرب المشتعلة فى غزة ولبنان، وفق ما أوردت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية على موقعها الإلكتروني.
وقال الوزير الفرنسي خلال زيارته إلى تل أبيب إنه يرى "أفقا" لوقف الحربَين في قطاع غزة ولبنان، بعد فوز دونالد ترامب بانتخابات الرئاسة الأمريكية.
وأوضح بارو بعد اجتماعه مع نظيره الإسرائيلي يسرائيل كاتس في القدس المحتلة: "أعتقد أن هناك آفاقا مفتوحة لوضع حد للمأساة التي غرق فيها الإسرائيليون والفلسطينيون والمنطقة بأكملها منذ السابع من أكتوبر (2023)".
وأشار وزير الخارجية الفرنسي إلى انتخاب "رئيس أمريكي جديد" لديه "الإرادة" لوضع حد للحروب التي لا نهاية لها في الشرق الأوسط، حسب وكالة فرانس برس.
والتقى وزير الخارجية الفرنسي في تل أبيب مع أسرتي الرهينتين الإسرائيليتين-الفرنسيتين المحتجزتين في غزة، أوهاد ياهالومي وعوفير كالديرون، وتعهد بأن "تواصل فرنسا ببذل ما بوسعها لضمان إطلاق سراح مواطنيها وجميع الرهائن في غزة".