حرفة النجارة تعود إلى مدينة داريا لتستعيد ألقها مع عودة الخدمات والبنى التحتية
تاريخ النشر: 7th, July 2024 GMT
ريف دمشق-سانا
قطع خشبية تتنوع بين الصالونات وغرف النوم والطاولات والأثاث المكتبي، وصنعت بأيدي حرفيين مهرة من أبناء مدينة داريا، عادت لتزين محال وصالات المدينة وتجذب الزبائن مجدداً، بعد أن استأنف الحرفيون نشاطهم وحرفتهم التي ورثوها عن آبائهم.
وفي تصريحات لمراسلة سانا أوضح عدد من الحرفيين أن حرفة النجارة ارتبطت بمدينة داريا التي استطاع حرفيوها إنتاج آلاف القطع التي استهوت زبائن من داخل سورية وخارجها ونالت رضاهم، واليوم يعملون على استعادة هذه المكانة رغم كل الصعوبات.
الحرفي أكرم حجازي الذي أقام ورشة له في مدينة السويداء خلال سنوات الأزمة عاد إلى داريا عام 2019 بعد استعادة عافيتها، وبدأ تدريجياً بتأسيس ورشته وإنتاج قطع الأثاث مستقطباً أيدي عاملة لصناعة مختلف الأصناف التي يطلبها الزبون.
وللحرفي غياز غرز الدين قصة مشابهة، فهو سافر إلى لبنان وأسس هناك ورشة صغيرة للنجارة وصناعة أطقم الصالونات والطاولات بمختلف أشكالها وأنواعها، ولكنه رغم النجاح الذي حققه آثر العودة بعد عودة الحياة لداريا، وشرع في تأهيل ورشته وتأمين مستلزمات العمل، والمساهمة مع أبناء مدينته في النهوض مجدداً بهذه الصناعة.
أما الحرفي عبدو حسن خشين فأكد أنه لا يوجد بديل لديه عن حرفة النجارة، فهي مصلحته وأساس معيشته، لهذا عمل جاهداً بعد عودته للمدينة على ترميم ورشته التي كانت مدمرة، وتمكن تدريجياً من التوسع في الإنتاج واستعادة زبائنه، واصفاً حركة البيع والشراء بالمقبولة بعد عودة نحو 80 بالمئة من الحرفيين، لكنه تمنى توفير مادة المازوت للحرفيين أو إيصال خط كهرباء معفى من التقنين للورشات.
العمل التشاركي القائم بين المجلس المحلي والفعاليات الاقتصادية والأهلية في داريا أسهم بعودة 800 حرفي، بينهم 400، منهم مختص بصناعة الموبيليا ويتوزعون في أنحاء المدينة، وفق رئيس المجلس المحلي سمهان السيد عمر، الذي تحدث عن الأعمال التي جرت خلال السنوات الخمس الماضية، من ترحيل الأنقاض وفتح الطرقات وصيانتها وتأهيل البنى التحتية وصيانة شبكات المياه والكهرباء والصرف الصحي والاتصالات، بهدف تشجيع الحرفيين على العودة واستئناف نشاطهم.
ولفت سمهان إلى أن عدم توافر مادة المازوت والكهرباء بشكل دائم يشكل عائقاً أمام الحرفيين، لهذا يتم العمل بالتنسيق مع محافظة ريف دمشق والفعاليات الاقتصادية لإيجاد حلول وبدائل، مشيراً إلى المساعي المستمرة لاستكمال تأهيل البنى التحتية في جميع أحياء داريا لتعود جميع الفعاليات وتستعيد نشاطها كما كانت في السابق.
ومن الجهات التي تساعد الحرفيين لإعادة تأهيل ورشاتهم ومحالهم مؤسسة قناديل للتنمية المستدامة، بالتنسيق مع جهات اقتصادية ومحلية، إضافة إلى تدريب الشباب الجامعي عبر دورات في مجال المحاسبة والأتمتة بشكل يمكنهم من دخول سوق العمل مباشرة، فضلاً عن إقامة دورات تدريبية في التجميل وصناعة الصابون وغيرها من الصناعات التي استقطبت سيدات ومكنتهن من إحداث مشروعات تنموية متناهية الصغر، بحسب رئيس مجلس أمناء المؤسسة مازن العزب.
وأشار العزب إلى أن المؤسسة وقعت في هذا الصدد مذكرة تفاهم مع بنك الإبداع للتمويل الصغير لدعم الحرفيين والشباب، من خلال منحهم قرضاً بقيمة 20 مليون ليرة دون ضمان، بصورة تمكنهم من شراء العدد الأساسية لإعادة افتتاح ورشاتهم وإقامة مشروعات تنموية متناهية الصغر، ورفد هذه الورشات بأيد عاملة مدربة، وتدريب الشباب الجامعي لدخول سوق العمل مباشرة.
وبين العزب أن المؤسسة تساهم أيضاً في تأمين المستلزمات والآليات اللازمة لتأهيل شبكات المياه والصرف الصحي والكهرباء، وتسعى إلى إيجاد حلول لمشكلة الكهرباء في ورشات الحرفيين، وتشغيل الآبار الخمس الموجودة في داريا لتوفير احتياجاتها من المياه.
