(CNN)-- أصدر المفوض العام للأونروا، فيليب لازاريني، إدانة شديدة، الأحد، عقب الهجوم الإسرائيلي السبت على مدرسة تابعة للوكالة تؤوي ما يقرب من 2,000 نازح في وسط غزة، ما أدى إلى مقتل 16 فلسطينيًا على الأقل وإصابة عشرات آخرين.

وسلّط لازاريني الضوء على المخاوف المستمرة بشأن الهجمات المتكررة على منشآت الأونروا خلال الصراع الذي دام تسعة أشهر، حيث تعرض أكثر من نصف منشآت الأونروا للقصف، مما تسبب في مقتل 520 شخصًا وإصابة حوالي 1,600 آخرين، معظمهم من النساء والأطفال الذين يبحثون عن الأمان.

وردًا على ادعاءات الجيش الإسرائيلي بأن منشآت الأمم المتحدة تستخدم من قبل الجماعات الفلسطينية المسلحة، أكد لازاريني على الحاجة إلى إجراء تحقيقات مستقلة للتأكد من الحقائق ومحاسبة المسؤولين عن الهجمات على مباني الأمم المتحدة أو إساءة استخدامها. وأضاف: "هذه مزاعم آخذها على محمل الجد".

وحثّ لازاريني على وقف إطلاق النار لتخفيف المعاناة وحماية المدنيين في غزة وإسرائيل، وشدد على الخسائر الإنسانية للصراع الذي طال أمده، ودعا إلى اتخاذ إجراءات فورية لإنهاء الأعمال العدائية وضمان إطلاق سراح جميع الرهائن.

وقال: "كلما طال أمد هذه الحرب، أصبح الصدع أعمق، وزادت معاناة الناس. لقد طفح الكيل".

وقالت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، السبت، إن قصفاً إسرائيليًا أدى إلى مقتل 16 فلسطينيًا على الأقل وإصابة 50 آخرين في مدرسة الجاعوني التابعة للأونروا لإيواء النازحين في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.

ولا تستطيع CNN التحقق بشكل مستقل من أرقام الوزارة.

وفي الوقت نفسه، قال رجل نازح في المدرسة لشبكة CNN إن هناك أطفالاً من بين المصابين.

وأضاف وهو يحمل ابنته الصغيرة: "كانت هناك أرجوحة هنا، وكانت الأراجيح هنا، وكان )الأطفال( يلعبون. ما ذنبهم؟ بالكاد وجدنا هذا المكان في المدرسة، ولكن حتى المدرسة ليست آمنة".

ويظهر مقطع فيديو لشبكة CNN العديد من الأطفال المصابين وهم يصلون إلى مستشفى قريب بعد الهجوم.

وقال الجيش الإسرائيلي في بيان، السبت، إن مسلحين ينشطون في مبان تقع في منطقة المدرسة.

وأضاف البيان أن "هذا الموقع كان بمثابة مخبأ وبنية تحتية عملياتية تم من خلالها توجيه وتنفيذ الهجمات ضد قوات الجيش الإسرائيلي العاملة في قطاع غزة".

ولا تستطيع CNN التحقق بشكل مستقل من ادعاء الجيش الإسرائيلي.

وقالت مديرة الاتصالات في الأونروا، جولييت توما، لشبكة CNN، إن الأونروا ليس لديها جميع المعلومات حتى الآن، مضيفة أن نصف منشآت الأونروا في غزة تعرضت للقصف منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول.

المصدر: CNN Arabic

كلمات دلالية: الأونروا الجيش الإسرائيلي غزة الجیش الإسرائیلی

إقرأ أيضاً:

الجيش الإسرائيلي يعلن عن هجوم كبير على إيران.. فأين سيكون؟

أطلقت إيران وابلًا من الصواريخ الباليستية ليل الثلاثاء 1 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، على مختلف المناطق الإسرائيلية، مستخدمةً أسلحة أكثر تطورًا من تلك التي استخدمت في ضربات أبريل/ نيسان الماضي، في رسالة واضحة، بأن إيران ستصعّد من ضرباتها في المرة القادمة على أي اعتداء جديد من قبل إسرائيل على سيادتها.

