البوابة نيوز:
2025-02-23@15:37:53 GMT

العالم بين أوكرانيا والنيجر!

تاريخ النشر: 7th, August 2023 GMT

ربما نحتاج إلى عقد كامل أو يزيد حتى نرى العالم يعود إلى نوع من الاستقرار النسبى؛ بعد أن تفجرت حرب ثالثة بين القوى الكبرى تتخذ أشكالًا وصورًا غير تقليدية، يمتد مسرحها من شرق أوروبا إلي المحيطين الهندي والهادي، ومن بحر الشمال إلي وسط القارة السمراء.

الإنقلاب العسكرى الذى شهدته النيجر 26 يوليو الماضى ليس بعيدًا عن الصراع الدائر بين الشرق والغرب فى أوكرانيا، وفى بحر الصين الجنوبى حول جزيرة تايوان الصينية.

صحيح أن العملية العسكرية الروسية الخاصة بدأت فى 24 فبراير2022 لحماية الأمن القومى الروسى من أطماع حلف الناتو الذى كان يخطط لضم أوكرانيا ونصب صواريخه النووية على بعد بضعة كيلومترات من موسكو؛ إلا أن الأمر لن يتعلق منذ اللحظة الأولى بحدود هذه الأزمة.

الغرب الجماعى بقيادة الولايات المتحدة كان يسعى لبسط نفوذه وهيمنته على العالم بشكل متوازي، فبينما كان يحاول توسيع الناتو فى شرق أوروبا تلاعب فى الخفاء بما يعرف بمبدأ "الصين واحدة" لتعزيز تعاونه وتنسيقه مع الانفصاليين فى جزيرة تايوان فى الوقت الذى كانت القيادة العسكرية المركزية الأمريكية فى أفريقيا "أفريكوم" تحاول تعزيز تواجدها فى شمال افريقيا ووسطها.

لم يكن التحرك الروسى ليأتى منفردًا ودون تنسيق مع جمهورية الصين الشعبية التى كانت قد دخلت فى مواجهة تجارية أشبه بالحرب حامية الوطيس مع الولايات المتحدة بوصول الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب.

بعيدُا عن المواقف الرسمية، هزيمة روسيا فى أوكرانيا يعنى سقوط تايوان بين يدى الأمريكان، ولا يعنى ذلك أن موسكو كانت فى حاجة إلى دعم عسكرى صينى أو حتى دعم سياسى معلن، لكن القوتين اللتين تمثلان المعسكر الشرقى كانتا دائمًا تعملان بتنسيق فى أماكن دقيقة حول العالم.

انطلقت عدة مناورات عسكرية ضخمة للاسطولين البحريين الروسى والصينى فى منطقة المحيط الهادى والهندى ممتدة من بحر اليابان فى الشمال إلى بحر الصين الجنوبى ليؤكدا جاهزية عالية لأى مواجهة محتملة مع القطع الحربية الأمريكية والأوروبية التى تجوب المنطقة بين الحين والحين لتعزيز ما تسميه أمن التجارة العالمية وحرية الملاحة.

فى السياق ذاته، تأتى تحركات ومناورات مماثلة فى بحر الشمال، بل أن 11 قطعة حربية صينية وروسية اقتربت الأسبوع الماضى من سواحل ألاسكا الأمريكية ما أدى إلى استنفار الجيش الأمريكى الذى أرسل 4 مدمرات وطائرة استطلاع.

