دراسة :النظام الطبي للنمل يمكنه منافسة نظيره البشري
تاريخ النشر: 7th, July 2024 GMT
كشفت دراسة جديدة أجراها باحثون في فلوريدا بالولايات المتحدة، أن النمل يقوم بعمليات جراحية طبية كالتعقيم وبتر الأطراف المصابة، تشبه نظيراتها في نظامنا الطبي البشري.
ويقول العلماء بأننا نعلم أن النمل يعالج جروح بعضه بعضا، إلا أن الجديد هو مدى تعقيد ودقة الرعاية الطبية للنمل بشكل عام، إذ تم ملاحظة نوع من النمل يستخدم المضادات الحيوية، التي تفرزها أجسامه لعلاجا الإصابات، ونوع آخر يقوم بعمليات بتر الأطراف.
يقول عالم البيئة السلوكية، إريك فرانك، من جامعة فورتسبورغ في ألمانيا، إن "النمل قادر على تشخيص الجرح، ومعرفة ما إذا كان مصابًا أو معقمًا، ثم معالجته وفقًا لذلك على مدى فترات طويلة من الزمن من قبل أفراد آخرين"، ويضيف أن "النظام الطبي الوحيد الذي يمكنه منافسة ذلك هو النظام البشري".
قام فرانك وزملاؤه بتحليل إصابات الساق لدى النمل في فلوريدا، وعندما تُركت الجروح الموجودة على عظم الساق دون معالجة، نجا 15% فقط من النمل، ولكن عندما سُمح لرفاق النمل المصاب بالاهتمام بالجروح، فإن معدلات بقائه على قيد الحياة ارتفعت إلى نسبة تبلغ 75 بالمئة، إذ تم علاج جروح الساق عن طريق تنظيف الفم، حيث تمسك النملة المعالجة بالطرف المصاب الرقيق بفكها السفلي وأرجلها الأمامية، وتلعق الجرح لفترات طويلة.
ولكن عندما واجه النمل حالة إصابة بجروح في الأفخاذ، قام الجراحون الصغار (النمل) أولاً بتنظيف الجرح ثم بتروا الساق.
وبحسب الدراسة، يستغرق النمل 40 دقيقة لإجراء عملية بتر جراحية للساق. في هذا الصدد، يقول عالم الأحياء، لوران كيلر، من جامعة لوزان في سويسرا: "نظرًا لعدم قدرتهم (النمل) على قطع الساق بسرعة كافية لمنع انتشار البكتيريا الضارة، يحاول النمل الحد من احتمالية الإصابة بالعدوى المميتة عن طريق قضاء المزيد من الوقت في تنظيف جرح الساق".
تشكل العدوى تهديدًا كبيرًا للحيوانات، خاصة لدى الحشرات، ومن المعروف أن الحشرات تخفف من بعض هذه المخاطر عن طريق تدمير الحاضنة المصابة أو ترك العش، ليموت المصاب في عزلة.
ووفقا للدراسة، فإن كيفية ظهور الرعاية الطبية للنمل سؤال مثير للاهتمام، ونظرًا لقلة الأدلة، يقول العلماء إن "السلوك قد يكون فطريًا، على الرغم من تعقيده".
وأضاف العلماء أنه عندما تنظر إلى مقاطع الفيديو الذي يظهر فيها النمل وهو يعالج الساق المصابة، بينما يقوم نمل آخر بعملية تنظيف الجرح، ستصاب بالدهشة بسبب هذا المستوى من التعاون الفطري المذهل".
عن سبوتنيك عربيالمصدر: أخبارنا
إقرأ أيضاً:
تقرير اكاديمي يقول إن المغرب أصبح "حديقة الخضروات لأوروبا" على حساب موارده المائية
كشف تقرير حديث صادر عن « المعهد المغربي لتحليل السياسات » عن تأثير « رؤية كاليفورنيا »، وهي فكرة مستوحاة من مشاريع الري الواسعة في كاليفورنيا، على السياسات المائية والزراعية في المغرب.
وهذه الرؤية، بحسب التقرير، الذي يحمل عنوان « الانتقال المائي العادل للمغرب « ترسخت منذ عهد الحماية الفرنسية، شجعت على تحويل الصحراء المغربية إلى أراضٍ زراعية خصبة من خلال الزراعة المكثفة، مما جعل المغرب « حديقة الخضروات لأوروبا ».
وأوضح التقرير أن « رؤية كاليفورنيا » التي وصفها بالخيال، ترسخت منذ عهد الحماية الفرنسية، تدعم الاعتقاد بأن المغرب يمكنه بنفس الطريقة تحويل الصحراء إلى أراض زراعية خضراء من خلال الزراعة المكثفة. كانت هذه الرؤية متماشية مع السرديات الاستعمارية التي وصفت شمال إفريقيا كمنطقة زراعية غنية يجب إحياؤها وتحديثها.
أضاف التقرير، أنه في الوقت الحاضر يستمر هذا الإرث في التأثير على النهج المغربي الحديث في إدارة المياه والسياسات الزراعية الهيدروليكية، مع التركيز على الري واسع النطاق والسعي إلى التوسع الزراعي باعتباره جزءًا أساسيًا من التنمية الوطنية.
ونتيجة لذلك، أصبح المغرب « حديقة الخضروات لأوروبا، ففي عام 2022، بلغت صادرات قياسية للمنتجات الزراعية، حقق المغرب أرقامًا قياسية في صادراته الزراعية إلى السوق الأوروبية، حيث بلغ حجم صادرات البطيخ 271,000 طن عام 2022، ليصبح ثاني أكبر مورد للاتحاد الأوروبي بعد إسبانيا. كما تضاعفت صادرات التوت المجمد وارتفعت صادرات التوت الأزرق الطازج بشكل ملحوظ.
ومع ذلك، تشير الدراسة إلى أن هذه الصادرات تتركز بشكل كبير على المحاصيل التي تستهلك كميات هائلة من المياه، مما يتعارض مع نظرية « التجارة الافتراضية للمياه » التي توصي الدول التي تعاني من ندرة المياه باستيراد السلع كثيفة الاستهلاك المائي والتركيز على المحاصيل التي تستهلك كميات مياه أقل.
علاوة على ذلك، أشارت الدراسة إلى أن المؤشرات الاقتصادية تكافح لإخفاء الواقع الأساسي المتمثل في ندرة المياه الشديدة.
كلمات دلالية الصادرات المغرب المياه دراسة