عالم أزهري: الهجرة النبوية أسست لقيام الدولة الإسلامية
تاريخ النشر: 8th, July 2024 GMT
أكد الدكتور صفوت محمد عمارة، أحد علماء الأزهر الشريف، أنَّ الهجرة النبوية حدثًا تاريخيًا عظيمًا فارقًا في تاريخ الإسلام والمسلمين، حيث كانت السبب الرئيسي في انتشار الإسلام، واستمرت ثمانية أيام حيث بدأت أحداثها بخروج الرسول صلَّى اللَّه عليه وسلَّم، من دار السيدة خديجة بنت خويلد بمكة المكرمة، في لية الجمعة في 27 صفر من السنة الثالثة عشر للبعثة، ثم لبث في «غار ثور» ليالي الجمعة والسبت والأحد، وانطلق ليلة الإثنين إلى المدينة المنورة حيث وصل لديار عمرو بن عوف في قباء بالمدينة المنورة، في يوم 12 ربيع الأول الموافق 21 سبتمبر 622 ميلاديًا، فبنى المسجد مقر الرئاسة الذي تقام فيه الصلاة، وتُبرم فيه كل الأمور، ثم آخى بين المهاجرين والأنصار ثم وضع الصحيفة، وهي الدستور لتنظيم الحياة في المدينة، وتحديد العلاقات بينها وبين جيرانها، وانتشر الإسلام.
وتابع «عمارة»، خلال الندوة التي عقدت بعد صلاة العصر اليوم بمسجد نور الإسلام بمدينة كفرالشيخ، أنَّ المقصود بـ «الهجرة النبوية» هو عملية انتقال النبي محمد من وطنه الأصليّ مكة للاستقرار في وطنٍ آخر هو مدينة يثرب والتي أصبحت تُعرف بعد وصول النبي إليها بالمدينة المنورة، وتسارعت جنود الله لتأييد النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم وصاحبه خلال هذه الرحلة المباركة، قال تعالى: {فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا} [التوبة:40].
وقال الدكتور صفوت عمارة، إنَّ الهجرة النبوية مليئة بالكثير من المعجزات الحسية، ومن بين تلك المعجزات: خروج النبي صلى الله عليه وآله وسلم وسط الكفار ليبدأ رحلة الهجرة دون أن يروه، واخترق صفوفهم وأخذ حفنة من تراب فجعل يذره على رؤوسهم، وعدم رؤية المشركين للرسول وصاحبه في غار ثور، وشرب اللبن من شاة أم معبد الخزعية الهزيلة بعد أن مسح ضرعها، ودعاء الرسول على سراقة بن مالك حتى غاصت قدما فرسه في الصخر.
واضاف «عمارة»، أنَّنا في حاجة ماسة إلى الهجرة المعنوية عن طريق هجر كل ما نهى اللَّه عنه، كما ورد في حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي اللَّه عنهما قال: قال النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم: «المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمهاجر من هجر ما نهى اللَّه عنه» [رواه البخاري]، فعلينا هجر كل ما نهى اللَّه عنه، وذلك بالانتقال من حال إلى حال عن طريق التوبة والرجوع إلى الحق، وهجر المنكرات والمعاصي والسيئات، والبعد عن كل ما يغضب اللَّه، فمن ترك شيئا لله، عوضه اللَّه خيرًا منه، عاجلًا أو آجلًا.
