مفاوضات اليمن وضريبة الدخل على الأفراد
تاريخ النشر: 7th, July 2024 GMT
د. محمد بن خلفان العاصمي
(1)
خلال الأسبوع الماضي، استضافت سلطنة عُمان المفاوضات اليمنية بين أطراف النزاع ومن مختلف الفصائل، وهذه الجولة لم تكن الأولى، بل سبقتها جولات تم بعضها وسط تكتُّم كبير، وبعضها معلن، وفي كل حالة كانت هناك أهداف من الإعلان عنها أو إحاطتها بالسرية اللازمة.
هذه الجولات من المفاوضات، والتي أجمع فيها كل طرف من أطراف القضية أنها تحقق تقدما ملموسا في كل مرة، هي بحد ذاتها شهادة أنَّ سلطنة عمان تقف على خط واحد مع جميع الأطراف، وما يهمُّها في الحالة اليمنية هو إحلال السلام على أرض الواقع، وأن ينعم الشعب اليمني بالأمن والاستقرار، وأن تتاح له فرصة العيش بطمأنينة بعد أن أنهكت الحرب كل شيء في اليمن الذي كان سعيداً في يوم ما.
عندما تُجمع أطراف النزاع اليمني على أنَّ سلطنة عُمان هي الدولة الموثوقة من قبلها لتقدم الحلول وتزرع السلام والاستقرار وتنهي حالة الحرب المستعرة منذ فترة، فإن ذلك وبلاشك ضربة في خاصرة المتاجرين بالقضية اليمنية، وصفعة على وجوه العملاء والمأجورين الذين ما فَتِئوا يزجُّون باسم سلطنة عمان ويروجون لأكاذيب ابتدعوها بعدما وجدوا أنَّها حصن منيع لمخططاتهم وأهدافهم وأطماعهم، وأنها ثابتة على سياستها ومبادئها القائمة على حسن الجوار وعدم التدخل في شؤون الآخرين.
لقد أصابتهم هذه المفاوضات التي احتضنتها مسقط عاصمة السلام بالدوار والغثيان، وشتى أنواع مظاهر الصدمة والارتياب، وهكذا هي سلطنة عمان عندما توجِّه رسالتها فإنها تختار التوقيت المناسب والحدث الأشد إيلاماً لعدوها، ولكن بطابعها الخاص وقيمها الراسخة، دون النزول إلى مستويات لا تليق بدولة وحضارة ضاربة في عمق التاريخ، لها مكانتها بين الأمم والحضارات.
(2)
شهد الأسبوع المنصرم مناقشة مشروع قانون الضريبة على الدخل للأفراد في مجلس الشورى، وهنا لست بصدد الدخول في مناقشة القانون، ولكني بصدد الحديث عن أمر آخر وهو السياسة الاقتصادية التي تنتهجها سلطنة عمان في العهد الميمون لمولانا جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله- عهد النهضة المتجددة.
فمنذ تولي جلالته مقاليد الحكم في العاشر من يناير 2020م، وجلالته -أعزه الله- لا يدخر جهداً في سبيل الخروج من الأزمة المالية والاقتصادية التي أثرت على كل أشكال التنمية في الوطن، وقد وضع على عاتقه مسؤولية الخروج من هذه الأزمة بأسرع وقت ممكن، وفي خضم هذه الأزمة يُصاب العالم بوباء كوفيد الذي زاد الطين بلة كما يقال، ليضيف عبئاً آخر يعرفه الشعب جميعه.
وعندما رأى شعب سلطنة عمان قيادته الرشيدة تبذل كل هذا الجهد من أجل الخروج من هذه الأزمة، أبى إلا أنْ يكون مسانداً وداعماً للسياسات التي أُقِرَّت، فضرب شعب هذا الوطن خير الأمثلة لمعاني الوطنية والبذل والصبر من أجل هذا الوطن، وهذا الأمر ليس بغريب على هذا الشعب الذي لطالما كان وفياً لارضه وسلطانه.
واليوم، وبحمد الله، وفي غضون أربع سنوات ونصف، استطعنا أن نصل إلى معدلات مثالية من الأمن المالي والاقتصادي، ونجحت الخطط التي وُضِعت للخروج من الأزمة، وتحسَّنت المؤشرات العالمية والتصنيفات الدولية بفضل الله وتضافر الجهود من الشعب والحكومة في ظل التوجيهات السديدة للقيادة الحكيمة.
إنَّ الشاهد من هذا الأمر كله، هو أنَّ علينا أن نثق في قيادتنا الرشيدة التي خرجت بنا من أزمة طاحنة ووضع مالي واقتصادي صعب، بأنها سوف تختار لنا من السياسات التي تُجنِّبنا مستقبلاً الوقوع في مثل هذه الأزمات، وإن كان هذا القانون ذا جدوى للوطن والمواطن فسوف يُطبَّق، وإن كان العكس فلن تسعى القيادة لخلق أزمة للشعب الذي ما سخَّرت هذه الجهود إلا من أجله.
