جريدة الرؤية العمانية:
2024-10-06@03:37:15 GMT

التخريف من لطائف الخريف

تاريخ النشر: 7th, July 2024 GMT

التخريف من لطائف الخريف

 

ماجد المرهون

MajidOmarMajid@outlook.com

نُلاحظ في كل عام وجود دورة مواسم اجتماعية من اللغط تتزامن مع تبدل الفصول في دورتنا الفلكية حول الشمس، حتى باتت رتابةِ الخلافات المتكررة مع كُل حدث يأتي مرة في العام نمطيةٍ وشبه يقينية وربما أقرب للتأكيد مع بعض التنبؤات التي لا تخلو من الطرافة والخُرافة، مثل يقين حلول الفصول الأربعة وتعالُقاتها دون تنبؤ أو تخريف وما يصحبها من تغييرات مُناخية وجوية تسترعي تفاعل النَّاس معها، مع فارقٍ واحدٍ فقط هو أن تكيُّف الناس مع دورات المناسبات السنوية والفصلية لم يتخذ لنفسهِ موقف النضوج التام أو موقع التسليم الكامل، ولذلك تُستثار معها جدلياتٍ متكررة تكاد لاتنتهي وخلافاتٍ مُتوقعة ومستمرة بتنا نحسبها فلكيًا مع الأهِّلةِ واختلاف المطالع ودوران الأرض ومواقع النجوم.

ليس الخريفُ بمُستثنى عن كل ذلك؛ كونه أحد أهم الأحداث السنوية وله من اسمه في خِراف الثمار وجني المحاصيل نصيب كبير ونصيبٌ آخر في الخَرف وذهاب العقل لروعته وجماله، عندما يحين فلكيًّا في الثُلث الثالث من شهر يونيو مع نهاية "نجم الشول"  في الحساب المحلي للازياج النجمية، فيستبشر الناس به قبل مقدمه الميمون وحُق لهم ذلك فهو دالَّة الخير من الخالق تُغاث مع قطرهِ المخلوقات في فصلٍ تلفح درجات الحرارة المرتفعة جدًا معظم دول العالم بينما تهنأ أجزاء واسعة من مُحافظة ظَفار بهِبة الخريف الربانية وفي معزلٍ عن لهيب الصيف.

لعلَّ الطبيعة الصحراوية لشبهِ الجزيرة العربية تُحتِّم على ساكنيها الاستبشار بالسحاب والمطر في كل وقتٍ من أوقات العام، وإن كانت سحابة صيف عابرةٍ غير معهودةٍ، ولا مؤمل عليها إلا من باب التفاؤل وحسن الظن، ولكن الأمر مختلف جذريًا على جنوب سلطنة عمان في واقع الحال الملامس للخرافة والمُحال حيث سُحب الصيف تالدةً غير عابرة، ومعهودةً تحمل الآمال في ثناياها وصيبًا نافعًا بين اعطافها، فتحيط المنطقة بالغمام وما ينسكب منه وبالضباب وما يتندى به، وتستحيل إلى مايُشبه فقاعة عملاقة تغشى الأرض الكريمة ككرم أهلها وقاطنيها.

ومن البداهةِ أن تشرئب أعناق الباحثين عن فُسحة ترويح واستجمام إلى هذا المكان، يقضونها في كنف الاسترخاء والانسجام مع الطبيعة وسويعاتٍ من الهيام والتفكر في بديع خلق رب الانام، فيقتطعون من العام في سبيل تحقيقها ايامًا معدودات مثلما يحاول الاقتطاع من فُرص الخريف المغرية كل من استطاع إلى ذلك سبيلا، ومن البداهةِ ايضًا ان تساور الزائر غير المقيم أحيانًا بارقة تعجُب وبُرهة استغراب ولحظة تساؤل في ماذا لو كان ولماذا لم يكن! واستثني المواطن المقيم الدائم من مقولة "أهل مكة ادرى بشعابها"؛ إذ لا يُعول على نظرته بعيدة المدى كثيرًا، ويبدو أن حواسه اعتادت المشهد العام أو ربما يكون استشعر الملل من كثرة الاعادةِ والتكرار، ولم يعد لعوائد استبصاراته صداها المنشودة، ففضَّل الانتصاف لنفسه متحليًا بخصلة الصبر في زحام كل شيء والسكوت عندما يحين الكلام حتى انقضاء الموسم مع نهاية نجم المناصف.

