مؤشرات إسرائيلية حول إمكانية اغتيال نتنياهو.. تصاعد الاحتجاجات
تاريخ النشر: 7th, July 2024 GMT
مع تصاعد المظاهرات والاحتجاجات الاسرائيلية اليومية، يلحظ بوضوح حالة التحريض التي تجتاح دولة الاحتلال، وصولا لما يعتبره اليمين أن "دماء رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو قد استبيحت"، إلى الدرجة التي تذكرهم بما عاشته الدولة عشية اغتيال حلت سلفه الراحل إسحاق رابين في 1995، فيما يسود الصمت المطبق أوساط المعارضة والصحافة ووسائل الإعلام، وما يراه أنصاره بأنها لامبالاة من المستشار القانوني للحكومة، وتنصّل غامض من جانب رئيس الدولة، وكلها مؤشرات أن نتنياهو ربما باتت حياته في خطر فعلي.
كالمين ليبسكيند الكاتب اليميني في موقع ويللا ذكر أنه "منذ اغتيال رابين، تم تعزيز أمن رئيس الوزراء بشكل كبير، ومن هنا يفترض أن احتمال إيذاء نتنياهو ضئيل، أو معدوم، لكن ماذا سيحدث في الدولة لو تم اغتيال رئيس حكومة مرة أخرى بسبب الأوصاف التي تطلق عليه "خائن"، وتشبيهه بـ"هتلر"، ومن قال إن نهايته ستكون مثل ماري أنطوانيت ولويس السادس عشر، ومن هدّده بالحبل المعلق، وتعليقات الميكروفونات القائلة "يستحق ذلك"، لأنه أول من حرّض، وقسّم الشعب".
وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أن "التحريض ضد نتنياهو يتزايد يوما بعد يوم، ويصل أبعادا مخيفة، وأصعب بكل المقاييس مما كان عليه ضد رابين في ذلك الوقت، لعدة أسباب رئيسية: أولها أن التحريض ضده يأتي من النخب، والثاني أنه لا يتم الإبلاغ عن التحريض ضده على الإطلاق، حتى أن أيالا ميتسغر التي اختطفت على يد حماس، ظهرت تقف في مظاهرة أمام منزل عائلة نتنياهو، وتعلن أمام الجمهور أنه إذا لم يعد جميع المختطفين، فإننا "ننتظره بحبل معلّق، لأن هذا ما تستحقه"، مما استدعى تصفيق الجمهور الغفير، فيما نشرت صحيفة "هآرتس" مقالا بعنوان "نتنياهو عدونا الأكبر، وإزاحته واجبنا المقدس".
وأوضح أن "المثقف الفنان آيال ماغاد ذكر في خطاب ألقاه في إحدى المظاهرات بحيفا أن "نتنياهو أخطر ظالم واجهناه على الإطلاق، لا يمكن مقارنته بأي ظالم يمكن تخيله، دون استثناء"، مستخدماً كلمة "العميل" الكلمة المخصصة حتى وقت قريب لـ"هتلر"، وفي هذه الحالة لا توجد وسيلة للهروب من النتيجة النهائية التي تساوي بين هتلر ونتنياهو، وهي الفوضى، في حين يقف الجمهور أمامه هاتفا، ليس متظاهرًا واحدًا، ولا اثنين، ولا حتى مئة، بل آلاف كثيرة، مرددين كلمة "خائن، خائن، خائن".
وأوضح أن " التحريض لم يقتصر على هذه الأسماء، فلدينا قائمة أخرى من الشخصيات الإسرائيلية التي تواصل التحريض على استهداف نتنياهو، حتى أن رينانا راز المثقفة ذات الاطلاع الواسع أكدت أن "هذا التحريض الجاري في الساحة الإسرائيلية لن ينتهي إلا بالعنف، لأن الأشخاص في السلطة حاليًا، حاربوا بأنفسهم من أجل الوصول للعرش، وهم عنيفون للغاية، ولن يستيقظوا ببساطة صباح الغد، ويقولون: نحن نتفهم أنكم لا تريدون أن نكون هنا، لذلك نقول لكم وداعًا".
