أكد شباب تعز على أهمية إحياء الثقافة الجمهورية، وربطها بالواقع، لمقاومة التهديدات الناجمة عن انبعاث جثة التاريخ المتمثلة بالإمامة، باعتبار الجمهورية عنوان المشروع الوطني الذي يجب استعادة مضامينه.

بيان اللقاء التشاوري الموسع للشباب في تعز، الذي عقد الأحد لمناقشة المستجدات الحالية ومواجهة المخاطر التي تهدد الجمهورية، اعتبر التساهل وتقديم أي تنازلات للمليشيا الحوثية الإرهابية والقفز على استحقاقات الشعب اليمني هي جريمة وطنية لا يمكن تقبلها تحت أي مبرر.

 

واستهجن البيان استمرار حالة عدم الاكتراث بالوعي الوطني، وعدم توظيف المؤسسات التعليمية والإعلامية والثقافية والحقوقية في مجابهة المشروع السلالي العنصري، والتصدي لمساعيه القذرة والعبث بالهوية الوطنية، مطالباً بإعادة تفعيلها وإشراك واستيعاب الطاقات الشبابية الفاعلة والمؤهلة في مختلف القطاعات الرسمية.

ووقف اللقاء أمام العديد من القضايا والمستجدات الوطنية والمحلية الراهنة، وتأثيراتها الحالية والمستقبلية، وموقع الشباب من هذه القضايا، وأدوارهم الحالية والمطلوبة باعتبارهم القوة الحية والفاعلة في كل التحولات السياسية التي شهدتها وما زالت تشهدها اليمن ومحافظة تعز بشكل خاص.

واعتبر اللقاء التشاوري بأن الحرب التي فجرتها جماعة الحوثي وما رافقها من بعث للأفكار الظلامية الماضوية، باتت بمثابة تهديد وجودي لليمن كوطن ولليمنيين كشعب وللنظام السياسي الجمهوري، ما يحتم توحد الإرادة الوطنية وتعبئة كافة الطاقات استعدادا للخيارات الوطنية الممكنة لتجاوز حالة الاخفاق التي ساهمت في إطالة أمد الحرب واستمرار المأساة اليمنية خاصة وأننا على أعتاب تحولات تتطلب يقظة ووعيا نافذا وجاهزية للحركة في كل اتجاه. 

واعتبر البيان صعود مليشيا الحوثي إلى واجهة المشهد نتيجة للشقوق المتصدعة للصف الوطني، ومن ثنايا الارتباك والتناقض والحسابات الضيقة للقوى السياسية، مشيرا إلى أن المليشيا الحوثية الكهنوتية استغلت وما زالت تستغل الإخفاقات والاختلالات القائمة بين القوى الوطنية وحالة التشويش والرؤى الضبابية وتعززها بدخان الحرب وبمفاقمة المأساة الإنسانية.

اللقاء التشاوري انتقد استمرار الأطراف الدولية في تدليل المليشيا الحوثية الإرهابية على حساب الحقوق الأصيلة والمكتسبة للشعب اليمني، وأكد انه تنكر واضح لقيم حقوق الإنسان الكونية، وساهم في استشراء السرطان الحوثي الكهنوتي المدعوم ايرانيا، فأصبح خطرا اقليميا يهدد المصالح الدولية.

وقال "إن استمرار المليشيا الحوثية في ابتزاز الحكومة الشرعية والمجتمع الإقليمي والدولي، ومواصلة إحكام قبضتها الحديدية على مفاصل الدولة، وتوظيفها في ممارسة المزيد من الجرائم والانتهاكات بحق أبناء الشعب اليمني، هو أحد نتائج ذلك التدليل الذي بات بمثابة عار على جبين الإنسانية وخطيئة تنتظر التكفير عنها".

شباب تعز في بيانهم أكدوا الدعم الكامل لتوجهات مجلس القيادة الرئاسي والحكومة الشرعية وقيادة البنك المركزي اليمني عدن في استعادة أدوات الفعل والتأثير الاقتصادي لتعزيز الاقتصاد الوطني وشل حركة وعبث مليشيا الحوثي الانقلابية بالاقتصاد الوطني، وطالبوا بالمزيد من الإجراءات الجادة والمسؤولة.

كما طالبوا بسرعة وضع حد لتدهور العملة الوطنية، وانعاش الاقتصاد الوطني، واتخاذ إجراءات فورية لحماية موظفي القطاع العام المدني والعسكري من التدهور في سعر العملة الوطنية.

اللقاء التشاوري الموسع للشباب أكد أيضاً أهمية اتخاذ إجراءات حاسمة وفورية لإعادة تصدير النفط والغاز، وتنمية الإيرادات، ومكافحة الفساد، ووضع حد لتهديدات وابتزاز المليشيات الحوثية.

