عربي21:
2025-03-14@15:45:52 GMT

المفاوضات ضرورة لكنها مغامرة خطيرة وغير مضمونة

تاريخ النشر: 8th, July 2024 GMT

تعتبر المفاوضات المطروحة على حركة حماس من قبل الوسطاء لحظة دقيقة وخطيرة في الصراع الدائر مع الكيان الصهيوني. هذه المفاوضات مختلفة عن مثيلاتها السابقة، فقادة الكيان في عهد الرئيس الراحل ياسر عرفات كانوا مختلفين عن حكام إسرائيل اليوم، كانوا يجمعون بين الخلفية الصهيونية والثقافية السياسية التي تجعلهم يأخذون بعين الاعتبار الحد الأدنى من الحقوق والضوابط مثلما حصل في اتفاق أوسلو.

أما هذه المرة فقد اختلف الوضع جذريا، إذ تواجه حماس تواجه اليوم عصابة عنصرية لا تتقيد بعهود، ولا تقر بحقوق، ولا تعترف بأخلاق. إذ يتشكل أقصى اليمين الديني الصهيوني من مجموعات خارج القانون، تعمل على ابتلاع ما تبقى من فلسطين التاريخية اعتمادا على القوة والسلاح.

يتفق الجميع حول الاعتقاد بأن حصول المفاوضات مرهونة بإرادة نتنياهو وبقرار شخصي منه، فهو صاحب القرار الحاسم في هذه المسألة التي سيحدد مصيره السياسي، لهذا سيستمر في البقاء على رأس الحكومة حتى موعد الانتخابات الأمريكية، اعتقادا منه بكونها ستسفر عن عودة ترامب المؤيد بدون تحفظ لمواصلة الحرب على غزة حتى آخر مقاتل في حماس. هذا ما صرح به خلال حملته الانتخابية.

يتفق الجميع حول الاعتقاد بأن حصول المفاوضات مرهونة بإرادة نتنياهو وبقرار شخصي منه، فهو صاحب القرار الحاسم في هذه المسألة التي سيحدد مصيره السياسي، لهذا سيستمر في البقاء على رأس الحكومة حتى موعد الانتخابات الأمريكية، اعتقادا منه بكونها ستسفر عن عودة ترامب المؤيد بدون تحفظ لمواصلة الحرب على غزة
ورغم أهمية صعود كل من حزب العمال في بريطانيا واليسار في فرنسا، إلا أن تأثيرهما على السياسة الإسرائيلية يبقى محدودا، مع ذلك ليس مستبعدا حصول مفاوضات في تاريخ قريب.

لهذا، من حق المقاومة أن تكون حذرة رغم تعلقها الشديد بالمفاوضات كآلية للتوصل إلى تسوية مؤقتة، فالنتائج التي ستترتب عن ذلك ستكشف إلى أي حد كان الهجوم المباغت الذي تم الإقدام القيام به يوم السابع من تشرين الأول/ أكتوبر كان ضروريا لقلب المعادلة العسكرية والسياسية مع العدو. فالعبرة في كل معركة تحسب بخواتمها، خاصة وأن حصيلة المواجهة كانت ثقيلة في الأرواح وفي البنية التحتية، فكل تنازل قد تقدم عليه المقاومة عن الحقوق ستحاسب عليه تاريخيا.

هناك سباق مع الزمن، فمن جهة تعب الغزيون من حرب لا ترحم حيث تكاد مدينتهم تمسح تماما من الخارطة، ومن جهة أخرى، يسعى المستوطنون على قدم وساق نحو إقامة ما تسميها التوراة "مملكة يهودا والسامرة" على أراضي الضفة الغربية. هذا جزء من خطة قديمة تم الشروع في تنفيذها منذ قيام الكيان الصهيوني، مع حرص خاص على تمكين هذه المملكة المزعومة من استقلالية واسعة عن "دولة إسرائيل" يحكمها ويسيّرها غزاة قادمون من مختلف الآفاق.

واستغل هؤلاء أجواء الحرب الدائرة منذ السابع من أكتوبر للقيام باختراق جغرافي واسع النطاق في عملية تسريع غير مسبوقة في تاريخ الاستيطان باستعمال القوة لترهيب السكان الفلسطينيين. وأمام هذا الخطر الوجودي الزاحف بدأت أغلبية سكان الضفة يطالبون بالدفاع الشرعي لحماية أرواحهم وأراضيهم ومزارعهم. فاستطلاع الرأي الأخير كشف عن أن النسبة الأكبر (٤٥ في المئة) من سكان الضفة الغربية يعتقدون بأن "الوسائل الأكثر فاعلية والأكثر واقعية في الوقت ذاته لمكافحة هذا الإرهاب؛ تتمثل في تشكيل مجموعات مسلحة من قبل سكان المناطق المستهدفة".

و افترضنا تم تبادل المختطفين الإسرائيليين من الذي يستطيع بعد ذلك منع الآلة العسكرية الإسرائيلية من استئناف قصفها الوحشي للمدنيين؟ ومن سيجبر الصهاينة على فتح الحدود وتمكين الغزاويين من العودة إلى بيوتهم والقيام بترميمها؟
فهؤلاء المستوطنون لم يعد ينفع معهم محاولات إقناعهم باحترام القوانين والحقوق، لأنهم جاؤوا معبئين بأفكار عنصرية غذت فيهم رغبة السرقة والنهب المنظم وطرد السكان بكل الوسائل المتاحة لديهم. ورغم خطورة هذه السياسة الاستعمارية، لا يزال الغرب يتعامل معها عبر إصدار البيانات التي لم تعد تسمن ولا تغني من جوع.

