أكد خبراء سياسيون ومحللون دوليون أن ثورة «30 يونيو» أنقذت العالم من سيناريو فوضى التنظيم الدولى للإخوان، مؤكدين أنه خلال العام الذى حكمه الإخوان تراجعت علاقات مصر الدولية بشكل كبير مع جميع دول العالم تقريباً، بداية من القارة الأفريقية، وفتور العلاقات مع الاتحاد الأوروبى، وبات واضحاً أن دور مصر الدبلوماسى تقزَّم فى بعض الدول التى تدعم الإخوان، وتراجعت العلاقات الدولية مع العديد من الدول المحورية فى العالم العربى.

وأضاف الخبراء، لـ«الوطن»، أنه خلال هذه الفترة كانت المعالجة السلبية لمشكلة مثل سد النهضة السبب فى تدهور العلاقات الدبلوماسية وتأزم المشكلة بشكل أكبر، وهو ما كشف عن رؤية هذه الجماعة فى التعامل مع المشاكل والأزمات المحورية التى تواجه مصر، وأدى سوء إدارة الحوار مع القوى السياسية وبثه على الهواء إلى توتر العلاقات مع الجانب الإثيوبى.

وأكد الخبراء والمحللون أن هذه العوامل أدت إلى «ثورة 30 يونيو»، التى شكلت خطوة مهمة فى تاريخ الوطن، وانحاز خلالها الجيش إلى إرادة الشعب، ونقلت البلاد من حالة التدهور والانهيار فى العلاقات الخارجية إلى مرحلة جديدة من البناء والتطوير، حيث شهدت مصر بعد هذه الثورة تطورات جذرية، سواء فى عودة دورها المحورى فى القارة السمراء أو علاقاتها مع الدول العربية والغربية، مشيرين إلى أن مصر أفشلت مشروع «الإرهابية» لإقامة خلافة «أستاذية العالم».

الثورة أنقذت البلاد من الفوضى 

وقال الدكتور أحمد العنانى، عضو المجلس المصرى للشئون الخارجية، إن ثورة 30 يونيو استعادت مصر من جماعة إرهابية متطرفة كانت تريد التغلغل داخل مؤسسات الدولة، وإرادة الشعب المصرى «قالت كلمتها فى النهاية»، وانحاز الجيش المصرى إلى إرادة الشعب، فانتقلت مصر من نقطة اللادولة إلى نقطة الحكم والدولة التى تحتكم فيها لمؤسسات وطنية ودستور وطنى.

وأضاف أن ثورة 30 يونيو كانت لها نتائج إيجابية كثيرة، سواء على الداخل المصرى أو فى الخارج، حيث بات هناك رئيس لكل المصريين، هو الرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى، الذى عمل على تمكين المرأة، من خلال إقرار دستور حقيقى يمثل المجتمع المصرى كافة، وانتخاب البرلمان ومؤسسات قوية للدولة، وهذه النتائج السياسية والاجتماعية والاقتصادية عادت بالإيجابية على المواطن المصرى.

وأكد أن فترة حكم الإخوان كانت من أسوأ فترات مصر، وكادت مصر خلالها أن تنزلق إلى حافة الهاوية، حيث ساءت العلاقات المصرية مع دول مجلس التعاون الخليجى والاتحاد الأوروبى، بجانب الإخفاق الكبير فى ملف القارة الأفريقية، ما أدى إلى عزوف الكثير من الدول الأفريقية عن التعامل مع مصر.

وشدد على أن الرئيس السيسى وضع رؤية محكمة لإعادة العلاقات الخارجية إلى طبيعتها مرة أخرى، وعودة دور مصر القوى، مضيفاً أن القيادة السياسية الحالية عملت على إعادة بلورة العلاقات الخارجية، خاصة مع أفريقيا، وهو ما أدى إلى فوز مصر برئاسة الاتحاد الأفريقى، وهو أحد الملفات المهمة، وترأست مصر لجنة السلم والأمن فى الاتحاد الأفريقى، وبدأت خلال السنوات الماضية فى بناء علاقات اقتصادية وسياسية قوية مع الدول الأفريقية.

وأوضح أن إصلاح العلاقات الخارجية مع الجانب الأفريقى أدى إلى أن أصبحت مصر بوابة العالم لأفريقيا، فى ظل رغبة روسيا والصين فى زيادة الاستثمار فى القارة السمراء، مثل بناء منطقة حرة وصناعية كبرى، ما جعل مصر هى التى تقود هذه الطفرة التى ستنعكس على المواطن المصرى، مؤكداً أن مصر تجنى ثمار ثورة 30 يونيو وأصبح هناك ملف ضخم للتبادل التجارى والاستثمارى بين مصر ودول أفريقيا، والعمل على ملء الفراغ الدبلوماسى مع الجانب الأفريقى.

وأكد عضو المجلس المصرى للشئون الخارجية أن العلاقات المصرية مع الاتحاد الأوروبى كانت تتسم بالفتور خلال فترة حكم الرئيس السابق محمد مرسى، وهو ما تم العمل عليه حتى استطاعت الجهود المصرية أن تستضيف مؤتمراً للاتحاد فى مصر خلال الشهرين الماضيين، وجذب استثمارات بمليارات اليوروهات.

