الصراع السياسي القائم في السودان هو بين خونة وآخرين فاشلين
تاريخ النشر: 7th, July 2024 GMT
“زوبعة” القاهرة !
رشان اوشي
على إثر “زوبعة ” القاهرة ، و رغم تمنياتنا لمؤتمر الحوار السوداني بالتوفيق؛ لأن مبدأ الحوار يعني أن يتخلى النادي السياسي عن نهج عدائي بين تياراته ، و ضبط مواقفه، ومنعها من الإضرار بأمن السودانيين ، وضبط علاقاته الخارجية من أجل التصالح مع الشعب السوداني .
رغم جزمي أن هذه الأحزاب ليس باستطاعتها إحداث تغيير ملحوظ في الملفات المعقدة الآنية واهمها ملف (الحرب) ، فهذه الملفات في يد كفيل بعضهم “الامارات” ، ولن تدعها أبداً لغيرها، فهي مصدر قوة ابتزازها للقيادة السودانية ، وكذلك مصدر رزقها المنتظر في (الفشقة، ميناء ابو عمامة ، وذهب السودان) .
النادي السياسي السوداني ما زال معجون بالفشل بكل حمولته السلبية ، و مثقل بأعباء التاريخ و صراعاته، و إِحِن الماضي و خلافاته، ، وما زالت “الاجندة الخارجية ” تعمل فيه بكامل طاقتها وتأثيرها، وفهم هذا البعد والوعي به هما طريق الخلاص منه نحو المستقبل.
ما زال النادي السياسي بعيد عن تجاوز الماضي، فضلاً عن القطيعة التي تسبب فيها صراع المصالح ، بينما الخلط بين المواقف الوطنية و اجندة الكفيل سيكون معوقٌ عن تحقيق أي تقدمٍ أو إنجاز وطني.
الصراع السياسي القائم في السودان هو بين خونة وآخرين فاشلين ، وكله يدور في بوتقة نظامٍ واحدٍ، قائده واحدٌ، وهو مَن يسمح بتقدم طرفٍ على طرفٍ حسب الأوضاع السياسية دولياً وإقليمياً، بينما السياسيين الوطنيين الحقيقيين في ميادين القتال ضد الغزو الاجنبي ، يعانون من التشتت و الاستهداف المتكرر بشكل منهجي.
“وطنيو السودان ” تعبر عنهم مواقف مرئية ، وشخصيات تظهر من الخنادق وليس الفنادق ، مثل (شباب الإسلاميين ، المقاومة الشعبية المسلحة ، أبناء ديسمبر الأوفياء ..الخ) .. وعلى الرغم من أنهم يعبِّرون عن اختلافاتٍ حقيقية مع النظام، وانهم قُمعوا كثيراً بعد انتهاء مدة الاستفادة الظرفية منهم في مراحل ما من عمر السودان ما بعد ١١/ابريل/٢٠١٩م.
يجب وضع الأمور في نصابها وإبعاد أي توهمٍ قد يوحي بموقفٍ مختلفٍ أو سياسات مغايرة فضلاً عن أي تحولٍ مهم في المشهد السياسي العام .
تحدث المؤتمرون في القاهرة لوقف الحرب حول كل شئ، ما عدا آليات وقف الحرب ، لأنهم على يقين بأن “حميدتي” في غيابه لم يتابع ثرثرتهم ، ولا تعنيه في شئ، ربما وصفها بحالة فصام مستفحلة، الجميع يعلم أن “حميدتي” نفسه لا يستطيع ايقاف وحوشه عن القتل والنهب وتهجير السكان ، هؤلاء تحركهم قيادات عسكرية أجنبية مستأجرة ، تقود العمليات الميدانية ، بتعليمات إماراتية ،لن يستطيع “حمدوك” مخالفتها ، لأن المطلوب منه العودة ب(الفشقة، الموانئ، الذهب) وليس اتفاق مبادئ مع “مبارك الفاضل” أو “برمة ناصر”.
السودانيون في اللجوء والنزوح يؤمنون بأن هذه المرحلة الصعبة من عمر بلادهم لن تحل إلا بأمرين؛ إما بالتفريط في أرضهم وسيادتهم ، وإما بمواجهة شاملة مع المليشيات التي تستعين بها “الامارات” لإخضاع الشعب السوداني .
محبتي واحترامي
رشان اوشي
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
الجيش السوداني يعلن استعادته مدينة أم روابة بشمال كردفان جنوب البلاد
أعلن الجيش السوداني، الخميس، استعادته السيطرة على مدينة أم روابة ثاني أكبر مدن ولاية شمال كردفان جنوب البلاد، من قبضة قوات الدعم السريع.
وقال الجيش في بيان مقتضب: "بحمد الله وتوفيقه، طهرت قواتنا المسلحة مدينة أم روّابة من مليشيا الدعم السريع وكبدتهم خسائر فادحة".
وبث ناشطون سودانيون على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع مصورة لانتشار قوات الجيش داخل المدينة.
أبطال القوات المسلحة من داخل مدينة أم روابة في ولاية شمال كردفان، بعد طرد مرتزقة الدعم السريع#السودان #السودان_ينتصر pic.twitter.com/i4alV2HtMw — Sudan News (@Sudan_tweet) January 30, 2025
وسيطرت قوات الدعم السريع منذ أيلول/ سبتمبر 2023 على مدينة أم روابة، والتي تبعد عن مدينة الأُبيِّض عاصمة شمال كردفان نحو 145 كيلومترا.
وتعد أم روابة مركزا تجاريا مهما وسوقا كبيرا للحبوب الزيتية، كما أنها ملتقى طرق حديدية وبرية تربط ولايات غرب السودان وجنوب كردفان، بالعاصمة الخرطوم (وسط) وميناء بورتسودان شرقي البلاد.
ومنذ أشهر بدأ الجيش شن هجوم واسع على "الدعم السريع" بمحاور مختلفة، وبات في الأيام الأخيرة يحقق انتصارات متتالية وآخرها الأربعاء، إعلانه إعادة السيطرة على وسط مدينة بحري شمالي الخرطوم، بما في ذلك جسر "المك نمر" الرابط بين العاصمة وبحري للمرة الأولى منذ 21 شهرا، ما يقربه أكثر نحو القصر الرئاسي القريب من الجسر.
ويخوض الجيش و"الدعم السريع" منذ منتصف نيسان/ أبريل 2023 حربا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 14 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما قدر بحث لجامعات أمريكية عدد القتلى بنحو 130 ألفا.
وتتصاعد دعوات أممية ودولية لإنهاء الحرب بما يجنب السودان كارثة إنسانية بدأت تدفع ملايين الأشخاص إلى المجاعة والموت جراء نقص الغذاء بسبب القتال الذي امتد إلى 13 ولاية من أصل 18.