وأشار أن "المحلل السياسي الأبرز "ناحوم بارنيع ذكر أنه سمع في الأسابيع القليلة الماضية من أكثر من شخص جملة "الآن فهمت يغأل عامير قاتل رابين"، فيما أعلن عامي درور، أحد زعماء الاحتجاجات ضد الحكومة"، صرخ قائلا "نتنياهو هو الشيطان، على أنقاض قلعته في قيسارية سنبني حديقة وبركة، وسنغلق قصره بالإسمنت، سنمحو ذكراه"، أما إيهود بار-نور، تساءل بصوت عال: "هل أنت العدو الحقيقي أم حسن نصر الله"، أقول لك أنت كذلك، فيما لم يتردد الجنرال احتياط غاي تسور بالصياح أمام الجمهور "نتنياهو خائن".
وزعم أن "الدكتورة يولاندا يافور فنشرت مقالاً وصفت فيه نتنياهو بـ"الخائن والظالم"، وهو ما لم يفعله أحد، وقبلهم العقيد طيار زئيف راز الذي وصف نتنياهو بأنه "ابن الموت"، وقارنه بالزعيم الروماني المُطاح به نيقولاي تشاوشيسكو، الذي أعدم رميا بالرصاص، أما إيهود باراك رئيس الحكومة السابق فحذر آل نتنياهو من أن "يوم القيامة سيكون مثل لويس السادس عشر وماري أنطوانيت، الاثنين اللذين تم إعدامهما بالمقصلة"، وهكذا فإن الأمثلة عديدة أكثر من أن تُحصى، ومن المدهش للغاية كيف لم يلفت أي منها انتباه نشرات الأخبار، ولم يتوقف أحد ليتساءل عما إذا كان الحديث ذهب أبعد من اللازم".
وكشف عن "رسالة تلقاها بيتسلئيل سموتريتش وزير المالية جاء فيها: "قل لزوجتك أن تشتري فستانًا أسودًا للجنازة، نحن ثمانية رجال، قادمون لإخراجك من الأرض، ستموت، يوما ما سنقتلك ونحرقك أنت وعائلتك، وسنضع رصاصة في الرأس"، وهذا التهديد امتداد لتكرار الإسرائيليين لكلمة "خائن"، مرات لا تحصى، وهي كلمة فظيعة، وتعني حمّام دم حقيقي، خاصة مع إطلاقها في الساحات العامة أمام الحشود المبتهجة، وعلى ألسنة الصحفيين والمثقفين والمحاضرين الأكاديميين وأبطال الثقافة، ممن يقفون على المنصات وأمام الجمهور والكاميرات، ويحرضون، ويصفق لهم جمهورهم بحماس، وكل منهم ضيف مميز في البرامج التلفزيونية".
تكشف هذه المخاوف الإسرائيلية عن خطر حقيقي قد يكتنف نتنياهو، وإمكانية واقعية لتكرار سيناريو اغتيال رابين، لكن هذه المرة قد يأتي التنفيذ من يسار ووسط الخارطة الحزبية والسياسية، في ضوء الخطابات الساخنة والتحريضية في الساحات والمظاهرات والصحف، وقد باتت تضجّ بتهديدات لا حدود لها تتجاوز بالفعل الخط الأحمر، وكلها تؤدي الى اتجاه مفاده أن دم نتنياهو أصبح مستباحاً، وسط صمت مطبق من أقطاب الحلبة الحزبية الذي يعني موافقة على هذه التهديدات الذي ستأخذ دولة الاحتلال الى مزيد من المجهول، أكثر من المجهول الذي تجد نفسها فيه بسبب تورطها في العدوان على غزة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية نتنياهو اغتيال مؤشرات الاحتجاجات احتجاجات نتنياهو اغتيال مؤشرات صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
مؤشرات وول ستريت تنتعش قبيل بدء ولاية ترمب الجديدة
قادت شركات التكنولوجيا مؤشرات الأسهم الأميركية لتسجيل أقوى أداء أسبوعي لها منذ الانتخابات الرئاسية في نوفمبر قبل تنصيب دونالد ترمب مباشرة.
