يعتقد محللون وخبراء سياسيون وعسكريون أن كلمة أبو عبيدة المتحدث باسم كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) أتت ردا على ألاعيب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وأكدوا أنها حملت رسائل ودلالات ميدانية وسياسية وتفاوضية.

ووفق الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري، جسدت كلمة أبو عبيدة الواقع الميداني، وعكست مدى الإرادة والتصميم والقدرة التنفيذية على مواجهة جيش الاحتلال والمرتزقة وإيقاعهم بين قتيل أو جريح أو هارب.

وأوضح الدويري -خلال حديثه لبرنامج "غزة.. ماذا بعد؟"- أن إعادة بناء الكتائب التابعة للقسام، وتجنيد آلاف المقاتلين خلال الحرب وانتظار مقاتلين آخرين تؤكد أن كتائب القسام أصبح عددها مشابها لما قبل السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وأشار إلى أن إعادة بناء الكتائب على المستويين البشري والمادي تعني أنها أصبحت بقتالية عالية، مستدلا بالمعركة الثالثة في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة، وتفوق أداء المقاومة فيها على المعركتين السابقتين.

وحول انعكاسات الكلمة على المسار التفاوضي، يلفت الدويري إلى أن اليد الطولى في أرض المعركة هي من تملي شروطها في المفاوضات خاصة في ظل حرب غير متناظرة.

وخلص إلى أن إعادة بناء الكتائب وتأهيلها بشريا وماديا، مع استمرار التصنيع العسكري بالاستفادة من تدوير مخلفات الحرب وتفكيكها وأخذ المتفجرات تؤكد أن إسرائيل فشلت في تحقيق أهداف الحرب.

رد على نتنياهو

بدوره، يرى الكاتب والباحث السياسي ساري عرابي أن ظهور أبو عبيدة يعد حدثا بحد ذاته بعد 9 أشهر كاملة من الحرب والتحول في مجرياتها، مضيفا أنه يعد من رموز المعركة التي يلتف حولها أنصار المقاومة في فلسطين والعالمين العربي والإسلامي.

وأشار إلى أن ظهوره يحمل دلالات ميدانية وعسكرية مثل تأكيد القسام على تجديد قدراتها البشرية والدفاعية وترميم بعض ما فقدته وتدوير مخلفات الحرب وتجنيد الآلاف كقوات إسناد في ظل زعم الاحتلال تفكيك كتائب القسام في القطاع.

ووفق عرابي، لا تزال غرف القيادة والسيطرة والاتصال التنظيمي والتحكم القيادي تعمل وفاعلة وتتجلى بظهور أبو عبيدة.

ويوضح -أيضا- أن ظهور أبو عبيدة ينسجم مع الأداء التفاوضي لحماس والتحول داخل المجتمع الإسرائيلي ومؤسساته بفضل أداء المقاومة وصمودها ميدانيا في غزة، إضافة إلى الأداء الإعلامي لها وخاصة كتائب القسام وناطقها.

وبشأن رسائل كلمة أبو عبيدة إلى إسرائيل، يلفت عرابي إلى تطرق المتحدث باسم القسام إلى نتنياهو وتأكيده بأنه يتلاعب بالجميع في إسرائيل، ويضع مصلحته الشخصية قبل الأسرى المحتجزين.

وأضاف أن حماس تفهم نتنياهو جيدا وتعرف أنه يشتري الوقت، ويريد إثارة اللبس والغموض، لذلك فإن "خطاب أبو عبيدة رد على ألاعيب نتنياهو".

سياسة نتنياهو

من جانبه، يرى الأكاديمي والخبير في الشؤون الإسرائيلية مهند مصطفى، أن كلمة أبو عبيدة تأتي في سياق مباحثات مقترح وقف إطلاق النار، وتضمنت محددات أساسية وهي عدم قابلية تحقيق فكرة القضاء على حماس بل وبقائها رغم كل العمليات العسكرية الإسرائيلية.

كما تضمنت كلمة أبو عبيدة -وفق مصطفى- التأكيد أن نتنياهو يتلاعب بملف الأسرى، وغير جاد في حله لكونه هامشيا بالنسبة له، مضيفا أن هذا ما يفهمه كل الإسرائيليين.

ويشير إلى أن إطلاق نتنياهو تصريحات تعطي انطباعا للطرف الآخر في المفاوضات بأن إسرائيل لن توقف الحرب "أمر متوقع"، وأرجع ذلك إلى أنه يتبع سياسة مبنية على وضع عراقيل أمام التوصل لاتفاق، ولديه هدف إستراتيجي بعدم إيقاف الحرب للبقاء في السلطة.

ويلفت مصطفى إلى أن الاحتجاجات بداخل إسرائيل وصلت إلى مرحلة ضرورة الذهاب لصفقة وإنهاء الحرب، لكن نتنياهو لا يريدها ويسعى لتعطيلها واتهام حماس بإفشال المفاوضات.

