تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

احتشد آلاف من المواطنين الفرنسيين في ساحة "الجمهورية" في قلب العاصمة الفرنسية باريس، ومنذ اللحظات الأولى من إعلان فوز تحالف اليسار "الجبهة الشعبية الجديدة" في الانتخابات التشريعية المبكرة، احتفالا بهذا الفوز الذي فجر مفاجأة مدوية في نتيجة الانتخابات.

ووسط حالة من الفرحة والدهشة بهذه النتيجة التي خالفت جميع استطلاعات الرأي، احتشد الآلاف من المواطنين ومن مناصري تحالف اليسار للاحتفال، وأعربوا عن دعمهم للجبهة الشعبية الجديدة في وجه اليمين المتطرف الذي كان على أبواب السلطة.

 

إنه "نصر يعيد الأمل من جديد".. هكذا عبر العديد من المواطنين الذين تنفسوا الصعداء بعد فوز تحالف اليسار وعدم وصول اليمين المتطرف إلى الحكم.. فقد أشارت آخر استطلاع للرأي إلى تصدر حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف نتائج الانتخابات وتصدره المشهد السياسي بقوة لدرجة أنه بات على أبواب السلطة في البلاد.. إلا أن النتائج الأولية جاءت مخالفة لجميع استطلاعات الرأي ويمكن، وفقا لهذه النتائج، أن تحصل "الجبهة الشعبية الجديدة " اليسارية على أكبر عدد من المقاعد في البرلمان، يليها المعسكر الرئاسي.

ومازالت ساحة "الجمهورية" في قلب باريس تعج بعشرات الالاف من المواطنين الذين يهتفون "لقد فزنا"ـ في لحظة انتصار تاريخية غير متوقعة. 

يذكر أن النتائج الأولية للانتخابات أفادت بتصدر الجبهة الشعبية الجديدة اليسارية بحصولها على ما بين 177 إلى 192 مقعدا، يليها تحالف الرئيس ماكرون ( (152 إلى 158 مقعدا)، فيما حل اليمين المتطرف الذي كان يُرجح في الأساس حصوله على غالبية مطلقة، ثالثا (138 إلى 145 مقعدا). ولم تحصل أي كتلة على غالبية مطلقة في الجمعية الوطنية.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: تحالف اليسار ساحة الجمهورية باريس الشعبیة الجدیدة تحالف الیسار من المواطنین

إقرأ أيضاً:

وساوس شيطانية

عندما يكون الاختلاف سُنَّة كونية بديهية، لا يمكن بأي زمان أو عصر، وجود توافقٍ أو إجماعٍ كليٍّ أو رأيٍ موحدٍ على قضيةٍ بعينها، لأننا حينئذ سنكون قد وصلنا إلى مرحلة من التماهي والتطابق، لم يصل إليها السابقون أو اللاحقون.

إذن، ليس بالضرورة دائمًا، التوافق مع أفكار «القطيع»، أو تلك المفاهيم والمواقف الجماعية، خصوصًا عندما تتعارض مع منطق الأشياء، أو تتنافى مع معطيات العقل والتطور، لأنها قد تمثل نوعًا من العبث، أو ما يسمى بـ«ثقافة الضجيج»!

الآن يعيش كثيرون شعورًا متطرفًا، ما بين «الأخلاقي» و«الإنساني»، حيث تستمر المِحْنَة، خصوصًا عندما تُغْرِقُنَا الحياة بهوامشها وتفاصيلها، لتقودنا إلى شعورٍ بالسُّوءِ تجاه آخرين، فتمتلئ نفوسهم بالرغبة في الانتصار عليهم.. آملين رؤيتهم يتألمون ويسقطون، ليشفوا غليلهم!

«إشكالية» متكررة، يمكننا رصدها عند «التعاطف الإنساني» مع الكوارث أو المصائب، لمَن نكون على خلاف معهم، عبر مِنَصَّات «السوشيال ميديا»، حيث التعليقات الشاذَّة، التي لا تمتُّ إلى الأخلاق أو الإحسان بصلة، بل تنحدر إلى قاعِ الشَّماتة، وكأنَّ معاناة الآخرين قِصَاص يستحقونه!

