بوابة الوفد:
2025-03-31@23:01:44 GMT

أزمة مصر الحقيقية

تاريخ النشر: 7th, July 2024 GMT

لا ألتفت كثيراً لثرثرة الناس على السوشيال ميديا، قليلها مفيد للقلب والعقل كنوع من التنفيس عن هموم وأوجاع متواصلة، وكثيرها ضياع للوقت والصحة النفسية قبل الجسدية.

لا تُحزننى انتكاسات البشر من حولنا، لا أستغرب تحولاتهم، ولم أعد أندهش من تقلباتهم، فالثبات أكذوبة الحياة.

لا تقلقنى انفلاتات الشارع السلوكية، لا يحبطنى انحطاط الفنون، وتراجع الثقافة والوعى، فالقبح ضرورى فى بعض الأحيان لمنحنا الشعور بحلاوة الحُسن متى انجلى.

لا تصعقنى أزمة الكهرباء، ولا تستفزنى موجة الغلاء، ولا تخنقنى حملات الاستغلال وجشع التجار، ولا تكوينى بيروقراطية الخدمات الحكومية، ولا تضايقنى تصريحات السادة المسئولين وحيلهم لامتصاص الضيق من الحال، فقد اعتدت كل ذلك منذ نعومة أظافرى، ووطنت ذاتى على الصبر الجميل.

أتذكر مقولة رائعة للناقد الكبير مصطفى بيومى يقول فيها «ولدنا على هذه الأرض فى ظروف استثنائية، وعشنا أعمارنا فى ظل ظروف استثنائية، ومراحل انتقالية، عملنا وتزوجنا وبنينا أسراً جديدة، وظروفنا استثنائية، ثم تقاعدنا وكتبنا وصايانا، وما زلنا فى ظلال الظروف الاستثنائية».

من هنا، فإن ما يُزعجنى بالفعل، ويُنغص علىَّ أيامى، وربما يدفعنى للاكتئاب والقلق هو عدم استشراف الغد، بما يحمله من تحديات، وما يتيحه من فرص. لا خطط مستقبلية واضحة، ولا برامج افتراضية معلنة وشفافة، ولا تصورات محددة بشأن القادم.

نحن كما يقول المبدع الراحل لينين الرملى أشبه «بمسافرين على رصيف قطار لا نعرف موعده».

يبدو الماضى محل حديث دائم ومعلن داخل أروقة النخبة المصرية السياسية، فنختلف حول ثورة 1919، ومعاهدة 1936، وحادث 4 فبراير، والكتاب الأسود والأبيض، وقرار تقسيم فلسطين، وحريق القاهرة، وحرب الإسماعيلية، وثورة أو حركة أو انقلاب يوليو 1952، وإلغاء الأحزاب فى العام التالى، والوحدة مع سوريا، وحرب اليمن، وإغلاق خليج العقبة. ونتجادل ونتشابك ونتخاصم فى قبول الرئيس عبدالناصر مبادرة روجرز، وكون حرب أكتوبر حرب تحريك أم تحرير، والمسئولية عن الثغرة، ومكاسب وخسائر مبادرة السلام، ودعم الرئيس السادات للتيارات الدينية، لكننا لا نفتح جلسات العصف الذهنى بشأن القادم السريع. لا نبحث ولا ندرس ولا نفكر فى العالم الجديد الذى يُعاد تشكيله، وفى الأفكار الأحدث التى تنبت على الأرض، وفى الافتراضات والسيناريوهات المتوقعة للمستقبل الذى يتدفق كنهر فائض لا سدود أمامه.

ربما يسكن المواطن كثيراً لو علم أن نهاية الوجع راحة، وأن آخرة الصبر جنة. يرتاح لو أدرك أن هناك خطة للغد، وأنه يُسدد فواتير لإسعاد أبنائه وأحفاده. يزرع ويحرث ويسقى لتجنى الأجيال القادمة رخاءً وخيراً واستقراراً.

