الأسواق العربية هدفها الرئيسي.. درزن أول منصة تركية لتجارة الجملة
تاريخ النشر: 7th, August 2023 GMT
إسطنبول – في ظل جهود الحكومة التركية للتغلب على أزمة التضخم التي تشهدها البلاد منذ نحو عامين، التي دفعتها للعودة إلى سياسة رفع سعر الفائدة والتشديد النقدي، تكافح أنقرة لإبعاد شبح الركود عن اقتصادها القائم على الإنتاج والتصدير، من خلال اتباع سياسات تحفز القطاع الصناعي وتفتح الأسواق العالمية أمامه كوجهات للتصدير.
وفي هذا الإطار، تبرز التجارة الإلكترونية، ولا سيما تجارة الجملة، بوصفها أحد الخيارات المطروحة أمام الفريق الاقتصادي، حيث تعول أنقرة على توسيع هذا القطاع بقصد إنعاش قطاع الصادرات وبلوغ هدف الـ300 مليار دولار، الذي أعلنت عنه مرارا، وصولا إلى هدف 400 مليار دولار في عام 2028 بحسب ما ذكر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وأظهرت أرقام رسمية أن حجم الصادرات التركية وصل في الشهور الخمسة الأولى من العام الجاري إلى 102 مليار و467 مليون دولار، بينما بلغت الواردات 158 مليارا و498 مليون دولار.
أما حجم التجارة الإلكترونية في البلاد، فقد وصل إلى 40 مليار دولار خلال عام 2022 بحسب أرقام وزارة التجارة التركية، فيما اقتصرت الصادرات عبر الإنترنت على 1.7 مليار دولار في نفس العام.
ربط المصانع التركية بالعالمويرى مراقبون أن جولة أردوغان الأخيرة إلى دول السعودية وقطر والإمارات تأتي في إطار البحث عن توسيع آفاق التعاون الاقتصادي وتعزيز التبادل التجاري بما يخلق فرصا أكبر أمام المصدرين الأتراك.
وكشفت بيانات مجلس المصدرين الأتراك نمو الصادرات التركية إلى المنطقة العربية بنسبة 17.8% خلال عام 2022، لتبلغ نحو 34.2 مليار دولار، وتصدرت السعودية الدول الأكثر نموا بالتجارة مع تركيا، إذ سجلت واردات الرياض من تركيا نموا بأكثر من 400% خلال العام الماضي.
وفي إطار سعيها لتعزيز الصادرات عبر التجارة الإلكترونية، أصدرت تركيا في 24 أغسطس/ آب من العام الماضي قانونا ينظم عملية التصدير الإلكتروني المعروفة اختصارا بـ (B2B)، وقامت بتعديله وإجراء تحديث له في 21 مارس/ آذار من العام الجاري.
وفي مبادرة شبيهة بموقع "علي بابا" الصيني الذي يربط مصانع الصين بالعالم، أنشأ رجال أعمال في تركيا مؤخرا منصة "درزن" (Derzan) لتجارة الجملة الإلكترونية لربط جميع المصانع التركية بالعالم، وخاصة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لتصبح أول وأكبر منصة من نوعها في البلاد.
جانب من مشاركة منصة "درزن" في مؤتمر الشركات التركية المصدرة (الجزيرة) فرصة سانحةيقول رجل الأعمال ومؤسس "درزن" صادق قاسم أوغلو، في حديث للجزيرة نت، إنه استلهم فكرة تأسيس المنصة من التغيرات في السياسة الاقتصادية والتشريعات القانونية والقرارات المتسارعة الحكومية الهادفة لدعم التصدير.
وأضاف قاسم أوغلو، وهو استشاري وخبير في التجارة الإلكترونية، أنه حاول التقاط الفرصة بالاعتماد على خبرته في هذا المجال وفي التبادل التجاري الدولي، وإدراكه لحجم الثغرات التي يمكن أن تغطيها المنصة الجديدة.
وتعمل "درزن" كمنصة لتجارة الجملة تربط بين التجار حول العالم مع المصنعين والموردين الأتراك، وتقدم أكثر من 2 مليون منتج تركي تشهد إقبالا في دول الشرق الأوسط وبقية دول العالم، وتغطي القطاعات كافة، بحسب قاسم أوغلو.
