بوابة الوفد:
2024-11-07@11:17:27 GMT

كيف قلبك يا سُراقة؟!

تاريخ النشر: 7th, July 2024 GMT

من الشخصيات التى لا يتم الحديث عن الهجرة النبوية دون التعرض لدورها التاريخى فيها هى شخصية سراقة بن مالك. ذلك الرجل الذى يتم ذكره باعتباره قد طمع فى مكافأة المائة ناقة التى قررتها قريش لمن يعثر على محمد (صلى الله عليه وسلم) وعلى صاحبه الصديق أبى بكر عندما هاجرا من مكة المكرمة فى طريقهما للمدينة المنورة.

حاولت قدر الإمكان تجميع بعض المعلومات عن سراقة فوجدت أغلبها تؤكد أن سراقة لم يكن شخصاً فقيراً مثلاً ليطمع فى تلك الجائزة، بل كان سيداً فى قومه وكبيراً لهم. فهو سيد بنى مدلج وأحد أشراف قبيلة كنانة. وظنى أن تتبعه لسيدنا محمد وصاحبه جاء من باب الوجاهة والمغامرة لشخص معروف عنه فراسته وفروسيته إضافة إلى قدرته فى تتبع الأثر، كما أنه كان شاعراً مجيداً، وربما كان يطمع فيما هو أكثر من تلك الجائزة المادية كأن يحصل مثلاً على مكانة أكبر على مستوى قريش كلها بعد أن حقق على مستوى القبيلة أعلى مستوى من المكانة والسيادة.

تقول كتب التاريخ إن سراقة من فرط حماسته ونشوته قفز على جواده من على سطح بيته لينطلق باحثاً عن الرسول وصاحبه ونجح فى ذلك بالفعل ولحق بهما فى منطقة تسمى الجعرانة وتقع بين مكة والطائف غير أنه قبل أن يقترب تماماً منهما فوجئ بالفرس يقذفه من على ظهره، عاود سراقه امتطاء الفرس من جديد لكنه ألقى به مرة اخرى. كرر سراقة المحاولة وفى كل مرة يجد نفسه وقد طرحه الفرس أرضاً بل فى آخر محاولة وهو على ظهر حصانه فوجئ سراقة برجل الفرس وقد غرزت فى الأرض لا تقوى على الحركة. وهنا أدرك الرجل أنه يطارد وفداً غير عادى فتوقف عن المحاولة موقناً أن محمد وصاحبه فى أعين الله. وهنا يهتز قلب سراقة ويتحول من شخص كل همه مطاردة الرسول وإبى بكر إلى شخص آخر كل همه حمايتهما من بطش قريش. تغير قلب سراقة من مُطارد لرسول الله إلى حارس أمين على سلامته، فراح يضلل قريشاً ويخبرهم بأنه لا أثر يُقتفى لمحمد وصاحبه وظل على هذا الحال حتى اطمأن لوصول الرسول عليه الصلاة والسلام للمدينة المنورة قبل أن يعلن إسلامه ويلحق بهما. لقد وعد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) سراقة بارتداء سوارى كسرى وهو ما تحقق فى عهد عمر بن الخطاب ثانى الخلفاء الراشدين عندما فتح سعد بن أبى وقاص المدائن وأرسل سوارى كسرى وتاجه للخليفة عمر الذى ألبسهما لسراقة تنفيذاً لوعد النبى.

حكاية سراقة مليئة بالعبر، حتى لو قالت بعض الكتب بعدم صحة بعض تفاصيلها، لكن اتفقت جميع الروايات على صحة مطاردته للرسول وأبى بكر ثم تحوله لحماية الركب. وهنا - من وجهة نظرى - تبرز أهم العبر، تلقى سراقة الرسالة الربانية ولم يكابر فيتحول قلبه إلى النقيض تماماً، وإذا به لا يفكر مطلقاً فى المائة ناقة ولا ما ينتظره من تكريم قريش له، ولكن أصبح كل همه كيف يساعد الرسول فى الوصول للمدينة لتكون مقراً لانطلاق الإسلام فى العالم كله. هجر سراقة كبره وعناده وطموحاته الزائفة فأدى للإسلام دوراً عظيماً جعل اسمه بارزاً فى لوحة الشرف الأعظم ويا له من شرف.

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: هشام مبارك طلة الشخصيات الهجرة النبوية

إقرأ أيضاً:

شاهد | نستعد لأي مستوى من التصعيد – في رحاب السيد القائد

???? نستعد لأي مستوى من التصعيد – في رحاب القائد #جاهزون_لأي_تصعيد #مع_غزة_ولبنان #معركة_الفتح_الموعود_والجهاد_المقدس pic.twitter.com/KQBPsmBBQO

— قناة المسيرة (@TvAlmasirah) November 5, 2024

مقالات مشابهة

  • الذهب يلامس أدنى مستوى في أكثر من 3 أسابيع مع صعود الدولار
  • عارفة عبد الرسول على ريد كاربت العرض الخاص للهوى سلطان
  • ارتفاع صادرات النفط الأميركية لأعلى مستوى على الإطلاق
  • جيهان خليل وعارفة عبد الرسول أبرز حضور العرض الخاص لفيلم "الهوى سلطان "
  • العملة الإيرانية تهوي إلى أدنى مستوى لها  
  • العملة الإيرانية تهوي لأدنى مستوى لها على الإطلاق إثر فوز ترامب
  • شاهد | نستعد لأي مستوى من التصعيد – في رحاب السيد القائد
  • الحياة لمن عاشها بعقل
  • «مجمع البحوث» يستأنف فعاليات أسبوع الدعوة الإسلامية في أسيوط لتفنيد الأفكار المغلوطة
  • أحمد عبد الحليم : عبد الله السعيد يقدم مستوى خارق مع الزمالك