ارتفعت معظم المجموعات الرئيسية في مؤشر "إس آند بي 500" (S&P 500) ليصعد 1%. وقادت أسهم شركتي "تسلا" و"إنفيديا" ارتفاع أسهم الشركات الكبرى، بينما صعد سعر سهم "إنتل كورب" بنسبة 9.2% بعد تقرير بأن شركة تصنيع الرقائق هدف للاستحواذ.
كما تلقت المعنويات دعماً من الأنباء المتعلقة بمناقشة ترمب والرئيس الصيني شي جين بينغ أمور التجارة و"تيك توك" والفنتانيل، والتي يمكن أن تحدد شكل العلاقات بين أكبر اقتصادين في العالم. وسجلت السندات أيضاً مكاسب أسبوعية، مع انخفاض عوائد السندات لأجل 10 سنوات 15 نقطة أساس في هذه الفترة.
أكد ترمب، الذي من المقرر أن يؤدي اليمين الدستورية باعتباره الرئيس السابع والأربعين للولايات المتحدة يوم الاثنين، تركيزه على الأولويات الأساسية مثل خفض الضرائب وزيادة الرسوم الجمركية. وارتفعت الأسهم بعد الانتخابات رهاناً على أن الإدارة الجديدة سوف تسن سياسات داعمة للنمو من شأنها أن تدعم الشركات الأميركية. وبينما تعثرت الأسهم الشهر الماضي بسبب إشارات متشددة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي، فإن البيانات الأخيرة التي أظهرت تباطؤ التضخم أعادت الروح للرهانات على تخفيضات أسعار الفائدة.
ظروف داعمة
قال كريغ جونسون من "بايبر ساندلر" (Piper Sandler): "إن بيانات تباطؤ التضخم هذا الأسبوع ورد الفعل الإيجابي على أرباح العديد من الشركات المالية أدى إلى ارتفاع السندات والأسهم"، و"ظروف التشبع البيعي على المدى القصير الأخيرة والميول الصعودية الضعيفة تدعم تعافي المؤشرات الرئيسية داخل اتجاهاتها الصعودية الرئيسية".
يرى مارك هاكيت من "نيشن وايد" (Nationwide)، أن تعافي أسعار الأسهم أمر مشجع، مما يشير إلى أن التوازن بين المضاربين على الصعود والمضاربين على الهبوط بدأ في الاستقرار.
وأشار إلى أنه "من المرجح أن تتحرك الأسواق عرضياً خلال موسم الأرباح"، لافتاً إلى أنه "بمجرد انتهاء موسم الأرباح، وإعادة ضبط التوقعات، وإعادة فتح نافذة إعادة الشراء، يمكن للمضاربين على الارتفاع استعادة السيطرة".
ارتفع مؤشر "إس آند بي 500" بنسبة 1%. وصعد مؤشر "ناسداك 100" بنسبة 1.7%. وزاد مؤشر داو جونز الصناعي 0.8%. ارتفع مؤشر بلومبرغ "العظماء السبعة" بنسبة 1.8%. وصعد مؤشر "راسل 2000" بنسبة 0.4%. وواصلت أسعار أسهم البنوك الارتفاع مدعومة بالأرباح القوية، مما أدى إلى صعود مؤشر القطاع 8.2% خلال الأسبوع. وستكون الأسواق الأميركية مغلقة يوم الاثنين بسبب العطلة.
استقر العائد على سندات الخزانة لأجل 10 سنوات عند 4.61%. وارتفع مؤشر بلومبرغ للدولار الفوري بنسبة 0.3%. وقفز سعر "بتكوين" إلى حوالي 105000 دولار.
