بوابة الوفد:
2024-12-18@13:25:30 GMT

أزمة مصر الحقيقية

تاريخ النشر: 7th, July 2024 GMT

لا ألتفت كثيراً لثرثرة الناس على السوشيال ميديا، قليلها مفيد للقلب والعقل كنوع من التنفيس عن هموم وأوجاع متواصلة، وكثيرها ضياع للوقت والصحة النفسية قبل الجسدية.

لا تُحزننى انتكاسات البشر من حولنا، لا أستغرب تحولاتهم، ولم أعد أندهش من تقلباتهم، فالثبات أكذوبة الحياة.

لا تقلقنى انفلاتات الشارع السلوكية، لا يحبطنى انحطاط الفنون، وتراجع الثقافة والوعى، فالقبح ضرورى فى بعض الأحيان لمنحنا الشعور بحلاوة الحُسن متى انجلى.

لا تصعقنى أزمة الكهرباء، ولا تستفزنى موجة الغلاء، ولا تخنقنى حملات الاستغلال وجشع التجار، ولا تكوينى بيروقراطية الخدمات الحكومية، ولا تضايقنى تصريحات السادة المسئولين وحيلهم لامتصاص الضيق من الحال، فقد اعتدت كل ذلك منذ نعومة أظافرى، ووطنت ذاتى على الصبر الجميل.

أتذكر مقولة رائعة للناقد الكبير مصطفى بيومى يقول فيها «ولدنا على هذه الأرض فى ظروف استثنائية، وعشنا أعمارنا فى ظل ظروف استثنائية، ومراحل انتقالية، عملنا وتزوجنا وبنينا أسراً جديدة، وظروفنا استثنائية، ثم تقاعدنا وكتبنا وصايانا، وما زلنا فى ظلال الظروف الاستثنائية».

من هنا، فإن ما يُزعجنى بالفعل، ويُنغص علىَّ أيامى، وربما يدفعنى للاكتئاب والقلق هو عدم استشراف الغد، بما يحمله من تحديات، وما يتيحه من فرص. لا خطط مستقبلية واضحة، ولا برامج افتراضية معلنة وشفافة، ولا تصورات محددة بشأن القادم.

نحن كما يقول المبدع الراحل لينين الرملى أشبه «بمسافرين على رصيف قطار لا نعرف موعده».

يبدو الماضى محل حديث دائم ومعلن داخل أروقة النخبة المصرية السياسية، فنختلف حول ثورة 1919، ومعاهدة 1936، وحادث 4 فبراير، والكتاب الأسود والأبيض، وقرار تقسيم فلسطين، وحريق القاهرة، وحرب الإسماعيلية، وثورة أو حركة أو انقلاب يوليو 1952، وإلغاء الأحزاب فى العام التالى، والوحدة مع سوريا، وحرب اليمن، وإغلاق خليج العقبة. ونتجادل ونتشابك ونتخاصم فى قبول الرئيس عبدالناصر مبادرة روجرز، وكون حرب أكتوبر حرب تحريك أم تحرير، والمسئولية عن الثغرة، ومكاسب وخسائر مبادرة السلام، ودعم الرئيس السادات للتيارات الدينية، لكننا لا نفتح جلسات العصف الذهنى بشأن القادم السريع. لا نبحث ولا ندرس ولا نفكر فى العالم الجديد الذى يُعاد تشكيله، وفى الأفكار الأحدث التى تنبت على الأرض، وفى الافتراضات والسيناريوهات المتوقعة للمستقبل الذى يتدفق كنهر فائض لا سدود أمامه.

ربما يسكن المواطن كثيراً لو علم أن نهاية الوجع راحة، وأن آخرة الصبر جنة. يرتاح لو أدرك أن هناك خطة للغد، وأنه يُسدد فواتير لإسعاد أبنائه وأحفاده. يزرع ويحرث ويسقى لتجنى الأجيال القادمة رخاءً وخيراً واستقراراً.

 إن أحداً لا ينكر وجود إنجازات على الأرض، مشروعات جديدة، وبنية تحتية كبيرة، وشبكة نقل لافتة، لكن العبرة النهائية برضا الإنسان العام، وهو لن يتحقق سوى برؤية مستقبلية واضحة المعالم تُخبرنا بأننا نبنى بالفعل دولة ناهضة، يعيش فيها إنسان الغد بكرامة وسعادة وأمان.