 إن أحداً لا ينكر وجود إنجازات على الأرض، مشروعات جديدة، وبنية تحتية كبيرة، وشبكة نقل لافتة، لكن العبرة النهائية برضا الإنسان العام، وهو لن يتحقق سوى برؤية مستقبلية واضحة المعالم تُخبرنا بأننا نبنى بالفعل دولة ناهضة، يعيش فيها إنسان الغد بكرامة وسعادة وأمان.

ما مستقبل الصحة فى بلادي؟ وما مستقبل التعليم؟ الصناعة؟ الاقتصاد؟ الثقافة والإبداع؟ ما الغد؟ ذلك هو السؤال الأهم.

والله أعلم.

 

[email protected]

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مصطفى عبيد السوشيال ميديا

إقرأ أيضاً:

كواليس جديدة بشأن أزمة مباراة القمة بين الأهلي والزمالك ومسئول باتحاد الكرة يفجر مفاجأة

كشف أسامة إسماعيل مدير إدارة الإعلام باتحاد الكرة، كواليس أزمة انسحاب الأهلي من مباراة القمة التي كان مقررا إقامتها في الجولة الأولى من المرحلة الثانية لمسابقة الدوري الممتاز.

وقال أسامة إسماعيل خلال تصريحات لبرنامج الشوط الثالث الذي يُقدمه الإعلامي حسام حداد عبر قناة بي إن سبورتس الإخبارية، إن اللائحة تقول إن أحد الناديين المتبارين يحق له طلب حكام أجانب خلال حدود زمنية معينة، وإن اللائحة في هذا الشأن واضحة.

وتابع مدير إدارة الإعلام بالجبلاية: الإعلان عن مباراة القمة كان قبل 5 أيام موعدها، و3 أيام منها كانت للمناورة بين الناديين بشأن من يطلب الطاقم الأجنبي

وواصل إسماعيل: طلب طاقم حكام أجنبي، هو خطاب مالي بسبب تحمل النفقات لاستقدام الحكام الأجانب، قبل أن تحسم رابطة الأندية الأمر وتطلب عبر خطاب استقدام حكام أجانب قبل 48 ساعة من المباراة.

وأكمل أسامة إسماعيل: خطاب رابطة الأندية لم يكن رسميًا، وإنما كان عبر تطبيق واتساب، من جانب أحمد دياب رئيس الرابطة إلى هاني أبو ريدة رئيس اتحاد الكرة، وضيق الوقت لم يسعف الجبلاية لاستقدام طاقم.

وأضاف مدير إدارة الإعلام باتحاد الكرة: لم يصل لاتحاد الكرة أي شيء قبل الخطاب غير الرسمي عبر واتساب، والمباريات المقبلة حال طُلب حكاما أجانب فلابد من مراعاة الشروط التي وضحتها اللائحة.

واختتم أسامة إسماعيل: اتحاد الكرة لم يكن في حاجة للاستباق بإعلان طاقم حكام مصري لأنه الأمر الطبيعي ما لم يطلب أحد الفريقين حكاما أجانب.

مقالات مشابهة

  • بشأن أزمة القمة.. بيراميدز يصدر بياناً من 5 نقاط
  • في بيان رسمي.. 5 قرارات نارية من بيراميدز بشأن أزمة قمة الأهلي والزمالك
  • أسلوب لا يليق.. عضو مجلس الزمالك يفتح النار على هؤلاء بسبب أزمة القمة
  • مساء اليوم.. مجلس ذي قار يعقد جلسة استثنائية لمناقشة أزمة المياه
  • تحرك جديد من الأهلي بشأن أزمة مباراة القمة
  • بمذكرتين قانونيتين.. الأهلي يرد على قرارات اللجنة الأولمبية بشأن أزمة مباراة القمة
  • إعلامى يفجر مفاجأة بشأن أزمة تصريحات حسام حسن
  • قرار مهم من رئيس النادي الأهلي بشأن أزمة مباراة القمة (تفاصيل)
  • كواليس جديدة بشأن أزمة مباراة القمة بين الأهلي والزمالك ومسئول باتحاد الكرة يفجر مفاجأة
  • سيناريوهات موقف الأهلي من بطولة الدوري بعد أزمة مباراة القمة