أعلنت مهمة الاتحاد الأوروبي العسكرية لحماية السفن (أسبيدس)، تدمير طائرتين من دون طيار فوق خليج عدن، الأحد، في سياق العمليات الدفاعية التي انضم إليها الاتحاد إلى جانب الولايات المتحدة التي تقود تحالف «حارس الازدهار» لتأمين الملاحة من هجمات الحوثيين.

جاء ذلك في وقت شهدت فيه الهجمات الحوثية خلال الأسبوع الأخير تراجعاً ملحوظاً مع عدم تسجيل أي تهديد حقيقي لاستهداف السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، على الرغم من تبني الجماعة المدعومة من إيران عدداً من العمليات المزعومة.



ونقلت «رويترز» عن مهمة الاتحاد الأوروبي البحرية (أسبيدس) المعنية بحماية السفن لدى عبورها البحر الأحمر أن الفرقاطة «بسارا» التابعة للمهمة، وهي فرقاطة يونانية، دمرت طائرتين مسيرتين في منطقة خليج عدن.

ويأتي التصدي الأوروبي للمسيرتين الحوثيتين، عقب بيان من الممثل السامي للاتحاد للشؤون الخارجية والسياسة جوزيب بوريل خلال زيارته إلى مقر العملية في اليونان، أكد فيه، تدهور الوضع الأمني في البحر الأحمر وخليج عدن بشكل ملحوظ، مما أدى إلى أزمة حادة.

وقال المسؤول الأوروبي إن الحوثيين يشنون هجمات متزايدة التعقيد، وقد طوروا قدرات أكبر لمهاجمة السفن التجارية، ويهددون الأمن البحري والتجارة الدولية، ويعرضون السلام والأمن الإقليميين للخطر.

 

وأوضح بوريل أن إعادة توجيه حركة المرور البحري عبر رأس الرجاء الصالح يؤدي إلى إضافة 10 إلى 14 يوماً لكل رحلة، وهذا يعني تكاليف أعلى، وارتفاع الأسعار، والمزيد من التضخم وارتفاع أسعار المواد المشحونة والتأمين. وقال: «الأمر مقلق للغاية، حيث تضاعفت تكلفة الحاوية من الصين إلى أوروبا مرتين».

وأشار إلى أن عدد السفن التي تعبر قناة السويس يومياً انخفض إلى النصف، وأضاف: «هذا يعني خسارة كبيرة لمصر والكثير من المشاكل للاقتصاد العالمي».

وتابع المسؤول الأوروبي بالقول: «كما هي الحال دائماً، فإن أفقر الناس هم الأكثر تضرراً. وهذا ينطبق على اليمن، حيث واجهت حركة البضائع عقبات كبيرة بسبب هجمات الحوثيين، مما أدى إلى تراجع تدفق البضائع بشكل كبير، بنسبة 50 في المائة مقارنة مع السنة الماضية، حيث يعاني السكان من نقص حاد في الأدوية والمواد الغذائية نتيجة لذلك، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار المواد الأساسية بشكل ملحوظ».

اعتداء مباشر

أكد الممثل السامي للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة جوزيب بوريل أن الهجمات الحوثية هي اعتداء مباشر على مصالح الاتحاد وعلى السلام والاستقرار الإقليميين، وعلى حياة من هم الأكثر تضرراً.

وكشف عن أنه منذ إطلاق العملية الأوروبية في فبراير (شباط) الماضي رافقت سفن «أسبيدس» بنجاح أكثر من 170 سفينة تجارية، ودمرت 19 طائرة مسيرة وصاروخاً أطلقها الحوثيون ضد أهداف مدنية.

وشدّد المسؤول الأوروبي على أهمية العملية وقال: «سنواصل العمل للحد من قدرات الجهات الفاعلة العنيفة التي تفسد فرص السلام، وتهدد المدنيين، وتعرض الأمن البحري للخطر».

وتقول الحكومة اليمنية إن الجماعة الحوثية تنفذ أجندة إيران في المنطقة، وتسعى للهروب من استحقاقات السلام، وتتخذ من غزة ذريعة للمزايدة السياسية، كما ترى الحكومة اليمنية أن الحل ليس في الضربات الغربية لوقف هجمات الحوثيين، ولكن في دعم قواتها المسلحة لاستعادة الأراضي كافة من قبضة الجماعة، بما فيها الحديدة وموانئها.