لقد كثُر المتحدثون والمحللون حول القانون، والذين كان أكثرهم يتحدث دون دراية أو إلمام بفحوى القانون، وبعضهم دون معرفة بأبجديات الاقتصاد والمال، هذا الحديث خلَّف حالة من الهلع لدى بعض الناس، خاصة عندما يرتبط الأمر بمستوى المعيشة، وهنا علينا أنْ ندرك أنَّ الكلمة أمانة ومسؤولية، وأن الأسلم للإنسان ألا يخوض في حديث عن أمر لا يعلمه ولا مُتخصِّص فيه، وأن نجعل الثقة هي عنوان العلاقة بين أبناء هذا الشعب، وذلك من أجل خير الوطن والمواطن، وأن تُترك المنابر لمن هم أهل من المختصين في الأمر.
لقد أقسَم جلالة السلطان المعظم قسمًا عظيمًا على رعاية مصالح المواطنين، وقد حَرص جلالته -أعزه الله- على أن تكون جميع خطواته منذ تولي الحكم بهذا الاتجاه، على خُطى السلطان قابوس بن سعيد -طيب الله ثراه- فلنكن عوناً له لنكون خير شعب لخير سلطان "أقسم بالله العظيم أن أحترم النظام الأساسي للدولة والقوانين، وأن أرعى مصالح المواطنين وحرياتهم رعاية كاملة، وأن أحافظ على استقلال الوطن وسلامة أراضيه".
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
القناة 12 العبرية: القنبلة التي استهدفت هنية كانت في وسادته
سرايا - كشفت "القناة 12" العبرية مساء يوم الخميس عن معطى جديد حول عملية اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في العاصمة الإيرانية طهران يوم 31 يوليو 2024.
وقالت القناة العبرية إن القنبلة التي استهدفت إسماعيل هنية في غرفته كانت موضوعة في وسادته الخاصة.
وأفاد المصدر بأنه سينشر يوم السبت 12 ديسمبر معلومات حصرية وتفاصيل جديدة حول عملية الاغتيال.
وقتل هنية ومرافقه يوم 31 يوليو عقب مشاركته في حفل تنصيب الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان.
والاثنين 23 ديسمبر أقر وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس بمسؤولية تل أبيب عن اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" وذلك في أول تبنّ إسرائيلي رسمي للاغتيال الذي نفذ في العاصمة الإيرانية طهران.
وخلال خطاب له في حفل تكريم نظمته وزارة الأمن والجيش الإسرائيلي لمجموعة من ضباط الاحتياط وجه كاتس تهديدا للحوثيين قائلا: "سنضربهم بشدة، نستهدف بنيتهم التحتية الإستراتيجية وسنقطع رؤوس قيادييهم تماما كما فعلنا مع هنية ورئيس حركة حماس السابق يحيى السنوار والأمين العام السابق لحزب الله حسن نصر الله في طهران وغزة ولبنان، سنفعل ذلك في الحديدة وصنعاء".
وقال كاتس "في هذه الأيام التي يطلق فيها الحوثيون صواريخ على إسرائيل، أود أن أوجه لهم رسالة واضحة في بداية كلامي هزمنا حماس، انتصرنا على حزب الله، عطلنا أنظمة الدفاع في إيران وضربنا شبكات الإنتاج.. دمرنا نظام الأسد في سوريا ووجهنا ضربات قاسية إلى محور الشر وسنضرب أيضا بقوة تنظيم الحوثيين الذي بقي آخر من يقف ويطلق النار على إسرائيل.. سنستهدف بنيتهم التحتية الإستراتيجية وسنقطع رؤوس قادته تماما كما فعلنا مع هنية والسنوار ونصر الله في طهران وغزة ولبنان سنفعل ذلك في الحديدة وصنعاء.. من يرفع يده على إسرائيل ستقطع يده، يد الجيش الإسرائيلي الطويلة ستضربه وتحاسبه".
وأوردت وزارة الدفاع الإسرائيلية تصريحات كاتس في بيان رسمي، في إشارة إلى رغبة إسرائيلية في أن تتبنى رسميا ولأول مرة عملية اغتيال هنية التي نفذت في 31 يوليو الماضي في طهران.
تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا
طباعة المشاهدات: 1745
1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 27-12-2024 12:33 AM سرايا |
لا يوجد تعليقات |
الرد على تعليق
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * | |
رمز التحقق : | تحديث الرمز أكتب الرمز : |
اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2024
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...