أسامة كمال: مؤتمر القوى المدنية السودانية بالقاهرة أول خطوة للتوصل لاتفاق
تاريخ النشر: 8th, July 2024 GMT
أكد الإعلامي أسامة كمال، مقدم برنامج «مساء دي إم سي»، أن اللحظة الآن حرجة في السودان والصراع الدائر هناك، والمطالبة بانعقاد مؤتمر القوى السياسية المدنية السودانية هي مطالبة شديدة اللهجة للوصول لحل وكان لابد من انعقاد، مشددًا على أنه خطوة في طريق طويل يستلزم الوقت والجهد، موضحًا أن مصر فيما يتعلق بالسودان وليبيا وفلسطين الأمر ليس وجاهة سياسية ولكنه أمن قومي مصري.
وأشار «كمال»، خلال تقديم برنامج «مساء دي إم سي»، المُذاع عبر شاشة «دي إم سي»، إلى أن عقد المؤتمر بحضور القوى المدنية السودانية أخذ مشوارا طويلا من التواصل والتنسيق بين القوى السودانية لم تأت القوى وهي متفقة على شيء، موضحًا أن المشكلة لا يمكن حلها في ساعتين ولكن ما يحدث في السودان سيأخذ أيام وأسابيع وشهور، مشددًا على أن وجود القوى المدنية في مصر أمر يطلب جهدًا ملحوظًا.
وشدد على أنه من الممكن الوصول لبعض نقاط التوافق والخلاف كبير، مؤكدًا أنه لابد الانطلاق من الاتفاق وهو أمن وسلامة الشعب السوداني وابعاد كل القوى التي تريد التأثير بشكل سلبي على السودان، موضحًا أن نقطة الاتفاق في الداخل السوداني ستكون بداية الانطلاق وعبور المرحلة، مضيفًا: «سنناقش الأزمة السودانية بتوسع وسنبحث كيفية التوصل إلى نقطة توافق».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: أسامة كمال الإعلامي أسامة كمال القوى المدنية السودانية القوى السياسية السودانية المدنیة السودانیة القوى المدنیة
إقرأ أيضاً:
الخطر القادم- أطماع مصر وإريتريا تهدد سيادة السودان
تتزايد التكهنات حول مشاركة الطيران المصري والإريتري في المعارك الأخيرة بالسودان، حيث تلقي هذه المشاركة الضوء على الأهداف والمرامي السياسية لكل من القاهرة وأسمرة في بلد مضطرب يعاني من أزمات متفاقمة. تبدو مشاركة هاتين الدولتين في الصراع السوداني وكأنها جزء من لعبة إقليمية معقدة تسعى من خلالها القوى المختلفة إلى تعزيز نفوذها وتأمين مصالحها في سودان ما بعد الحرب.
مصر، بحدودها الطويلة مع السودان وتاريخ العلاقات المشتركة بين البلدين، لديها دافع قوي لضمان استقرار المنطقة، أو على الأقل السيطرة عليها بما يخدم أهدافها الاستراتيجية. تتحرك القاهرة في هذا السياق بدافع الحفاظ على أمنها القومي، خاصة فيما يتعلق بأزمة سد النهضة الإثيوبي، الذي ترى فيه تهديداً مباشراً لمواردها المائية. السيطرة على مناطق محددة في السودان أو التأثير على الأطراف الفاعلة فيه يمكن أن يُترجم إلى ورقة ضغط قوية على إثيوبيا، ويمنح مصر القدرة على التأثير في المعادلات الإقليمية المحيطة بالسد. بالإضافة إلى ذلك، فإن السودان يمثل عمقاً استراتيجياً بالنسبة لمصر، وبالتالي فإن أي عدم استقرار فيه قد يُحدث ارتدادات خطيرة على حدودها الجنوبية.
أما إريتريا، الدولة الصغيرة التي طالما سعت إلى تثبيت وجودها الإقليمي، فتبدو أهدافها مختلفة ولكن لا تقل أهمية. تُدرك أسمرة أن السودان يُعد بوابة مهمة نحو العالم العربي والإفريقي، لذا فإن تأمين نفوذها في مناطق داخل السودان يمكن أن يُعزز مكانتها الإقليمية ويفتح أمامها آفاقاً جديدة للتأثير السياسي والاقتصادي. علاوة على ذلك، يبدو أن الحكومة الإريترية تسعى إلى تقوية موقفها في مواجهة المعارضة الإريترية التي تجد أحياناً ملاذاً لها داخل الأراضي السودانية. في هذا السياق، فإن دعم طرف أو آخر في الصراع السوداني قد يُساعدها على تحقيق أهدافها الأمنية والسياسية الداخلية.
يجدر الإشارة إلى أن كلا البلدين، مصر وإريتريا، لا يتحركان بمعزل عن القوى الدولية التي لديها مصالح في السودان. فالخرطوم، الغنية بمواردها الطبيعية وموقعها الاستراتيجي، تمثل ساحة مفتوحة للتنافس بين القوى الكبرى. من خلال التدخل في الصراع، ربما تسعى كل من القاهرة وأسمرة إلى تأمين مقعد لهما على طاولة إعادة ترتيب الأوضاع في السودان بعد الحرب، سواء عبر تحالفات مع الأطراف الفاعلة محلياً أو من خلال استثمارات عسكرية وسياسية مباشرة.
ولكن، هل يمكن أن تكون لدى مصر وإريتريا أهداف توسعية في السودان؟ الإجابة تكمن في تحليل سياق التدخلات وحدودها. بالنسبة لمصر، من غير المرجح أن يكون الهدف توسيع الحدود أو السيطرة المباشرة، بل يتعلق الأمر أكثر بتأمين العمق الاستراتيجي وحماية المصالح الحيوية. أما إريتريا، فقد يكون الطموح التوسعي أكثر وضوحاً، حيث تسعى أسمرة منذ زمن إلى تعزيز وجودها في المنطقة الشرقية للسودان، التي تربطها بها روابط ثقافية وتاريخية معقدة.
في النهاية، تبقى التدخلات العسكرية من قبل مصر وإريتريا في السودان جزءاً من مشهد إقليمي شديد التعقيد. وبينما تتجلى أهدافهما المعلنة في تحقيق الاستقرار وحماية المصالح المشتركة، فإن الأجندات الخفية قد تحمل في طياتها طموحات أوسع، تتعلق بتوسيع النفوذ وضمان السيطرة في سودان ما بعد الحرب. هذا الواقع يفرض على السودانيين أنفسهم مواجهة تحدٍ كبير، يتمثل في الحفاظ على سيادتهم ومنع تحويل بلادهم إلى ساحة لتصفية الحسابات الإقليمية والدولية.
zuhair.osman@aol.com