وأوضح أن "درزن" تقدم مجموعة واسعة من المنتجات في جميع القطاعات لتلبية احتياجات المتاجر والتجار الذين يبحثون عن شراء السلع بكميات كبيرة بأسعار المصنع مباشرة، وتقدم المنصة الدعم لروادها لمساعدتهم في أي استفسارات أو مشكلات قد تواجههم خلال عملية التفاوض والشراء.
ويؤكد رجل الأعمال والمستشار في التجارة الإلكترونية أن مثل هذه المواقع والخدمات الإلكترونية وضعت نفسها حلا شاملا للمستوردين العالميين من تركيا، حيث تجمع كل مكونات المعاملة التجارية تحت مظلة واحدة، كما تتيح الاجتماعات الافتراضية مع الشركات مما يمكن المشترين والبائعين من مناقشة الصفقات وتكوين علاقات مباشرة.
يقول القائمون على "درزن" إن موقعهم يقوم أيضاً بتخفيف التكلفة على المستوردين، عبر تجميع الشحنات، حيث يتم دمج البضائع من موردين متعددين في شحنة واحدة مما يجعل المنتج أكثر اقتصادية للمشتري.
صادق قاسم أوغلو يرى فجوة كبيرة في قطاع التصنيع التركي لم يتم تغطيتها من قبل منصات التجارة الإلكترونية (الجزيرة) سد الفجوة الكبيرةوذكر تقرير سابق لوكالة الأناضول، أن حجم سوق التجارة الإلكترونية في تركيا بلغ 800 مليار ليرة خلال العام 2022 بمعدل زيادة 109% عن العام 2021، في حين ارتفع حجم التجارة الإلكترونية من إجمالي حجم التجارة إلى 18.6%.
ويقول مؤسس منصة "درزن" إنه بالنظر إلى الأرقام، فإن هناك فجوة كبيرة في قطاع التصنيع التركي لم يتم تغطيتها من قبل منصات التجارة الإلكترونية، موضحاً أن نحو 4% فقط من الشركات التركية تصدر منتجاتها إلكترونيا، فيما لم يدخل الـ 96% المتبقون إلى السوق بعد.
وحول استهداف "درزن" للتجار العرب، بشكل خاص، أوضح قاسم أوغلو أن المنصة تتيح المقارنة بين المصادر والتفاوض للحصول على أفضل سعر للكميات المطلوبة مع وجود مترجمين طوال الوقت للمساعدة، فيما توفر المنصة ضمانات للجودة وتسليم الطلبات، وكذلك توفر نظام دفع آمن وخيارات شحن موثوقة.
وكان أردوغان قد حدد هدفا لحكومته يتمثل في جعل تركيا في مصاف الدول العشر الأولى الأكثر تصديرا في العالم، بعد وصول السلع التركية إلى أسواق 197 دولة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: التجارة الإلکترونیة ملیار دولار
إقرأ أيضاً:
قطاع الأعمال: أرباح القابضة الكيماوية وشركاتها تقترب من 14 مليار جنيه
ارتفعت أرباح الشركة القابضة للصناعات الكيماوية وشركاتها التابعة، بمعدل نمو 38% عن العام المالي 2023/2024، وفق ما أعلنته وزارة قطاع الأعمال العام.
وسجل صافي ربح الشركة القابضة وشركاتها التابعة - وفقا للقوائم المالية المجمعة - نحو 13.7 مليار جنيه خلال العام المالي المنتهي 30 يونيو 2024.
وأظهرت القوائم المجمعة للشركة القابضة للصناعات الكيماوية، تحقيق حجم صادرات حوالي 5.9 مليار جنيه بزيادة نسبتها 9% عن العام المالي السابق له .
وتتبع الشركة القابضة للصناعات الكيماوية نحو 13 شركة تابعة تعمل في قطاعات صناعية مختلفة وهما( الصناعات المصرية "كيما"، سيناء للمنجنيز، النصر للأسمدة والصناعات الكيماوية، الدلتا للأسمدة والصناعات الكيماوية، مصر لصناعة الكيماويات، مطابع محرم، طنطا للكتان والزيوت، النصر للملاحات، النصر للأجهزة الكهربائية والإلكترونية "نيازا"، النصر لمنتجات الكاوتشوك "ناروبين"، المصرية للمواسير والمنتجات الأسمنتية "سيجورات"، المحاريث والهندسة).