للأسف، عندما نسمع أن كارثة أو مصيبة حلَّت هنا أو هناك، قد نلحظ بوضوحٍ ذلك التباين الأخلاقي، الذي يقع فيه البعض، أمام حادث إنساني، لتتحول أصداؤه إلى جدلٍ عقيمٍ، ومعارك ضارية من القدح والذمّ والتلاسن عبر مِنَصَّات التواصل الاجتماعي، تعقبُ تعاطفًا أو شماتةً، لتُغري البعض بنشوة الانتصار والفرح.. وفي الحالتين يبقى شعورًا متطرفًا، يُخَلِّف أثرًا سلبيًّا ينتقص من مساحة الإنسانية ونقائها.

وبما أن الشَّمَاتةُ تعني السماح للكُرْهِ أن يستوطن نفوسنا ومشاعرنا، وللحقد بأن يُلوِّن قلوبنا، وللغضب بأن يتملكنا ويحاصرنا، فإن الأخلاق الدينية والإنسانية، في أقل درجاتها، تدعو لضبط النَّفْس والمشاعر، وعدم إبداء الفرح لِسُوءٍ أَلَمَّ بالآخرين.

ذلك الشعور المتطرف بالشماتة من «أصحاب المواقف المدفوعة مقدمًا»، قد يكون ظنَّا منهم أن الله تعالى أعطاهم صكوك الغُفران ومفاتيح الجِنان، أو أنهم «مُحَصَّنون» غير مُعَرَّضِين للمصائب والابتلاءات، أو أن الدنيا ستكون متقلِّبة على غيرهم فقط!

إذن، يجب الابتعاد عن تلك الاصطفافات الحادَّة، والشماتة، وكَيْل الاتهامات للآخرين، الذين حَلَّت بهم الكوارث، والادعاء بامتلاك خارطة الطريق إلى السماء، أو تحديد المصير الأخروي، أو مَنْح صكوك الجنة والنار، لأن ذلك يتنافى كليًّا مع المنطق الإنساني والأخلاقي.. بل يسيئ للعدالة الإلهية المُطْلَقَة!

أخيرًا.. إن مسألة مَنْح صكوك الرحمة والعذاب على مَن نتفق أو نختلف معهم، ليست سوى وساوس شيطانية، تم ارتداؤها لباسًا دينيًا، أو ثقافيًّا، ولذلك فإن ما ينطق به البعض من أحكام مسبقة، يرسخ لمفهوم الاستقطاب البائس والشعور المتطرف، ودليل إضافي على الإفلاس الفكري والأخلاقي!

 فصل الخطاب:

يموتُ كُثُرٌ وهم على قيد الحياة.. في جُعبة الموت لا توجد كلمة انتهاء، لأن الموت لا يسلب حياةً، ولا يفزع أرواحًا، لكنه فقط قادر على كشف معادن الناس وأخلاقهم وإنسانيتهم.

[email protected]

مقالات مشابهة

  • بعد حملة الكراهية.. فرنسا تتودد للجزائر وتصدم اليمين المتطرف
  • تأجيل محاكمة صاحب مجمع “إفرساي” الذي نصب على المواطنين قرابة 100 مليار
  • بعد التحية النازية..شولتس يحذر ماسك من دعم اليمين المتطرف
  • برلماني: الإفراج عن 4466 سجينا يعزز جهود بناء الجمهورية الجديدة
  • برلمانية: قرار الرئيس السيسي بالعفو عن 4466 يتسق مع مبادئ الجمهورية الجديدة
  • مقتل قيادي في تحالف عزم بهجوم مسلح وسط سامراء
  • وساوس شيطانية
  • حزب الجيل: العفو عن 4600 محكوم عليهم تجسيد لاستراتيجية الجمهورية الجديدة
  • وزير التموين: المعايير الجديدة لحذف المواطنين من بطاقات التموين ستكون متغيرة
  • جهاز القاهرة الجديدة يحذر المواطنين مستخدمي أرصفة الفيلات الخاصة بهم