تُطالعنا رسائل مواقع التواصل كعادتها مع موسم الخريف بطرائف وغرائب مثل بعوضة "العارنوت" المتربصة والثعابين العملاقة الكامنة، ولن أستغرب ظهور الديناصورات في المستقبل، ولا تحجب سحائب العالم الافتراضي وضبابه بزوغ نجوم المسوقين والمروجين أو مايعرف بالمشاهير ومنذ نهاية نجم الشول في 19 يونيو وقبل دخول النعايم النجم المؤذن فلكيًّا بموسم الخريف بحملاتٍ ترويجية تستهدف الجذب السياحي وبالطبع هم يُشكرون على جهودهم، إلا أنَّ الوضوح من المرة الأولى وفي اغلب الأحيان مطلبٌ مهم في قانون الدعاية والإعلان خشية فتح ثغرات قد تفضي إلى التضليل وتعكس لاحقًا نوعًا من الاستياء، فيعودون أدراجهم نزلةً أخرى بمزيد من الشرح والتفصيل لأزالة اللغط والجلبة بهدف افراغ محل النزاع، كما تُطالعنا مواقع التواصل نفسها بنوع آخر من المُشكِّكين القادحين في حقيقة كل شيء تقريبًا، والذين يعتقدون أن الفصول والمواسم تتقلب بضغطة زر وأن الخريف يحين بشروق شمس يوم 21 يونيو ولا يجب أن يتأخر ساعةً قبله أو يتقدم، ثم يُسهمون بدورهم مجانًا في عملية الدحض، والأسئلة التلقائية التي تفرض نفسها هنا هي: ما هي الفائدة التي يرجوها فريق المشككين ضد المروجين، وما هو المردود؟ وهل هو تقديم النصيحة في قالب محبتهم الشديدة للناس أم ركوب الموجة لتحقيق مكاسب شخصية؟

إنَّ السياحة في مُحافظة ظَفار لا تعدو قدرها الموسمي المُتمثل في ثلاثة أشهر وأقل قليلا، وقد ارتبطت نمطيًّا بالخريف فقط، وبناءً عليه فإن معظم المشاريع السياحية لن تتجاوز الحدود الموسمية الضيقة، لذلك تأتي متواضعة بمقدار الربع في حساب شهور العام ومتأخرة في حساب الميزانيات والإنفاق والعمل، بينما تقبع بقية المقومات السياحة ذات الصلة المباشرة بالبيئات المتعددة في الجانب القصي من الاهتمام، وقد بدأ هذا الأمر لكثرة حديث الناس حولة يتخذ صورةً حالمة بعيدة المنال لمجرد التفكير في تفعيل السياحة على مدار العام، أو حتى ضربًا من ضروب الخرافة التي لا يمكن لها أن تتحقق، ولكن تستمر لطائف متعتها في سردها قصصيًا كنوعٍ من إثراء الخيال في الثلاثة أرباع القادمة حتى تكتمل دورة العام، وتعود مجددًا.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

‎5 أمراض جلدية تنتشر في الخريف

أميرة خالد

يشهد فصل الخريف تغيرات في الطقس تؤثر على الجلد، حيث يصبح الجو أكثر جفافًا وبرودة؛ مما يؤدي إلى تفاقم بعض الأمراض الجلدية، والتي تتطلب عناية خاصة وترطيب مستمر للتعامل معها، فيما يلي أبرز 5 أمراض جلدية شائعًا بشكل كبير في فصل الخريف:

‎جفاف البشرة
‎يحدث جفاف البشرة عندما يفقد الجلد رطوبته الطبيعية نتيجة العوامل الخارجية المختلفة، بما في ذلك: التعرض للطقس البارد أو الجاف، استخدام الصابون القاسي، أو عدم شرب كميات كافية من الماء.
‎
في هذه الحالة، يصبح الجلد مشدودًا، متقشرًا، وقد يرافق المصاب في كثير من الأحيان حكة وتهيج في البشرة. تزداد مشكلة جفاف البشرة في فصلي الخريف والشتاء بسبب انخفاض نسبة الرطوبة في الهواء. للوقاية من الجفاف إليك بعض النصائح الفعالة: 1

*  يُنصح باستخدام مرطبات تحتوي على مكونات ترطيب عالية الجودة مثل الزيوت الطبيعية والجلسرين وأحماض الهيالورونيك.
* الابتعاد عن الماء الساخن أثناء الاستحمام، الاستحمام بماء ساخن سيجرد بشرتك من الزيوت الطبيعية ليتركها أكثر جفافًا وتقشرًا.
*  شرب كمية كافية من الماء والسوائل وبكمية لا تقل عن 8 أكواب من الماء يوميًا.
* تناول الأطعمة الغنية بالأحماض الدهنية للمساعدة على ترطيب البشرة من الداخل والخارج أيضًا.
*
‎التقرن الشعري
‎وهي حالة جلدية شائعة تسبب ظهور بقع جافة وخشنة مع نتوءات صغيرة على البشرة، غالبًا ما تظهر هذه النتوءات على الجزء العلوي من كل من الفخذين، والذراعين، والخدين. في معظم الحالات لا يعاني من المصاب من أي أعراض شديدة سوى خشونة في المنطقة المصابة قد يصاحبها كتل تشبه جلد الإوز. لا يوجد هناك علاج طبي لهذه الحالة سوى استخدام كريمات الترطيب بشكل دائم للحفاظ على رطوبة البشرة.1