وخلص إلى أن نتنياهو يريد كسب الوقت لإرضاء قطاعات بالمجتمع الإسرائيلي، مضيفا أنه "إذا لم يتصاعد الاحتجاج في إسرائيل نحو نوع من العصيان المدني فإن نتنياهو لن يتزحزح عن موقفه".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات کلمة أبو عبیدة کتائب القسام إلى أن

إقرأ أيضاً:

انطلاق الجولة «السابعة» من عملية تسليم «الأسرى».. رسائل فلسطينية جديدة إلى إسرائيل

انطلقت في مدينة رفح جنوب قطاع غزة اليوم السبت، عملية تسليم أسيرين إسرائيليين إلى الصليب الأحمر الدولي، كما تجري تحضيرات في منطقة النصيرات وسط قطاع غزة، لتسليم 4 أسرى آخرين.

وبحسب وسائل إعلام فلسطينية، “وقع عنصر من كتائب “القسام” ومندوبة من الصليب الأحمر على أوراق الإفراج عن الأسيرين، تال شوهام وأفيرا منغستو في رفح، الذي أسر منذ قرابة 10 سنوات في قطاع غزة”.

وقال الناطق باسم حركة حماس،  عبد اللطيف القانوع إن “عملية تبادل الأسرى السابعة تأتي في إطار عمليات التبادل التي صنعتها المقاومة وأجبرت الاحتلال عليها، وهي مستمرة في استكمال عمليات التبادل وإلزام الاحتلال بتتفيذ ما تبقى من الاتفاق”.

وجدد القانوع، التأكيد على “جاهزية “حماس” لاتمام عملية تبادل واسعة وكاملة رزمة واحدة تستند على وقف نهائي للحرب وانسحاب الاحتلال وإعمار قطاع غزة”.

وأكد أن “الوضع في غزة كارثي وهو ما يتطلب ضغط الوسطاء على الاحتلال تنفيذ البروتوكول الإنساني وإمداد شعبنا بمستلزمات الايواء والإغاثة”.

هذا وشهد موقع تسليم الدفعة السابعة من تبادل المحتجزين والأسرى في قطاع غزة، السبت، رسائل جديدة من حركة “حماس” إلى إسرائيل، وفي لافتة رفعت في ساحة تسليم المحتجزين الإسرائيليين، بها علم فلسطين وقبضة يد ومكتوب عليها: “اخلع حذاءك فكل شبر من هذه الأرض روي بدماء الشهداء”، وفي اللافتة السفلى، كتبت جملة مقتبسة من بيت شعر للشاعر المصري أحمد شوقي: “وللحرية الحمراء باب بكل يد مضرجة يدق”، والتي طالما رددها يحيي السنوار، كما كتب على لافتات المنصة: “نحن الطوفان.. نحن البأس الشديد”.

وجاء في لافتات المنصة أيضًا صورة قبة الصخرة بالقدس المحُتلة، وصور السهم الأحمر المقلوب الشهير، الذي استخدمته عناصر حماس أثناء استهدافها الدبابات الإسرائيلية وجنود الاحتلال الإسرائيلي، وأيضًا الصورة التي نشرتها مؤخرًا للسنوار أثناء المعارك، وعلى يمين اللافتة الكبرى، ظهرت صورة قائد كتائب القسام محمد الضيف وكتب عليها: “نستطيع أن نغير مجرى التاريخ”، وعلى اليسار، صورة قادة كتائب القسام وحماس، الذين قتلوا خلال المعارك من بينهم قائد كتيبة تل السلطان محمود حمدان الذي قتل برفقة السنوار في رفح الفلسطينية”.

وكانت أكدت “حماس” أنها ستفرج عن 6 رهائن إسرائيليين كما هو مقرر السبت، وهم آخر الأسرى الأحياء المقرر تسليمهم لإسرائيل بحلول الأول من مارس بنهاية المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير، وأعلن نادي الأسير الفلسطيني أنه سيتم في المقابل الإفراج عن 602 من المعتقلين الفلسطينيين بينهم 50 محكوما بالسجن المؤبد، وأضاف أنه من المقرر إبعاد 108 من الأسرى خارج الأراضي الفلسطينية”.

آخر تحديث: 22 فبراير 2025 - 10:02

مقالات مشابهة

  • حماس تلاعب إسرائيل بسلاح الحرب النفسية وكروت الأسرى
  • انطلاق الجولة «السابعة» من عملية تسليم «الأسرى».. رسائل فلسطينية جديدة إلى إسرائيل
  • أخّر “طوفان الأقصى” نصف ساعة.. الضيف تفّوق استخبارياً على إسرائيل
  • محللون: تفجير الحافلات سلاح إسرائيل لتوسيع عمليتها العسكرية بالضفة
  • أبو عبيدة: سنفرج غدا عن 6 محتجزين “إسرائيليين” (الأسماء)
  • هل ينجح نتنياهو في استغلال جثة بيباس لتفجير اتفاق غزة؟
  • بن جفير يطالب نتنياهو بالعودة إلى الحرب
  • سيطرة أو تفريغ| نتنياهو يسعى للتحكم في غزة.. حماس تخرج من المشهد.. وهذه أهداف القمة العربية
  • نتنياهو: إسرائيل ستتحرك بكل عزم لاستعادة جثمان شيري بيباس
  • محللون: هذه الأسباب تمنع نتنياهو وترامب من استئناف الحرب في غزة