أستاذ علوم سياسية: خطاب جماعة الإخوان لم يعد مقبولا في الداخل والخارج
تاريخ النشر: 7th, July 2024 GMT
قال الدكتور طارق فهمى، أستاذ العلوم السياسية، إن جماعة الإخوان الإرهابية هى جماعة محدودة الأفق، ليست لديها رؤية أو إرادة لتقديم أى مراجعات أو مبادرات حقيقية، حتى المبادرات التى قدّموها لشبابهم، من أجل الاندماج فى المجتمع، كانت نتيجة قلة الخبرة، كما لم يعترفوا بأنهم أخطأوا، بل أجرموا فى حق الوطن، بقيامهم بعمليات إرهابية، وبالتالى وقفوا أمام حائط صد.
ما السبب الرئيسى وراء فشل الإخوان فى الخارج؟
- فشل الإخوان الرئيسى يعود للخطاب الإعلامى والسياسى للجماعة الذى لم يعد يلقى قبولاً لا داخلياً ولا خارجياً، لأنهم اعتمدوا على بناء مظلومية مكرّرة، وبالتالى لم يعد لديهم تأثير على الرأى العام إذ اعتمدوا على منصات إعلامية موجّهة فى توقيتات معيّنة، جزء منها مرتبط بالدعم الخارجى، وهو ما أطلقوا عليه المظلة أو البيئة الآمنة لهم، ومع تغيّر المصالح تغيّرت المواقف السياسية، حتى طردوا، وربما لم يبقَ لهم سوى لندن كمقر، فضلاً عن أن عواصم أوروبية عدة تفهّمت أن الجماعة منبوذة داخلياً، حتى لو لم تطرد عناصرها، لكن حجمت مسارها ومستويات العلاقات معهم بصورة أو بأخرى، مما أدى إلى خفوت لظاهرة الإخوان، خصوصاً بعد حظر بعض الدول العربية والأجنبية للجماعة، عكس ما كان شائعاً، نظراً لتقديمهم أنفسهم بناءً على المظلومية.
مصطلح السياسة الخارجية أكبر من «التنظيم» وأفكاره بنيت على المقاربة القائمة على فكرة المظلوميةما تقييمك لسياسة الإخوان الخارجية؟
- السياسة الخارجية للإخوان بُنيت على المقاربة القائمة على فكرة ظلم الجماعة، وبالتالى كان الخطاب الإعلامى والسياسى للجماعة قائماً على هذه الفكرة، ولكن مصطلح السياسة الخارجية «كلمة كبيرة على الإخوان»، إذ لم تكن لديهم سياسة خارجية، لكنهم اعتمدوا على الميديا ومواقع التواصل، واللجان الإلكترونية من أجل نقل رسالة التنظيم الدولى بأن الجماعة مظلومة، وأنها طُردت من الحكم نتيجة تدخّلات داخلية، وبعدها تبنّوا منهج العنف، فى محاولة لإسقاط الدولة، وإنهاك مؤسساتها وأجهزتها المختلفة.
كيف تعاملت مصر مع سياسات الإخوان فى الخارج؟
- التجربة المصرية مع جماعة الإخوان الإرهابية كانت تجربة فريدة من نوعها، نظراً للوعى الكبير عند المصريين، إذ نبذ الرأى العام المصرى الجماعة منذ يومها الأول وقرّر إنهاءها على طريقته. وذلك لأن الجماعة أهانت الشعب على مستوى الألفاظ إذ كان قادتها يستخفون بالشعب وبالوطن، أما على مستوى الوطنية فالشعب أدرك تماماً أن الجماعة كانت ترى مصر ممراً إلى دولة الخلافة، غير مدركة أن مصر دولة كبيرة، وهو ما لاحظه الشعب المصرى، إذ كانوا يمارسون السياسة وعكسها، فمثلاً استقبلوا الإرهابيين الذين قتلوا الرئيس الراحل محمد أنور السادات فى استاد القاهرة، فى ذكرى احتفال السادس من أكتوبر، كما ظهرت فكرة المغالبة لا المشاركة فى كل أمور الدولة ومع كل الفصائل المختلفة فى الدولة.
كيف أثّر تصنيف الجماعة من قِبل بعض الدول كجماعة إرهابية؟
- هناك الكثير من الدول صنّفت الإخوان جماعة إرهابية، ولكن هناك دولاً أخرى تعاملت مع الإخوان بطرق أخرى، إذ إن الجماعة تعتمد على مبدأ النفعية الواقعية البراجماتية، وتطرح رؤى ومقاربات مختلفة فى التعامل مع الدول، بحيث لا يؤثر الوضع السياسى على الوضع الاقتصادى، على سبيل المثال، هناك الكثير من الدول، خصوصاً الأوروبية، رغم عدم تصنيفها للإخوان كجماعة إرهابية إلا أنها تراقبها، فإذا أخفقوا اقتصادياً أو أضروا بقواعد العمل تكون هناك مراجعة.
ما السبب الرئيسى لفشل «الإخوان» فى رأيك؟
- جماعة الإخوان الإرهابية هى جماعة محدودة الأفق، وليست لديها رؤية أو إرادة لتقديم أى مراجعات أو مبادرات حقيقية، حتى المبادرات التى قدّموها لشبابهم، والتى كانت تطمح لخروجهم من السجون والحياة والاندماج فى المجتمع، كانت عن قلة خبرة، كما لم يعترفوا بأنهم أخطأوا وأجرموا فى حق الوطن. وأنهم قاموا بعمليات إرهابية، وبالتالى وقفوا أمام حائط صد، فلم يثق بهم الشعب، ولم يقبل بعودتهم مرة أخرى.
