الأسبوع:
2024-10-05@23:50:00 GMT

العبرة من الانتخابات البرلمانية في بريطانيا

تاريخ النشر: 8th, July 2024 GMT

العبرة من الانتخابات البرلمانية في بريطانيا

خلال الخمس سنوات الأخيرة، شهدت بريطانيا أكثر من تغيير لمنصب رئاسة الوزراء، فمن "بوريس جونسون" إلى "ليز تراس" إلى "ريشي سوناك" الذي فقد منصبه الوزاري الآن خلال الانتخابات البرلمانية غير المسبوقة التي جرت في بريطانيا يوم الخميس الماضي الموافق الخامس من شهر يوليو الجاري، والتي خسر فيها حزب المحافظين بعد أن حكم البلاد لأكثر من أربعة عشر عامًا متواصلة، لصالح حزب العمال الذي استعاد قوته، وحقق الأغلبية البرلمانية لصالح رئيسه "كير ستارمر" الذي سيعمل على أن تكون السياسة من أجل مصالح الشعب البريطاني.

إن العبرة من تكرار تلك الانتخابات البرلمانية هو أن الشعب البريطاني يتمكن بما كفله له الدستور البريطاني من حرية، وحراك أن يقلب نظامه السياسي من أجل صالحه في أي لحظة، أي بالتخلص من رئيس الوزراء الذي لا يرضي الشعب بحكم منصبه الفاعل، والقوي في تلك البلاد، لِمَ لا وبريطانيا التي تمتلك النقابات القوية والمؤسسات الفاعلة، والشعب الواعي الذي يثبت من خلال تلك المعارك الانتخابية، والاحتجاجات بأن صوته قوي ومسموع ومؤثر في الحياة السياسية في بريطانيا، وأن البريطاني بنقاباته ومؤسساته وقادة فكره ورموزه السياسيين قادر على أن يتخلص من رئيس الوزراء في أي لحظة، وتثبت الانتخابات الأخيرة بأن الشعب تخلص من رموز، وقادة حزب المحافظين الكبار، وعلى رأسهم ريشي سوناك الذي كان يحلم بالبقاء في السلطة لفترة طويلة، إلا أن الشعب استعاد حزب العمال الاشتراكي من جديد لكي تستعيد بريطانيا هيبتها، وقوتها الاقتصادية والسياسية لصالح المواطنين، ولربما العودة من جديد إلى أحضان الاتحاد الأوروبي.

إن تلك التجارب الديمقراطية في بريطانيا، وغيرها من دول الغرب ومنها ما يحدث من حراك سياسي انتخابي الآن في فرنسا يمكن أن تكون لنا مثالاً يُحتذى، فالرئيس المصري "عبد الفتاح السيسي" الذي انفتح على العالم، وبخاصة على أوروبا، وأمريكا يؤمن عن قرب وبسبب زياراته الخارجية المتواصلة لتلك البلدان بتجاربهم الديمقراطية، وبرامجهم التنموية المتطورة، وبعمله الدءوب على نقل تلك التجارب إلى مصر خلال فترة حكمه، وبطموحه إلى إحداث التغيير من أجل مصلحة الوطن، ونهضته وتقدمه في شتى المجالات، وبما أن مصر قد شهدت تغييرًا وزاريًّا كبيرًا خلال هذه الأيام فإن الشعب كان يحلم بأن يكون التغيير شاملاً لمنصب رئيس الوزراء الذي استمر في رئاسة الحكومة لأكثر من ست سنوات دون أن يتحقق ما كان يحلم به المواطن الطامح إلى حل أزمات مصر الداخلية والخارجية المتفاقمة، ولا ندري لماذا يصر الرئيس عبد الفتاح السيسي على بقاء رئيس الوزراء الذي يمكن أن تتكرر بصماته ومستواه الفكري وطريقة إدارته للحكومة، في إدارة الحكومة السابقة على الوزارة الجديدة، وتفويت الزمن على المصريين، وبالتالي بقاء الأمور والملفات والأزمات الاقتصادية التي يعاني منها المصريون ومؤسسات الدولة على نفس حالها.

إن الدولة المصرية- وعلى غرار الدول الكبرى- تمتلك الكثير من العقول والخبرات والكفاءات من الأكاديميين والمتخصصين، وأساتذة الجامعات في الكثير من التخصصات، وعلى رأسها مجال الإدارة والتجارة والاقتصاد والعلوم السياسية، والدليل على أن مصر عرفت خلال تاريخها الكثير من الأسماء القوية في منصب رئاسة الوزراء، وأسوة بالدول المتقدمة في مجال إحداث التغيير الانتخابي والبرلماني، نرجو من السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن يراجع موقفه من التغيير الوزاري، والإبقاء على هذا المنصب، وفتحه الطريق لضخ دماء جديدة من الكوادر المصرية التي تتمنى أن تعمل معه في مسيرته لقيادة الوطن، من أجل إعلاء المصلحة العليا للوطن، ومن أجل أن تعمل الحكومة الجديدة في ظل دماء جديدة حتى لا نجمد تقدم الوطن ونهضته عند شخص واحد يدير الدولة منذ أكثر من ست سنوات بنفس الطريقة، ودون إحداث التغيير المطلوب الذي تنتظره مصر، ويستحقه المواطن.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: رئیس الوزراء فی بریطانیا من أجل

