أعلن رئيس وزراء فرنسا غابريال أتال مساء الأحد أنه سيقدم استقالته إلى الرئيس إيمانويل ماكرون الاثنين غداة الانتخابات التشريعية، موضحا أنه مستعد للبقاء في منصبه « طالما يقتضي الواجب » خصوصا أن فرنسا تستضيف دورة الألعاب الأولمبية قريبا.

وأوضح أتال فيما تصدر اليسار الانتخابات التشريعية أمام معسكر ماكرون واليمين المتطرف، « سأقدم صباح غد (الاثنين) استقالتي إلى رئيس الجمهورية ».

وأضاف أنه فيما تستعد فرنسا « لاستضافة العالم بعد أسابيع قليلة » في مناسبة الأولمبياد « سأتولى بطبيعة الحال مهماتي طالما يقتضي الواجب ذلك ».

في سياق متصل، دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى « توخي الحذر » في تحليل نتائج الانتخابات التشريعية لمعرفة من يمكن أن يتولى تشكيل حكومة، معتبرا أن كتلة الوسط لا تزال « حية » جدا بعد سنواته السبع في السلطة، حسبما أفادت أوساطه مساء الأحد.

وقال قصر الإليزيه بعيد ذلك إن ماكرون ينتظر « تشكيلة » الجمعية الوطنية الجديدة من أجل « اتخاذ القرارات اللازمة ».

وأظهرت التقديرات الأولية لنتائج التصويت في الانتخابات التشريعية في فرنسا تصدر تحالف اليسار في الجولة الثانية واحتلال معسكر الرئيس إيمانويل ماكرون المرتبة الثانية، متقدما على اليمين المتطرف، لكن دون أن تحصل أي كتلة على غالبية مطلقة في الجمعية الوطنية.

ويقدر حصول « الجبهة الشعبية الجديدة » على 172 إلى 215 مقعدا ومعسكر ماكرون على 150 إلى 180 مقعدا وحزب التجمع الوطني الذي كان ي رجح في الأساس حصوله على غالبية مطلقة، على 115 إلى 155 مقعدا.

وعقب صدور التقديرات الأولية، رأى زعيم اليسار الراديكالي الفرنسي جان لوك ميلانشون الأحد أن على رئيس الوزراء « المغادرة » وأنه ينبغي على الجبهة الشعبية الجديدة متصدرة الانتخابات التشريعية في فرنسا الأحد والتي ينتمي إليها حزبه، أن « تحكم ».

وقال ميلانشون زعيم حزب فرنسا الأبية، فيما حل اليمين المتطرف ثالثا بعدما كان فوزه مرجحا « شعبنا أطاح بوضوح أسوأ الحلول ».

وسجلت نسبة المشاركة الأحد عند الساعة 15,00 ت غ، 59,7 % وهي الأعلى في انتخابات تشريعية منذ تلك المسجلة عام 1981 (61,4 %).

وتقدر نسبة المشاركة النهائية في الدورة الثانية الأحد بـ67 % بحسب معهدي إيبسوس وابينيونواي لاستطلاعات الرأي و67,1 % بحسب إيلاب و66,5 % من جانب إيفوب، في مقابل 66,7 % في الدورة الأولى. وسيشكل ذلك مستوى قياسيا منذ الانتخابات المبكرة في العام 1997.

وتجد البلاد نفسها منذ بدء الحملة الانتخابية في أجواء متوترة جدا، مع شتائم واعتداءات جسدية على مرشحين وأشخاص يضعون ملصقات وكلام متفلت عنصري ومعاد للسامية.

فتحت مراكز الاقتراع في الساعة السادسة في فرنسا القارية، بعدما صوت الناخبون السبت في أرخبيل سان بيار إيه ميكلون في شمال المحيط الأطلسي، وغويانا والأنتيل وبولينيزيا وكاليدونيا الجديدة في جنوب المحيط الهادئ.

وصدرت النتائج الأولى في بعض أقاليم ما وراء البحار في وقت سابق. في غوادلوب، احتفظ النواب الأربعة اليساريون بمقاعدهم. وفاز اليسار أيضا في مارتينيك وغويانا.

في كاليدونيا الجديدة في جنوب المحيط الهادئ التي تشهد أعمال شغب عنيفة منذ يونيو، انتخب مرشح مناد بالاستقلال للمرة الأولى منذ العام 1986.

وكان ماكرون أدخل فرنسا في المجهول بإعلانه المفاجئ في التاسع من يونيو حل الجمعية الوطنية والدعوة إلى انتخابات تشريعية مبكرة، بعد فشل تكتله في الانتخابات الأوروبية.

وتصدر التجمع الوطني (يمين متطرف) وحلفاؤه نتائج الدورة الأولى بفارق كبير (33 في المئة) متقدما على تحالف اليسار « الجبهة الشعبية الوطنية » (28 في المئة) والمعسكر الرئاسي (يمين وسط) الذي نال فقط عشرين في المئة من الأصوات.

وسعيا لقطع الطريق أمام التجمع الوطني، انسحب أكثر من مئتي مرشح من اليسار والوسط من دوائر كانت ستشهد سباقا بين ثلاثة مرشحين في الدورة الثانية، لتعزز حظوظ خصوم التجمع الوطني.