سعر الأسماك والمأكولات البحرية في ختام تعاملات اليوممحمد فريد: الرقابة المالية تولي أهمية قصوى لدفع جهود الاستدامة في القطاع المالي غير المصرفيمشروعات استثمارية
وتستهدف الشركة القابضة للصناعات الكيماوية عبر المشروعات الاستثمارية لشركاتها التابعة إحلال الواردات وتعميق التصنيع المحلي والشراكات مع القطاع الخاص، ومن بينها مشروعاتها إنتاج حبيبات الكلور بشركة مصر لصناعة الكيماويات والذي يهدف إلى إنتاج 10.000 طن سنويا من منتج حبيبات الكلور بالإضافة إلى 12.000 طن من كبريتات الأمونيوم كمنتج ثانوي والذي يستخدم سماد زراعي، ومشروع إنتاج أسياخ الحديد سابقة الإجهاد PC Wire بطاقة 18000 طن سنويا.
ومشروع إنشاء وحدات معالجة مياه الصرف الصناعي والصحي والتبخير ومشروع إنتاج الأمونيا الخضراء بطاقة 1000 طن/يوم بشركة النصر للأسمدة، والذي يتضمن إنشاء محطات طاقة نظيفة بقدرة 400 ميجاوات ومحطة لتحلية مياه البحر لتلبية احتياجات المشروع.
ومشروع إنشاء مصنعي حامض النيتريك ونترات الأمونيوم، ومشروع إعادة تأهيل وتشغيل مصنع الفيروسيليكون المتوقف منذ سنوات بشركة الصناعات الكيماوية المصرية (كيما)،
بالإضافة إلى الخطة العاجلة لإصلاح وتشغيل شركة الدلتا للأسمدة، وإضافة منتجات جديدة بشركتي سيجوارت واليايات لفلنكات القطار السريع وتيل الفرامل لعربات مترو الأنفاق والسكة الحديد.
شراكة بين القطاعين العام والخاص
وأعلن مجلس الوزراء اليوم عن توقيع عقد استغلال وتشغيل فرن قوس حراري لإنتاج سبائك السيليكو منجنيز، وذلك بين كل من شركة الصناعات الكيماوية المصرية "كيما" التابعة للشركة القابضة للصناعات الكيماوية، إحدى شركات وزارة قطاع الأعمال العام، وشركة "الشرق" الحقيقي للاستثمار، وهي شركة مصرية باستثمارات سعودية، يمثل هذا المشروع نموذجًا للشراكة بين القطاعين العام والخاص، ويؤكد على الدور الذي تلعبه شركات قطاع الأعمال العام في دفع عجلة التنمية الاقتصادية.
بموجب العقد المُوقع، توافق شركة "كيما" على أن تعهد لشركة "الشرق" باستغلال وتشغيل وصيانة الفرن المملوك لها وبيع سبائك السيليكو منجنيز طبقًا للمواصفات العالمية. فيما تتعهد شركة "الشرق" بسداد مبلغ 75 دولار أمريكي لشركة "كيما" عن كل طن يتم إنتاجه، بالإضافة إلى 30% من قيمة المنتجات الثانوية الناتجة عن عملية إنتاج السيليكو منجنيز. ويأتي ذلك في ضوء امتلاك شركة "الشرق" الخبرات والإمكانات الفنية والإدارية والمالية اللازمة لتشغيل واستغلال الفرن المُشار إليه لإنتاج سبائك السيليكو منجنيز من خلال استخدام خام المنجنيز المحلى المملوك لها.
وتبلغ حجم الإنتاج المستهدف، وفقًا للعقد، يبلغ 18 ألف طن سنويًا وبإجمالي إيراد متوقع يبلغ 1.4 مليون دولار لصالح شركة كيما، بالإضافة إلى إيراد متوقع من المنتجات الثانوية يصل إلى نحو 400 ألف دولار سنويا، ليصبح إجمالي الإيراد المتوقع سنويا لشركة "كيما" 1.8 مليون دولار. كما تلتزم شركة الشرق بسداد حد أدنى مضمون لصالح شركة كيما بقيمة 600 ألف دولار سنويا.
وتبلغ مدة هذا العقد سبع سنوات تبدأ من تاريخ الاستلام النهائي للفرن، وتجدد لمدد مماثلة بموجب عقد اتفاق جديد بين الطرفين قبل نهاية مدة العقد الحالي بستة أشهر.