الوطن:
2024-07-16@12:34:50 GMT

عمرو فاروق يكتب: أبناء «البنا» ونبوءة الشتات

تاريخ النشر: 7th, July 2024 GMT

عمرو فاروق يكتب: أبناء «البنا» ونبوءة الشتات

منذ 11 عاماً وجماعة الإخوان تعيش أسوأ مراحلها التاريخية منذ تأسيسها على يد حسن البنا عام 1928، إذ إن غالبية الأزمات التى لحقت بها تدور فى فلك الصدام والصراع مع النظم السياسية، فى إطار مظلومية استثمرتها فى الحصول على مكاسب شعبية وسياسية واجتماعية، لكنها الآن فى موضع مختلف تماماً بعد أن ضربت الخلافات صفوفها الداخلية وأضحى التمرد التنظيمى بين قواعدها سمة أساسية، ووقوعها كذلك فى فخ السقوط السياسى والارتباك الفكرى والتفكك التنظيمى.

انتقلت الجماعة فعلياً إلى حالة «التيه»، المصاحب للانهيار التام، مما دفعها إلى التقوقع أو التعايش مع ظاهرة «الكمون التنظيمى»، فضلاً عن أنها لم تعد أحد مكونات الحالة السياسية المصرية، وأنها لن تصبح رقماً فى معادلة الحكم لمرحلة زمنية طويلة، فى ظل «الجمهورية الجديدة»، التى تضع ضمن توجّهاتها القضاء التام على أى مرتكزات إخوانية فى مفاصل الدولة المصرية عبر تشريعات قانونية ودستورية.

جماعة الإخوان، فى ظل صعودها إلى قمة السلطة، فشلت فى الانتقال من «فقه التنظيم»، إلى «فقه الدولة»، وفى إطار سقوطها المدوى، فشلت كذلك فى تقديم مراجعات فكرية أو سياسية أو تنظيمية، ومن ثم اتّجهت إلى تحويل الأزمة السياسية إلى معركة دينية، والترويج لنظرية المؤامرة على الإسلام، التى تتخذها غطاءً لتمرير مشروعها الأيديولوجى.

التمعّن فى وضعية جماعة الإخوان يكشف انهيار منطلقاتها الفكرية والحركية، التى قامت عليها كياناتها التنظيمية، مثل «البيعة» و«السمع والطاعة» و«قداسة القيادات» ومفاهيم «دولة الخلافة»، التى من شأنها أن تضع الجماعة ومستقبلها التنظيمى فى طريق اللاعودة والتشرذم، والمزيد من الانشقاقات المتوالية.

حجم الخلافات والصراعات والفضائح التى انتابت جماعة الإخوان فى الخارج، كفيلة بأن تكشف حقيقة مشروعها التخريبى فى الشارع المصرى، ومتاجرتها بالدين، وادعائها العمل السياسى، وولائها لكفلاء الخارج الذى يعملون على تمرير المشاريع التقسيمية التى تستهدف المنطقة العربية وشعوبها وخيراتها.

ربما عبّرت كلمات شيخ الطريقة الحصافية التى انتمى إليها حسن البنا فى بداية حياته عن مصيره ومصير جماعته التى لم تكن حينها تحبو فى طريق التمدّد والتغلغل فى عمق المجتمع المصرى «اللهم إنهم فتنة سيشتكى منها أهل الأرض، ويضج منها أهل السماء، اللهم سلطهم على أنفسهم، وأرهم الباطل حقاً والحق باطلاً، اللهم أكثر عددهم وقلّل مددهم».

حاولت جماعة الإخوان من الخارج صناعة الفجوة بين الحكومة المصرية والدوائر المجتمعية، عن طريق توظيف الشائعات والأكاذيب والمعلومات الملفّقة، والتقارير المتلفزة الموجّهة، بهدف تزييف وعى الشارع المصرى، وزعزعة الاستقرار الداخلى، وتشويه الصورة القومية للدولة المصرية، إقليمياً ودولياً.

فى إطار معركتها مع الشارع المصرى، قدّمت جماعة الإخوان «الانتماء الدينى» على «الانتماء الوطنى»، معتبرة أن الولاء للعقيدة أولى من الانتماء إلى التراب والأرض، وأن الدين يمثل فى ذاته الوطن الحقيقى، بما يخدم أجندتها الحركية والتنظيمية والفكرية، وتكريس «المفاصلة الوطنية»، واستنساخ نماذج بشرية متمردة على الإطار المجتمعى.

إشكالية «الانتماء الدينى» تمثل الخطوة الأولى فى طريق هدم الأوطان، وتفكيك منظومتها الأمنية والعسكرية والسياسية والمدنية، تحت مزاعم مخالفة القائمين عليها لمقاصد الشريعة وأحكامها، لاسيما أن ماكينة «الشائعات»، التى تم تفعيلها ضد الدولة المصرية من الخارج، والعمليات الإرهابية التى نفّذتها اللجان المسلحة الإخوانية فى الداخل، لم تكن سوى نتيجة طبيعية لتراجع «الانتماء الوطنى».

