اختُتم في القاهرة -اليوم الأحد- مؤتمر القوى السياسية والمدنية السودانية، الذي ناقش فيه الفرقاء السودانيون سبل حل الأزمة، في حين رفضت قوى سياسية التوقيع على بيانه الختامي.

وعقب اختتام المؤتمر الذي استمر يومين، أعلنت شخصيات سياسية أنها امتنعت عن التوقيع على البيان الختامي للمؤتمر، لأنه لم يستصحب ملاحظاتها وتعديلاتها.

ومن أبرز الموقعين على البيان مالك عقار وجبريل إبراهيم ومني أركو مناوي والتجاني السيسي ومحمد الأمين ترك وآخرون.

وأكدت هذه الشخصيات -في بيان- التزامها بالسلام والتحول الديمقراطي وبدعمها للجهود المصرية لإنجاز الحوار السوداني وتحقيق السلام والاستقرار.

وأشارت إلى أن هذه القوى رفضت الجلوس المباشر في هذه المرحلة مع تنسيقية القوى المدنية والسياسية (تقدم) لتحالفها مع ما سمتها مليشيا الدعم السريع، وعدم إدانتها الانتهاكات الجسيمة لحقوق وكرامة الإنسان والممارسات المهينة وانتهاكات الأعراض والسلب والنهب، وفقا لما ورد في البيان.

وقال رئيس حركة تحرير السودان وحاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي -للجزيرة- إن رفضه التوقيع، جاء بسبب تجنب البيان الختامي للمؤتمر لما وصفها بـ"جرائم قوات الدعم السريع الكبيرة، مثل التي جرت في الفاشر والجنينة ومنطقة ود النورة بولاية الجزيرة".

وبدوره، قال الناطق الرسمي باسم الحرية والتغيير (الكتلة الديمقراطية) محمد زكريا للجزيرة إن عددا من المكونات السياسية رفض التوقيع على البيان الختامي لمؤتمر القوى السياسية والمدنية المنعقد بالقاهرة، الذي تحاشى إدانة جرائم الدعم السريع في الحرب الجارية في السودان.

وعدّد زكريا بعض القوى السياسية التي رفضت التوقيع على البيان الختامي للسبب ذاته، مثل حركة تحرير السودان بقيادة مناوي، وحركة تحرير السودان بقيادة مالك عقار، والمجلس الأعلى لنظارات البجا والعموديات المستقلة ومجموعات أخرى.

السيسي يدعو لحل شامل

وفي السياق ذاته، أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن مصر لن تألو جهدا، ولن تدخر أي محاولة، في سبيل رأب الصدع بين مختلف الأطراف السودانية ووقف الحرب وضمان عودة الأمن والاستقرار والحفاظ على مقدرات الشعب السوداني.

جاء ذلك خلال استقبال السيسي، اليوم الأحد، وفدا سودانيا من المشاركين في مؤتمر القوى السياسية والمدنية السودانية.

وقال المتحدث باسم الرئاسة المصرية أحمد فهمي -في بيان نشره عبر صفحة الرئاسة على موقع فيسبوك- إن الرئيس المصري أعرب، خلال اللقاء، عن تقديره لاستجابة المشاركين للدعوة المصرية لعقد هذا المؤتمر المهم، تحت شعار "معا لوقف الحرب"، في ظل اللحظة التاريخية الفارقة التي يمر بها السودان، والتي تتطلب تهيئة المناخ المناسب، لتوحيد رؤى السودانيين تجاه كيفية وقف الحرب.

وأكد السيسي ضرورة تكاتف المساعي للتوصل لحل سياسي شامل، يحقق تطلعات شعب السودان، وينهي الأزمة العميقة متعددة الأبعاد التي يعيشها السودان، بما تحمله من تداعيات كارثية على مختلف الأصعدة السياسية والاجتماعية والإنسانية.

الرئيس عبد الفتاح السيسي يستقبل وفدًا سودانيًا من المشاركين بمؤتمر القوى السياسية والمدنية السودانية
https://t.co/mNO7hSv9Hi#السيد_الرئيس_عبدالفتاح_السيسي #الجمهورية_الجديدة #موقع_الرئاسة

— رئاسة جمهورية مصر العربية (@EGPresidency_AR) July 7, 2024

البيان الختامي

وكانت القوى السياسية والمدنية السودانية قد اختتمت مؤتمرها في العاصمة المصرية القاهرة، الذي استمر ليوم واحد.

وقال البيان -وفقا للبيان الختامي- إن القوى السودانية المشاركة في المؤتمر بحثت ضرورة الوقف الفوري للحرب، بما يشمل آليات وسبل ومراقبة الوقف الدائم لإطلاق النار.

وشدد المشاركون على ضرورة الالتزام بإعلان جدة والنظر في آليات تنفيذه وتطويره لمواكبة مستجدات الحرب، كما توافق المؤتمرون على تشكيل لجنة لتطوير النقاشات ومتابعة هذا المجهود من أجل الوصول إلى سلام دائم.

وأكد ‏البيان الختامي ضرورة إسكات صوت المدافع، وتحقيق الأمان للمدنيين وإخراس أصوات العنف والكراهية والدعاية السالبة، والسعي معا من أجل إعادة الإعمار للمرافق الأساسية.

