في الآونة الأخيرة للأسف بدأ بعض أصحاب وصاحبات الروضات الأهلية في السير في خط الانسحاب من الميدان الذي أثقلهم همّاً فوق همّ بعد أن دخلوه بهدف خدمتهم للوطن ومساهمتهم في البناء والتشييد وبعد رحلة من العمل والعطاء والمشاركة داهمتهم ( كورونا ) وتسببت لهم في أضرار كبيرة حيث توقفت الروضات عامين لكن لم تتوقف الأعباء ومنها على سبيل المثال لا الحصر القضايا التي حكم فيها بعض القضاة بمبالغ أكثر من استحقاق المعلمات إذ حسبوا فترة الانقطاع وهناك أمور أخرى قد لا يتسع المجال لشرحها هنا ،
وقبل أن ينتهي العام الدراسي بشهور عديدة تقدم مجموعة من ملاك ومالكات الروضات يتجاوز عددهم الثمانين بطلب مقابلة معالي وزير التعليم الأستاذ يوسف البنيان وكان لي شرف اختيارهم أن أكون المفوضة منهم بهذا الطلب ،وقد كلّف معاليه بعض مسؤولي التعليم لحل المشكلة ،لكنهم وجزاهم الله خيراً لا يملكون حلاً سوى أن يكون الحل سندرس الأمر ثم نوافيكم بالرد أو اقتراح حلول بعيدة عن مطلبنا والذي كان تحديداً رغبة الجميع معرفة مصيرهم للعام القادم 1446 هل يستمرون أو يخرجون من السوق ؟ وكان قرارهم مبنياً على إجابة محددة من معالي الوزير لا يملكها سواه وهي إجابة لماهي خطة الوزارة حيال توسعها الحكومي في رياض الأطفال ؟ ومرت الشهور وهاهو العام انصرم والمستثمرون في الروضات وبالذات الصغيرة وحتى المتوسطة والمتناهية الصغر لم يحظوا بمقابلة الوزير وحيل بينهم وبينه بقصد أو بدون الله أعلم.
ندرك تماماً مشاغل معاليه، لكننا ندرك أكثر أن طلب المستثمرين مقابلته ،من ضمن مشاغله ، لكن لم تتم هذه المقابلة.
وهاهي بعض الإعلانات بدأت تنزل ببيع أو إغلاق بعد أن يئسوا تماماً من مقابلته . قد يكون اضطرار الروضات الصغيرة للانسحاب أو الاغلاق إنما هي خطة كما ذكر البعض من المستثمرين لما لاحظوه من موقف الوزارة حيال مستثمري الروضات الصغيرة ومعهم حق في تفكيرهم فالروضات تعاني الأمرين تحت سمع وبصر الوزارة لكنها تتجاهل تلك المعاناة في حين أن أصحاب الروضات يريدون الاستمرار وتحسين الأوضاع بزيادة أعداد المسجلين يريدون الخروج من نفق الديون من رواتب وإيجارات وغيرها. لكن إذا كان صحيحاً أن هناك خطة تتعمد خروجهم فمن سيتحمل ما عليهم من ديون؟ هل يخرجون وهم مدانين؟ هل تتحمل ذلك وزارة التعليم مع الوزارات المعنية (التجارة والاستثمار) والغاضة الطرف عن معاناتهم عمداً؟ لأنهم يعلمون تمام العلم بما خلفته كورونا وما تبعها من إيقاف، وخلال نصف العام المنصرم وعدد كبير يحاولون مقابلة وزير التعليم لكن للأسف دون جدوى.