مع تصاعد العمليات العسكرية فى الساحة الأوكرانية ترتفع أصوات المحذرين من اندلاع حرب عالمية ثالثة يستخدم فيها السلاح النووى، ويبدو أن أغلب المراقبين والمحللين يذهبون فى تعريفهم أو وصفهم لشكل الحرب العالمية الثالثة بأنها تلك الحرب التى تستخدم الأسلحة التقليدية ثم تتطور لتستخدم أسلحة الدمار الشامل بما فيها السلاح النووى؛ إلا أننا على ما يبدو بصدد حرب ثالثة فعليًا ولكن أطرافها لا يريدون تدمير ذواتهم وقرروا ألا ينخرطوا فى مواجهة مباشرة عبر حرب تقليدية أو نووية؛ إنهم يخوضون حربهم الثالثة بأدوات وأشكال جديدة، جانبها العسكرى يندلع بما يعرف بـ"الحرب بالوكالة" أى أن تقوم أوكرانيا نيابة عن حلف النيتو بقتال الدب الروسى وربما كان مخططًا أن تقوم تايوان بنفس الدور مع التنين الصيني.

أما المناورت التى تحوم حول مناطق تماس خطرة ليست سوى رسائل تهديد خشنة، وفيما يبدو أن منطقة الساحل الافريقى ستشهد مواجهة عسكرية جديدة بين المعسكرين الشرقى والغربى بالوكالة أيضًا والنيجر ستكون مسرحًا لعملياتها.

فرنسا أعلنت عبر وزارتى الخارجية والدفاع دعمها لإنذار منظمة "إيكواس" الاقتصادية لمجموعة دول غرب افريقيا للعسكريين الذين انقلبوا على حكم محمد بازوم فى النيجر.

الموقف الفرنسى الرسمى لم يشر إلى تدخل عسكرى مباشر مكتفيًا بدعم موقف "ايكواس"، لكن تقارير صحفية تحدثت عن استعدادات مقاتلات فرنسية مقاتلة فى قاعدة بدولة جيبوتى.

تعانى معظم دول غرب افريقيا من اقتصادات ضعيفة ربما لا تساعدها على تمويل حرب طويلة مع النيجر التى أعلنت كل من مالى وبوركينا فاسو وقوفها إلى جانبها لمواجهة أى تدخل عسكرى خارجى معتبرة إعلان الحرب على النيجر إعلاناً للحرب عليهما.

فى الشمال تقف الجزائر معارضة لأى تدخل عسكرى لأنه من ناحية سيشكل تهديدًا لأمنها القومى، ومن ناحية أخرى سيؤدى إلى تزايد نشاط التنظيمات الإرهابية المنتشرة فى المنطقة (داعش وبوكو حرام).

ومن اللافت فى هذا السياق أن تنظيم داعش الذى تدعى القوات الفرنسية والأمريكية المتواجدتان فى النيجر محاربته، قاما بمهاجمة قافلة مساعدات أرسلتها مالى إلى النيجر خلال الاسبوع المنصرم.

هناك مخاوف جادة من أن تعمل الولايات المتحدة على استخدام التنظيمات الإرهابية فى هذه الحرب على غرار ما فعلت فى العراق وسوريا، وجميعنا يذكر حمولات المؤن والأسلحة التى كانت تلقيها الطائرات الأمريكية إلى عناصر داعش زاعمة أنها ألقيت بطريق الخطأ؛ فكان من اللافت أن دحر التنظيم الإرهابى وغيره من التنظيمات المسلحة فى سوريا لم يتم إلا بعد التدخل الروسى.

هنا يأتى دور قوات فاجنر المتواجدة فى مالى والتى من المرجح أن تقوم بتقديم الدعم لجيش النيجر حال اندلعت هذه الحرب.

فى هذا الإطار لابد من التذكير بالمناورات العسكرية التى أجرتها كل من الولايات المتحدة وروسيا مع دول إقليمية أخرى فى الشمال الافريقى يضاف إلى ذلك النفوذ الصينى المتنامى عبر المشروعات الاقتصادية فى المنطقة والذى يعد شكلًا آخر للمواجهة بين المعسكرين بالنظر إلى المصالح والشركات الفرنسية التى عملت طوال الوقت بذات المنطق الاستعمارى فى نهب ثروات افريقيا لتظل شعوبها فقيرة إلى حد الجوع.