تجربة وصول «الإخوان» إلى الحكم وسقوطها المروع ترجمة لدى القائمين على المشروع، بأن الجماعة كانت تحرث فى الماء على مدار 90 عاماً، وأن جهدها وخططها فى الانتشار والتغلغل داخل المجتمعات العربية تحولت هباءً منثوراً، ولم تجنِ منها شيئاً، لاسيما أنها خسرت قواعدها التنظيمية، وممتلكاتها ومشاريعها الاستثمارية بسهولة متناهية فى إطار المصادرة القضائية، بالتوازى مع تفكّك حواضنها الفكرية فى عمق الشارع العربى.

حالة السقوط المحيطة بالجماعة وعناصرها دفعت القائمين عليها للتفكير فى تمرير استراتيجية الانتقال من خانة «الهيكل التنظيمى»، التى وضعها حسن البنا، إلى ساحة «التيار الفكرى» الجارف، والتخلص نهائياً من عبء التنظيم، الذى يُعتبر حائلاً أمام التماهى مع قضايا وإشكاليات المجتمع دون بناء جدار تنظيمى عازل، على غرار التيارات السلفية التى تتحرك بحرية تامة دون خسائر بشرية أو مادية.

ربما تأتى هذه الخطوة كمحاولة لتفادى الانهيار التام أو الهروب من جحيم النسيان، سيناريو الإغراق الدينى المتطرّف فى جنبات المجتمعات العربية، من خلال الأكاديميات والمنصات المؤدلجة، وفق مشروع إحياء تيار «الصحويون الجُدد»، القائم على التمدّد الفكرى دون الغطاء التنظيمى، لكن فى ظنى أن هذه الخطوة لن تفلح فى عودة الجماعة أو مشروعها مرة ثانية فى ظل الوعى المجتمعى، فضلاً عن اعتماد الجماعة تاريخياً على فكرة الاستقطاب والتجنيد التنظيمى، وإدارة الجماعة وفقاً لضوابط هرمية، تمكنها من التحكم المطلق فى قواعدها التنظيمية.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: جماعة الإخوان فى إطار

إقرأ أيضاً:

أحمد موسى: الإخوان كان لديهم سيناريو لإقامة الدولة الدينية منذ 2007 (فيديو)

أكد الإعلامي أحمد موسى أن جماعة الإخوان الإرهابية كانت لديها سيناريو لإقامة الدولة الدينية منذ عام 2007، معلقًا: «اوعوا حد يديلهم الأمان، واوعوا تخافوا منهم».

إسلام الكتاتني: الممارسة السياسية لجماعة الإخوان لا تتسم بالشرف أو الأخلاق خبير في شؤون الحركات المتطرفة: تنظيم الإخوان تعرض لعدد من الانقسامات والانشقاقات


وأضاف أحمد موسى خلال تقديم برنامج «على مسئوليتي» المذاع على قناة صدى البلد، أن الإخوان كان لديهم سيناريو مخطط لتمكينهم في إقامة الدولة الدينية في عام 2007، وذلك من خلال تكليف ميليشياتها بالسفر للتدريب العسكري استعدادًا للقفز على السلطة، معقبًا: «مخططهم مستمر ولم يتوقف حتى الآن ولديهم تمويل كبير».

جماعة الإخوان الإرهابية لديهم تمويل كبير من الخارج


وأردف: «جماعة الإخوان الإرهابية لديهم تمويل كبير من الخارج، ولديها خلايا إلكترونية مهمتها الأساسية هي إثارة الرأي العام وترويج الشائعات، فهم تاريخ من القتل والاغتيالات».


وتابع: «لن ننسى ما قامت به جماعة الإخوان الإرهابية عندما قاموا باغتيال النائب العام هشام بركات، ومستمرون في بث الشائعات لمهاجمة الدولة المصرية، لكن الرئيس عبد الفتاح السيسي كان قادرًا على التصدي لهؤلاء الخونة».


وعقب الإعلامي أحمد موسى منفعلًا: «كل الكلاب الإخوان فين النهاردة! حد يقولي فين! ملعون أبو الإخوان، وملعونين ليوم الدين».


وأوضح أحمد موسى، أن رجال الجيش والشرطة قدموا تضحيات كبيرة لتطهير مصر من الجماعات الإرهابية، والرئيس السيسي نجح أن يعيد البلد ويطهرها من الخونة، معلقًا: «كل واحد إخواني هو خائن».