منذ ثورة 30 يونيو وحتى الآن والرئيس السيسى يؤكد عدة ثوابت، منها نجاح الدولة فى التعامل مع ملف الإرهاب، والتأكيد على قوة المصريين واهتمامهم الشديد بالدولة والأزمات والتحديات التى تواجهها فى الفترة الحالية، كما أن الرئيس يؤكد دائماً على الهوية المصرية، وضرورة تماسك المصريين للوقوف بجانب القوات المسلحة، ورجال الشرطة البواسل، لمواجهة التحدّيات الراهنة.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: جماعة الإخوان أن الجماعة
إقرأ أيضاً:
كيف ردت جماعة الحوثي على تصنيفها منظمة إرهابية؟
توالت ردود فعل قيادات جماعة الحوثي، بشأن قرار إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تصنيف الجماعة منظمة إرهابية أجنبية.
واعتبرت قيادات الجماعة في تدوينات رصدها "الموقع بوست" أن التصنيف الأمريكي سيعمل على إغلاق باب السلام نهائيا وسيلزمها بالتحرك عسكريا لبس نفوذها على كافة أرجاء اليمن.
والثلاثاء، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية، تصنيف جماعة الحوثي، المعروفة بـ"أنصار الله"، منظمة إرهابية أجنبية، في خطوة تأتي تنفيذا لأحد الوعود الأولى التي قطعها الرئيس دونالد ترامب منذ توليه منصبه.
وعقب ذلك بيوم أعلنت وزارة الخزانة الأميركية، فرض عقوبات جديدة مرتبطة بحركة الحوثي اليمنية، شملت سبعة قادة كبار في الجماعة المتحالفة مع إيران.
وقالت الوزارة على موقعها الرسمي إن العقوبات طالت سبعة قادة متهمين باستيراد أسلحة بشكل غير قانوني، إضافة إلى عضو آخر متهم بإرسال مدنيين يمنيين للقتال في أوكرانيا إلى جانب القوات الروسية.
وضم قرارات العقوبات كلا من محمد عبد السلام، المتحدث باسم جماعة الحوثي ورئيس وفدها المفاوض والذي يقيم في سلطنة عمان، وإسحاق عبد الملك عبد الله المرواني، مهدي المشاط، رئيس المجلس السياسي الأعلى التابع للحوثيين، ومحمد علي الحوثي، عضو في المجلس السياسي الأعلى في جماعة الحوثيين ورئيس سابق للجنة الثورية العليا في المجموعة، وعلي محمد محسن صالح الهادي، رئيس غرفة تجارة صنعاء التابعة للحوثيين منذ مايو 2023، وعبد الملك عبدالله محمد العجري، وخالد حسين صالح جابر، وعبد الولي عبده حسن الجابري.
وفي السياق قال القيادي الحوثي محمد علي الحوثي المشمول في العقوبات الأخيرة إن قرار التصنيف الأمريكي بلا شرعية، مشيرة إلى أن أمريكا هي رأس الإرهاب، حد قوله.
وأضاف أن "إدخال المواد إلى غزة لدينا أهم من مواد قرار التصنيف الأمريكي الذي لا شرعية له".
وتابع الحوثي أن "منع إدخال المواد الغذائية لغزة وافشال اتفاقات السلام إرهاب متواصل لاسنادها الاجرامي، إن أمريكا هي الإرهاب، بعكس اسنادنا المشروع والإيماني بالعمليات البحرية في البحر الأحمر لمواجهة إبادة وارهاب أمريكا وكيانها المؤقت بغزة".
القيادي في الجماعة محمد البخيتي يرى أن إعلان أمريكا دخول قرار تصنيف جماعته بالإرهاب حيز التنفيذ سيلزم عملائها في الداخل على وقف تواصلهم معنا مما يعني إغلاقهم لباب السلام بشكل رسمي".
وأفاد أن "هذا التطور يحشر الشعب اليمني في الزاوية ويضعه امام خيار وحيد طالما حاول البعض تأجيله وهو التحرك العسكري لتحرير كل شبر من ارض اليمن".
نصر الدين عامر، نائب رئيس الهيئة الإعلامية للجماعة قال إن قرار التصنيف لجماعته بالإرهاب لن يجدي نفعا.
وكتب "لو تصنفوا حتى أحجار وأشجار اليمن بالإرهاب ولو تفرضوا عليها عقوبات لن نترك غزة ولن نترك فلسطين، لأن موقفنا دين ندين به أمام الله سبحانه وتعالى، ولن نكفر بديننا خوفا من أحد ولا إرضاء لأحد".
وأضاف "نحن كافرون بأمريكا ولا نعبدها بل نلعنها ونهتف بالموت لها ولإسرائيل أداتها في منطقتنا، نحن نعبد الله وحده ولا نشرك في عبادته لا أمريكا ولا غير أمريكا".
وتابع عامر "ومثلما أننا لن نترك غزة أيضا لن نفرط في شعبنا، ولن نسمح لأحد أن يضر به دون أن يدفع الثمن، واعلموا أن من لم يترك غزة ولبنان فإنه قطعا لن يترك نفسه وشعبه"، حد زعمه.
في حين قال القيادي الحوثي حزام الأسد "بالنسبة للتصنيف الأمريكي، فقد سبقه تصنيف مماثل وقابله تصنيف يمني لأمريكا بالإرهاب".
وبشأن المسارات التي وصفها بالعدائية الي تتخذها واشنطن بحق الشعب اليمني، قال الأسد "بفضل الله لدينا ما يجعل المواطن الأمريكي يلعن اليوم الذي انتخب فيه المعتوه ترامب".
وختم القيادي الحوثي حزام الأسد تغريدته بالقول "لكل حدث حديث، ولن نترك أهلنا في غزة مهما كلف الأمر".