مشاكل برامج التجسس على هواتف آيفون تتفاقم.. إليك ما يجب أن تعرفه
تاريخ النشر: 7th, July 2024 GMT
لطالما حظيت أجهزة آيفون (iPhone) بإشادة كبيرة لميزاتها الأمنية وحمايتها الخصوصية. ومع ذلك، تشير التقارير الأخيرة إلى ارتفاع مقلق في هجمات برامج التجسس على أجهزة آيفون، مما يثير تساؤلات حول النطاق الحقيقي للمشكلة وكيفية الحفاظ على الحماية.
في شهر أبريل/نيسان، أرسلت شركة آبل إشعارات لمستخدمي آيفون في 92 دولة تحذرهم من تعرضهم لبرامج تجسس.
سنتعمق بمقالنا هذا في المشهد المتطور لبرامج التجسس على أجهزة آيفون، ونستكشف المخاطر المحتملة، ونقدم علامات مهمة لكشف هذه البرامج.
تُستعمل برامج التجسس من قبل خصوم الدول، ولكن هذا نادر ومكلف نسبيا. وعادة ما يستهدف نشرها بشكل كبير مجموعة محددة جدا من الأشخاص بما في ذلك الصحفيون والمعارضون السياسيون والعاملون الحكوميون والشركات في قطاعات معينة.
كتبت شركة آبل في تقرير لها: "مثل هذه الهجمات أكثر تعقيدا بكثير من أنشطة المجرمين الإلكترونيين المعتادة والبرامج الضارة للمستهلكين، حيث يطبق مهاجمو برامج التجسس المأجورون موارد استثنائية لاستهداف عدد صغير جدا من الأفراد المحددين".
وأضافت أن "تكلفة هجمات برامج التجسس تصل إلى ملايين الدولارات وغالبا ما يكون عمرها الافتراضي قصيرا، مما يجعل من الصعب جدا اكتشافها ومنعها. وهكذا لن يتعرض الغالبية العظمى من المستخدمين لمثل هذه الهجمات مطلقا."
كما أكدت شركة آبل أن ميزة لوكداون مود (Lockdown Mode) الخاصة بها تمكنها الحماية بنجاح من الهجمات. حيث يقول شين باور المتحدث باسم شركة آبل: "كما قلنا من قبل، لسنا على علم بأي شخص يستخدم لوكداون مود يتعرض لهجوم ببرامج تجسس". ومع ذلك، بالنسبة لأولئك الذين يُستهدفون ويتعرضون للهجوم دون علم، فإن برامج التجسس خطيرة للغاية.
تشير برمجيات التجسس المصممة لأنظمة آي أو إس (IOS) إلى البرمجيات الخبيثة المصممة للتسلل إلى أجهزة آيفون وسرقة المعلومات الحساسة وتتبع النشاطات أو حتى تسجيل المحادثات. على عكس البرامج الضارة التقليدية، غالبا ما تستهدف برمجيات التجسس على آيفون أفرادا أو مجموعات محددة مما يجعلها خطيرة بشكل خاص. وسنذكر أهم التقنيات المشهورة التي كان لها دور بارز في اختراق هذه الأجهزة:
هجوم النقرة الصفرية
برنامج التجسس يمنح المهاجمين الوصول إلى ميكروفون الهاتف الذكي ويسمح لهم برؤية كل ما تكتبه، بما في ذلك الرسائل على تطبيقات التشفير مثل واتساب. كما يمكن لهذه البرامج تتبع موقعك وجمع كلمات المرور واستخراج المعلومات من التطبيقات.
في الماضي، كان يتم توصيل برامج التجسس عبر التصيد الاحتيالي عن طريق الضغط على رابط أو تحميل صورة. أما اليوم، فيمكن توصيلها من خلال ما يعرف بهجوم النقرة الصفرية عبر تطبيق آي مسج (iMessage) أو صورة على واتساب التي من شأنها زرع برنامج التجسس تلقائيا على جهاز آيفون.
في عام 2021، قام باحثون في بروجيكت زيرو (Project Zero) التابع لشركة غوغل بتفصيل كيفية استخدام هجوم النقرة الصفرية القائم على آي مسج لاستهداف ناشط سعودي. حذر الباحثون قائلين "باستثناء عدم استخدام الجهاز، ليس هناك وسيلة لمنع هجمات النقرة الصفرية. إنها سلاح لا يوجد دفاع ضده". فكل ما يتعين فعله هو، أن يتلقى الضحية رسالة آي مسج بمرفق يحتوي على ثغرة للنقرة الصفرية.