هناك مؤامرة ضخمة على الفلسطينيين، والذين يتآمرون كثر، ولكل مصلحته وحساباته. فما حققته المقاومة من صمود نادر في سياق إقليمي منهار لا يطمئن الكثيرين، وهو ما من شأنه أن يزيد في تسميم المناخ التفاوضي وتعقيده. الأهم من ذلك هو التساؤل حول مدى قدرة الوسطاء على توفير الضمانات لأي اتفاق يتم التوصل إليه.

فالرئيس الأمريكي الذي يعتبر الحلقة الأقوى في المعادلة ضاعت هيبته واستخف به نتنياهو، حتى أصبح أشبه بالدمية التي لا تفقه ما الذي يدور حولها وباسمها. فلو افترضنا تم تبادل المختطفين الإسرائيليين من الذي يستطيع بعد ذلك منع الآلة العسكرية الإسرائيلية من استئناف قصفها الوحشي للمدنيين؟ ومن سيجبر الصهاينة على فتح الحدود وتمكين الغزاويين من العودة إلى بيوتهم والقيام بترميمها؟

المفاوضات مع الصهاينة ضرورة، وفي الآن نفسه مغامرة خطيرة وغير مضمونة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه المفاوضات حماس إسرائيل نتنياهو غزة إسرائيل حماس غزة نتنياهو مفاوضات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة اقتصاد سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

الزنداني: الحكومة اليمنية تأمل إنهاء الحرب عبر التفاوض لكنها مستعدة للخيار العسكري

يمن مونيتور/ قسم الأخبار

أكد وزير الخارجية اليمني شائع الزنداني أن الحكومة اليمنية تأمل في إنهاء الحرب عبر التفاوض، لكنها إذا أُجبرت على العودة إلى الخيار العسكري، فستفعل ذلك.

وجدد الزنداني في مقابلة مع صحيفة  “العربي الجديد”، التأكيد على أن خريطة الطريق الأممية لإنهاء الحرب في اليمن لا تزال صالحة، رغم المتغيرات السياسية والدولية التي أثرت على خريطة الطريق.

وأشار الزنداني إلى أن الحكومة اليمنية تبذل جهوداً للتوصل إلى حل سياسي ينهي الحرب، لكنها مستعدة للخيار العسكري إذا لم يكن هناك خيار آخر.

وأكد على أن الحرب لا تخدم مصلحة اليمن أو اليمنيين، وإنما تخدم مصالح المليشيا الحوثية التي تتلقى دعمًا إيرانيًا.

وبشأن إمكانية وجود تدخل أميركي بشأن خارطة السلام اليمنية، وربط عودة المسار التفاوضي بتوقف هجمات الحوثيين في البحر الأحمر، قال الزنداني، “إن الحكومة اليمنية، على تواصل مع الإدارة الأميركية ودول الاتحاد الأوروبي، ومع بريطانيا وأيضاً مع دول التحالف، وبشكل عام تُبذل جهود، ولكن وُجدت أيضاً بعض الاختلافات وأصبحنا مثلاً نجد دول الاتحاد الأوروبي التي كان موقفها إلى حد ما ليّناً مع جماعة الحوثيين أصبح مختلفاً، وأيضاً بالنسبة للولايات المتحدة الأميركية”.

وتابع: “لكن في المحصلة، التفكير بالانطلاق في أي عملية سياسية لتحقيق السلام يعتمد على سلوك الحوثيين بشكل أساسي، وهل لديهم الاستعداد للقبول بحل سياسي، وهل لديهم الاستعداد للتخلي عن السلاح وأن يكونوا مكوناً مثل بقية المكونات السياسية، وفي المحصلة السلام ليس مجرد رغبة فقط، ولكن هو أيضاً سلوك وممارسة”.

وأشار الزنداني إلى أن هناك تواصلاً مع المبعوث الأممي الخاص لليمن، هانس غروندبرغ، بخصوص إعادة إحياء خريطة الطريق، لكنه أكد على أن المبعوث الأممي لا يستطيع أن ينجز شيئاً بنفسه، وإنما يحتاج إلى إرادة سياسية قوية من قبل الدول المؤثرة على السياسة الدولية وفي مجلس الأمن.

وأفاد الزنداني أن الحكومة اليمنية تواجه أزمة اقتصادية خانقة، وإنها تعمل على تحسين الوضع الاقتصادي من خلال تعزيز كفاءة أجهزة الدولة ومؤسساتها، وزيادة المقدرة على تحصيل الموارد، وتحسين السياسات المالية.

مقالات مشابهة

  • رصد إسرائيلي لتزايد اعتداءات الاحتلال على الفلسطينيين.. مقلقة وغير مفاجئة
  • الصين: نطالب بإنهاء العقوبات أحادية الجانب وغير القانونية ضد إيران
  • مفتي عام المملكة: تصوير وبثّ الصلوات على الهواء مباشرة مسألة خطيرة قد تنافي الإخلاص الذي يعد شرطًا أساسيًّا لقبول العمل
  • هاميلتون يبدأ مغامرة فيراري بلا ضغط.. حلم الطفولة يتحقق في أستراليا
  • الزنداني: الحكومة اليمنية تأمل إنهاء الحرب عبر التفاوض لكنها مستعدة للخيار العسكري
  • الجيش الإسباني يُنفذ مناورات عسكرية قرب سواحل المغرب "لكنها ليست موجهة ضده"
  • هل تحوّل التوافقات السورية تحركات إسرائيل إلى مغامرة حمقاء؟
  • عراقجي: رسالة ترامب إلى إيران جاهزة لكنها لم تُسلَّم بعد
  • حنان شومان: هناك شريحة مضمونة من الجمهور ستشاهد الأجزاء الجديدة لمسلسلات رمضان
  • عن الأسير الخامس الذي لم يتسلمه لبنان.. هذا ما أعلنته رئاسة الجمهورية