سفيرة اسماعيل
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
إقرأ أيضاً:
"المشرق" يوقع شراكة إستراتيجية مع "ممكن" لدعم عودة المرأة إلى سوق العمل
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
وقع المشرق، إحدى المؤسّسات المالية الرائدة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مذكرة تفاهم مع منصة "ممكن"، وهي شركة مصرية تسعى إلى توفير فرص عمل متكافئة، بحضور شريف لقمان وكيل محافظ البنك المركزي المصري لقطاع الشمول المالي والاستدامة وسامي النقبي رئيس قسم الشئون الاقتصادية بسفارة دولة الإمارات العربية المتحدة بالقاهرة.
تهدف هذه الشراكة إلى تمكين المرأة وتعزيز التنوع بين الجنسين في بيئة العمل، وتؤكد على التزام الطرفين بالتنوع والشمولية؛ حيث تسعى إلى إتاحة فرص عمل قيمة للنساء اللاتي انقطعن عن مسيرتهن المهنية من خلال مبادرة المشرق "جددي روح التحدي".
في إطار هذا التعاون، سيسعى الجانبان إلى خلق فرص عمل ملموسة للنساء الراغبات في العودة إلى سوق العمل بعد فترة انقطاع. تعد هذه المبادرة جزءًا من برنامج "جددي روح التحدي" الذي يهدف إلى تمكين المرأةمن خلال تقديم برامج مخصصة للإرشاد والتطوير المهني، وكذلك فرص عمل مناسبة. ويسعى كل من مؤسسة "ممكن لها" والمشرق معًا إلى سد الفجوة بين الجنسين في مجالات التوظيف، بالإضافة إلى تزويد النساء بالأدوات والدعم اللازمين لإعادة تجديد مسيرتهن المهنية والتطور في سوق العمل اليوم.
وتضمن الحدث سلسلة من ورش العمل التفاعلية التي تهدف إلى تدريب النساء وتوجيههن في مسيرتهن المهنية. صممت هذه الورش خصيصًا لإكساب المشاركات المهارات والثقة اللازمة للعودة بنجاح إلى سوق العمل، وشملت إرشادات حول كيفية كتابة السيرة الذاتية، وتقنيات المقابلات الفعّالة، واستراتيجيات التكيف مع بيئات العمل الديناميكية الحالية. وقد مكنت هذه الأنشطة المشاركات من اتخاذ خطوة جديدة في مسيرتهن المهنية بثقة، كما أتيحت لهن الفرصة لتقديم سيرهن الذاتية مباشرة إلى فريق التوظيف في المشرق، مما يسهل عليهن الوصول إلى فرص عمل محتملة.
وتعليقا على التعاون، أكد عمرو البهي، الرئيس التنفيذي للمشرق مصر على أهمية المبادرة قائلا: "تمثل مبادرة ’ جددي روح التحدي‘ رؤية مبتكرة لتعزيز تنوع القوى العاملة من خلال تمكين الأفراد ذوي الخبرات الحياتية المتنوعة ومساعدتهم في العودة إلى سوق العمل. ويمثل تعاوننا مع مؤسسة "ممكن" خطوة مهمة نحو إزالة الحواجز وإتاحة الفرص أمام النساء لاستعادة مسيرتهن المهنية، والمساهمة بمهاراتهن القيمة لإثراء بيئة العمل بوجهات نظر جديدة ومبتكرة. فهذه المبادرة تهدف إلى خلق الفرص وتعزيز بيئة شاملة تتيح للجميع القدرة على النجاح والازدهار."
وفي هذا الإطار صرحت نيفين زكريا، رئيسة الموارد البشرية ورأس المال الفكري في المشرق مصر: "نؤمن في المشرق بأهمية التنوع والشمولية، ومن خلال مبادرة ’ جددي روح التحدي‘، نسعى لتعزيز بيئة عمل تحتضن الجميع، فالتنوع هو الركيزة الأساسية والدافع نحو الابتكار والتغيير الإيجابي. وتهدف شراكتنا مع مؤسسة "ممكن" إلى تمكين النساء الموهوبات للعودة إلى ساحة العمل مما يعزز مسيرتهن المهنية، ويدعم مؤسستنا، ويساهم في الارتقاء بالمجتمع بشكل عام."
وأعربت عبير الليثي، الشريك المؤسس لمنصة "ممكن"، عن حماسها قائلة: "تسعى هذه الشراكة إلى تغيير المفاهيم وإتاحة الفرص؛ فالنساء العائدات إلى سوق العمل يمتلكن ثروة من الخبرة والتفاني التي يمكن أن تحدث تأثيرا كبيراً. ومن خلال التعاون مع المشرق، نبني مستقبلاً يحتفي بجميع المسارات المهنية ويقدر مساهمات الجميع."
وقالت رضوى العطار، الشريك المؤسس في "ممكن": "تعكس شراكتنا مع المشرق رؤية شاملة تقدر المسارات المتنوعة التي يسلكها الأفراد. ومن خلال تمكين النساء لاستئناف مسيرتهن المهنية، نضع معياراً جديداً لاحتضان بيئة العمل للمواهب المتميزة."
تمثل الشراكة بين "ممكن" والمشرق خطوة محورية نحو تعزيز الشمولية في بيئة العمل؛ حيث تساهم في النظر إلى الفجوات المهنية كخبرات حياتية قيمة تُثري التنوع ومرونة أماكن العمل. تهدف هذه المبادرة المشتركة إلى تعزيز المساواة بين الجنسين، وتحقق تغيير اجتماعي مستدام من خلال إعادة دمج النساء في سوق العمل، مما يساهم في تحسين حياة الأفراد ويعزز الاقتصاد بشكل عام.