«فرغلى»: كشفت المشروع الإخوانى واستعادت الوطن الضائع

وقال ماهر فرغلى، الباحث فى شئون الجماعات الإسلامية، إن ثورة 30 يونيو كشفت مشروع الإخوان لإقامة خلافة فى مصر والعالم، وكانوا يطلقون عليه «أستاذية العالم» وفق ما ذكر نص حسن البنا، موضحاً أن الثورة أوضحت للعالم أن هذا المشروع فاشل وبلا معالم واضحة، سواء اقتصادياً أو سياسياً، وإنما هو عبارة عن شعارات تعتمد على الدين فى المقام الأول لتغرى الكثير من المواطنين.

وأوضح أن مشروع جماعة الإخوان كان الهدف منه خداع المصريين وليس مشروعاً لبناء دولة حقيقية، وهو يهدم الهوية المصرية، وحدود الوطن، لأنهم لا يؤمنون بالحدود أو الوطن، وهو فى طياته الداخلية عبارة عن تحالف بين الجماعات الأخرى، وهو ما ظهر فى اعتصامات رابعة، ومحاولة تأسيس حرس ثورى، مؤكداً أنه مشروع ديكتاتورى للسيطرة على البلد.

وأضاف أن «30 يونيو» أظهرت أن جماعة الإخوان فشلت فى عام حكمها، وأن المشروع الذى حاولوا الترويج له كان هباء منثوراً، والدليل على ذلك هو خروج ملايين من الشعب ضد حكمهم فى مشهد لم يسبق له مثيل.

وتابع «فرغلى» أنه خلال عام حكم الإخوان عانت مصر على كافة المستويات الإدارية والحكم المحلى واقتصادياً وخارجياً، مضيفاً أن كل ما كان يهمهم هو التوغل فى مؤسسات الدولة بشكل واضح ومحاولة السيطرة عليها «أخونة المؤسسات»، وأصبح الفشل يلاحقهم، بداية من انهيار العملة وعدم وجود محروقات وبمعنى أدق «البلد كانت ضايعة».

وأكد أن القيادة السياسية أخذت على عاتقها بعد «30 يونيو» إعادة «الوطن الضائع» ومكانة مصر، فبدأت العمل على استقرار الأمن، وهو أحد أهم الأهداف الاستراتيجية للدولة، ثم القضاء على الإرهاب، ثم تأسيس بنية أساسية فى كل شبر، ومحاولة النهوض فى الصناعة والزراعة والإسكان، والسياسة الخارجية، والتمدد فى أفريقيا واعتماد مشاريع ضخمة مع العديد من دول العالم.

«اليمنى»: أعادت التوازن مع أفريقيا والعالم

وقال الدكتور محمد اليمنى، أستاذ العلاقات الدولية، إن ثورة 30 يونيو اعتمدت على قواعد قامت على الاحترام المتبادل وعدم التدخل فى الشئون الداخلية للدول، ودعم الاستقرار فى دول الجوار من خلال بذل كافة الجهود الدبلوماسية، وهو ما أعاد إلى مصر علاقاتها الخارجية المتوازنة مع الجميع.

وأكد أن الملف الأفريقى كان على رأس أولوية القيادة السياسية فى مصر، عقب تسلم زمام الأمور من جماعة الإخوان التى كادت أن تنزلق بمصر نحو الهاوية، وتسببت فى تدهور العلاقات الدبلوماسية والخارجية مع معظم دول العالم، ودول أفريقيا بالأخص.

وأضاف أن القيادة السياسية بعد ثورة 30 يونيو استطاعت أن تحقق العديد من الإنجازات فى القارة السمراء، فنجحت مصر فى أن تتبوأ مقعد قيادة القارة الأفريقية عام 2019 ولمدة عام، قامت خلاله بتسخير كافة الإمكانيات بهدف تحقيق النهوض بأفريقيا، وهو ما ظهر بوضوح فى تعامل الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال جائحة كورونا، التى برز خلالها دور مصر فى توزيع ملايين اللقاحات على الأفارقة.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: العلاقات الخارجیة القیادة السیاسیة ثورة 30 یونیو وهو ما

إقرأ أيضاً:

بعد أسابيع من زيارة الرئيس الإيراني موسكو.. وزير الخارجية الروسي في طهران

قالت وزارة الخارجية الإيرانية السبت إن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف سيزور طهران في الأيام المقبلة للقاء نظيره الإيراني ومناقشة "التطورات الإقليمية والدولية".

وقال المتحدث باسم الوزارة الإيرانية إسماعيل بقائي في بيان إن "الزيارة ستتم في إطار المشاورات الجارية بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية وروسيا بشأن العلاقات الثنائية والتطورات الإقليمية والدولية".