إقرأ أيضاً:

كيف أشعلت غزة أكبر حركة احتجاج في بريطانيا خلال التاريخ الحديث؟

عندما نظمت حملة التضامن مع فلسطين في بريطانيا أول احتجاج لها ضد حملة القصف الإسرائيلية في غزة، بعد أيام من أحداث السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، توقع القادة أن ينتهي الصراع في غضون أسابيع.

ونقلت صحيفة "الغارديان" البريطانية عن مدير الجملة بين جمال قوله: "أتذكر أنني قلت للطاقم: ربما نحتاج إلى الرد على هذا من خلال المسيرات حتى عيد الميلاد على الأرجح، لم أكن أرى أبعد من ذلك".

وأوضحت الصحيفة أن حسابات جمال كانت مبنية على الصراعات السابقة في قطاع غزة، في أزمة عام 2021، استمر القصف الإسرائيلي وإطلاق الصواريخ من قبل حماس لمدة 11 يومًا، بينما استمرت حرب عام 2014 لمدة سبعة أسابيع، وشهد عام 2012 ثمانية أيام من إراقة الدماء قبل التوصل إلى وقف إطلاق النار.


ولكن بعد مرور عام، لا تظهر الحرب الحالية أي علامة على التوقف، بل إنها تنتشر بدلا من ذلك إلى لبنان وتهدد بالتصعيد بعد هجوم الصواريخ الباليستية الإيرانية على "إسرائيل".

ويبدو أن الاحتجاجات في بريطانيا سوف تتوسع ردا على ذلك: فقد تضمنت مسيرة حملة التضامن مع فلسطين في الخامس من تشرين الأول/ أكتوبر في لندن شعارات "ارفعوا أيديكم عن لبنان" و"لا للحرب في الشرق الأوسط"، وقد حضر المسيرة عشرات الآلاف من الناس.

وقالت شرطة العاصمة إن عدد المشاركين فيها يبدو أعلى من عدد المظاهرات الأخيرة المطالبة بوقف إطلاق النار في غزة، والتي أصبحت أصغر وأقل تواترا منذ ذروتها في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي.

ولكن مع استمرار الآلاف من الناس في المشاركة في المسيرات كل ثلاثة أسابيع تقريبًا، يتفق كل من مجموعة الحملة وسكوتلاند يارد على أنها أكبر حركة احتجاجية شهدها التاريخ البريطاني الحديث، متجاوزة احتجاجات الطلاب التاريخية في عام 2010 ومظاهرات مناهضة حرب العراق في عام 2003.

يقول مساعد مفوض شرطة العاصمة مات تويست إن العام الماضي كان "أكثر الفترات ازدحامًا من حيث الاحتجاجات التي شهدناها على الإطلاق"، حيث حدثت المظاهرات الكبرى "بوتيرة أعلى بكثير مما رأيناه من قبل".

وذكر أنه "بالإضافة إلى المسيرات المؤيدة للفلسطينيين، نشهد الآن احتجاجات مضادة، ثم شهدنا نمو ما أسميه القوميين الثقافيين، أو ما يصفه بعض الناس بالجناح اليميني".

وأوضح "نحن قلقون بشأن اتساع وتعميق الصراع وما هي العواقب المترتبة على هذا البلد، وعلى لندن على وجه الخصوص، عبر مجموعة من القضايا، افتراضنا التخطيطي هو أن هذه الاحتجاجات ستستمر".

ونظمت شرطة العاصمة استجابتها لجميع الاحتجاجات المتعلقة بحرب "إسرائيل" وغزة تحت الاسم الرمزي "عملية بروكس"، والتي كلفت حتى الآن 46.8 مليون جنيه إسترليني وشملت 60 ألف نوبة من الضباط المحليين و9600 من قبل أولئك الذين تم إقراضهم من قوات خارج لندن.

وذهب الجزء الأكبر من الموارد إلى المسيرات الوطنية العشرين التي دعت إليها حتى الآن  حملة التضامن مع فلسطين، على الرغم من أن العديد من المظاهرات الأصغر حجمًا حدثت في جميع أنحاء لندن، نظمتها مجموعة من المجموعات والشخصيات التي تدعم الأطراف المتعارضة في الصراع.

ويقول تويست: "كانت التكلفة هائلة. التكلفة المالية شيء، ولكن تكلفة الفرصة بالنسبة للندن شيء آخر، لأن هؤلاء الضباط تم سحبهم من الشرطة المحلية في الأساس - وهذا يعني أنهم لا يقومون بأشياء أخرى".

