دخلت الحرب التي تشنها إسرائيل في غزة الأحد شهرها العاشر مخلفة دمارا واسعا للبنية التحتية في القطاع وأكثر من 38 ألف قتيل جلهم من المدنيين وخلفت أزمة إنسانية كبيرة مع منع إسرائيل دخول المساعدات. وبينما تلوح في الأفق بوادر إيجابية لإنهاء الحرب في المنطقة، تظاهر عدد كبير من الإسرائيليين وأغلقوا الطرق في تل أبيب لليوم الثاني على التوالي، مطالبين الحكومة بإبرام صفقة لتبادل الرهائن مع حماس.

تستمر الغارات الإسرائيلية والقتال العنيف بين الجيش الإسرائيلي ومقاتلين من حركة حماس في قطاع غزة، مع دخول الحرب الأحد شهرها العاشر، وإعادة إطلاق الجهود للتوصل إلى وقف لإطلاق النار.

وكان مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أعلن أن الدولة العبرية ستعاود "الأسبوع المقبل" إرسال موفديها إلى الدوحة لإحياء المفاوضات حول وقف للنار في القطاع، لافتا إلى وجود "تباعد بين الجانبين".

وأفادت قناة "القاهرة الإخبارية" المقربة من السلطات مساء السبت نقلا عن مصدر رفيع أن مصر "تستضيف وفودا إسرائيلية وأمريكية للتباحث حول النقاط العالقة في اتفاق التهدئة بقطاع غزة". وبحسب المصدر فإن "هناك لقاءات مصرية مكثفة مع جميع الأطراف خلال الأسبوع الجاري لدفع جهود التوصل لاتفاق تهدئة في قطاع غزة".

وأعلن الهلال الأحمر الفلسطيني الأحد مقتل ستة أشخاص، بينهم طفلان يبلغان من العمر ثلاث وأربع سنوات، في غارة إسرائيلية على منزل في الزوايدة وسط القطاع. وقال مسعفون إن ستة أشخاص قتلوا في غارة استهدفت منزلا شمال مدينة غزة. وبحسب الدفاع المدني فإنه تم "انتشال 3 شهداء وعدد من الجرحي وما زال البحث عن مفقودين تحت الأنقاض جراء استهداف طائرة حربية إسرائيلية منزلا" في منطقة الميناء غرب مدينة غزة.

 

ويستمر القصف الإسرائيلي في مخيم النصيرات وسط القطاع بعد يوم من مقتل 16 شخصا في قصف إسرائيلي استهدف مدرسة تديرها الأمم المتحدة وتؤوي نازحين في وسط قطاع غزة، بينما قال الجيش الإسرائيلي إنه استهدف "إرهابيين". ونددت وزارة الصحة التابعة لحماس بـ "مجزرة بشعة"، مشيرة إلى أن القصف أسفر أيضا عن إصابة خمسين شخصا آخرين في هذه المدرسة بمخيم النصيرات نقلوا إلى مستشفى شهداء الأقصى.
مظاهرات في إسرائيل للمطالبة باتفاق هدنة في قطاع غزة 
تزامنا، أغلق متظاهرون إسرائيليون الأحد الطرق في تل أبيب لليوم الثاني على التوالي، مطالبين الحكومة بإبرام صفقة لتبادل الرهائن مع حماس مع دخول الحرب في غزة شهرها العاشر. وبدأ "يوم التعطيل" على مستوى البلاد الساعة السادسة والنصف صباحا، وهو نفس التوقيت الذي شنت فيه حماس هجومها المباغت على البلدات الإسرائيلية الجنوبية في السابع من تشرين الأول/أكتوبر.

وأوقف متظاهرون يحملون العلم الإسرائيلي حركة المرور عند تقاطع طرق رئيسي في تل أبيب، مطالبين الحكومة بإجراء انتخابات وبذل المزيد من الجهود لإطلاق سراح الرهائن المتبقين في غزة. ودفعت الشرطة بتعزيزات أمنية حول مقر إقامة رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو في القدس قبل مظاهرة تمت الدعوة إليها الأحد.

مساء السبت، اشتبك المتظاهرون المناهضون للحكومة الذين أغلقوا طريقًا سريعًا، مع عناصر شرطة كانوا على ظهور الخيل قبل أن تفتح خراطيم المياه لإخلاء الطريق.

وأطلق الوسطاء محادثات هدنة جديدة بين إسرائيل وحماس، وتقول عائلات الرهائن إن لديهم أملًا متجددًا. وقال ساخر مور، أحد أقارب الرهينة عوفر كادرون، والذي كان بين المتظاهرين "للمرة الأولى، نشعر جميعا أننا أقرب من أي وقت مضى إلى استعادة أحبائنا". وأضاف: "هذه فرصة لا يمكن تفويتها".

