عربي21:
2025-04-17@10:39:12 GMT

المفاوضات ضرورة لكنها مغامرة خطيرة وغير مضمونة

تاريخ النشر: 8th, July 2024 GMT

تعتبر المفاوضات المطروحة على حركة حماس من قبل الوسطاء لحظة دقيقة وخطيرة في الصراع الدائر مع الكيان الصهيوني. هذه المفاوضات مختلفة عن مثيلاتها السابقة، فقادة الكيان في عهد الرئيس الراحل ياسر عرفات كانوا مختلفين عن حكام إسرائيل اليوم، كانوا يجمعون بين الخلفية الصهيونية والثقافية السياسية التي تجعلهم يأخذون بعين الاعتبار الحد الأدنى من الحقوق والضوابط مثلما حصل في اتفاق أوسلو.

أما هذه المرة فقد اختلف الوضع جذريا، إذ تواجه حماس تواجه اليوم عصابة عنصرية لا تتقيد بعهود، ولا تقر بحقوق، ولا تعترف بأخلاق. إذ يتشكل أقصى اليمين الديني الصهيوني من مجموعات خارج القانون، تعمل على ابتلاع ما تبقى من فلسطين التاريخية اعتمادا على القوة والسلاح.

يتفق الجميع حول الاعتقاد بأن حصول المفاوضات مرهونة بإرادة نتنياهو وبقرار شخصي منه، فهو صاحب القرار الحاسم في هذه المسألة التي سيحدد مصيره السياسي، لهذا سيستمر في البقاء على رأس الحكومة حتى موعد الانتخابات الأمريكية، اعتقادا منه بكونها ستسفر عن عودة ترامب المؤيد بدون تحفظ لمواصلة الحرب على غزة حتى آخر مقاتل في حماس. هذا ما صرح به خلال حملته الانتخابية.

يتفق الجميع حول الاعتقاد بأن حصول المفاوضات مرهونة بإرادة نتنياهو وبقرار شخصي منه، فهو صاحب القرار الحاسم في هذه المسألة التي سيحدد مصيره السياسي، لهذا سيستمر في البقاء على رأس الحكومة حتى موعد الانتخابات الأمريكية، اعتقادا منه بكونها ستسفر عن عودة ترامب المؤيد بدون تحفظ لمواصلة الحرب على غزة
ورغم أهمية صعود كل من حزب العمال في بريطانيا واليسار في فرنسا، إلا أن تأثيرهما على السياسة الإسرائيلية يبقى محدودا، مع ذلك ليس مستبعدا حصول مفاوضات في تاريخ قريب.

لهذا، من حق المقاومة أن تكون حذرة رغم تعلقها الشديد بالمفاوضات كآلية للتوصل إلى تسوية مؤقتة، فالنتائج التي ستترتب عن ذلك ستكشف إلى أي حد كان الهجوم المباغت الذي تم الإقدام القيام به يوم السابع من تشرين الأول/ أكتوبر كان ضروريا لقلب المعادلة العسكرية والسياسية مع العدو. فالعبرة في كل معركة تحسب بخواتمها، خاصة وأن حصيلة المواجهة كانت ثقيلة في الأرواح وفي البنية التحتية، فكل تنازل قد تقدم عليه المقاومة عن الحقوق ستحاسب عليه تاريخيا.

هناك سباق مع الزمن، فمن جهة تعب الغزيون من حرب لا ترحم حيث تكاد مدينتهم تمسح تماما من الخارطة، ومن جهة أخرى، يسعى المستوطنون على قدم وساق نحو إقامة ما تسميها التوراة "مملكة يهودا والسامرة" على أراضي الضفة الغربية. هذا جزء من خطة قديمة تم الشروع في تنفيذها منذ قيام الكيان الصهيوني، مع حرص خاص على تمكين هذه المملكة المزعومة من استقلالية واسعة عن "دولة إسرائيل" يحكمها ويسيّرها غزاة قادمون من مختلف الآفاق.

واستغل هؤلاء أجواء الحرب الدائرة منذ السابع من أكتوبر للقيام باختراق جغرافي واسع النطاق في عملية تسريع غير مسبوقة في تاريخ الاستيطان باستعمال القوة لترهيب السكان الفلسطينيين. وأمام هذا الخطر الوجودي الزاحف بدأت أغلبية سكان الضفة يطالبون بالدفاع الشرعي لحماية أرواحهم وأراضيهم ومزارعهم. فاستطلاع الرأي الأخير كشف عن أن النسبة الأكبر (٤٥ في المئة) من سكان الضفة الغربية يعتقدون بأن "الوسائل الأكثر فاعلية والأكثر واقعية في الوقت ذاته لمكافحة هذا الإرهاب؛ تتمثل في تشكيل مجموعات مسلحة من قبل سكان المناطق المستهدفة".