إندلاع الحرب فى الساحل الافريقى ستكون له تداعيات خطيرة التى ستمتد إلى الجزائر وليبيا وسيخلق تحديًا جديدًا للأمن القومى المصرى على حدودها الغربية والجنوبية ولن تكونا تونس والمغرب بعيدتان عن تلك التداعيات، لذلك يتعين على دول الشمال الافريقي الكبرى (مصر-الجزائر – المغرب) العمل على صياغة استراتيجية لاحتواء هذا الصراع قبل اندلاعه، أو التعامل مع تداعياته الأمنية والسياسية حال وقوعه حتى لا يطالنا وهج سعيرها.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: أوكرانيا النيجر الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

ترامب: لن أفرض خطة غزة بالقوة ومشاركة زيلينسكي في المحادثات حول أوكرانيا لا تهمّ

لا تزال تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تحظى باهتمام واسع وتثير جدلًا متزايدًا، سواء فيما يتعلق برؤيته لإدارة قطاع غزة بعد الحرب، أو مواقفه بشأن الحرب المستمرة بين روسيا وأوكرانيا.

خطة إعادة إعمار غزة.. "لن أفرضها بالقوة"اعلان

في مقابلة مع إذاعة "فوكس نيوز" الجمعة، تحدث ترامب مجددًا عن خطته لإعادة إعمار غزة بعد الحرب، مشيرًا إلى أنها "ناجحة" من وجهة نظره، لكنه قال إنه لن يفرضها بالقوة، مكتفيًا بتقديمها كتوصية.

وقال: "الخطة ناجحة حقًا، لكنني لن أفرضها. سأجلس وأوصي بها، وبعد ذلك ستصبح الولايات المتحدة مسؤولة عن الموقع".

كان ترامب قد طرح في وقت سابق تصوره لمستقبل غزة، والذي يقوم على إعادة الإعمار تحت إشراف أمريكي، إلى جانب اقتراحه توطين الفلسطينيين في الدول المجاورة كجزء من حل دائم للصراع. كما أشار إلى إمكانية تحويل غزة إلى "ريفييرا الشرق الأوسط"، مستغلًا موقعها الساحلي. 

Relatedترامب: أنا ملتزم بشراء غزة وامتلاكها وقد أمنح جزءًا منها لدول في الشرق الأوسطترامب يجدد خطته لتهجير سكان غزة.. والعاهل الأردني يترقب موقف القادة العرب"إرفعوا أيديكم عن غزة".. مظاهرة ضخمة في لندن دعماً للفلسطينيين ورفضا لخطة ترامب

لكن المثير في تصريحاته الجديدة هو استغرابه من عدم موافقة مصر والأردن على خطته، حيث أعرب عن تفاجئه من رفضهما لها، رغم الدعم المالي الكبير الذي تقدمه واشنطن لهاتين الدولتين. فقال: "نحن ندفع مليارات الدولارات سنويًا للأردن ومصر، وقد تفاجأت قليلاً لأنهما لم يقبلا خطتي". 

كما أشار ترامب إلى أنّ غزة مدمرة تمامًا، وأضاف: "لو مُنح سكانها حرية الاختيار، سيغادرونها".

ترامب: "حضور زيلينسكي في المفاوضات حول أوكرانيا غير مهم"

على صعيد آخر، أدلى ترامب بتصريحات مثيرة للجدل حول الحرب الروسية الأوكرانية، معتبرًا أنه ليس من الضروري أن يشارك الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في أي مفاوضات لإنهاء النزاع مع موسكو.

وقال في مقابلته مع فوكس نيوز: "لا أعتقد أن هناك أهمية كبيرة لحضوره في الاجتماعات. لقد كان هناك منذ ثلاث سنوات، وهو يجعل إبرام صفقة أمرًا شديد الصعوبة".