صواريخ من لبنان
وبعد يوم من مقتل عنصر في حزب الله السبت جراء غارة إسرائيلية بطائرة مسيرة استهدفت سيارته في شرق لبنان، أعلن حزب الله الأحد إطلاق "عشرات صواريخ الكاتيوشا" على قاعدة عسكرية قرب طبريا شمال إسرائيل، وشنه هجوما على "تجهيزات تجسسية" عند الحدود.

وقال الجيش الإسرائيلي إن رجلا اصيب قرب طبريا. وكان قال السبت إن العنصر من حزب الله لديه "خبرة مهمة في منظومة الدفاع الجوي التابعة لحزب الله"، مضيفا أنه "لعب دورا في تخطيط وتنفيذ اعتداءات إرهابية متنوعة ضد دولة إسرائيل". وذكرت الوكالة الوطنية للاعلام أن الجيش الإسرائيلي نفذ ضربات الأحد في منطقتين بجنوب لبنان.

وتزداد المخاوف من اتخاذ النزاع بعدا إقليميا مع التصعيد الحاصل عند الحدود بين لبنان وإسرائيل. ومنذ بدء الحرب في غزة، يتبادل حزب الله الداعم لحماس والجيش الإسرائيلي القصف بشكل يومي عبر الحدود، وتزداد حدته تبعًا للمواقف أو عند استهداف اسرائيل قياديين ميدانيين.

والأحد، بدأت المنسّقة الخاصّة للأمم المتحدة في لبنان، جينين هينيس-بلاسخارت، زيارة إلى إسرائيل تستغرق ثلاثة أيام، حسب ما أعلن مكتبها. وأكد البيان أن مناقشاتها مع المسؤولين الإسرائيليين ستركز "على الحاجة لاستعادة الهدوء وإفساح المجال لحلّ دبلوماسي يمكن من خلاله للمدنيين النازحين من الجانبين العودة إلى ديارهم".

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: غزة الحرب اسرائيل حماس الجیش الإسرائیلی الحرب فی قطاع غزة حزب الله فی غزة

إقرأ أيضاً:

تحقيق: حملة إلكترونية تتذرع بالطائفية لترويج تدخل إسرائيل في سوريا

كشف تحقيق أجراه موقع "عربي بوست" عن حملة منظمة تقودها حسابات إسرائيلية وأخرى مرتبطة بموالين لنظام الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد على منصة إكس، بهدف الترويج للمزاعم الإسرائيلية حول ما تسميها "ضرورة حماية الأقليات" لتبرير تدخل إسرائيل في سوريا.

وأجري التحليل الذي نشر أمس السبت على نحو 20 ألف تغريدة، وأكد ضخ كميات كبيرة من المعلومات المضللة لإشعال التوترات الداخلية فضلا عن التلاعب بالمعلومات بشكل ممنهج، من خلال تضخيم الادعاءات حول وجود توترات بين الطوائف، والترويج لفكرة أن "الأقليات بحاجة إلى حماية إسرائيلية".

وأظهر التحليل أن بعض الحسابات تعمل على إعادة إنتاج سردية تبرر التدخلات الخارجية أو دعم مشاريع انفصالية، وتتضمن تغريداتها أيضا مزاعم بأن سوريا كانت في وضع أفضل خلال حكم الأسد.

ثلاثة أنواع

كما أظهر التحليل الذي أعدّ الصحفي في "عربي بوست" مراد القوتلي أن الحسابات المشاركة بالحملة تنقسم إلى ثلاثة أنواع، وهي: حسابات إسرائيلية، وأخرى موالية لنظام الأسد المخلوع، أو مجهولة.

وشرح أن الحسابات الإسرائيلية بعضها معروف، وأخرى مجهولة الهوية، وتساهم في نشر محتواها حسابات من اللجان الإلكترونية الإسرائيلية، وحسابات بأسماء عربية.

إعلان

أما الحسابات الموالية للنظام المخلوع فبعضها قديم، لكنه أصبح نشطا بعد سقوط الأسد في ديسمبر/كانون الأول الماضي، إضافة إلى مئات الحسابات الأخرى التي أنشئت حديثا منذ بداية العام الجاري وحتى يوم 4 مارس/آذار، وتقوم بنشر أخبار مضللة وخاطئة بهدف التأجيج.