ما مستقبل الصحة فى بلادي؟ وما مستقبل التعليم؟ الصناعة؟ الاقتصاد؟ الثقافة والإبداع؟ ما الغد؟ ذلك هو السؤال الأهم.

والله أعلم.

 

[email protected]

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مصطفى عبيد السوشيال ميديا

إقرأ أيضاً:

عقب اعتراف الأمن باغتيال المغترب أنور.. غضب شعبي يجتاح تعز يتهم الأمن بالتستر على ملابسات الجريمة ودوافعها الحقيقية والقيادات المتورطة فيها

مقالات مشابهة مذيعة تونسية تنشر صورة تجمعها مع أحمد الشرع وفيصل القاسم يوجه دعوة مفاجئة بشأن الصحافيين والفنانيين في سوريا

‏16 ساعة مضت

فضيحة مدوية: ترقية مسؤول متهم باختلاس الملايين وسجن المبلغين تُشعل الغضب الشعبي بالتزامن مع توقف المرتبات

‏18 ساعة مضت

لماذا لا يتم ضبط الجناة.؟ أهالي تعز ينتفظون ويهددون بالتصعيد الثوري احتجاجًا على تقاعس السلطات عن الانتصاف لمظلومية الدكتور المخلافي

‏20 ساعة مضت

فلكي يطلق تحذيرات عاجلة لجميع السكان مما سيحدث خلال الـ48 ساعة القادمة

‏20 ساعة مضت

خذوا حذركم.. الجوبي ينشر توقعات الطقس: درجات حرارة تصل إلى ما دون الصفر في عدة محافظات يمنية غدًا

‏21 ساعة مضت

حادثة قتل مروعة تُشعل غضب الأهالي في تعز والجاني يفر من العدالة (الاسم + الصورة)

‏22 ساعة مضت

في حادثة صادمة أثارت غضباً واسعاً، اعترفت الأجهزة الأمنية في مدينة تعز بمسؤوليتها عن جريمة قتل المغترب أنور منصور عبده زيد، الذي قُتل أثناء احتجازه في قسم شرطة عصيفرة.

وجاء هذا الاعتراف بعد ضغط إعلامي وشعبي كبير، كشف عن تفاصيل صادمة تشير إلى تواطؤ داخل القسم، حيث اتُهم القتيل زوراً بحيازة مخدرات، قبل الإعلان عن وفاته واختفاء سيارته الفارهة ومقتنياته الشخصية.

وفي خطوة وصفت بأنها محاولة لاحتواء الغضب الشعبي، أعلن مدير أمن تعز، منصور الأكحلي، عن توقيف مدير قسم شرطة عصيفرة وعدد من الضباط والأفراد وإحالتهم للتحقيق، كما أوضح أن فريقاً من الأدلة الجنائية تم إرساله إلى موقع الحادثة، مؤكداً أن القضية قيد متابعة النيابة العامة.

لكن الشارع في تعز يرى أن هذه الإجراءات جاءت فقط بعد فضح الجريمة إعلامياً، حيث كان من الممكن التستر عليها تماماً لولا تدخل الإعلاميين والنشطاء والمجتمع، مطالبين بالتحرك السريع لمحاكمة جميع المتورطين وإنزال أشد العقوبات بحقهم.

مطالبات بكشف ملابسات القضية:

تشير مصادر مطلعة في تعز إلى أن جريمة قتل المغترب، لها دوافع عميقة لم يتجرأ الامن على كشفها وأبقاها سرًا كونها تتعلق بقيادات نافذة، مؤكدة أن استهداف أنور جاء للتغطية على جرائم أخرى أكبر منها تتعلق بقيادات عليا في المحافظة.

دعوة للتصعيد:

وفي ظل استمرار الغضب الشعبي، دعا ناشطون وإعلاميون إلى مواصلة الضغط الشعبي والمجتمعي حتى يتم الكشف عن جميع ملابسات الجريمة بشفافية أمام الرأي العام، واعلان دوافعها واسبابها، وتقديم كافة اطرافها والمتورطين فيها للمحاكمة سريعا.

كما وجهوا دعوة إلى تنظيم مظاهرات سلمية وتصعيد الاحتجاجات للتأكيد على ضرورة محاكمة المتورطين ومحاسبة كل من تواطأ أو تستر على الجريمة.