رغم التهديد الشديد اللهجة الذي أطلقه الحرس الثوري الإيراني لحكومة إسرائيل بأن أي ردّ سيكون هناك رد مدمر عليه، فإنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أكد على تهديداته خلال اجتماع سياسي أمني بعد الضربة، أن الهجوم الصاروخي الإيراني على إسرائيل "فشل"، وستدفع طهران ثمنه، وأعلنت صحيفة "هآرتس" نقلًا عن الجيش الإسرائيلي اليوم، أنه يستعد لهجوم كبير في إيران.

لم يكن يهمّ البعض متى ستنفذ إسرائيل ردها على الضربات الإيرانية – لأن التوقعات كانت تشير إلى أنه قادم لا محالة، بمئات الصواريخ الباليستية؛ انتقامًا على اغتيال حسن نصر الله، وإسماعيل هنية، وعباس نيلفوروشان – بقدر ما بات الأهم هو السؤال أين ستقوم إسرائيل بتنفيذ ضرباتها، وهل ستشعل في ذلك حربًا واسعة؟

أهم ما يمكن التوقف عنده، هو ما قاله نائب وزير الخارجية الأميركي، كورت كامبل، الأربعاء 2 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، بأن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، ستركز في اتصالاتها مع الإسرائيليين في الأيام القليلة المقبلة على محاولة التوفيق بين وجهات النظر حول أي ردّ محتمل على هجوم إيران سيكون، واصفًا الوضع الحالي في الشرق الأوسط بأنه يمرّ بـ "لحظة خطرة".

لا أحد يعارض كورت في أنّ المنطقة وقعت في المحظور، وأنها تتجه نحو الانزلاق إلى حرب رغم ما كان سائدًا بأنّ الأميركي والإيراني يتفقان على عدم توسيعها. لكنّ ما ذكره حول المشاورات الأميركية – الإسرائيلية، هو جوهر الموضوع؛ لأنّ الأميركي الداعم لإسرائيل يريد ردًّا يتناسب مع مصالحه.

ماذا تعني محاولة التوفيق بين وجهات النظر، من هنا يبدأ البحث عن المكان المفترض استهدافه من قبل طائرات "إف- 35" التي تعمّد نتنياهو وضعها في خلفية صورته عندما كان يوجه تهديداته لمسؤولي طهران. فنتنياهو يذكّر إيران بأنّ قدرات بلاده العسكرية تعتمد على القوى العسكرية الأميركية، وبأنّ الردّ سيكون بحسب التوجيهات الأميركية، وهو مدروس بما لا يؤدي، ربما، إلى تدهور الحرب  وتوسيعها.

كُثر من المتابعين ركزوا في كتاباتهم على قيام إسرائيل بشن هجمات متتالية لضرب مفاعلات إيران النووية، معتمدين على تقارير يعود البعض منها إلى عام 2012، تلك التي سرّبت من مكتب نتنياهو يحثّ فيها الرئيس الأميركي على القبول بتوجيه ضربات مركزة لشلّ قدرة إيران على إنتاج قنبلة نووية.

قد يكون هذا ما يريده نتنياهو، لكنّ الوضع اليوم لا يسمح له باختيار مكان ضرباته منفردًا، ليس لعدم مقدرته على ذلك، بل لأنّه يعلم أنّ أي مغامرة مع إيران، وفي ظلّ حربه التي يخوضها على أكثر من جبهة، لن يستطيع مواجهة الضربات الصاروخية الإيرانية. فما حدث ليل الثلاثاء كان واضحًا من حيث اختيار إيران صواريخ باليستية جديدة "فاتح 1" الأسرع من الصوت.

توجيه ضربة إلى المفاعلات النووية قد تلجأ إليها إسرائيل في حال اشتدّ الصراع وتوسع، ستكون حتمًا على لائحة الاستهداف. فعلى ما يبدو تدرك أميركا أن إيران ليست في مرحلة إنتاج القنبلة؛ لهذا ليس من المهم ضرب المفاعلات، بل يجب توجيه الضربة إلى أماكن أكثر إيلامًا ليس لإيران فقط بل لحلفائها على حدّ السواء.

بعد الضربة الإيرانية على إسرائيل، بدأ الحديث الجدي حول الردّ الإسرائيلي وطبيعته، وارتفعت مع ذلك التقارير التي تفيد بأن الضربة الإسرائيلية ستوجّه إلى منشآت إيران ليست النووية، بل النفطية ومصافي الغاز، هذا ما فتح شهية الولايات المتحدة التي بدأت التنسيق الجدي مع تل أبيب بشأن الضربة. تحتاج واشنطن إلى ضرب تلك المنشآت التي تمدّ خزان إيران التمويلي لكافة وكلائها في المنطقة، ولتمكين الحرس الثوري من تطوير منظوماته العسكرية، الهجومية والدفاعية.