وكان رئيس الوزراء غابريال أتال الذي يقود حملة المعسكر الرئاسي حذر بأن « الخطر اليوم هو غالبية يسيطر عليها اليمين المتطرف، سيكون هذا مشروعا كارثيا ».

من جهتها، نددت زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبن بمناورات « الذين يريدون البقاء في السلطة بخلاف إرادة الشعب ».

وعرف المشهد السياسي الفرنسي تبدلا كبيرا عام 2017 مع فوز ماكرون بالرئاسة، هازما الأحزاب التقليدية.

وفي مواجهة الغموض الحاصل، أعلن أتال أن حكومته مستعدة لضمان استمرارية الدولة « طالما أن ذلك ضروري » وتولي تصريف الأعمال بانتظار تشكيل حكومة جديدة، في وقت تستضيف باريس دورة الألعاب الأولمبية بعد ثلاثة أسابيع.

كلمات دلالية انتخابات فرنسا يسار يمين

المصدر: اليوم 24

كلمات دلالية: انتخابات فرنسا يسار يمين الانتخابات التشریعیة الیمین المتطرف التجمع الوطنی

إقرأ أيضاً:

تونس تنتخب الأحد: استحقاق رئاسي وسط غياب المنافسة وتصاعد الأزمات الاقتصادية

تُجرى في تونس يوم الأحد المقبل، 6 أكتوبر، الانتخابات الرئاسية، والتي تُعد الثالثة منذ اندلاع "الربيع العربي" عام 2011. تواجه البلاد، التي كانت تُعتبر نموذجاً ديمقراطياً في المنطقة، تحديات جسيمة وسط غياب المنافسة السياسية.

اعلان

يقف الرئيس الحالي قيس سعيد، الذي فاز في الانتخابات السابقة عام 2019، في مواجهة خصوم محدودين، حيث تم سجن العديد من معارضيه أو تم استبعادهم من العملية الانتخابية.

تأتي انتخابات هذا العام بعد خمس سنوات من تولي سعيد السلطة، التي شهدت تحولاً دراماتيكياً في المشهد السياسي التونسي.

في يوليو 2021، أقال سعيد رئيس الوزراء، وعلّق البرلمان، وأعلن حالة الطوارئ، مما أثار انتقادات حادة من جماعات المعارضة ومنظمات المجتمع المدني، التي اعتبرت هذه الخطوات بمثابة انقلاب على الديمقراطية. على الرغم من هذه الانتقادات، أُقرّ دستور جديد في استفتاء شهد نسبة مشاركة منخفضة، حيث اعتبر الكثيرون أنه يركز السلطة في يديه.

أحد مؤيدي الرئيس التونسي والمرشح لإعادة انتخابه قيس سعيد يلتقي بسكان أحد الأحياء خلال جولة انتخابية في أريانة، تونس، الخميس 26 سبتمبر/أيلول 2024APRelatedالمحكمة الابتدائية في تونس تقضي بسجن المرشح للانتخابات الرئاسية العياشي زمّال مدة12 عاماأحكام بالسّجن وحرمان من الترشح مدى الحياة ضد مرشّحين للرئاسة في تونسمنظمة العفو الدولية تتهم سلطات تونس باعتقال العشرات وتصعيد حملة القمع قبيل انتخابات الرئاسة المقبلةالمعارضة التونسية ترفض تعديل قانون الانتخابات قبيل الاستحقاق الرئاسي وخبير دولي يصف التعديل بالعبثي

تتنافس في الانتخابات ثلاثة مرشحين فقط، بعد أن وافقت الهيئة الانتخابية على ثلاثة من أصل 17 طلب ترشيح. المرشح زهير مغزاوي هو سياسي قديم، عارض برنامج سعيد الاقتصادي، بينما يواجه المرشح الآخر، وعياشي زامل، مشاكل قانونية تتعلق بتزوير الانتخابات. العديد من الشخصيات البارزة من المعارضة، بما في ذلك راشد الغنوشي، زعيم حزب النهضة، مُنعوا من المشاركة، حيث سُجن الغنوشي بعد انتقاده لإجراءات سعيد.

المرشح الرئاسي التونسي زهير المغزاوي، يلتقي بسكان أحد الأحياء خلال جولته الانتخابية قبل الانتخابات الرئاسية المقبلة، تونس، الخميس 26 سبتمبر/أيلول 2024.AP

تعاني تونس من أزمات اقتصادية مستمرة، حيث بلغ معدل البطالة حوالي 16%، مما ينعكس سلباً على الشباب. تزايدت محاولات الهجرة إلى أوروبا، حيث يسعى العديد من التونسيين للخروج من البلاد بسبب الظروف الاقتصادية المتدهورة. كما تعاني تونس من ديون تزيد عن 9 مليارات دولار لمؤسسات دولية، وسط تعثر المفاوضات بشأن حزمة إنقاذ من صندوق النقد الدولي.