وحيا اللقاء نضالات الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي الغاشم، مؤكداً أن استغلال مليشيا الحوثي لمأساة الشعب الفلسطيني لا يعدو عن كونه استغلالاً للمزايدة والدعاية الإعلامية لتبييض جرائمها بحق الشعب اليمني.

المصدر: نيوزيمن

كلمات دلالية: اللقاء التشاوری

إقرأ أيضاً:

خطابُ السيد الحوثي خارطةُ طريق فكرية وسياسية لأبناء الأُمَّــة

محمد أمين عزالدين الحميري*

سماحة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي -سلَّمه الله- في خطابه الأخير [الخميس 15 شعبان 1446هـ] بمناسبة خروج المارينز الأمريكي من اليمن، وجَّه العديد من الرسائل الصادقة للأنظمة العربية والإسلامية، وذلك في سياق مواجهة الغطرسة الأمريكية، ومن ذلك الثبات على الموقف الموحَّـد الذي أعلنته هذه الأنظمة تجاه رفض مقترحات ترامب الداعية إلى تهجير الشعب الفلسطيني من غزة، وإلى الحذر من عدم المقايضة أَو المساومة في أي أمور أُخرى من شأنها الإضرار بالشعب الفلسطيني.

وأن يكون هذا الخطابُ الأمريكي المتطرف المشحون بالحقد والكراهية على المسلمين وفي المقدمة العرب دافعًا للتوحد، بدءًا من الشعب الفلسطيني ثم العرب والمسلمين، وأن يكون فرصة للتضامن العملي بين المسلمين، وإلى اتِّخاذ المواقف العملية الجريئة ولو في الحد الأدنى، وإلى أن تُجرِّبَ الأنظمة العربية أن يقولوا لأمريكا: لا، فأمريكا أضعف مما يتصورون، وأن ما يجعلها قوية هو حالة الاختراق للعرب والمسلمين، والاستغلال لهم وتوظيفهم في صالحها، وبيان أن سياسة الاسترضاء للأمريكي أثبتت الأحداث والشواهد أنها غير مُجدية؛ فالأمريكي سيتخلص من الجميع بما فيهم من قدموا لهم التنازلات، وهو يسعى لتحقيق مطامعه على مراحل.

خطابُ السيد عبدالملك، يمثّل خارطةَ طريق فكرية وسياسية مهمة جِـدًّا للتعامل مع الأمريكي والإسرائيلي، وأنهم العدوّ الحقيقي للأُمَّـة، وكذلك للتعامل مع بعضنا البعضَ كمسلمين، وإلى تحمل المسؤولية لمواجهة المخاطر، وبيان أن النصر حليفنا إذَا امتلكنا الإرادَةَ والعزيمةَ، والاستعانةَ بالله.

فهل آن الأوان لأن نتجاوز كُـلّ الاشكالات والتباينات الداخلية، ونلتف حول القضايا المصيرية التي تجمعنا، وتمثل حافزًا كَبيرًا لأن نصطفَّ خلفها، فنواجهَ الخطرَ الذي سيأتي على الجميع، وليس على الشعب الفلسطيني فقط؟

نأمل ذلك.

وبالنسبة لنا في اليمن، فقد كنا وسنظلُّ “بعون الله” إلى جانب قائدنا العزيز، في مسيرة التحرير لبلدنا العزيز، والتغيير من واقعه إلى الأفضل، وفي مسيرة الانتصار لقضايا أمتنا، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، ولن يرهبَنا أحدٌ في هذا الكون، وحريتُنا دين وعزتُنا إيمان.

واللهُ الغالبُ على أمره.

* قيادي سلفي

مقالات مشابهة

  • المملكة تعرب عن دعمها الكامل للإجراءات التي اتخذتها الجمهورية اللبنانية لمواجهة محاولات العبث بأمن مواطنيها
  • استاد الأهلي الجديد.. حلم القلعة الحمراء الذي أصبح حقيقة| التفاصيل الكاملة
  • خطابُ السيد الحوثي خارطةُ طريق فكرية وسياسية لأبناء الأُمَّــة
  • إنطلاق عملية بيع تذاكر مباراة شباب بلوزداد ومولودية الجزائر
  • حركة المجاهدين الفلسطينية تجدد إشادتها بالموقف اليمني الأصيل الذي عبَّر عنه السيد القائد
  • الشعب اليمني يقطع لسان ترامب
  • الحوثي محذراً ترامب: إن هجرتم أبناء غزة فسترون ما لم تروه من بأس الشعب اليمني
  • الحوثي لترامب: إن هجرتم أبناء غزة بالقوة فسترون ما لم تروه من بأس الشعب اليمني
  • أمين شباب الحركة الوطنية: الرئيس السيسي يقود جهودا تاريخية لدعم غزة
  • إدارة شباب بلوزداد تدين الإشاعات التي تطال النادي و تناشد سلطة ضبط السمعي البصري