يعتبر الاقتصاد الإيراني من أهم اقتصادات العالم، حيث يعتمد بشكل رئيسي على تصدير النفط والغاز. إذ أصدرت شبكة "إنفاذ قوانين الجرائم المالية" في الخزانة الأميركية في مايو/ أيار الماضي، ما سمّتها "وثيقة تحذيرية استشارية"، لمساعدة المؤسسات المالية في الكشف عن المعاملات غير المشروعة المحتملة، "المتعلقة بالمنظمات الإرهابية المدعومة من إيران"، وسط "النشاط الإرهابي" المكثف في الشرق الأوسط لتعقبها وفرض العقوبات عليها.

تؤكد الوثيقة أن الأحداث الأخيرة أبرزت تورط إيران في تمويل الكثير من الأنشطة في المنطقة وتحديداً في العراق وسوريا.

لا يتوقف الطموح الأميركي لضرب مصادر التمويل الإيراني الرئيسية الوحيدة للنظام وأعوانه. بل أيضًا تعتبر واشنطن أن إيران تجعل من موانئها ملاذًا آمنًا لـ "أسطول الظل" الروسي وتفلته من العقوبات الغربية عليها. حيث تلعب إيران دورًا للتمويه على تصدير النفط والغاز الروسي.

كما أن خبر إعلان طهران عزمها استيراد الغاز من روسيا، شكل صدمة في الأوساط الإيرانية، رغم أنها – وفق آخر الإحصاءات التي نشرت عام 2021 – تعد ثالث أكبر منتج للغاز في العالم بعد أميركا وروسيا، ليتضح بعدها أنها تسعى إلى دعم موسكو على طريقة "المقايضة" بين الغاز الروسي، والصواريخ والمسيرات الإيرانية.

لا يتوقف الأمر عند تضييق الخناق الاقتصادي على الحليف الروسي في حال ضُربت القدرة النفطية الإيرانية، لكنّ سينعكس سلبًا على الصناعات الصينية، فتكون أميركا قد وجهت ضربة إستراتيجية لمنافسها الاقتصادي الأول. إذ كانت كل من بكين وطهران وقعتا في عام 2022، على الشراكة الإستراتيجية الشاملة بينهما التي تستفيد فيها الصين من الطاقة النفطية والغاز الإيراني على مدى 25 عامًا.

تحتاج إسرائيل لتلك الضربة؛ لإعادة بناء معادلة الردع من جديد بغض النظر عن أين ستضرب، ولكن في الوقت نفسه تحتاجها أميركا لتحقيق أهداف منشودة ترتكز على عرقلة طموح القوة الصاعدة التي تسعى لتغيير وجه النظام الدولي أمامها. لهذا ستسمح بشنّ إسرائيل ضربة انتقامية ومدمرة ولكن بشروطها وبأسلحتها وبمسعى لكي لا تتوسع الحرب، إن استطاعت إلى ذلك سبيلًا.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية

مقالات مشابهة

  • في يومه العالمي.."رمضان أبو العلمين وحضرة المتهم أبي".. أعمال فنية جسدت المعلم
  • مسؤول إسرائيلي: الجيش يعدّ ردّا على هجوم إيران
  • تلاميذ مدرسة الشهيد إبراهيم السقا بالبحيرة يحيون ذكرى انتصار أكتوبر
  • الجيش الإسرائيلي يستعد لهجوم قوي وكبير على إيران
  • الجيش الإسرائيلي يعلن عن هجوم كبير على إيران.. فأين سيكون؟
  • على غرار ما حدث في اليمن.. رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق: هجوم مرتقب على إيران سيطال منشآت نووية
  • الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل جنديين وإصابة 24 في أعنف هجوم تشنه الفصائل العراقية
  • غرق فناء مدرسة في مياه الصرف الصحي ببورسعيد.. صور
  • منشآت نفطية وعسكرية ونووية.. ما الأهداف المحتملة لـالرد الإسرائيلي على هجوم‭ ‬إيران؟
  • "هفضل أضرب فيك للصبح ".. مدير مدرسة يعتدي بالضرب على طالب في مدرسة بطنطا