بوابة الوفد:
2024-10-06@01:39:21 GMT

أزمة مصر الحقيقية

تاريخ النشر: 7th, July 2024 GMT

لا ألتفت كثيراً لثرثرة الناس على السوشيال ميديا، قليلها مفيد للقلب والعقل كنوع من التنفيس عن هموم وأوجاع متواصلة، وكثيرها ضياع للوقت والصحة النفسية قبل الجسدية.

لا تُحزننى انتكاسات البشر من حولنا، لا أستغرب تحولاتهم، ولم أعد أندهش من تقلباتهم، فالثبات أكذوبة الحياة.

لا تقلقنى انفلاتات الشارع السلوكية، لا يحبطنى انحطاط الفنون، وتراجع الثقافة والوعى، فالقبح ضرورى فى بعض الأحيان لمنحنا الشعور بحلاوة الحُسن متى انجلى.

لا تصعقنى أزمة الكهرباء، ولا تستفزنى موجة الغلاء، ولا تخنقنى حملات الاستغلال وجشع التجار، ولا تكوينى بيروقراطية الخدمات الحكومية، ولا تضايقنى تصريحات السادة المسئولين وحيلهم لامتصاص الضيق من الحال، فقد اعتدت كل ذلك منذ نعومة أظافرى، ووطنت ذاتى على الصبر الجميل.

أتذكر مقولة رائعة للناقد الكبير مصطفى بيومى يقول فيها «ولدنا على هذه الأرض فى ظروف استثنائية، وعشنا أعمارنا فى ظل ظروف استثنائية، ومراحل انتقالية، عملنا وتزوجنا وبنينا أسراً جديدة، وظروفنا استثنائية، ثم تقاعدنا وكتبنا وصايانا، وما زلنا فى ظلال الظروف الاستثنائية».

من هنا، فإن ما يُزعجنى بالفعل، ويُنغص علىَّ أيامى، وربما يدفعنى للاكتئاب والقلق هو عدم استشراف الغد، بما يحمله من تحديات، وما يتيحه من فرص. لا خطط مستقبلية واضحة، ولا برامج افتراضية معلنة وشفافة، ولا تصورات محددة بشأن القادم.

نحن كما يقول المبدع الراحل لينين الرملى أشبه «بمسافرين على رصيف قطار لا نعرف موعده».

يبدو الماضى محل حديث دائم ومعلن داخل أروقة النخبة المصرية السياسية، فنختلف حول ثورة 1919، ومعاهدة 1936، وحادث 4 فبراير، والكتاب الأسود والأبيض، وقرار تقسيم فلسطين، وحريق القاهرة، وحرب الإسماعيلية، وثورة أو حركة أو انقلاب يوليو 1952، وإلغاء الأحزاب فى العام التالى، والوحدة مع سوريا، وحرب اليمن، وإغلاق خليج العقبة. ونتجادل ونتشابك ونتخاصم فى قبول الرئيس عبدالناصر مبادرة روجرز، وكون حرب أكتوبر حرب تحريك أم تحرير، والمسئولية عن الثغرة، ومكاسب وخسائر مبادرة السلام، ودعم الرئيس السادات للتيارات الدينية، لكننا لا نفتح جلسات العصف الذهنى بشأن القادم السريع. لا نبحث ولا ندرس ولا نفكر فى العالم الجديد الذى يُعاد تشكيله، وفى الأفكار الأحدث التى تنبت على الأرض، وفى الافتراضات والسيناريوهات المتوقعة للمستقبل الذى يتدفق كنهر فائض لا سدود أمامه.

ربما يسكن المواطن كثيراً لو علم أن نهاية الوجع راحة، وأن آخرة الصبر جنة. يرتاح لو أدرك أن هناك خطة للغد، وأنه يُسدد فواتير لإسعاد أبنائه وأحفاده. يزرع ويحرث ويسقى لتجنى الأجيال القادمة رخاءً وخيراً واستقراراً.

 إن أحداً لا ينكر وجود إنجازات على الأرض، مشروعات جديدة، وبنية تحتية كبيرة، وشبكة نقل لافتة، لكن العبرة النهائية برضا الإنسان العام، وهو لن يتحقق سوى برؤية مستقبلية واضحة المعالم تُخبرنا بأننا نبنى بالفعل دولة ناهضة، يعيش فيها إنسان الغد بكرامة وسعادة وأمان.

ما مستقبل الصحة فى بلادي؟ وما مستقبل التعليم؟ الصناعة؟ الاقتصاد؟ الثقافة والإبداع؟ ما الغد؟ ذلك هو السؤال الأهم.

والله أعلم.

 

[email protected]

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مصطفى عبيد السوشيال ميديا

إقرأ أيضاً:

بسنت شوقي: دوري في «العودة» مختلف تمامًا وبعيد عن شخصيتي الحقيقية

تحدثت الفنانة هدى المفتي عن تفاصيل دورها في مسلسل «العودة»، مشيرة إلى أن شخصيتها في الحقيقة مختلفة تمامًا وبعيدة عن شخصية «هناء» والتي تجسدها ضمن أحداثه.

وأضافت هدى المفتي في لقاء خاص مع الإعلامية شيرين سليمان، ببرنامج سبوت لايت المذاع على قناة صدى البلد، أنها أحبت الدور منذ قراءة سيناريو مسلسل «العودة»، وكان بالنسبة لها تحدي، لأنه عادة لا يتم تسكينها في مثل هذه الأدوار وكانت جرأة من المخرج أحمد حسن، لإختيارها في هذا الدور.

وتابعت هدى المفتي قائلة: «شخصية هناء، ممتلئة بالتخبطات، لأنها غلبانة ومنسحقة جدًا، على الرغم من إنها قوية ولكن الظروف أقوى منها، وعندها ثقافة ضد كل شئ».

وأوضحت هدى المفتي أن الكثير من مكاتب الكاستنج تقوم باختيار الممثلين على أساس نجاحه في دور مشابه لدور في مسلسل جديد، وهذا الشئ يعاني منه الكير من الفنانين رجال وسيدات، وحصرهم في دور واحد، ولكن دوري في العودة كان مختلف تمامًا عن الأدوار التي قدمتها سابقًا، وتدين بالفضل للمخرج أحمد حسن على اختياره لها في هذا الدور.

مقالات مشابهة

  • عاجل.. أول رد من زين الدين بلعيد بشأن اتهامات قندوسي عن مفاوضات الأهلي
  • نقيب الأطباء يخاطب وزيرة التنمية المحلية بشأن أزمة التصالح على العيادات
  • باحث سياسي يكشف أهداف نتنياهو الحقيقية من ضرب لبنان
  • بسنت شوقي: دوري في "العودة" مختلف تمامًا وبعيد عن شخصيتي الحقيقية
  • مسؤول أمريكي: الصين ترفض التعاون مع الولايات المتحدة بشأن أزمة اليمن
  • أكشن مع وليد | توقعات وأراء النقاد لكلاسيكو الغد بين الهلال والاهلي
  • بسنت شوقي: دوري في «العودة» مختلف تمامًا وبعيد عن شخصيتي الحقيقية
  • كان في مخبأ عميق تحت الأرض .. شكوك بشأن مصير صفي الدين بعد الضرب الإسرائيلي
  • كان مختبئا عميقا تحت الأرض.. شكوك بشأن مصير هاشم صفي الدين بعد الضرب الإسرائيلية
  • كان مختبئا عميقا تحت الأرض.. شكوك بشأن مصير هاشم صفي الدين في ضاحية بيروت