وبينت الصحيفة أنه "الشرطة أحصت أكثر من 2600 احتجاج على المستوى الوطني مرتبط بالحرب بين إسرائيل وغزة، ووصف مجلس رؤساء الشرطة الوطنية استجابتها بأنها واحدة من أطول عمليات الشرطة وأكثرها استهلاكًا للموارد في التاريخ الحديث".


وفي لندن، تم اعتقال 404 شخصًا في الاحتجاجات بحلول نهاية يونيو، لكن 14 بالمئة فقط منهم أسفروا عن توجيه اتهامات، وفقًا لتحليل أجرته صحيفة أوبزرفر، مع بقاء 45 بالمئة من الحالات قيد التحقيق، بينما لم يتم اتخاذ أي إجراءات أخرى في أكثر من ثلثها.

وكان أكبر عدد من الاعتقالات التي تمت في يوم واحد في 11 تشرين الثاني/ نوفمبر 2023، عندما اندلعت أعمال شغب بين المتظاهرين اليمينيين المتطرفين الذين زعموا حماية النصب التذكارية ضد احتجاج منتظم لـ  حملة التضامن مع فلسطين والذي صادف يوم الهدنة.

وكانت غالبية الجرائم التي سجلتها الشرطة في إطار عملية بروكس ككل "جرائم خرق السلام والنظام العام"، ولكن كانت هناك أيضًا العديد من الاعتداءات المزعومة على الضباط وسبعة اعتقالات للاشتباه في دعوة الدعم لجماعة إرهابية".

في شباط/ فبراير، أدينت امرأتان بارتكاب جرائم إرهابية لارتدائهما صورًا لعناصر حماس يدخلون "إسرائيل" على طائرات شراعية في 7 أكتوبر أثناء احتجاج  حملة التضامن مع فلسطين بعد أسبوع.

وبحلول نهاية شهر حزيران/ يونيو كان قد تم اعتقال أكثر من 50 شخصا بتهمة ارتكاب جرائم كراهية أثناء الاحتجاجات، بما في ذلك جرائم النظام العام ذات الطبيعة الدينية وإثارة الكراهية العنصرية.

ووصفت سويلا برافيرمان، وزيرة الداخلية آنذاك، الاحتجاجات بأنها "مسيرات كراهية"، وأقالها ريشي سوناك بعد كتابة مقال يتهم شرطة العاصمة بتطبيق "معايير مزدوجة"، زاعمة أن المتظاهرين اليمينيين "قوبلوا بحق برد صارم"، في حين تم "تجاهل" "الحشود المؤيدة للفلسطينيين" إلى حد كبير.

ويرفض تويست مزاعم الشرطة ذات المستويين باعتبارها "هراء"، مضيفًا: "لقد أصبحت عبارة مفيدة لأولئك الذين يسعون إلى الانتقاد والتقويض دون إضافة بناءة إلى المناقشة. نحن نمارس الشرطة دون خوف أو محاباة، وفقًا للقانون كما هو - وليس كما قد يرغب الناس".


ويتهم جمال المنتقدين بالتركيز بشكل غير متناسب على "حفنة من اللافتات" والهتافات "غير المقبولة" التي تهتف بها مجموعات صغيرة من الناس في حشود قوامها آلاف الأشخاص.

ويضيف: "إن عدد الأشخاص الذين يتم اعتقالهم في هذه المظاهرات منخفض للغاية، بالنسبة للأفراد، بالطبع ننظر إلى ما إذا كنا نرى أي أنماط أو أي شيء إشكالي. ولكن ما نحصل عليه هو حفنة من الأشياء التي تحدث والتي لا تتحدث إلى الغالبية العظمى".

مقالات مشابهة

  • كيف أشعلت غزة أكبر حركة احتجاج في بريطانيا خلال التاريخ الحديث؟
  • "الخدمات البيطرية" تنتظر رياح التغيير
  • كلام في التغيير!
  • الرهوي يناقش مع وزيري الخارجية والشؤون الاجتماعية الجهود المشتركة في المجال الإغاثي
  • «مدرب الشهر» في «البريميرليج»؟.. جوارديولا يُطبّق حكمة «العبرة بالنهاية»!
  • المنصف المرزوقي يدعو التونسيين لمقاطعة الانتخابات التي وصفها بـ المهزلة
  • بوريس جونسون يفشي سرا خطيرا كتمته بريطانيا عن بنيامين نتنياهو
  • اللحياني: العبرة في عقد أحمد الغامدي وغويدو هو بالجهة التي وقعت معهم .. فيديو
  • دمية طفل ضخمة تثير الهلع في بريطانيا
  • مدبولي يهنئ السيسي بذكرى أكتوبر: نعاهدكم على بذل الجهد لتحقيق طموحات الشعب