تستمر قضايا الهجرة في كونها مصدر قلق رئيسي. حيث تصاعدت محاولات التونسيين للهجرة بشكل غير قانوني إلى أوروبا، في ظل أزمة اقتصادية مستمرة. وفي الوقت نفسه، اتخذت إدارة سعيد موقفاً صارماً ضد المهاجرين من أفريقيا جنوب الصحراء، متهمة إياهم بالتورط في أعمال عنف، مما أثار توترات داخل البلاد.

أعضاء من المعارضة ومجموعات المجتمع المدني خلال مظاهرة ضد الرئيس التونسي قيس سعيد، قبل الانتخابات الرئاسية المقبلة، في تونس، الجمعة 27 سبتمبر/أيلول 2024Anis Mili/AP

تُعتبر الانتخابات الرئاسية المقبلة في تونس اختباراً حاسماً لمستقبل الديمقراطية، حيثُ يتوجه الناخبون إلى مراكز الاقتراع وسط قلق بشأن النتائج وتأثيرها المحتمل على استقرار تونس السياسي والاقتصادي.

المصادر الإضافية • أب

شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية القبض على 38 مهاجرًا غير نظامي بعد هجومهم على خفر السواحل التونسي مهرجان "مدينة الأضواء" في تونس.. يزيّن ليالي رمضان ويحتفي بالمعالم الأثرية القضاء في تونس يصدر حكما بإعدام أربعة متهمين وسجن اثنين آخرين في قضية اغتيال السياسي شكري بلعيد سياسة الهجرة انتخابات الرئاسة التونسية ٢٠٢٤ أزمة اقتصادية تونس قيس سعيد اعلاناخترنا لك يعرض الآن Next عاجل. في اليوم 364 للحرب: إسرائيل تصعد هجماتها الجوية في غزة والضفة ولبنان وتستهدف خليفة نصرالله المحتمل يعرض الآن Next تغير المناخ يتصدر عناوين الحملة الانتخابية للرئاسيات الأمريكية بسبب إعصار هيلين يعرض الآن Next "أوكرانيا قريبة جدا من الانضمام إلى الناتو".. رئيس حلف شمال الأطلسي الجديد يزور كييف يعرض الآن Next التزوير واللجوء إلى الجريمة.. ملف قضائي جديد ضد ترامب يكشف تفاصيل عن اقتحام الكابيتول في العام 2021 يعرض الآن Next قواعد أكثر صرامة بشأن الهجرة وضرائب أعلى.. ما أهم النقاط في خطة رئيس الوزراء الفرنسي السياسية؟ اعلانالاكثر قراءة الأردن يعيد مشهد نيسان ويعترض صواريخ إيران وهي بطريقها إلى إسرائيل.. "موقف مبدئي للمملكة" حب وجنس في فيلم" لوف" بين الشيعة والسنة :الفروق و المحددات حسب المصادر بعد الهجوم الإيراني.. قاعدة نيفاتيم الإسرائيلية تتعرض لأضرار جسيمة والتهديدات النووية تلوح في الأفق الحوثيون يعلنون استهداف هدف حيوي في تل أبيب ومعارك ضروس بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله في الشمال اعلان

LoaderSearchابحث مفاتيح اليومإسرائيللبنانالصراع الإسرائيلي الفلسطيني حزب اللهتايوانإجلاءاعتداء إسرائيلضحاياقصفدونالد ترامبإعصارإسبانيا Themes My Europeالعالمالأعمالالسياسة الأوروبيةGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامج Services مباشرنشرة الأخبارالطقسجدول زمنيتابعوناAppsMessaging appsWidgets & ServicesAfricanews Job offers from Amply عرض المزيد About EuronewsCommercial Servicesتقارير أوروبيةTerms and ConditionsCookie Policyتعديل خيارات ملفات الارتباطسياسة الخصوصيةContactPress OfficeWork at Euronewsتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024

مقالات مشابهة

  • ماكرون: المؤتمر الدولي لدعم لبنان سيعقد في أكتوبر الجاري في فرنسا
  • فرنسا تدعو لوقف إرسال السلاح لإسرائيل.. هل يكذب ماكرون علينا؟
  • ماكرون يدعو الى الكفّ عن تسليم الأسلحة للقتال في غزة
  • شلقم: يوم الأحد القادم تجري الانتخابات التونسية وتهانينا للرئيس قيس سعيد
  • اليسار الفرنسي يقدم مذكرة لحجب الثقة عن رئيس الوزراء الجديد
  • تونس.. بدء التصويت بالانتخابات الرئاسية في الخارج
  • فرنسا.. اليسار يقدم مذكرة لحجب الثقة عن رئيس الوزراء الجديد
  • رئيس القائمة الانتخابية لحركة التغيير في دهوك يعلن استقالته والانضمام للحزب الديمقراطي الكوردستاني
  • تونس تنتخب الأحد: استحقاق رئاسي وسط غياب المنافسة وتصاعد الأزمات الاقتصادية
  • تحالف مصرفي من ثمانية بنوك يمنح تمويلا مشتركا لصالح شركة بالم للتنمية العمرانية إحدي شركات بالم هيلز بقيمة 10.3 مليار جنيه مصري لتمويل مشروعها بمدينة أكتوبر الجديدة