وأثّرت هجمات الحوثيين على مصالح أكثر من 55 دولة وفقاً للجيش الأميركي، وهدّدت التدفق الحر للتجارة عبر البحر الأحمر وهو حجر أساس للاقتصاد العالمي؛ إذ دفعت الهجمات أكثر من 10 شركات شحن كبرى إلى تعليق عبور سفنها عبر البحر الأحمر، ما تسبب في ارتفاع أسعار التأمين على السفن في المنطقة.

وتسبب تصعيد الحوثيين في إصابة مساعي السلام اليمني التي يقودها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ بالجمود؛ إذ تسود المخاوف من انهيار التهدئة الهشة المستمرة منذ عامين، وعودة القتال على نطاق أوسع.

المصدر: مأرب برس

إقرأ أيضاً:

صحيفة إسرائيلية: جماعة الحوثي تبحث عن قارب مليء بالأسلحة المهربة اختفى قبالة سواحل اليمن (ترجمة خاصة)

قالت صحيفة عبرية إن جماعة الحوثي فقدت الاتصال بقارب نقل كبير كان في مهمة تهريب أسلحة عبر طريق بحري منتظم من دول القرن الأفريقي.

 

وذكرت صحيفة "جورزليم بوست" في تقرير لها ترجمه للعربية "الموقع بوست" إن الحوثيين يبحثون عن سفينة مفقودة "اختفت" في البحر الأحمر.

 

وقال التقرير: “لليوم الثالث، يقوم الحوثيون بحشد مجموعاتهم ودورياتهم وطائرات الاستطلاع بدون طيار في البحر الأحمر بحثاً عن قارب مفقود يحمل "صيداً ثميناً" كان من المقرر أن يصل إلى الحديدة غربي اليمن.

 

وبحسب الصحيفة فإن إيران تقوم بتهريب الأسلحة والخبرة اللازمة لتطوير صواريخ دقيقة بعيدة المدى وطائرات بدون طيار إلى الحوثيين لسنوات عديدة. مشيرة إلى أنه في بعض الحالات، تم اعتراض السفن المتجهة إلى اليمن من قبل البحرية الأمريكية والقوات البحرية الأخرى التي تقوم بدوريات قبالة الساحل. وفي تلك الحالات، عادة ما تكون القوارب متخفية على هيئة سفن تجارية.

 

وقالت "قد لا تكون هذه الأنواع من السفن التجارية صالحة للإبحار ويمكن أن تختفي في البحار الهائجة. كما عانت البحرية الإيرانية من انتكاسات في الآونة الأخيرة".

 

وأشارت إلى أن إحدى سفن ايران الحربية، سهند، انقلبت في ميناء بندر عباس الإيراني في 7 يوليو/تموز. وهي واحدة من عدة حوادث بحرية إيرانية وقعت مؤخرا.

 

وذكرت الصحيفة أن قناة العين الإماراتية نقلت عن مصادر أمنية في اليمن أن جماعة الحوثي فقدت الاتصال بقارب نقل كبير كان في مهمة تهريب عبر طريق بحري منتظم من دول القرن الأفريقي إلى اليمن. سواحل المحافظة المطلة على البحر الأحمر. وكانت السفينة تحمل أيضًا “خبراء أجانب” وموادًا عسكرية لصناعة الصواريخ وموادًا لصناعة المتفجرات. وكان من المفترض أن تصل إلى اليمن يوم الجمعة لكنها اختفت يوم السبت.

 

ورداً على ذلك، تفيد المصادر أن الحوثيين حشدوا على طول الساحل. ولا يملك الحوثيون قوة بحرية كبيرة لكن لديهم زوارق صغيرة. وفي كثير من الحالات استخدموا قوارب صغيرة كقوارب انتحارية لمهاجمة السفن في الختم الأحمر. كما يمتلك الحوثيون طائرات بدون طيار. وحشد الحوثيون قوارب الصيد للبحث عن السفينة. إلا أن قوارب الصيد لا تمتلك بالضرورة التكنولوجيا أو المدى اللازم لإجراء عمليات تفتيش من هذا النوع.