قال بوريس لارين، الباحث الأمني الرئيسي في فريق البحث والتحليل العالمي لشركة كاسبرسكاي: "بدون أي تفاعل إضافي، تسبب الرسالة في ظهور ثغرة أمنية، مما يؤدي إلى تنفيذ كود خبيث لإعطاء صلاحيات وتوفير سيطرة كاملة على الجهاز المصاب". وبمجرد أن يثبت المهاجم وجوده على الجهاز، يتم حذف الرسالة تلقائيا.
بيغاسوسبرنامج التجسس الأشهر والمعروف هو بيغاسوس، الذي صنعته شركة إن إس أو غروب (NSO Group) الإسرائيلية لاستهداف الثغرات في كل من نظامي آي أو إس وأندرويد.
البرامج الضارة موجودة فقط بسبب البائعين مثل شركة "إن إس أو" التي تدّعي أنها تبيع الثغرات للحكومات فقط لملاحقة المجرمين والإرهابيين. يقول ريتشارد ويرنر، مستشار الأمن السيبراني في تريند مايكرو: "أي عملاء، بما في ذلك الحكومات في أوروبا وأميركا الشمالية، يوافقون على عدم الكشف عن تلك الثغرات".
وعلى الرغم من ادعاءات شركة "إن إس أو"، استمرت البرامج الضارة في استهداف الصحفيين والمعارضين والمحتجين. حيث زُعم أن زوجة الصحفي والمعارض السعودي جمال خاشقجي، حنان العطر – تعرضت للاستهداف بواسطة بيغاسوس قبل وفاته. وفي عام 2021، اكتشف الصحفي في صحيفة نيويورك تايمز بن هابارد أن هاتفه تم استهدافه مرتين بواسطة بيغاسوس.
زُرع برنامج بيغاسوس بصمت على هاتف آيفون الخاص بكلود ماغنين، زوج الناشطة السياسية نعمة أصفري، والتي سُجنت في المغرب. كما تم استخدام برنامج بيغاسوس لاستهداف المتظاهرين المؤيدين للديمقراطية في تايلاند والصحفية الروسية غالينا تيمشينكو والمسؤولين الحكوميين في المملكة المتحدة.
في عام 2021، رفعت شركة آبل دعوى قضائية ضد شركة "إن إس أو غروب" لمحاسبتها على مراقبة واستهداف مستخدمي آيفون. ولا تزال هذه القضية قائمة مع محاولة الثانية لرفض الدعوى القضائية، ولكن الخبراء يقولون إن المشكلة لن تزول طالما استمرت شركات البرمجيات الضارة في العمل.
لايت سباي
اكتشف باحثون من شركة الأمن وعملاقة الهواتف الذكية السابقة بلاك بيري، حملة برامج تجسس أطلق عليها اسم لايت سباي (LightSpy) تستهدف مستخدمي آيفون في جنوب آسيا وربما الهند، والتي تعتبر خطيرة بشكل خاص لأنها تسمح للمهاجم بتحديد موقع هدفه بدقة.
وهذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها اكتشاف لايت سباي برمجية التجسس على الآيفون الموصوفة بأنها "زرعة آي أو إس المتطورة"؛ فقد تم الإبلاغ عنها لأول مرة عام 2020 وسط تصاعد التوترات السياسية في هونغ كونغ.
وقال الباحثون إن الإصدار الأخير من لايت سباي يحتوي على ميزات تجسس أكثر شمولا من الإصدار الأول. على وجه التحديد، إنها مجموعة أدوات مراقبة معيارية كاملة الميزات تركز في المقام الأول على سرقة المعلومات الخاصة للضحايا، بما في ذلك بيانات الموقع الدقيقة وتسجيل الصوت أثناء مكالمات الصوت عبر بروتوكول الإنترنت "في أو آي بي" (VOIP).
ذكرت شركة أفاست (Avast) أهم العلامات التي تظهر على هاتف الآيفون إذا كان شخص ما يتحكم به عن بعد أو مصابا ببرنامج تجسس، والتي شملت ما يلي:
ارتفاع الحرارةلا ينبغي أن ترتفع درجة حرارة أجهزة آيفون التي تعمل بشكل جيد. فإذا كان جهازك دافئا أو ساخنا بشكل غير عادي، فقد يشير هذا إلى أن شخصا ما يتجسس على جهازك. وبطبيعة الحال، إن تثبيت برامج التجسس ليس هو السبب الوحيد لارتفاع درجة حرارة الهاتف لذلك لا داعي للذعر.
استنزاف البطاريةتعمل برامج التجسس في الخلفية على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع للتجسس على نشاطك اليومي. ولهذا السبب يمكن أن تكون البطارية التي تستنزف بسرعة علامة على وجود برامج تجسس على أجهزة آيفون. يعد استهلاك البطارية أمرا طبيعيا إذا كنت تقوم ببث الفيديو أو تمارس الألعاب، ولكن إذا كانت البطارية تستنزف بمعدل سريع غير معتاد، فقد يعني ذلك أن لديك برنامج تجسس على هاتفك.