وأشار الدكتور صفوت عمارة، إلى أنَّ التأريخ بالهجرة والاحتفال بها في المحرم بدأ في عهد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب بعد أن ظهرت الحاجة إلى وضع تقويم وبداية تأريخ، إثر ورود خطاب لأبي موسى الأشعري، أمير البصرة في السنة السابعة عشرة في خلافة عمر، مؤرخًا في شهر «شعبان»، فأرسل إلى الخليفة عمر، يقول: «يا أمير المؤمنين تأتينا الكتب، وقد أرخ بها في شعبان ولا ندري هل هو في السنة الماضية أم السنة الحالية»، فجمع عمر الصحابة لحسم المسألة من خلال الشورى التي هى آلية الحاكم لاتخاذ القرار فيما لا نص فيه، وكان من توفيق الله تعالى أن اختار عمر الهجرة لتكون مبدأ لتأريخ المسلمين في السنة السابعة عشر بعد الهجرة النبوية المشرفة، وأسس التقويم الهجري الذي نسير عليه حتى يومنا هذا، فقال عمر: الهجرة فرقت بين الحق والباطل، فأرخوا بها، وبذلك انطلقت السنة الهجرية من هجرة الرسول التي توافق 622 للميلاد، لتصبح السنة الأولى في التاريخ الهجري، وحول بداية السنة الهجرية، قال بعضهم: ابدأوا برمضان فقال عمر: بل المحرم، فإنه منصرف الناس من حجهم فاتفقوا عليه تكون بداية السنة الهجرية من المحرم وتنتهي بذي الحجة.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الأزهر الشريف الدكتور صفوت عمارة الهجرة النبوية الشريفة التاريخ الهجري الهجرة النبویة ه علیه
إقرأ أيضاً:
متى أفضل وقت لقيام الليل؟ بدأ منذ دقائق فلا تفوت منه لحظة
لعل ما يطرح السؤال عن متى أفضل وقت لقيام الليل ؟، هو بحث الكثيرين ممن يدركون فضل هذه النافله العظيم، التي أرشدنا وحثنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم - على الحرص عليها واغتنامها ، ومن ثم يزيد السؤال عن متى أفضل وقت لقيام الليل ؟ باعتباره أحد أهم الأمور التي ينبغي أن يعرفها الجميع ، حيث إن قيام الليل يعد من أهم الوصايا النبوية الشريفة، وأعظمِ الطّاعات عند الله سبحانه وتعالى، فهذا يطرح السؤال عن متى أفضل وقت لقيام الليل ؟ ، ولايزال هناك الكثير عن فضل قيام الليل يجعل من وصية النبي -صلى الله عليه وسلم- بالحرص عليه واغتنام فضل قيام الليل كنز عظيم لا يفوته لبيب ويشير إلى الإجابة عن متى أفضل وقت لقيام الليل ؟.
هل تسجد الأرواح تحت عرش الرحمن عند النوم إذا بات العبد طاهرا؟ عقوبة قطع صلة الرحم.. 20 مصيبة تنتظر قاطعها في الدنيا قبل الآخرة متى أفضل وقت لقيام الليلقال الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء، إن أفضل وقت لصلاة قيام الليل هي أنت تكون في الثّلث الأخير من اللّيل، كما أنه لا يشترط لإدائها وقت معين منه، فتبدأ الصلاة بعدَ انتهاء صلاةِ العشاء إلى طلوع الفجر الثّاني.
واستشهد «عثمان» فى إجابته عن سؤال: « متى أفضل وقت لقيام الليل ؟ »، بما جاء في الحديث الصّحيح عن النّبي- صلى الله عليه وسلم- قوله: «أحَبُّ الصّلاة إلى الله صلاة داود عليه السّلام، وأحَبُّ الصّيام إلى الله صيام داود، وكان ينام نصف اللّيل، ويقوم ثلثه، وينام سدسه، ويصوم يومًا ويُفطر يومًا».
و استدل أيضًا على أن كل الأوقات مناسبة لقيام الليل من بعد صلاة العشاء حتى طلوع الفجر، بقوله - صلى الله عليه وسلم -،«ينزل الله إلى السماء الدنيا كل ليلة حين يمضي ثلث الليل الأول فيقول أنا الملك أنا الملك من ذا الذي يدعوني فأستجيب له من ذا الذي يسألني فأعطيه من ذا الذي يستغفرني فأغفر له فلا يزال كذلك حتى يضيء الفجر»، منوهًا بأنه من أفضل الأعمال و أحبها إلى الله ورسوله - صلى الله عليه وسل- قيام الليل وقضاء جزء منه أو معظمه في عبادة الله حيث يتوجه العبد لربه بالصلاة، والدعاء، وقراءة القرآن، والتسبيح أو جميعها، مبينًا: أنها تزيد من إيمانُ العبد؛ فتزداد رغبتُه في مناجاة ربه، والوقوفِ بين يديه، والتلذّذ بعبادته، بجانب أدائه للفرائض الخمس الأساسية.
وأضاف أن الرسول - صلى الله عليه وسلم- قد حثنا على قيام الليل، فقال -عليه الصلاة والسلام- : «عليكم بقيام الليل فإنّه دأب الصالحين قبلكم، وقربة إلى الله تعالى، ومكفرة للسيئات، ومنهاة عن الإثم، ومطردة للداء عن الجسم».