 

وطبقا للتقرير فإن الحوثيين لم يطلبوا مساعدة خارجية ولا يبدو أنه تم رصد نداء استغاثة من سفينة التهريب.

 

وتقول التقارير الواردة من اليمن إن "أفراداً عسكريين من جنسيات غير يمنية" كانوا على متن السفينة. ولم يكن من الواضح ما إذا كان هؤلاء إيرانيين أو غيرهم من أنصار الحوثيين. وكانت إيران قد أرسلت أعضاء من الحرس الثوري الإيراني في الماضي لدعم الحوثيين.

 

وبحسب الصحيفة فإن الحوثيين يعتقدون أن الولايات المتحدة متورطة في اختفاء القارب. وأعرب الحوثيون، في اجتماعات عاجلة، عن قلقهم من احتمال استهداف السفينة من قبل مهمة "حارس الازدهار" المدعومة من الولايات المتحدة والمصممة لحماية السفن في البحر الأحمر من هجمات الحوثيين. ويشعر الحوثيون بالقلق من احتمال اعتراض القوات البحرية الأمريكية أو الأوروبية للسفينة. وقالت مصادر لـ"العين" إن "قارب النقل الكبير ربما وقع في أيدي الأميركيين".

 

وطبقا للصحيفة الإسرائيلية فإن السفينة المفقودة توصف بأنها ذات قيمة كبيرة بالنسبة للحوثيين الذين يهاجمون الشحن الدولي منذ تسعة أشهر دعما لحماس.

 

وزعمت قناة "العين" أن بعض المصادر التي تحدثت إليها تعتقد أن "خسارة هذا القارب تأتي بعد تكثيف واشنطن والقوات البحرية الدولية ملاحقتها لشحنات الأسلحة الإيرانية المهربة إلى الميليشيات، مع اعتقال الخبراء العسكريين الأجانب الذين كانوا على متن القارب، إذا تم اعتقالهم". ومن شأن إيقافه من قبل القوات الأمريكية أن يوفر أفضل طريقة لرسم خريطة لطرق التهريب التي تستخدمها طهران لنقل الأسلحة إلى الحوثيين.

 

واعتبرت الصحيفة العبرية التقرير إضافة أيضًا كأدلة على تهريب الأسلحة والذخائر إلى الحوثيين. ويبدو أن هذا يحدث أيضًا من دول في القرن الأفريقي، مما يوضح طريقًا جديدًا من المحتمل أن يتم تطويره لدعم الحوثيين.

 

وقالت "ولم يتضح على الفور ما هي الدول التي يشير إليها هذا. وزعمت العين أن الأسلحة تتدفق إلى موانئ في اليمن مثل الصليف. يتم تفريغ الأسلحة المهربة ليلاً وتشق طريقها إلى قوات الحوثيين في المنطقة".

 


مقالات مشابهة

  • ‏مسؤول أمريكي: واشنطن طلبت من إيران خلال الفترة الأخيرة وقف هجمات الحوثي على السفن
  • الجيش الأميركي: الحوثيون شنوا هجمات متعددة على ناقلتي نفط
  • تقارير أمنية: هجوم ضد سفينتين في البحر الأحمر
  • صحيفة إسرائيلية: جماعة الحوثي تبحث عن قارب مليء بالأسلحة المهربة اختفى قبالة سواحل اليمن (ترجمة خاصة)
  • من هجمات الحوثي إلى الطقس السيء.. الشحن البحري في تأزم مستمر
  • القيادة المركزية الأمريكية: تدمير طائرتين مسيرتين وزورق لمليشيا الحوثي الإرهابية في البحر الأحمر
  • ميناء إيلات يعلن إفلاسه بسبب هجمات الحوثيين (ترجمة خاصة)
  • نيوزيلندا تمدد انتشار قواتها في البحر الأحمر لردع هجمات الحوثي
  • كيف يهاجم الحوثيون السفن في البحر الأحمر بالطائرات المسيّرة؟ (بالرسوم التوضيحية)
  • نيوزيلندا تعلن تمديد انتشار قواتها في البحر الأحمر