وأضاف أنه من المتوقع في هذه الزيارة، وبالإضافة إلى لقائه مع نظيره الإيراني عباس عراقجي، أن يلتقي مع بعض المسؤولين الآخرين في إيران لمناقشة آخر تطورات العلاقات الثنائية والتطورات الإقليمية والدولية معهم.

وكانت آخر زيارة معروفة للافروف إلى إيران في يونيو 2022، حيث ناقش مع المسؤولين الإيرانيين قضايا مثل الاتفاق النووي والتطورات الإقليمية.

وكان الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان قد زار موسكو في 17 يناير 2025، حيث تم توقيع اتفاقية شراكة استراتيجية شاملة بين البلدين.

وفي 14 يناير 2025 أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن هذه الشراكة لا تستهدف أي دولة أخرى.

وأفادت تقارير بأن روسيا سلمت إيران في 15 يناير 2025، قطعًا لمقاتلات "سو-35" كجزء من صفقة تم توقيعها عام 2022.

إقرأ أيضا: اتفاقية استراتيجية مرتقبة بين روسيا وإيران.. سارية لمدة 20 عاما

يذكر أن العلاقات الروسية الإيرانية هي علاقة معقدة ومتعددة الأوجه، فهي تجمع بين المصالح المشتركة والتنافس في بعض المجالات.

وتسعى موسكو وطهران إلى تعزيز تعاونهما في مواجهة النفوذ الغربي، وخاصة الولايات المتحدة، فقد وقعت الدولتان في يناير 2025، اتفاقية شراكة استراتيجية شاملة مدتها 20 عامًا، تشمل التعاون في المجالات الاقتصادية، العسكرية، والسياسية.

وشهدت العلاقات العسكرية بين البلدين تطورًا كبيرًا في السنوات الأخيرة، حيث زودت روسيا إيران بأنظمة دفاع جوي مثل S-300 وقطع لمقاتلات "سو-35".

ويُعتقد أن إيران زودت روسيا بطائرات مسيّرة مثل "شاهد-136" التي استخدمتها موسكو في حرب أوكرانيا.

وهناك تعاون في مجال التدريب والتكنولوجيا العسكرية، وسط تحذيرات غربية من تعزيز العلاقات الدفاعية بين البلدين.

وتواجه كل من روسيا وإيران عقوبات غربية، مما دفعهما إلى تطوير طرق تجارية بديلة مثل استخدام العملات المحلية بدلاً من الدولار في التبادلات التجارية.

وتعمل روسيا على تعزيز استثماراتها في قطاع الطاقة الإيراني، حيث تستثمر شركات روسية في مشاريع نفطية وغازية إيرانية.

وتزايدت التجارة الثنائية بين البلدين بشكل ملحوظ، خاصة بعد العقوبات الغربية المفروضة على روسيا بسبب حرب أوكرانيا.

وهناك تعاون في مشاريع الطاقة، حيث تساعد روسيا إيران في تطوير بنيتها التحتية النووية، بما في ذلك مفاعل بوشهر.

وتسعى الدولتان إلى تطوير ممر النقل الدولي بين الشمال والجنوب (INSTC) الذي يربط روسيا بالهند عبر إيران، مما يوفر بديلاً للممرات التجارية التي تسيطر عليها الدول الغربية.

ورغم التحالف الوثيق، هناك بعض التوترات، مثل التنافس في سوق الطاقة، حيث تسعى كل دولة إلى زيادة حصتها في سوق النفط والغاز.

وتخشى روسيا من تحول إيران إلى قوة عسكرية أكثر نفوذًا في المنطقة بسبب تعزيز قدراتها العسكرية.

وهناك تباين في بعض المواقف الإقليمية، مثل العلاقة مع دول الخليج وإسرائيل، حيث تحاول موسكو الحفاظ على توازن في علاقاتها مع جميع الأطراف.

إقرأ أيضا: هذا ما تنص عليه اتفاقية الشراكة بين روسيا وإيران

مقالات مشابهة

  • الجبير يستقبل نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية النيوزيلندي ويبحثان العلاقات الثنائية
  • خلال مؤتمر البرلمانات العربية.. جبالي: مصر أجهضت مخططات خبيثة استهدفت تهجير الفلسطينيين
  • وزير الخارجية يبحث مع نظيره الصيني العلاقات الثنائية وتطورات الشرق الأوسط
  • بعد أسابيع من زيارة الرئيس الإيراني موسكو.. وزير الخارجية الروسي في طهران
  • تنسيق بين «التموين» و«التنمية المحلية» لإقامة سوق اليوم الواحد خلال شهر رمضان
  • أهم قرارات اجتماع مجلس إدارة اتحاد كرة اليد
  • تعرف على قرارات اجتماع مجلس إدارة اتحاد كرة اليد
  • وزير الخارجية يبحث مع نظيرته الأسترالية سبل تعزيز العلاقات بين البلدين
  • وزير الخارجية: توافق على إعطاء أولوية من الشركات الإسبانية لتوطين الصناعة في مصر
  • أسود الأطلس يواصلون استعدادهم للاستحقاقات القارية، من خلال وديتي منتخب تونس والبنين، في شهر يونيو المقبل.