قال الدكتور طارق فهمى، أستاذ العلوم السياسية، إن جماعة الإخوان الإرهابية هى جماعة محدودة الأفق، ليست لديها رؤية أو إرادة لتقديم أى مراجعات أو مبادرات حقيقية، حتى المبادرات التى قدّموها لشبابهم، من أجل الاندماج فى المجتمع، كانت نتيجة قلة الخبرة، كما لم يعترفوا بأنهم أخطأوا، بل أجرموا فى حق الوطن، بقيامهم بعمليات إرهابية، وبالتالى وقفوا أمام حائط صد.

ما السبب الرئيسى وراء فشل الإخوان فى الخارج؟

- فشل الإخوان الرئيسى يعود للخطاب الإعلامى والسياسى للجماعة الذى لم يعد يلقى قبولاً لا داخلياً ولا خارجياً، لأنهم اعتمدوا على بناء مظلومية مكرّرة، وبالتالى لم يعد لديهم تأثير على الرأى العام إذ اعتمدوا على منصات إعلامية موجّهة فى توقيتات معيّنة، جزء منها مرتبط بالدعم الخارجى، وهو ما أطلقوا عليه المظلة أو البيئة الآمنة لهم، ومع تغيّر المصالح تغيّرت المواقف السياسية، حتى طردوا، وربما لم يبقَ لهم سوى لندن كمقر، فضلاً عن أن عواصم أوروبية عدة تفهّمت أن الجماعة منبوذة داخلياً، حتى لو لم تطرد عناصرها، لكن حجمت مسارها ومستويات العلاقات معهم بصورة أو بأخرى، مما أدى إلى خفوت لظاهرة الإخوان، خصوصاً بعد حظر بعض الدول العربية والأجنبية للجماعة، عكس ما كان شائعاً، نظراً لتقديمهم أنفسهم بناءً على المظلومية.

مصطلح السياسة الخارجية أكبر من «التنظيم» وأفكاره بنيت على المقاربة القائمة على فكرة المظلومية

ما تقييمك لسياسة الإخوان الخارجية؟

- السياسة الخارجية للإخوان بُنيت على المقاربة القائمة على فكرة ظلم الجماعة، وبالتالى كان الخطاب الإعلامى والسياسى للجماعة قائماً على هذه الفكرة، ولكن مصطلح السياسة الخارجية «كلمة كبيرة على الإخوان»، إذ لم تكن لديهم سياسة خارجية، لكنهم اعتمدوا على الميديا ومواقع التواصل، واللجان الإلكترونية من أجل نقل رسالة التنظيم الدولى بأن الجماعة مظلومة، وأنها طُردت من الحكم نتيجة تدخّلات داخلية، وبعدها تبنّوا منهج العنف، فى محاولة لإسقاط الدولة، وإنهاك مؤسساتها وأجهزتها المختلفة.

كيف تعاملت مصر مع سياسات الإخوان فى الخارج؟

- التجربة المصرية مع جماعة الإخوان الإرهابية كانت تجربة فريدة من نوعها، نظراً للوعى الكبير عند المصريين، إذ نبذ الرأى العام المصرى الجماعة منذ يومها الأول وقرّر إنهاءها على طريقته. وذلك لأن الجماعة أهانت الشعب على مستوى الألفاظ إذ كان قادتها يستخفون بالشعب وبالوطن، أما على مستوى الوطنية فالشعب أدرك تماماً أن الجماعة كانت ترى مصر ممراً إلى دولة الخلافة، غير مدركة أن مصر دولة كبيرة، وهو ما لاحظه الشعب المصرى، إذ كانوا يمارسون السياسة وعكسها، فمثلاً استقبلوا الإرهابيين الذين قتلوا الرئيس الراحل محمد أنور السادات فى استاد القاهرة، فى ذكرى احتفال السادس من أكتوبر، كما ظهرت فكرة المغالبة لا المشاركة فى كل أمور الدولة ومع كل الفصائل المختلفة فى الدولة.

كيف أثّر تصنيف الجماعة من قِبل بعض الدول كجماعة إرهابية؟

- هناك الكثير من الدول صنّفت الإخوان جماعة إرهابية، ولكن هناك دولاً أخرى تعاملت مع الإخوان بطرق أخرى، إذ إن الجماعة تعتمد على مبدأ النفعية الواقعية البراجماتية، وتطرح رؤى ومقاربات مختلفة فى التعامل مع الدول، بحيث لا يؤثر الوضع السياسى على الوضع الاقتصادى، على سبيل المثال، هناك الكثير من الدول، خصوصاً الأوروبية، رغم عدم تصنيفها للإخوان كجماعة إرهابية إلا أنها تراقبها، فإذا أخفقوا اقتصادياً أو أضروا بقواعد العمل تكون هناك مراجعة.

