صحيفة الاتحاد:
2024-10-06@00:57:59 GMT

شيخة الجابري تكتب: في مديح الحَرّ

تاريخ النشر: 8th, July 2024 GMT

كلّنا نتأفف من الحر ومن الصيف ولهيب الشمس، وكثيراً ما نردد «قيظ السنة حار مب شرات العام»، رغم أنه يتكرر كل عام لكنها طبيعة البشر لا يرضيهم شيء، ونتناسى أن للحر فوائد كثيرة رغم مضاره الكثيرة كذلك، طبياً أعني لمن يعانون من مشكلات صحية، أو لمن يعملون تحت شمس النهار فيتعرضون لضرباتها القاسية، لكن فوائده متعددة فقد تغنّى به الأولون كلما بشّر النخل، وقاض، وكلما كشفت الفواكه الصيفية عن صفرتها عندما تتبسم الشفاه، وتترقب العيون موسم النضج والقطاف لتتمتع بصيف رائع بين النخيل، وأشجار الهمبا واللومي والفيفاي «المانجو والليمون والبابايا».


لقد عاش أجدادنا وآباؤنا وأمهاتنا، غفر الله لمن رحل منهم، وكتب الصحة والعافية للباقين بيننا، الزمن الماضي وهو يعملون في الزراعة، ويجوبون البحار، ويقطعون الصحراء الشاسعة في الصيف تأكلهم حرارة الشمس فيواجهونها بأساليب دفاعية طبيعية وبسيطة حيث يرتدون الملابس الخفيفة، ويخففون حرارة الأجواء بغمسها في الماء ثم يعيدون ارتداءها أثناء العمل في النخيل هذا بالنسبة للرجال، وكذلك النساء يرتدين الأثواب البسيطة الخفيفة كي يتّقين الحر وهن يعملن في المنزل بين طبخ ومراعاة للأبناء، واهتمام بالأنعام، ومساعدة الأزواج، وغير هذا كثير.
كانت حياتهم بسيطة جداً قائمة على الفطرة وعلى ما تجود به الطبيعة من خيرات في كل فصل، يفرحون كثيراً بمخاريف الرطب عندما تتنقل بين منزل وآخر حيث يتهادون بشائر الصيف، وما أجمل سلالهم قديماً تجدها وكأنها تبتسم من فرح، فهي مزيج من الرطب والهمبا تقوم الأمهات برش حبّات الياسمين فوقها ليبدو الشكل كرنفال محبة، لم يحتاجوا إلى بطاقات ليكتبوا عليها الإهداءات فقلوبهم تتهادى الحب بالفطرة، ما كان لديهم شركات للحلويات والورود والعطور يدفعون فيها «دم قلوبهم» مجاملة ومباهاة، كانوا بسطاء قلوبهم يجللها البياض، وتملؤها القناعة.
في مديح الحَر لمن يذمونه، نستذكر كيف كان الصيف في الأيام الخوالي والسالفات من الليالي يخلو من المكيفات، وملطفّات الأجواء، كانت المجالس تجمع الرجال، و«المَنامات» تجمع السيدات في المنازل التي تتهادى الحكايات والسوالف والخراريف وفناجين القهوة السّخيّة، وعلى السّجية يلتقون، يتبادلون الزيارات ويتجمعون في المناسبات، يتعايشون مع الأجواء سواء كانت ساخنة حارة أم في فصل الشتاء قارس البرودة، فلكل فصل لديهم لغة خاصة يتحدثون بها معه سلوكاً واحتياطاتٍ واحتفاء.
نمدح الحَر لأن الأراضي فيه تجود بالخيرات، ورغم قسوته وهروب الكثيرين منه نحو مصايف أوروبا وغيرها، إلّا أنهم يحرصون على أن يحملوا خيرات الصيف في حقائبهم لأنهم يعرفون بأنها أجمل وألذ من كلّ ما يمكن أن يتذوقوه من الطعام في رحلاتهم تلك.

أخبار ذات صلة شيخة الجابري تكتب: لا تتركوا أبناءكم للريح شيخة الجابري تكتب: مُتغيرات ومسؤوليات

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: شيخة الجابري أحوال

إقرأ أيضاً:

إسقاط مجموعات القفز الحر لقوات المظلات بساحة عرض حفل تخرج طلاب الكليات العسكرية

شهد الرئيس عبد الفتاح السيسي عددا من العروض العسكرية في حفل تخرج دفعات جديدة من طلاب الكليات العسكرية، وذلك بمقر الأكاديمية العسكرية الجديد في العاصمة الإدارية.

وجرى إسقاط مجموعات القفز الحر لقوات المظلات من طائرتي «ميكاسا» استعدادا للوصول إلى ساحة العرض. 

   

 

 

مقالات مشابهة

  • بعد حرارة الصيف الشديدة.. الأرصاد توضح حقيقة تعرض البلاد لشتاء قارس
  • المتعاقدون بالساعة مع الجامعة اللبنانية طالبوا بدفع إنتاجية الصيف
  • أجمل أسماء البنات 2024 ومعناها.. دليل مهم لكل أب وأم في انتظار مولود
  • غادة البدوي تكتب: نصر أكتوبر.. 51 عاما تحت راية الانتصار
  • جيهان مديح: كلمة الرئيس اليوم رسالة لكل من تسول له نفسه الاستهانة بمصر
  • طفلة فلسطينية تكتب وصيتها قبل استشهادها: لا تبكوا عليّ ولا تصرخوا على أخي!
  • إسقاط مجموعات القفز الحر لقوات المظلات بساحة عرض حفل تخرج طلاب الكليات العسكرية
  • التيار الوطني الحر: لادانة الاعتداءات الإسرائيلية التي تتجاوز كل الحدود
  • صور.. مسابقة لاختيار أجمل قطة وكلب في دهوك
  • أجمل الأدعية للأبناء بالتوفيق