الوطن:
2025-01-30@06:58:09 GMT

د. نادر مصطفى يكتب: حكومة مقرها الشارع

تاريخ النشر: 8th, July 2024 GMT

د. نادر مصطفى يكتب: حكومة مقرها الشارع

ما الذى تريده من الحكومة الجديدة؟ سؤال قد تكون تعرضت له.. فما الذى يتبادر لذهنك الآن؟ زحام من الأفكار، فربة المنزل تفكر فى أسعار متطلبات البيت الأساسية التى تُمكنها من الوفاء بالتزامات الغذاء لأفراد العائلة، وهى ستتمنى أن يتم ضبط أسعار السوق لتصبح مقبولة تجعلها قادرة على التعامل مع ميزانية البيت فى الوفاء بالمتطلبات الأساسية للأسرة.

الموظف هو الآخر سيطلب أن يرتقى بمستواه الاجتماعى ليحافظ على البقاء فى الطبقة الوسطى أو الارتقاء عنها.

الفلاح يريد المعاش والأسمدة وكل ما يتطلبه المحصول الناجح، ويريد بيع منتجاته بسعر عادل يحقق له الربح الذى يتناسب مع عناء الموسم بأكمله.

ولا شك أن العامل والصياد يحتاجان لدعم الحكومة حتى يتحول المجتمع من الاستهلاك للإنتاج، ونتمكن من تحقيق فائض للتصدير يوفر لنا الدولار الذى أصبح صداعاً فى رأس المواطن.

لذا فإننا بحاجة إلى أن تسعى الحكومة الجديدة بكل السبل لتخفيف الأعباء عن المواطن بما يضمن له حياة كريمة. وهو ما يتطلب منها العمل على مواجهة التضخم وضبط الأسواق وإحكام الرقابة عليها، وتكون حكومة تسعى لتوفير بيئة جاذبة للاستثمارات المحلية والأجنبية، بما يساهم فى توفير المزيد من فرص العمل للشباب وتوفير العملة الصعبة التى تلعب دوراً حيوياً للخروج من أزمة اقتصادية تجعل المواطن يعانى.

ولن يتحقق ما سبق إلا إذا نجحت الحكومة الجديدة فى القضاء على الفساد.. فالفساد لا يستنزف التنمية فقط، بل يصفى دم المواطن نفسه ويجعل إمكاناتنا تتسرب من بين أيدينا كأنها مياه فى كيس ممتلئ بالثقوب.

«التفكير خارج الصندوق» مطلب معتاد فى هذا الظرف.. لكن قبل الخروج من الصندوق دعنا نفكر داخله قليلاً عن الأدوار والالتزامات الأساسية للمؤسسات الحكومية، فهل قامت المدرسة بدورها الأساسى حتى تتمكن من الابتكار.. وهل يُعقل أن يغيب الطالب عن المدرسة فى أهم سنوات دراسته فى الصفين الثالث الإعدادى والثالث الثانوى؟ وكيف يواجه وزير التربية والتعليم الجديد هذه المشكلة التى أصبحت مزمنة؟.. والحال كذلك فى العديد من المؤسسات، ومنها قصور الثقافة التى إن نجحت فى أداء دورها الأساسى فستغير الصورة من حولنا.

لذا فالحكومة الجديدة عليها أن تركز على إصلاح منظومتى التعليم والصحة باعتبارهما أهم وأخطر الملفات التى يجب أن تعمل عليها، فبناء الأمم يبدأ بالتعليم القادر على خلق طالب مبدع ومبتكر، يساهم فى مواجهة تحديات بلاده بأساليب جديدة.

وكما نقول دوماً إن العقل السليم فى الجسم السليم، فالمنظومة الصحية هى عمود الأساس الثانى فى بناء الأمم.

هل كثير علينا أن نطلب من الوزير فى الحكومة الجديدة أن يستمع بإنصات إلى المواطن الذى يطرق بابه.. ليفتح الوزير بابه وينظر إلى مشاكل المواطن بسعة صدر دون وسيط فلا يترك الأمر إلى سكرتير يفعل ما يشاء.. لماذا لا يترك الوزير مكتبه قليلاً إلى الشارع لتتضح الصورة أمامه من مختلف جوانبها؟.. وربما يكون حضوره للجلسات العامة بمجلس النواب أو اجتماعات اللجان النوعية بالبرلمان مفيداً للتعرف من نواب الشعب على المشكلات والحلول المقترحة.

فلسفة الاحتواء هى أفضل ما تسمعه فى هذا الظرف، لكن العبرة بالتطبيق العملى وليس الكلام النظرى.. فاحتواء المسئول لمطالب المواطن اليوم فرض عين.. والتطبيق العملى لمبادئ الحوكمة من شفافية وعدالة وحيوية فى الاستجابة أصبح مطلوباً الآن أكثر من أى وقت مضى.

الحكومة الجديدة يجب أن تكون ميدانية تتخذ من الشارع مقراً لها ليلمس المواطن وجودها وتكون خطواتها نابعة من الشارع مع السعى لرضا المواطن، فهى أمامها فرصة كبيرة لوضع سياسات أكثر تعبيراً عن نبض الشارع من خلال الاستفادة من مخرجات المرحلة الأولى للحوار الوطنى فى مجالاته الثلاثة السياسى والاقتصادى والاجتماعى.