ما السبب الرئيسى لفشل «الإخوان» فى رأيك؟

- جماعة الإخوان الإرهابية هى جماعة محدودة الأفق، وليست لديها رؤية أو إرادة لتقديم أى مراجعات أو مبادرات حقيقية، حتى المبادرات التى قدّموها لشبابهم، والتى كانت تطمح لخروجهم من السجون والحياة والاندماج فى المجتمع، كانت عن قلة خبرة، كما لم يعترفوا بأنهم أخطأوا وأجرموا فى حق الوطن. وأنهم قاموا بعمليات إرهابية، وبالتالى وقفوا أمام حائط صد، فلم يثق بهم الشعب، ولم يقبل بعودتهم مرة أخرى.

 

منذ ثورة 30 يونيو وحتى الآن والرئيس السيسى يؤكد عدة ثوابت، منها نجاح الدولة فى التعامل مع ملف الإرهاب، والتأكيد على قوة المصريين واهتمامهم الشديد بالدولة والأزمات والتحديات التى تواجهها فى الفترة الحالية، كما أن الرئيس يؤكد دائماً على الهوية المصرية، وضرورة تماسك المصريين للوقوف بجانب القوات المسلحة، ورجال الشرطة البواسل، لمواجهة التحدّيات الراهنة.

 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: جماعة الإخوان أن الجماعة

إقرأ أيضاً:

خبير سياسات دولية: بقاء إسرائيل ومستقبلها جزء من السياسة الأمريكية

قال الدكتور أشرف سنجر، خبير السياسات الدولية، إن المناظرة بين تيم والز مرشح الديمقراطيين لمنصب نائب الرئيس الأمريكي، ومنافسه الجمهوري جيمس ديفيد (جيه دي) كانت مهمة، إذ ناقشا ما يحدث في غزة ولبنان، كما أنها كانت في وقت كانت إسرائيل تحت الضرب الصاروخي من قبل إيران.

وأضاف «سنجر»، خلال مداخلة على شاشة قناة القاهرة الإخبارية، أن مستقبل إسرائيل وبقائها وسياستها جزء من السياسة الأمريكية، ومحط اهتمام السياسيين الأمريكيين، متابعًا أن مراكز الأبحاث السياسية، ترى أن إسرائيل تجر الولايات المتحدة الأمريكية إلى الوحل، فأمريكا لديها قدرتها على تقديم نفسها كدولة مهيمنة على النظام الدولي، إلا أن إسرائيل تزيل هذه الهيمنة وتجعل أمريكا في موقف بائس في إدارة مشهد السياسات الدولية بالمعايير العادلة.

وأكد أن الدول الكبيرة هي التي يجب أن تمتلك الأسلحة النووية، لأن الدول الصغيرة تكون غير راضية واحتمالات استخدامه الأسلحة النووية أكثر، وبالتالي يجب إبعاد إسرائيل عن السلاح النووي نظرًا لأنه ليس لها وزن في القوى الشاملة الإقليمية إلا بدعم أمريكا.

مقالات مشابهة

  • جماعة تطوان تصادق على ميزانية 2025.. والبكوري: تنتظرنا تحديات وستنطلق إنجازات
  • اليوم.. نظر محاكمة متهم بالانضمام لجماعة إرهابية بالجيزة
  • عقب غارات أمريكية بريطانية.. الحوثيون: الهجمات الجوية لن تثنينا عن مساندة غزة ولبنان
  • صراعات داخلية تعجل باستمرار تصدع أغلبية الأحرار في جماعة تغازوت
  • من هم خبراء ترامب في السياسة الخارجية؟
  • أستاذ علوم سياسية: كلمة الرئيس السيسي أكدت جاهزية مصر لمواجهة التحديات
  • أستاذ علوم سياسية: المعدات الإسرائيلية فشلت في التعامل مع الصواريخ الإيرانية
  • أستاذ علوم سياسية: الاحتلال الإسرائيلي اتخذ قرارا بالهجوم على لبنان ولن يوقفه أحد
  • خبير سياسات دولية: بقاء إسرائيل ومستقبلها جزء من السياسة الأمريكية
  • أستاذ علوم سياسية: الاحتلال الإسرائيلي يريد إشعال الشرق الأوسط