هاشتاقات للتحرك المجتمعي:

ولتفاعل الرأي العام على نطاق واسع، أطلق نشطاء حملات تحت هاشتاقات: #سرعة_كشف_المتورطين #سرعة_محاكمة_القتلة #كلنا_انور

ويأمل الناشطون أن يتمكنوا من إبقاء القضية في دائرة الضوء حتى تتحقق العدالة، مؤكدين أن قضية أنور ليست مجرد جريمة فردية، بل تعكس فساداً عميقاً يتطلب وقفة جادة من الجميع.

ذات صلة السابق مذيعة تونسية تنشر صورة تجمعها مع أحمد الشرع وفيصل القاسم يوجه دعوة مفاجئة بشأن الصحافيين والفنانيين في سوريااترك تعليقاً إلغاء الرد

يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.

آخر الأخبار عقب اعتراف الأمن باغتيال المغترب أنور.. غضب شعبي يجتاح تعز يتهم الأمن بالتستر على ملابسات الجريمة ودوافعها الحقيقية والقيادات المتورطة فيها ‏7 دقائق مضت مذيعة تونسية تنشر صورة تجمعها مع أحمد الشرع وفيصل القاسم يوجه دعوة مفاجئة بشأن الصحافيين والفنانيين في سوريا ‏16 ساعة مضت فضيحة مدوية: ترقية مسؤول متهم باختلاس الملايين وسجن المبلغين تُشعل الغضب الشعبي بالتزامن مع توقف المرتبات ‏18 ساعة مضت لماذا لا يتم ضبط الجناة.؟ أهالي تعز ينتفظون ويهددون بالتصعيد الثوري احتجاجًا على تقاعس السلطات عن الانتصاف لمظلومية الدكتور المخلافي ‏20 ساعة مضت فلكي يطلق تحذيرات عاجلة لجميع السكان مما سيحدث خلال الـ48 ساعة القادمة ‏20 ساعة مضت خذوا حذركم.. الجوبي ينشر توقعات الطقس: درجات حرارة تصل إلى ما دون الصفر في عدة محافظات يمنية غدًا ‏21 ساعة مضت حادثة قتل مروعة تُشعل غضب الأهالي في تعز والجاني يفر من العدالة (الاسم + الصورة) ‏22 ساعة مضت الارصاد تسجل درجات صفرية وتحذر موجة صقيع بالتزامن مع تعمق مرتفع جوي سيبيري بارد في انحاء البلاد ‏يوم واحد مضت صنعاء تضع قضايا جديدة على طاولة مفاوضات السلام مع الرياض ‏يوم واحد مضت حكومة “بن مبارك” تطلب تدخلاً عسكريًا أمريكيًا لحماية الملاحة الإسرائيلية في البحر الأحمر ‏يوم واحد مضت محاولة اغتيال تستهدف عضوًا بارزًا في المجلس السياسي بصنعاء أثناء اجتماع في تعز ‏يوم واحد مضت مسؤول يمني يكشف عن تحركات إسرائيلية لإنشاء دولة عازلة جنوب سوريا ‏يوم واحد مضت © حقوق النشر 2024، جميع الحقوق محفوظة   |   لموقع الميدان اليمني

مقالات مشابهة

  • نحن نفتقدك كثيرا.. سيلين ديون تتذكر زوجها الراحل.. تفاصيل
  • طلب إحاطة بشأن مشكلات الصرف الصحى بالإسكندرية
  • نائب الإسكندرية يتقدم طلب إحاطة بشأن مشكلات الصرف الصحى بالمحافظة
  • أكواد لا غنى عنها في هاتفك.. تكشف لك مواصفات جهازك ونسبة البطارية الحقيقية
  • رويترز..ارتفاع الأجور في بريطانيا كثيرا وزيادة مخاوف بنك انجلترا بشأن أسعار الفائدة
  • أسعار الزجاج والخشب تشعل أزمة إعادة الإعمار.. تحرّك رسمي على الأرض!
  • سيمون تكشف عن معايير الجاذبية الحقيقية: قوة داخلية وروح شفافة تتحدى الزيف
  • عقب اعتراف الأمن باغتيال المغترب أنور.. غضب شعبي يجتاح تعز يتهم الأمن بالتستر على ملابسات الجريمة ودوافعها الحقيقية والقيادات المتورطة فيها
  • مرغم: أنا متفائل كثيراً بمستقبل سوريا الثورة
  • نظام الأسد يرحل بعد أن ألحق كثيرا من الخسائر بالاقتصاد السوري