‎الأكزيما
‎الأكزيما أو المعروفة أيضًا بالتهاب الجلد التأتبي هي أحد الحالات الجلدية الشائعة بشكل كبير في فصل الخريف، ينجم عن هذه الحالة جفاف شديد في البشرة، قد يصاحبه حكة والتهاب في الطبقة الخارجية للجلد. يمكن للأكزيما أن تصيب أي شخص بما في ذلك الأطفال والبالغين. في بعض الحالات الشديدة قد ينجم عن الأكزيما ظهور تصبغات داكنة في المناطق المصابة كحول العينين مثلًا، بشكل عام يوصى باستشارة الطبيب في حال كانت أعراض المرض تؤثر على قيامك بوظائفك الحيوية. لعلاج الأكزيما قد يوصي الطبيب بأحد الآتي:  2
* العلاجات الموضعية، وتتضمن الكريمات التي تحتوي على الكورتيزون، يوصى باستشارة الطبيب قبل البدء باستخدامها.
* العلاجات الدوائية عن طريق الفم، وتتضمن مضادات الالتهابات، أو مضادات الهيستامين، أو الكورتيكوستيرويدات للحد من الحكة والتورم الناجم عن الأكزيما.
* الأدوية المثبطة للجهاز المناعي، تستخدم لتنظيم وظائف الجهاز المناعي لديك.
‎قد يوصي الطبيب بتجنب التعرض لأي مواد تسبب تهيج البشرة بما في ذلك مواد التنظيف، والكريمات المعطرة أو غير ذلك من المواد التي تسبب تهيج البشرة.
‎الوردية
‎ومن ضمن قائمة الأمراض الجلدية الشائعة في فصل الخريف يمكننا القول أن الوردية تعد واحدة منها، تعرف الوردية على أنها حالة جلدية ينجم عنها احمرار في الوجه قد يرافق هذا الاحمرار ظهور نتوءات وبثور حمراء صلبة وصغيرة تشبه حب الشباب إلى حدٍ ما، قد تكون هذه النتوءات مؤلمة، وقد تسبب الحرقة لدى البعض. لعلاج هذه الحالة قد تحتاج إلى مراجعة الطبيب لدراسة الحالة والحصول على العلاج اللازم لحالتك، فيما يلي بعض العلاجات المتاحةلعلاج الوردية:

* العلاجات الدوائية، وتتضمن: المضادات الحيوية كالدوكسيسيكلين، وبعض الكريمات الموضعية التي تحتوي على حمض الأزيليك أو الميترونيدازول للتقليل من شدة النتوءات.
* العلاج بالليزر، قد يوصي الطبيب بالعلاج بالليزر لإزالة الأوعية الدموية المرئية على البشرة بهدف التقليل من الاحمرار الناجم عن الحالة.
* العلاج الجراحي، في الحالات الشديدة جدًا قد يلجأ الطبيب للعلاج الجراحي للحد من مضاعفات المرض.
‎في بعض الحالات قد ينصح الطبيب بضرورة إجراء بعض التغييرات على النظام الغذائي الخاص بك، كتجنب الأطعمة الحارة التي تزيد من شدة الحالة.

‎التهاب الجلد الدهني
‎وهي أحد الحالات الجلدية الشائعة التي ينجم عنها تهيج فروة الرأس، وتقشر الجلد هناك، إضافة إلى فروة الرأس قد تؤثر هذه الحالة على كلم من الحاجبين واللحية ومنطقة الشارب، ينجم عن التهاب الجلد الدهني ظهور بقع من الجلد مغطاة بقشور صفراء أو بيضاء اللون، قد يلاحظ المصاب بأن المنطقة المصابة أصبحت بلون أغمق من المناطق الأخرى، قد يرافق هذا النوع من الأمراض حكة شديدة، عادة ما يحتاج المصاب إلى مراجعة الطبيب للحصول على العلاج اللازم.
يتم علاج هذه الحالة باستخدام الكريمات المرطبة والشامبوهات التي تحتوي على مادة الكيتوكونازول، في بعض الحالات الشديدة قد يوصي الطبيب بضرورة استخدام مضادات الفطريات التي تؤخذ عن طريق الفم للعلاج.

 

مقالات مشابهة

  • تامر عبدالمنعم بعد رئاسة الفنون الشعبية: مش جاي آخد اللقطة.. ووضعت يدي على الأمور التي تهدر الوقت والمال العام
  • تساقطت أوراق الخريف
  • حماد يناقش التحديات والعراقيل التي تعترض تطوير المنظومة التعليمية
  • الفضيل: بيع النقد الأجنبي سيستمر مع وجود الضريبة التي تسقط نهاية العام الحالي
  • الفضيل: أتوقع استمرار المركزي بيع النقد الأجنبي بالضريبة حتى نهاية العام
  • ‎5 أمراض جلدية تنتشر في الخريف
  • ما هي التحديّات التي تنتظر إسرائيل في لبنان؟
  • «الزملوط»: افتتاح العاصمة الإدارية لمحافظة الوادي الجديد قبل نهاية العام
  • ورشة عمل لمناقشة التحديات التي تواجه القطاع الخاص
  • لو بطاقة التموين ضاعت.. خطوات الحصول على بدل فاقد «قبل نهاية العام»