حضور عربي وأفريقي ودولي

وبحث المشاركون في المؤتمر -وفقا للبيان الختامي- الرؤى ووجهات النظر بهدف الاتفاق على الحد المطلوب للعمل المشترك من أجل وقف الحرب وإنهاء الأسباب التي أفضت إليها والمسارعة لتلبية الاحتياجات الإنسانية العاجلة.

كما أكد المشاركون في المؤتمر أن الحرب مؤشر حيوي للتفكير في إعادة التأسيس الشامل للدولة السودانية على أسس العدالة والحرية والسلام، مناشدين الدول والجهات الداعمة لأطراف الحرب، بأي من أشكال الدعم المباشر وغير المباشر، التوقف عن إشعال مزيد من نيران الحرب في السودان.

يذكر أن مؤتمر القوى السوداني الذي عقد في مصر اليوم، افتتح بحضور ممثلي تلك القوى والأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي وعدد من الدول الفاعلة وذات الاهتمام بملف السودان.

ومن أبرز المشاركين فيه رئيس هيئة القوى المدنية الديمقراطية "تقدم" عبد الله حمدوك، ورئيس حزب الأمة فضل الله برمة ناصر، ورئيس المكتب التنفيذي لحزب التجمع الاتحادي بابكر فيصل، ورئيس حزب المؤتمر السوداني عمر الدقير، ورئيس حزب البعث كمال بولاد، وقائد حركة تحرير السودان -المجلس الانتقالي الهادي إدريس، وزعيم تجمع قوى تحرير السودان الطاهر حجر، بجانب ممثلي المهنيين والنقابات والمجتمع المدني ولجان المقاومة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات القوى السیاسیة والمدنیة السودانیة مؤتمر القوى السیاسیة والمدنیة البیان الختامی تحریر السودان التوقیع على على البیان

إقرأ أيضاً:

اختتام المؤتمر العربي الثامن لمديري إدارات الجنسية والأحوال المدنية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

اختتم المؤتمر العربي الثامن لمديري إدارات الجنسية والأحوال المدنية، أعماله بإصدار عدد من التوصيات الهامة، التي من شأنها تعزيز التعاون العربي في هذا المجال.
وكان المؤتمر قد انعقد  في نطاق الأمانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب بتونس، بمشاركة مديري إدارات الجنسية والأحوال المدنية وممثليهم في الدول العربية، كما شارك فيه ممثلون عن جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية والأمانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب. 
وأكد المؤتمر على أهمية قيام الدول الأعضاء بتعزيز البنية التحتية التقنية لديها والتأكد من أن الأجهزة التقنية والنظم المعلوماتية المستخدمة قادرة على استيعاب العمليات المتزايدة في ظل زيادة الطلب على الخدمات الرقمية، وطلب من الدول الأعضاء النظر في تقديم الدعم المادي والفني للدول التي تحتاج ذلك لاقتناء التجهيزات والنظم اللازمة للعمل في إدارات الجنسية والأحوال المدنية.
وطلب المؤتمر من الأمانة العامة تنظيم ورشة عمل لاستعراض خصائص بطاقات الهوية في الدول الأعضاء ووسائل التأمين المستخدمة فيها، بحيث تتاح لجميع الدول العربية الاستفادة من تلك الخصائص والوسائل التأمينية. كما طلب تنظيم ورش عمل حول تزوير الوثائق وسبل مكافحته بالتعاون مع مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة وغيره من الهيئات الإقليمية والدولية المعنية، وطلب من المكتب العربي المعني بشؤون الأجهزة الأمنية المساندة إعداد دليل للخبراء العرب المختصين في مجالات الجنسية والأحوال المدنية بالتعاون مع جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية. 
واستعرض المؤتمر تصورا استرشاديا لبطاقة هوية وطنية عربية، ودليلا خاصا بالأجهزة التقنية والنظم المعلوماتية المستخدمة في إدارات الجنسية والأحوال المدنية وأصى بتعميمهما على الدول الأعضاء للاستفادة منهما.
ودعا المؤتمر إدارات الجنسية والأحوال المدنية في الدول العربية إلى تبادل الزيارات فيما بينها لتقاسم الخبرات والاطلاع على التجارب الناجحة والممارسات الفضلى.

مقالات مشابهة

  • أكبر دليل على عدم اهتمام واشنطن بحل الأزمة السودانية، بتعيينها المراهق توم بيرليو مبعوثا لها بالسودان
  • عاليا أبونا: مساواة القوات المسلحة بالمليشيا المتمردة لا يستقيم
  • التوقيع على إعلان السودان للمسؤولية المجتمعية “2024م”
  • الحركة الاسلامية السودانية وتفكيك الجيش القومي السابق والمؤسسة العسكرية السودانية
  • مدنية خيار الشعب
  • تحرك أفريقي وأميركي لتسريع احتواء الأزمة السودانية
  • اختتام المؤتمر العربي الثامن لمديري إدارات الجنسية والأحوال المدنية
  • الصراع الداخلي في السودان و الأبعاد السياسية والتجاذبات المدنية حول التدخل الدولي
  • ‏السيناتور كونز: “حان الوقت لكي يتحرك الكونغرس بشأن السودان
  • أستاذ في العلوم السياسية يحذر من اتساع رفعة الصراع في الشرق الأوسط: الوضع يزداد خطورة