حقيقةً أن المستثمرين والمستثمرات في التعليم يستحقون تقدير الوزارة ومساندتهم فهم مشاركون في بناء الأجيال وأكثرهم ممن ساهموا في خدمة الوطن وينشدون رفعته وسموه وخدمته بما يملكون من خبرة. نحن الآن على أبواب الشهر الأخير من إجازة العام ، فهل سنرى خلال هذه الفترة مزيداً من الانسحابات من الاستثمار في التعليم أم أن الوزارة ستقف على هموم هذا الميدان وتساهم في حل مشكلاته ومساندة أصحابه أو أنها ستلتزم الصمت الذي يشير إلى أن بيئة الوزارة غير جاذبة ولا آمنة للاستثمار في التعليم هذا المجال الذي وضعته الرؤية في مقدمة اهتماماتها وما زال سمو سيدي ولي العهد يشير للتعليم وأهميته ونحن كمستثمرين ومستثمرات نثق ثقة عمياء في رؤية ولي العهد ولا زال لدينا من الثقة في وزير التعليم ما يجعل الأمل باقياً في مقابلته ووضع عشرات الخطابات التي وصلته من مستثمري ومستثمرات الروضات والتي اختلف الجميع حولها فمنهم من يقول قرأها ومنهم من يقول لم تصله وبين هذا وذاك تبقى الحقيقة معلقة ودمتم . (اللهم زد بلادي عزاً ومجداً وزدنا بها عشقاً وفخراً)
@almethag
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
جولة واسعة لوالي الخرطوم تكشف حجم الدمار الذي طال المرافق الخدمية ومنازل المواطنين بشرق النيل
قام والي الخرطوم الأستاذ أحمد عثمان حمزة بجولة واسعة شملت العديد من المرافق الخدمية والصحية و الاحياء السكنية بمحلية شرق النيل وقف خلالها على أوضاع المواطنين وحجم الدمار الممنهج الذي لحق بالأحياء والمربعات بالفيحاء و الحاج يوسف والشقله و المايقوما رافقه فيها الأمين العام لحكومة الولاية الأستاذ الهادي عبدالسيد و المدير التنفيذي لمحلية شرق النيل مرتضى يعقوب.واكد الوالي على أهمية عودة خدمات الصحه والمياه والكهرباء وإصحاح البيئة والمساعدات الانسانية كأولوية في هذه المرحلة لتسهم في الاستقرار والعودة الطوعية لتطبيع الحياةوشهدت محلية شرق النيل تدميرا ممنهجا للبنى التحتية طال كل المرافق كما تم نهب ممتلكات المواطنين واذلالهم وارغامهم على مغادرة منازلهم.وشملت الزيارة التفقدية مستشفى الشهيدة ندى العام الذي أصابه دمار المليشيا وبدأت فيه عملية الإعمار وانتظمت من خلاله أعمال القافله التي سيرتها وزارة الصحة في مجالات العيادات المتخصصه والتوليد والإرشاد النفسي وتعزيز الصحه وغيرها من المجالات لعدد من الشركاء.كما تفقد الوالي رئاسة محلية شرق النيل ووقف على حجم الدمار الكبير الذي لحق بالاجهزة والمعدات والمستندات والاثاثات والتي تعرضت للسرقة والاتلاف كما تفقد أوضاع المواطنين الذين مازالوا في منازلهم وتعرضوا لشتى صنوف العذاب بواسطة أفراد المليشيا والذين قدموا افادات عن الانتهاكات التي مورست ضدهم بواسطة أبناء المنطقة الذين انضموا للمليشياإلى ذلك تفقد الوالي قسم شرطة المحلية بعد ان شهد تدميرا كاملا مع حرق المستندات واتلاف الاجهزة والمعدات.واكد الوالي بأن الأولوية في هذه المرحله لعودة المياه للأحياء بتأهيل ومراجعة المصادر كما وجه المحلية بتكوين لجنة لجمع وتصنيف المركبات المهملة وجمعها في موقع واحد حتى يسهل تسليمها لاصحابها .وأختتم الزيارة بمقر الخلية الأمنية بشرق النيل ووقف على الأداء العام والادوار التي تقوم بها تجاه منع التفلتات الامنية ومحاربة الظواهر السالبة.سونا إنضم لقناة النيلين على واتساب