بوابة الوفد:
2025-01-18@03:01:59 GMT

أزمة مصر الحقيقية

تاريخ النشر: 7th, July 2024 GMT

لا ألتفت كثيراً لثرثرة الناس على السوشيال ميديا، قليلها مفيد للقلب والعقل كنوع من التنفيس عن هموم وأوجاع متواصلة، وكثيرها ضياع للوقت والصحة النفسية قبل الجسدية.

لا تُحزننى انتكاسات البشر من حولنا، لا أستغرب تحولاتهم، ولم أعد أندهش من تقلباتهم، فالثبات أكذوبة الحياة.

لا تقلقنى انفلاتات الشارع السلوكية، لا يحبطنى انحطاط الفنون، وتراجع الثقافة والوعى، فالقبح ضرورى فى بعض الأحيان لمنحنا الشعور بحلاوة الحُسن متى انجلى.

لا تصعقنى أزمة الكهرباء، ولا تستفزنى موجة الغلاء، ولا تخنقنى حملات الاستغلال وجشع التجار، ولا تكوينى بيروقراطية الخدمات الحكومية، ولا تضايقنى تصريحات السادة المسئولين وحيلهم لامتصاص الضيق من الحال، فقد اعتدت كل ذلك منذ نعومة أظافرى، ووطنت ذاتى على الصبر الجميل.

أتذكر مقولة رائعة للناقد الكبير مصطفى بيومى يقول فيها «ولدنا على هذه الأرض فى ظروف استثنائية، وعشنا أعمارنا فى ظل ظروف استثنائية، ومراحل انتقالية، عملنا وتزوجنا وبنينا أسراً جديدة، وظروفنا استثنائية، ثم تقاعدنا وكتبنا وصايانا، وما زلنا فى ظلال الظروف الاستثنائية».

من هنا، فإن ما يُزعجنى بالفعل، ويُنغص علىَّ أيامى، وربما يدفعنى للاكتئاب والقلق هو عدم استشراف الغد، بما يحمله من تحديات، وما يتيحه من فرص. لا خطط مستقبلية واضحة، ولا برامج افتراضية معلنة وشفافة، ولا تصورات محددة بشأن القادم.

نحن كما يقول المبدع الراحل لينين الرملى أشبه «بمسافرين على رصيف قطار لا نعرف موعده».

يبدو الماضى محل حديث دائم ومعلن داخل أروقة النخبة المصرية السياسية، فنختلف حول ثورة 1919، ومعاهدة 1936، وحادث 4 فبراير، والكتاب الأسود والأبيض، وقرار تقسيم فلسطين، وحريق القاهرة، وحرب الإسماعيلية، وثورة أو حركة أو انقلاب يوليو 1952، وإلغاء الأحزاب فى العام التالى، والوحدة مع سوريا، وحرب اليمن، وإغلاق خليج العقبة. ونتجادل ونتشابك ونتخاصم فى قبول الرئيس عبدالناصر مبادرة روجرز، وكون حرب أكتوبر حرب تحريك أم تحرير، والمسئولية عن الثغرة، ومكاسب وخسائر مبادرة السلام، ودعم الرئيس السادات للتيارات الدينية، لكننا لا نفتح جلسات العصف الذهنى بشأن القادم السريع. لا نبحث ولا ندرس ولا نفكر فى العالم الجديد الذى يُعاد تشكيله، وفى الأفكار الأحدث التى تنبت على الأرض، وفى الافتراضات والسيناريوهات المتوقعة للمستقبل الذى يتدفق كنهر فائض لا سدود أمامه.

ربما يسكن المواطن كثيراً لو علم أن نهاية الوجع راحة، وأن آخرة الصبر جنة. يرتاح لو أدرك أن هناك خطة للغد، وأنه يُسدد فواتير لإسعاد أبنائه وأحفاده. يزرع ويحرث ويسقى لتجنى الأجيال القادمة رخاءً وخيراً واستقراراً.

 إن أحداً لا ينكر وجود إنجازات على الأرض، مشروعات جديدة، وبنية تحتية كبيرة، وشبكة نقل لافتة، لكن العبرة النهائية برضا الإنسان العام، وهو لن يتحقق سوى برؤية مستقبلية واضحة المعالم تُخبرنا بأننا نبنى بالفعل دولة ناهضة، يعيش فيها إنسان الغد بكرامة وسعادة وأمان.

ما مستقبل الصحة فى بلادي؟ وما مستقبل التعليم؟ الصناعة؟ الاقتصاد؟ الثقافة والإبداع؟ ما الغد؟ ذلك هو السؤال الأهم.

والله أعلم.

 

[email protected]

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مصطفى عبيد السوشيال ميديا

إقرأ أيضاً:

الله اكبر هدنة.. آلاف الفلسطينيين في قطاع غزة يحتفلون بوقف إطلاق النار

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

احتفل عشرات الآلاف من الفلسطينيين في قطاع غزة، اليوم الأربعاء، بإعلان التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار وتبادل المحتجزين والأسرى بين إسرائيل وحماس، الذي يضع حدا للحرب الاسرائيلية المستمرة منذ أكثر من 15 شهرا، حسبما أفادت قناة الغد.

وخرج آلاف المواطنين في عدة مناطق في غزة، معبرين عن سعادتهم البالغة بوقف العدوان على القطاع.

وردد الفلسطينيون هتاف: “الله اكبر، هدنة، هدنة”، بينما أطلقت السيارات أبواقها.

ورصدت قناة الغد، احتفالات وفرحة الفلسطينيين في غزة، فيما حمل المحتفلون مراسل الغد إبراهيم قنن على الأعناق في خان يونس بجنوب القطاع إثر الإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار.

وأكد قنن أن الفرحة تعم كافة أرجاء قطاع غزة، فيما أطلق الفلسطينيون الألعاب النارية احتفالا بهذه المناسبة.

 

 

مقالات مشابهة

  • عمراني :”أحترم سليماني كثيرا وقام بمشاورتي قبل المغادرة”
  • صور جوية| حشود مليونية استثنائية في مسيرة “مع غزة.. ثبات وانتصار” في ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء
  • الرميد: تقديم تعديلات مدونة الأسرة تم بشكل "ممسرح" وأساء إليها كثيرا
  • سعود بن صقر: رأس الخيمة وجهة استثنائية في قطاع السياحة
  • صحف عالمية: اتفاق غزة تأخر كثيرا وإسرائيل فشلت في القضاء على حماس
  • موقع أميركي: اتفاق وقف إطلاق النار تأخر كثيرا لهذا السبب
  • 2024 حرارته استثنائية .. الأرصاد العالمية: السنوات الـ 10 الأخيرة أكثر دفئا
  • الله اكبر هدنة.. آلاف الفلسطينيين في قطاع غزة يحتفلون بوقف إطلاق النار
  • طقس الغد صحو نهاراً رطب ليلاً
  • عاجل.. «زيزو» يرفض قرار الزمالك بشأن التجديد.. «النهاية تقترب»