الرئيس دونالد ترامب يصل لإلقاء كلمة في قمة معهد مبادرة الاستثمار المستقبلي (FII) في ميامي بيتش بولاية فلوريدا، يوم الأربعاء 19 فبراير 2025. AP Photo/Rebecca Blackwell

وكان ترامب قد وصف زيلينسكي سابقًا بأنه "ديكتاتور بلا انتخابات"، منتقدًا إدارته للأزمة، وقال إنه كان ينبغي إنهاء النزاع قبل ثلاث سنوات. وأضاف: "من الأفضل لزيلينسكي أن يتحرك بسرعة، وإلا فلن يبقى لديه بلد".

وتتماشى تصريحات ترامب مع الخطاب الذي تتبناه موسكو، حيث دأبت الحكومة الروسية على التشكيك في شرعية زيلينسكي، معتبرة أن تعليق الانتخابات الرئاسية في أوكرانيا يجعله رئيسًا غير شرعي.

Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية قمة "غير رسمية" في الرياض لمناقشة مقترحات بديلة عن خطة ترامب بشأن غزة هل تنتهك خطة دونالد ترامب بشأن غزة القانون الدولي؟ ترامب يجدد خطته لتهجير سكان غزة.. والعاهل الأردني يترقب موقف القادة العرب قطاع غزةفولوديمير زيلينسكيدونالد ترامبروسياأوكرانياالولايات المتحدة الأمريكيةاعلاناخترنا لكيعرض الآنNext مؤتمر الحوار الوطني في سوريا بين التعثر والضغوط الدولية للانتقال السياسي يعرض الآنNext أوروبا تخشى صفقة غير متوازنة في مفاوضات أوكرانيا.. هل يدفع ترامب القارة إلى حافة الهاوية؟ يعرض الآنNext نتنياهو يتوعد حماس بدفع الثمن والحركة تعلّق على الالتباس حول جثة شيري بيباس يعرض الآنNext في تطور مفاجئ: إسرائيل تتحدث عن "جثة مجهولة" ضمن صفقة تبادل مع حماس! يعرض الآنNext وزير الدفاع الإسرائيلي يزور مخيم طولكرم ويتعهد بتصعيد العمليات العسكرية في الضفة الغربية اعلانالاكثر قراءة تفجير 3 حافلات بواسطة عبوات ناسفة قرب تل أبيب وإسرائيل تقول إن مصدر العبوات جاء من الضفة الغربية عاجل. مقتل امرأتين بعملية طعن في جمهورية التشيك نتنياهو أمام اختبار آخر.. ماذا لو ثبت أن الرهائن قد قتلوا بنيران الجيش الإسرائيلي كما تقول حماس؟ حب وجنس في فيلم" لوف" شاهد.. دونالد ترامب يحاول مجددا الإمساك بيد زوجته ولكنها ترفض اعلان

LoaderSearchابحث مفاتيح اليومالانتخابات التشريعية الألمانية 2025دونالد ترامبإسرائيلروسياأوكرانياالاتحاد الأوروبيقطاع غزةحركة حماسفلاديمير بوتينالصحةفولوديمير زيلينسكيإسبانياالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2025

مقالات مشابهة

  • سنوات من الحرب على أوكرانيا وتحولات سياسية وترقب للتسوية
  • وزير الخارجية الروسي يزور تركيا لإجراء مباحثات لتسوية نزاع أوكرانيا
  • كيف غير ترامب العالم في شهر واحد ؟
  • تحليل.. كيف غيّر ترامب العالم في شهر واحد؟
  • رائدة بالجيش الأميركي: إغلاق قواعدنا في النيجر انتكاسة إستراتيجية
  • ما المعادن النادرة في أوكرانيا ولماذا يريدها ترامب؟
  • ترامب: الوضع في أوكرانيا "مروّع" ويجب إنهاء الحرب
  • ترامب: لن أفرض خطة غزة بالقوة ومشاركة زيلينسكي في المحادثات حول أوكرانيا لا تهمّ
  • لقاء بين الوزير نصار والسفير الروسى... هذا ما بحثاه
  • تقرير لـ«الجارديان» يرصد رد أهالي غزة على دعوات التهجير: «لن نكرر النكبة مرة أخرى»