و افترضنا تم تبادل المختطفين الإسرائيليين من الذي يستطيع بعد ذلك منع الآلة العسكرية الإسرائيلية من استئناف قصفها الوحشي للمدنيين؟ ومن سيجبر الصهاينة على فتح الحدود وتمكين الغزاويين من العودة إلى بيوتهم والقيام بترميمها؟
فهؤلاء المستوطنون لم يعد ينفع معهم محاولات إقناعهم باحترام القوانين والحقوق، لأنهم جاؤوا معبئين بأفكار عنصرية غذت فيهم رغبة السرقة والنهب المنظم وطرد السكان بكل الوسائل المتاحة لديهم. ورغم خطورة هذه السياسة الاستعمارية، لا يزال الغرب يتعامل معها عبر إصدار البيانات التي لم تعد تسمن ولا تغني من جوع.

هناك مؤامرة ضخمة على الفلسطينيين، والذين يتآمرون كثر، ولكل مصلحته وحساباته. فما حققته المقاومة من صمود نادر في سياق إقليمي منهار لا يطمئن الكثيرين، وهو ما من شأنه أن يزيد في تسميم المناخ التفاوضي وتعقيده. الأهم من ذلك هو التساؤل حول مدى قدرة الوسطاء على توفير الضمانات لأي اتفاق يتم التوصل إليه.

فالرئيس الأمريكي الذي يعتبر الحلقة الأقوى في المعادلة ضاعت هيبته واستخف به نتنياهو، حتى أصبح أشبه بالدمية التي لا تفقه ما الذي يدور حولها وباسمها. فلو افترضنا تم تبادل المختطفين الإسرائيليين من الذي يستطيع بعد ذلك منع الآلة العسكرية الإسرائيلية من استئناف قصفها الوحشي للمدنيين؟ ومن سيجبر الصهاينة على فتح الحدود وتمكين الغزاويين من العودة إلى بيوتهم والقيام بترميمها؟

المفاوضات مع الصهاينة ضرورة، وفي الآن نفسه مغامرة خطيرة وغير مضمونة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه المفاوضات حماس إسرائيل نتنياهو غزة إسرائيل حماس غزة نتنياهو مفاوضات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة اقتصاد سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

الإمارات تدعو للوقف الفوري وغير المشروط لإطلاق النار في السودان

 
وجهت دولة الإمارات العربية المتحدة نداء عاجلا لكل من القوات المسلحة السودانية وميليشيا الدعم السريع إلى الموافقة على وقف فوري ودائم وغير مشروط لإطلاق النار، والى الجلوس إلى طاولة المفاوضات بحسن نية.

أكدت وزارة الخارجية الإماراتية في بيان أنه لا يمكن أن يكون هناك حل عسكري في السودان، وإنما فقط حل سياسي يعكس إرادة الشعب السوداني.

وذكر  البيان : مع دخول حرب السودان المدمرة عامها الثالث، تصدر الإمارات العربية المتحدة دعوة عاجلة للسلام. إن الكارثة الإنسانية التي تتكشف في السودان هي من بين أشد الكوارث في العالم: أكثر من 30 مليون شخص بحاجة إلى مساعدة عاجلة، والمجاعة تنتشر، والمساعدات يتم حظرها عمداً.

وتابعت :  في هذه اللحظة من المعاناة الهائلة، تدعو الإمارات العربية المتحدة إلى اتخاذ إجراءات فورية .

واتمت الخارجية الإماراتية : لقد حان وقت العمل الآن يجب أن يتوقف القتل يجب أن يبنى مستقبل السودان على السلام والعدالة والقيادة المدنية المستقلة. 
 

حرب السودان تدخل عامها الثالث.. جرائم حرب في دارفور وانهيار شامل بالشمالمحافظ الجيزة يفتتح الوحدة الصحية بمساكن روضة السودانمدير الصحة العالمية: عامان من الصراع تسببا في تجويع الملايين بالسودانالصحة العالمية: الحرب المستمرة في السودان تسببت في كارثة إنسانية غير مسبوقةمفوضية اللاجئين تحذر من عواقب كارثية لتجاهل الوضع في السودان

مقالات مشابهة

  • الدويري: المقاومة جاهزة للاشتباك لكنها تتحين الفرص حرصا على المدنيين
  • "كوريا الآسرة".. مغامرة صحفية امتزجت بسحر الطبيعة والتقدم الصناعي
  • عاجل| وزير الخارجية الإيراني: حقنا في تخصيب اليورانيوم أمر حقيقي ومقبول وغير قابل للتفاوض
  • مجموعة السبع تدعو إلى وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار في السودان
  • مغامرة مجنونة في حفل زفاف.. شاب يتشبث بطائرة هليكوبتر لحظة إقلاعها!
  • سان جيرمان يُنهي مغامرة أستون فيلا “الجريئة” في دوري الأبطال
  • الرحالة مغامرة تنتظر السياح في إقليم كردستان العراق
  • الإمارات تدعو للوقف الفوري وغير المشروط لإطلاق النار في السودان
  • الإمارات تدين الفظائع التي ترتكب في السودان وتدعو إلى وقف فوري ودائم وغير مشروط لإطلاق النار
  • عراقجي يكشف الدولة التي ستستضيف جولة المفاوضات الثانية مع واشنطن