أرى أن الحكومة هذه المرة لن تكون تقليدية.. وهى بحاجة إلى أن تنتهج مبدأ الحوكمة فى إدارتها لكافة الملفات، وهو ما يعنى بناء جسور من التعاون مع كل أطراف المجتمع المواطن والقطاع الخاص والمجتمع المدنى، فالمطلوب حكومة مترابطة تعمل وزاراتها بشكل متكامل ومتناسق لتنفيذ السياسات العامة، حكومة تتخذ من المؤسسية مبدأ لها وتبنى على ما سبق من سياسات ناجحة، وتكون قدوة للمواطن، تتخذ من الترشيد أساساً لعملها.

وعلى الحكومة الجديدة إدراك حجم ما يدور حولنا من مخاطر وتكون قادرة على مواجهتها وحماية أمننا القومى، والتعامل بوعى مع القضايا العالمية، ولتجعل من مصر شريكاً رئيسياً فى مواجهة تلك القضايا. وأخيراً علينا أن نتذكر دائماً أن مصر تستحق منا أن نبذل الأفضل فى هذا التوقيت.. لعل المشاركة الفاعلة منا جميعاً أساس لتحريك الظروف نحو الأفضل بقوة السواعد المشتركة.

* وكيل لجنة الثقافة والإعلام والآثار بمجلس النواب

عضو تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: بيان الحكومة البرلمانيون الحوار الوطنى الحکومة الجدیدة

إقرأ أيضاً:

مصطفى الشيمى يكتب: رسائل

إنه الخوف يا "حبيبتي" .. الخوف الذي يُكبل الروح ويُشعل الصراع بين الحياة والخذلان، بين التعلق و السقوط. الخوف الذي يسمع صوت القلب حين يصرخ بأوجاعه الخفية، حين يحمل أثقال الحب وحده ويخشى أن ينكسر تحت وطأتها. كيف لا أخاف وأنا أتنفسك كأنكِ جزءٌ مني؟

الخوف يا "عزيزتي"، هو الحكاية التي نعيشها حين يصبح القلب أسيرًا لحلمٍ أكبر من احتماله. هو رجفة الصدق التي تعصف بالروح، حين يُصبح القرب نارًا والبعد جرحًا. كيف أصف لكِ تلك الحالة؟

أنا أخاف أن أقترب فأكسر الحواجز التي تحمين بها ذاتكِ، أخاف أن أسلبكِ قوتكِ، أن أجعلكِ أضعف، وأنا لا أريد إلا أن تكوني أعظم. لكني أيضًا أخاف أن أكون ظلًا عابرًا، مجرد ذكرى تتلاشى بين طيات الأيام.

إنه الخوف يا " ملهمتي " ، الذى  يأكل من عمري، وطاقتي، وقوتي، وصبري، وروحي التي هانت كثيرًا. ورغم كل ما ينهش روحي من تعب، أجدني متمسكًا بهذا الخيط الرفيع بيننا. أحيانًا أراه واهيًا كأنه على وشك الانقطاع، وأحيانًا أراه قويًا كأنه سر بقائي. ومع ذلك، أبقى هنا، خائفًا ومُحبًا، متعبًا ومُؤمنًا، محاصرًا بين رغبتي في أن أقتحم حصونكِ وأحافظ على كيانكِ، وبين حاجتي لأن أكون أكثر من مجرد ظل في حياتكِ.

تحدثت إلى ربي ،  كيف لها أن تكون ذنبًا، وأنتَ يا ربي مَن وضعتها في دمي، وربطتَ رحيقها بفمي وأنفاسي؟ هي ليست ذنبًا، وأنا لست مذنبًا. إنما نحن اثنان نُصارع قدرات القلب والروح، نُصارع المخاوف التي قد تُثقل الحياة، نُصارع من أجل البقاء على قيد الحياة ولو في قليلٍ من العمر.

إنها معركة القلب يا "حبيبتي"، معركة أعيشها في صمت، بينما كل ما أتمناه هو سلامكِ، حتى وإن كان ذلك على حساب نفسي.
لكن، يا عزيزتي، هل تعلمين ما هو أعمق من الخوف؟ إنه ذلك الإيمان الذي يحركني نحوكِ رغم كل هذا الاضطراب. إيمانٌ بأنكِ لستِ مجرد عابرة، بل نقطة البداية والنهاية لكل معاركي. أنكِ منبع قوتي وضعفي معًا، وأنكِ، بطريقةٍ ما، الإجابة لكل الأسئلة التي تركتها الأيام في قلبي.

مقالات مشابهة

  • «ادفعوا للناس».. كتاب أمريكي جديد عن نصائح «المليونيرات»
  • مصر دولة الحقوق والحريات.. الحكومة تستعرض في جنيف تقريرها الشامل لتحسين أوضاع مواطنيها
  • لبنان: قوات الاحتلال الإسرائيلي تواصل خرق الهدنة.. إصابة 36 في غارات على الجنوب
  • مصطفى الشيمى يكتب: رسائل
  • عادل حمودة يكتب: الجيوب والقلوب
  • سيناء الغزاوية وسوريا الداعشية والأحزاب الإخوانية!
  • د.حماد عبدالله يكتب: حياتى فى منطقة "المغربلين" !!
  • البابا تواضروس وحديث الوحدة الوطنية
  • الفن.. والتحريض على القتل!
  • القوات المسلحة تشارك بجناح مميز في معرض القاهرة الدولي للكتاب