أداء إيجابي للأسهم بعد التنصيب
قال ستيف سوسنيك من "إنتر أكتف بروكرز" (Interactive Brokers): "لاحظنا اختلافاً جوهرياً في أسبوع واحد. ففي هذا الوقت من يوم الجمعة الماضي، تعرضت الأسهم لعمليات بيع حادة بعد تقرير وظائف أقوى من المتوقع. لقد كشف ذلك عن تفضيل سوق الأسهم الواضح إلى حد ما لخفض أسعار الفائدة عن الاقتصاد القوي".
ومن منظور فني، يقول دان وانتروبسكي من "جاني مونتغمري سكوت"، إن الظروف كانت "مثالية تقريباً، حيث هاجمت الأخبار الإيجابية ظروف ذروة البيع ما أدى إلى الارتفاع الذي نشهده حالياً".
عندما يؤدي ترمب اليمين الدستورية رئيسا للولايات المتحدة يوم الاثنين، سيكون لدى مستثمري الأسهم سبب واحد كبير لتنفس الصعداء. الأداء التاريخي يشير أن مؤشر الأسهم يحقق عوائد إيجابية على مدى فترة ثلاثة أشهر بعد يوم التنصيب.
يُظهر الأداء التاريخي أن متوسط تحرك مؤشر "إس آند بي 500" لمدة ثلاثة أشهر قبل التنصيب يبلغ حوالي 1% فقط، مقارنة بارتفاع 3.7% بعد الحدث، وفقاً لتحليل "جيفريز" للبيانات التي تعود إلى 1929.
وقال استراتيجيو الشركة إن المؤشر "يتداول عادة بشكل متقلب حول فترات حفلات التنصيب"، لكن الأمور تبدأ في التحسن بعد بضعة أشهر. في الواقع، ارتفع مؤشر "إس آند بي 500" في المتوسط بنسبة 8.3% بعد ستة أشهر من التنصيب وحوالي 9.5% بعد 12 شهراً، وفق "جيفريز".
"تحت حماية ترمب"
من المرجح أن تحمي عودة ترمب إلى البيت الأبيض الأسهم الأميركية من عمليات بيع كبيرة، وفق استراتيجيي "بنك أوف أميركا"، إذ يركز المستثمرون على أجندته الحمائية ومقترحاته لخفض الضرائب على الشركات.
كتب الاستراتيجي مايكل هارتنت في مذكرة أن الأسهم الأميركية "يحميها ترمب" من الهبوط، رغم أنه لا يتوقع مكاسب حادة أيضاً بسبب المخاطر بما في ذلك التركز العالي في أسهم التكنولوجيا الضخمة والتقييمات ومراكز المستثمرين.
وقال مارك هيفيل من "يو بي إس غلوبال ويلث مانجمنت" (UBS Global Wealth Management): "ما زلنا ننظر إلى الأسهم الأميركية على أنها جذابة، ونتوقع أن يدفع نمو الأرباح 9% هذا العام مؤشر (إس آند بي 500) إلى 6600 نقطة بحلول نهاية العام".
وعلى صعيد القطاعات، أبدى هيفيل نظرة إيجابية لأسهم تكنولوجيا المعلومات، والشؤون المالية، والمرافق، وخدمات الاتصالات، والقطاع الاستهلاكي.
قال زهريد عثماني، من شركة "مارتن كوري انفتسمنتس مانجمنت": "عندما تشهد سنوات عديدة من الأداء المتفوق للأسهم الأميركية، فمن الصعب للغاية أن تنظر بعد ذلك إلى الفرص خارج الولايات المتحدة وتعتقد أنها ستكون أكثر جاذبية". وأضاف:"لكن انضباط التقييمات يجب أن يكون مهم للمستثمرين. سنحتاج إلى رؤية توسيع زخم الأرباح في الوقت الحالي".