صحيفة الاتحاد:
2025-01-23@19:06:13 GMT

شيخة الجابري تكتب: في مديح الحَرّ

تاريخ النشر: 8th, July 2024 GMT

كلّنا نتأفف من الحر ومن الصيف ولهيب الشمس، وكثيراً ما نردد «قيظ السنة حار مب شرات العام»، رغم أنه يتكرر كل عام لكنها طبيعة البشر لا يرضيهم شيء، ونتناسى أن للحر فوائد كثيرة رغم مضاره الكثيرة كذلك، طبياً أعني لمن يعانون من مشكلات صحية، أو لمن يعملون تحت شمس النهار فيتعرضون لضرباتها القاسية، لكن فوائده متعددة فقد تغنّى به الأولون كلما بشّر النخل، وقاض، وكلما كشفت الفواكه الصيفية عن صفرتها عندما تتبسم الشفاه، وتترقب العيون موسم النضج والقطاف لتتمتع بصيف رائع بين النخيل، وأشجار الهمبا واللومي والفيفاي «المانجو والليمون والبابايا».


لقد عاش أجدادنا وآباؤنا وأمهاتنا، غفر الله لمن رحل منهم، وكتب الصحة والعافية للباقين بيننا، الزمن الماضي وهو يعملون في الزراعة، ويجوبون البحار، ويقطعون الصحراء الشاسعة في الصيف تأكلهم حرارة الشمس فيواجهونها بأساليب دفاعية طبيعية وبسيطة حيث يرتدون الملابس الخفيفة، ويخففون حرارة الأجواء بغمسها في الماء ثم يعيدون ارتداءها أثناء العمل في النخيل هذا بالنسبة للرجال، وكذلك النساء يرتدين الأثواب البسيطة الخفيفة كي يتّقين الحر وهن يعملن في المنزل بين طبخ ومراعاة للأبناء، واهتمام بالأنعام، ومساعدة الأزواج، وغير هذا كثير.
كانت حياتهم بسيطة جداً قائمة على الفطرة وعلى ما تجود به الطبيعة من خيرات في كل فصل، يفرحون كثيراً بمخاريف الرطب عندما تتنقل بين منزل وآخر حيث يتهادون بشائر الصيف، وما أجمل سلالهم قديماً تجدها وكأنها تبتسم من فرح، فهي مزيج من الرطب والهمبا تقوم الأمهات برش حبّات الياسمين فوقها ليبدو الشكل كرنفال محبة، لم يحتاجوا إلى بطاقات ليكتبوا عليها الإهداءات فقلوبهم تتهادى الحب بالفطرة، ما كان لديهم شركات للحلويات والورود والعطور يدفعون فيها «دم قلوبهم» مجاملة ومباهاة، كانوا بسطاء قلوبهم يجللها البياض، وتملؤها القناعة.
في مديح الحَر لمن يذمونه، نستذكر كيف كان الصيف في الأيام الخوالي والسالفات من الليالي يخلو من المكيفات، وملطفّات الأجواء، كانت المجالس تجمع الرجال، و«المَنامات» تجمع السيدات في المنازل التي تتهادى الحكايات والسوالف والخراريف وفناجين القهوة السّخيّة، وعلى السّجية يلتقون، يتبادلون الزيارات ويتجمعون في المناسبات، يتعايشون مع الأجواء سواء كانت ساخنة حارة أم في فصل الشتاء قارس البرودة، فلكل فصل لديهم لغة خاصة يتحدثون بها معه سلوكاً واحتياطاتٍ واحتفاء.
نمدح الحَر لأن الأراضي فيه تجود بالخيرات، ورغم قسوته وهروب الكثيرين منه نحو مصايف أوروبا وغيرها، إلّا أنهم يحرصون على أن يحملوا خيرات الصيف في حقائبهم لأنهم يعرفون بأنها أجمل وألذ من كلّ ما يمكن أن يتذوقوه من الطعام في رحلاتهم تلك.

أخبار ذات صلة شيخة الجابري تكتب: لا تتركوا أبناءكم للريح شيخة الجابري تكتب: مُتغيرات ومسؤوليات

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: شيخة الجابري أحوال

إقرأ أيضاً:

ريهام العادلي تكتب: الشرطة المصرية.. 73 عاماً من العطاء الوطني

تأتي الذكرى الـ 73 لعيد الشرطة الذى يعد عيدًا من أهم  أعياد مصر، لنستدعى من خلاله صفحات مهمة من ذاكرة تاريخنا الوطنى، تلك الصفحات التي أضحت  سجلا مشرفًا، وحافلا بالإنجازات، ومليئا بالبطولات، يشهد بمسيرة نضال وطني، وعطاء مخلص ومتواصل، يقدمه رجال الشرطة الساهرون على أمن الوطن والمواطنين.