وقت قيام الليليبدأ وقت قيام الليل بعدَ انتهاء صلاةِ العشاء إلى طلوع الفجر الثّاني، وعن متى يبدأ وينتهي وقت قيام الليل فإنه يُفضّل أن يكونَ وقت صلاة قيام الليل في الثّلث الأخير من اللّيل كما جاء في الحديث الصّحيح إذ يقول النّبي عليه الصّلاة والسّلام: «أحَبُّ الصّلاة إلى الله صلاة داود عليه السّلام، وأحَبُّ الصّيام إلى الله صيام داود، وكان ينام نصف اللّيل، ويقوم ثلثه، وينام سدسه، ويصوم يومًا ويُفطر يومًا»، ففي متى يبدأ وينتهي وقت قيام الليل يعني ذلك أنّه كان يصلّي السُدس الرّابع والسُدس الخامس، وإذا قام ففي الثّلث الأخير لما في ذلك فضل عظيم؛ لأنّ الله تعالى يَنزل إلى السّماء الدّنيا في هذا الجزء من اللّيل، إلا أنّها تجوز في أول الليل ووسطه وآخره أيضًا، كلّ ذلك كما فعل رسول الله عليه الصّلاة والسّلام، فعن أنس بن مالك قال: «ما كنا نشاء أن نرى رسول الله صلى الله عليه وسلم في الليل مصليًا إلا رأيناه، ولا نشاء أن نراه نائمًا إلا رأيناه».
كيفية قيام الليلوأوضح أن الصلاة في قيام الليل تصلى ركعتين حيث يتم بعدهما التشهد وقول الصلوات الإبراهيمية ومن ثم التسليم، ويمكن للمصلى خلال صلاته حمل المصحف وقراءة القرآن وأيضًا الدعاء، أمّا عدد الركعات فيعتمد على قدرة الشخص ورغبته وأوصى الرسول - صلى الله عليه وسلم- بركعة الوتر بعد صلاة قيام الليل.
ودلل بقول النبى - صلى الله عليه وسلم-: «من قام بعشر آيات لم يكتب من الغافلين، ومن قام بمئة آية كتب من القانتين، ومن قام بألف آية كتب من المقنطرين "، وهذا يدلّ على فضل قيام الليل بقراءة القرآن»، مشيرًا إلى أن الدعاء والاستغفار لهما فضل كبير على المسلم فهي تقرب العبد من ربه، ويغفر الله- سبحانه وتعالى- للمستغفرين وخصوصًا المستغفرين في الأسحار فقال تعالى: «كَانُوا قَلِيلًا مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ، وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ »، قيام الليل أيضًا يكون بالتسبيح والتهجيد، وأن يشكو العبد لربه سبحانه وتعالي أحواله وضيقه وأن يتوجه إلى الله حتى يُخفف عنه ويفرّج ضيقه".
فضل قيام الليلورد أنه عدّد العُلماءُ بضعة أمورٍ حثّت على قيام الليل وجعلت له أفضليّةً خاصّة، ومن فضل قيام الليل ، أن :
عناية النبيّ - عليه الصّلاة والسّلام - بقيام اللّيل حتى تفطّرت قدماه، فقد كان يجتهدُ في القيام اجتهادًا عظيمًا.
وفي فضل قيام الليل أنه من أعظم أسبابِ دخول الجنّة.
من فضل قيام الليل أنه من أسباب رَفع الدّرجات في الجنّة.
وكذلك من فضل قيام الليل أن المحافظينَ عليه مُحسنونَ مُستحقّون لرحمة الله وجنّته.
مدح الله أهل قيام اللّيل .
جاء في فضل قيام الليل أنه عدَّ الله تعالى أهله في جملة عباده الأبرار.
ومن فضل قيام الليل أنه مُكفِّرٌ للسّيئاتِ.
ومن فضل قيام الليل أنه منهاةٌ للآثام.
قيامُ اللّيل أفضل الصَّلاة بعد الفريضة.
من فضل قيام الليل أنه شرفُ المؤمن قيام اللّيل.
من فضل قيام الليل أنه يُغْبَطُ عليه صاحبه لعظيم ثوابه.
فضل قيام الليل أنه خير من الدّنيا وما فيها.