واختتم الإعلامي أحمد موسى، حديثه، قائلاً: «الإخوان تنظيم خائن وعميل، لكن مصر مازالت صامدة وعصية على مخططات الغرب لتقسيمها».

قال إسلام الكتاتني، الباحث في الحركات الإسلامية، إن أداء جماعة الإخوان في البرلمان كان هزليًا، متابعًا: "كلنا رأينا السيرك الذي كان يحدث أقل ما يقال عنهم أنهم مراهقين سياسيين".

وأضاف الكتاتني خلال حواره لبرنامج "الشاهد" مع الإعلامي الدكتور محمد الباز، المذاع على قناة "إكسترا نيوز": "لا يمكن أن يكون ذلك سلوك ناس أعضاء في مجلس الشعب، رأينا العديد من المواقف واللي يرفع الأذان في المجلس وأمور لا تليق بأن يكون ممثل الشعب المصري بهذا السلوك". وتابع: "بدأت مرحلة جديدة للجماعة وبدأوا بمجلس الشعب وصولًا إلى الرئاسة".

واستكمل: "كنت مقاطع في جولتي الانتخابات" مؤكدًا أن الممارسة السياسية لجماعة الإخوان لا تتسم بالشرف أو الأخلاقيات.


ونوه إلى أن جماعة الإخوان طوال 90 عامًا تلعب لعبة المظلومية، مردفًا : "يقدمون مجموعة من الخدمات للجماهير عن طريق الجمعيات الخيرية والنقابات المهنية وخدمة الأعضاء، والصورة الوردية المرسومة عند جماهير الشعب المصري إنهم بتوع ربنا وإنهم جماعة ربانية وناس كويسين وأخلاقهم حلوة".

وتابع: "بدأت هذه الصورة تضح رويدًا رويدًا لجماهير الشعب من خلال الممارسة السياسية، كويس إنهم وصلوا للسلطة لأن وجههم الحقيقي انكشف".

ولفت إلى أنه كان يدرك تمامًا خطورة وصول جماعة الإخوان إلى السلطة وكنت أرى أنهم في طريقهم إلى ذلك.


وأضاف: "الطريق كان ممهدًا ومفتوحًا لوصول الإخوان للسلطة، لم تكن هناك قوة منظمة في ذلك الوقت، وهناك داعم غربي يدعم الجماعة، لذلك كانت الجماعة لديها كل ما يمكنها من الوصول إلى السلطة".

وتابع: "من ضمن اللقطات التي رصدتها قبل البرلمان أحداث محمد محمود في نوفمبر 2011 ورأيت مقولة إيه اللي مزلها وعباية بكباسين وإيه اللي وداها هناك، هذا جعل بعض الناس تدرك أن الصورة الوردية لجماعة الإخوان ليست الصورة المرسومة التي رأيناها في بداية نزولهم في ثورة يناير".
واستكمل: "بعض الناس بدأت تدرك إن الإخوان سلوكهم مش تمام، والإخوان ليسوا مع الثورة ويشوهونها، بالإضافة إلى فكرة العنف".

وأردف: "أحداث محمد محمود كانت في نوفمبر 2011 وكان هناك جمعة في أكتوبر شهدت أحداث عنف واستخدام العنف بين المتظاهرين والإخوان، بدأنا نرصد أن الإخوان سلوكهم مختلف ويبحثون عن مصالحهم فقط".

وأكد أن صورة الإخوان بدأت تضح إلى أن اتضحت تمامًا بتولي محمد مرسي الرئاسة.

مقالات مشابهة

  • «كلنا معاك يا سيسي وإخوان كاذبون».. رواد منصة «إكس» يرفعون شعار «تحيا مصر»
  • «حتى لا ننسى جرائم الإخوان».. شاشات الميادين تعرض فيديوهات الجماعة الإرهابية
  • فاروق جعفر : أبناء الزمالك أفضل فنيًا من جوميز
  • أحمد موسى: الإخوان كان لديهم سيناريو لإقامة الدولة الدينية منذ 2007 (فيديو)
  • الشعب المصري لن ينسى.. شاشات الميادين تعرض جرائم الإخوان الإرهابية
  • داليا عبد الرحيم تكشف أخطر ركائز الإخوان التنظيمية.. مخاطر التطرف تستوجب التصدي لها وتأمين المجتمع من أضرارها.. أديب: الانقسامات فضحت الجماعة الإرهابية.. باحثة: مركز جنيف الإسلامي نواة الإخوان بالغرب
  • اليمن يتهم «الحوثيين» بشن حرب اقتصادية ضد الشعب
  • باحثة: المركز الإسلامي فى جنيف كان نواة وجود جماعة الإخوان فى الغرب
  • عادل حمودة يكتب: علموا أطفالكم السياسة فى حكايات قبل النوم
  • الإخوان الإرهابية ومسيرة التلون والتواطؤ (147)