ولم لا نفخر والشرطة المصرية واحدة من أعرق مؤسسات الأمن في العالم أجمع، ومرت بعدة تطورات وصولًا إلى العصر الحديث، عنـدما باشر مصطفى رياض باشا مسئوليتها عام 1879، ثم أنشئت وزارة الداخلية عام 1900، وتولاها عدد من رموز الوطن، منهم سعد زغلول، ومحمود فهمى النقراشي، وعبد الخالق ثروت، وعدلى يكن، وأحمد ماهر.

سجلت صفحات التاريخ لرجال الشرطة المصرية بأحرف من نور بطولات عز وشرف ستظل جذوتها مشتعلة على الدوام تضيء وجدان الأمة على مر السنين والعصور أن الشرطة المصرية هي خط الدفاع الأول عن مصالح المواطنين وحمايتهم وحفظ الأمن والاستقرار الداخلي، وتمثل الأمن والأمان في أبهى صورة للوطن تواجه أعداء الشعب وأعداء الوطن ومحاولي زعزعة استقراره بكل بسالة الرجال، فهم الصامدون المدافعون عن أرضهم ووطنهم وشرفهم بكل قوة وجرأة.

وتخليدا لبطولات رجال الشرطة المصرية تحتفل مصر في الخامس والعشرين من كل عام بـ"عيد الشرطة" في ذكرى معركة الإسماعيلية في يناير عام 1952 والتى راح ضحيتها نحو 50 شهيدا و80 جريحا من رجال الشرطة المصرية.

وإن كانت ملحمة الإسماعيلية في 25 يناير 1952 علامة فارقة في تاريخ الشرطة، فإن رجال الشرطة حققوا العديد من البطولات والملاحم على مر السنين.

وبعد مرور 73 عاما على معركة الإسماعيلية، ما زالت الشرطة المصرية تواصل دورها الفعال فى كل معارك التحرير ومواقف النضال، وعقب مرور سبعة عقود يؤكد أبناؤها تحملهم المسئولية فى حماية أمن الوطن والوقوف بالمرصاد لكل من يستهدف استقراره.

ويأتي في مقدمة التحديات الأمنية آفة الإرهاب والأفكار المتطرفة ومخططات نشر الشائعات والفوضى، حيث يواصل رجال الشرطة العمل على إجهاض مساعي التنظيمات الإرهابية استمرارا لليقظة الأمنية واتخاذ الإجراءات الوقائية لمنع إمتدادها إلى داخل البلاد.

وفي ظل حالة من الأمن والاستقرار تعيشها مصر بعد انتصارها في معركة الإرهاب بجهود رجال الشرطة وأشقائهم في القوات المسلحة، بالإضافة إلى تطور كبير في عمل منظومة الشرطة في مختلف الخدمات التي تقدمها تحرص أجهزة وزارة الداخلية المختلفة على تطوير المنظومة الشرطية في جميع المجالات مثل الأحوال المدنية أو المرور أو مراكز الإصلاح والتأهيل والدفاع المدني وتصاريح العمل، والدراسة داخل أكاديمية الشرطة وغيرها من مجالات العمل الشرطي، بالإضافة إلى ميكنة العديد من الخدمات وإتاحتها عبر شبكة الانترنت للمواطنين.

وتقوم وزارة الداخلية أيضا بدورها المجتمعي، عبر المبادرات والمعارض التي تقيمها لبيع مختلف المنتجات بأسعار مخفضة للمواطنين، وهي المبادرات التي تلاقي إقبالا وإشادة من المواطنين.

عيد الشرطة ليس عيدًا لرجال الشرطة فحسب بل للوطن بأكمله، وجموع الشعب تؤكد اعتزازهم بالدور العظيم الذي يقوم به رجال الشرطة، حيث يقدمون لنا أغلي نعمة في الوجود وهي نعمة الأمن والأمان، ويبذلون  الغالي والنفيس في سبيل أمن واستقرار  البلاد فكم ضحوا بأرواحهم الغالية فداء للوطن واستقراره، تحية إعزاز وتقدير لرجال الشرطة البواسل، وللشهداء الأطهار الذين ضربوا أروع مثل في التضحية وإنكار الذات ومحبة الوطن.

مقالات مشابهة

  • الإسكندرية تستقبل 2.6 مليون زائر في الصيف الماضي
  • توجيهات من السوداني تستبق موسم الصيف
  • السوداني يوجه بزيادة الطاقة المستوردة استعدادا لفصل الصيف
  • السوداني يصدر توجيهات لوزارة الكهرباء بشأن الصيف المقبل
  • هند عصام تكتب: الملكة نيت حتب
  • جيهان مديح: كلمة الرئيس السيسي في عيد الشرطة مصارحة مطمئنة ودعوة لوحدة الصف
  • «الفراولة المصرية».. قصة نجاح تكتب بـ 335 مليون دولار
  • شيخة المنصوري: ترجمنا طموحات «أجندة دبي الاجتماعية 33» إلى واقعٍ ملموس
  • ريهام العادلي تكتب: الشرطة المصرية.. 73 عاماً من العطاء الوطني
  • الجابري يبحث التعاون مع المدير التنفيذي للتسليح الفرنسي