رسائل غير عاديةقد تشير الإعلانات غير المرغوب فيها إلى تسلل برامج التجسس، حيث إن برامج التجسس غالبا ما تكون مجمعة مع برامج الإعلانات المتسللة. فقد تستخدم الهاتف وفجأ يفتح المتصفح وينقلك إلى موقع إعلانات فهنا تأكد أن هاتفك يحتوي على تطبيق ضار. كما قد تأتي الرسائل التخريبية على شكل رسائل نصية أو إشعارات التطبيقات غير الموثوقة.
الاستخدام المفرط للبياناتمثلما تستنزف برامج التجسس بطاريتك، فإنها ستستنزف بياناتك أيضا. تستخدم برامج التجسس بيانات هاتفك المحمول لإرسال المعلومات التي تجمعها عنك. هذا يعني أنك تدفع مقابل إرسال بيانات مطارد أو متسلل أو متطفل غير مرغوب فيه على أنشطتك الرقمية.
تطبيقات جديدةهناك طريقة أخرى لوصول برامج التجسس إلى جهاز آيفون وهي من خلال الآباء أو الشركاء المشبوهين الذين يقومون بتثبيت تطبيقات المراقبة سرا. إذا وجدت تطبيقات غير معروفة على هاتفك ولا تتذكر تنزيلها، فقد يشير ذلك إلى أن شخصا آخر لديه حق الوصول إلى جهازك.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات البرامج الضارة برامج التجسس التجسس على برامج تجسس بما فی ذلک فی عام 2021 شرکة آبل إذا کان
إقرأ أيضاً:
نظام أندرويد 15 يحدث مشكلات يصعب إصلاحها في هواتف موتورولا
تسعى موتورولا جاهدة لتحديث دعم البرمجيات لأجهزتها، ولكنها تواجه عقبات مع إصدار نظام التشغيل أندرويد 15، على الرغم من استعداد الشركة لتقديم تحديثات أسرع وأكثر استدامة، إلا أن الإصدار الجديد أظهر عدة مشكلات بالأجهزة المؤهلة خاصة في الأداء، حيث انتشرت مواطن الخلل على نطاق واسع، مما جعل الإصلاحات الجديدة تؤدي إلى ظهور مشكلات إضافية.
وبحسب ما ذكره موقع “gizmochina”، يعاني مستخدمو هاتف موتورولا Edge 50 Fusion من مشكلات متكررة تتعلق بتطبيقات النظام، مما يجعل التنقل الأساسي في الأجهزة شبه مستحيل.
وقد وصف أحد مستخدمي Reddit، المشكلة بأنها "تعطل ثابت"، حتى في الوضع الآمن. بينما وجد عدد من المستخدمين حلا مؤقتا باستخدام تطبيقات خارجية، واجه آخرون، صعوبة حيث تعود أجهزتهم إلى تطبيقات النظام الأصلية، مما زاد من حالة الإحباط.
استجابت موتورولا بسرعة، حيث أصدرت تصحيحات في غضون أسابيع، إلا أن هذه الإصلاحات لم تلو من العواقب السلبية. بينما تمكنت الشركة من حل بعض المشكلات المتعلقة بشاشة Thinkphone 25، ظهر عيب جديد في جهاز RAZR+ 2023، وهو تعطل شاشة الغلاف مما أدى فعليا إلى "تجميد" الجهاز، كما ذكرت تقارير من خبراء أندرويد، مما أثر بشدة على الوظيفة الأساسية للجهاز القابل للطي.
وتظهر هذه المواقف كيف أن مواطن الخلل تقوض جهود موتورولا الأخيرة لتحسين سمعتها في دعم البرمجيات، على الرغم من التزامها بتقديم تحديثات للأجهزة لمدة خمس سنوات، فإن الأجهزة مثل Razr Plus (2023) عانت من ثغرات أمنية مؤلمة لعدة أشهر، لكن علامة موتورولا بدأت في تقديم تحديثات منتظمة منذ سبتمبر، مما يعتبر علامة على تحسن الهيكل الإداري لديها.
ومع ذلك، فإن الاستجابة السريعة لمشكلات البرامج تحمل في طياتها تهديدا لثقة المستخدمين، كما علق أحد مستخدمي RAZR+ على الوضع قائلا: "التحديثات التي تعيد ظهور مشاكل جديدة أسوأ بكثير من انتظار تجربة مستقرة."
وفي سياق آخر، أطلقت موتورولا إصدارا حصريا من Razr+ Paris Hilton Limited في الولايات المتحدة بسعر 1200 دولار، وهو متاح بكميات محدودة عبر موقع الشركة Motorola هذه الخطوة تهدف إلى جذب انتباه محبي التكنولوجيا وعشاق العلامة التجارية.