وذكر التحقيق أن الحسابات المجهولة تدعم المزاعم الإسرائيلية حول "اضطهاد الأقليات" في سوريا، وضرورة أن تحميهم هي، بينما تزعم بعضها أن هويتها عراقية أو كردية.

وتعمل الحسابات المجهولة كحلقة وصل، إذ تعيد نشر محتوى حسابات إسرائيلية وأخرى موالية للأسد، مما يسهم في تضخيم تغريدات محددة وتعزيز انتشار الوسوم (الهاشتاغات) بهدف إيصال هذه السرديات إلى نطاق أوسع على منصة إكس، وفق التحقيق.

تضخيم متعمد

ولفت التحقيق إلى أن بعض الحسابات تؤدي دورا محوريا في نشر المحتوى، وتتلقى تفاعلات مكثفة خلال فترات قصيرة، مما يشير إلى دور الحسابات الوهمية أو الآلية (Bots) في تعزيز انتشار الرسائل المستهدفة.

وأوضح التحقيق أن هذا التضخيم لا يحدث عشوائيا، بل يعتمد على إستراتيجية محددة تهدف إلى التلاعب بالنقاش العام، وإيصال رسائل معينة إلى شريحة أوسع من المستخدمين، مما يخلق انطباعا زائفا بوجود دعم كبير للأفكار التي تروِّج لها التغريدات.

وأشار التحقيق إلى أن بعض الحسابات أنشئت قبل أسابيع، لكن معدل نشرها اليوم قد يتجاوز 200 تغريدة يوميا، وهو ما يعتبر نشاطا مريبا يُرجّح أنها حسابات آلية لأغراض محددة.

تهديد السلم الأهلي

ولفت الصحفي الاستقصائي معد التحقيق مراد القوتلي -في حديث للجزيرة نت- إلى أن "سوريا تواجه معركة رقمية ضخمة لها تأثير خطير جدا على التعايش السلمي والسلم الأهلي" في المرحلة الحرجة التي تمر بها البلاد.

وشرح أن مثل هذه الحملات قد يكون لها تأثير على الوضع الأمني، ولا سيما أنها من أكبر المخاطر التي تواجه سوريا، "باعتبار أنها تقوم على عمل منظم لنشر التجييش الطائفي بين السوريين"، ولا سيما أن معلوماتها المضللة تنتشر بسرعة دون رقيب.

إعلان

وأكد أن على المتلقي النظر بعقلانية وشك للمحتوى على مواقع التواصل الاجتماعي، وألا يتفاعل مع منشورات تحتوي معلومات مضللة لأن ذلك يساهم في نشر أخبار خاطئة تؤذي الناس.

وأضاف القوتلي أن التحقيقات المقبلة يجب أن تبحث من يقف وراء مثل تلك الحملات ومن يمولها وما أهدافها، ولماذا تنتشر بسرعة وقت الأزمات، ليتبين للناس حجم الحملات الإلكترونية المضللة التي قد يتعرّضون لها.

تدخل إسرائيلي

ومنذ سقوط نظام الأسد، بدأ الجيش الإسرائيلي توغلا في جنوب سوريا، فضلا عن شنه غارات عنيفة على مواقع عسكرية عدة بذريعة عدم وصول الأسلحة إلى الإدارة الجديدة.

ومؤخرا، هدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتحرك عسكري لـ"حماية الدروز" في سوريا.

كذلك قال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر إن التفكير في دولة سورية واحدة مع سيطرة فعّالة وسيادة على كل مساحتها أمر غير واقعي، واعتبر أن المنطق هو السعي لحكم ذاتي للأقليات في سوريا وربما مع حكم فدرالي.

وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال" كشفت عن نية إسرائيل إنفاق مليار دولار في محاولة لتأليب الدروز في سوريا على الإدارة الجديدة.

مقالات مشابهة

  • السعودية تطالب بمحاسبة إسرائيل
  • الخيول والحمير تدخل ميدان الحرب الروسية الأوكرانية
  • ويتكوف: زيلينسكي قدم اعتذارا لترامب
  • مظاهرات في تل أبيب للمطالبة بصفقة تبادل وإعادة الأسرى من غزة
  • إسرائيل: خطط استئناف حرب غزة تشمل تحركا جويا وبريا وإخلاء
  • للتاريخ.. إسرائيل تعترف بهزيمتها المذلة في حرب العاشر من رمضان
  • العاشر من رمضان.. ذكري انتصارات الجيش المصري علي العدو الإسرائيلي
  • ترامب: قد نعيد تبادل المعلومات الاستخباراتية مع أوكرانيا
  • تحقيق: حملة إلكترونية تتذرع بالطائفية لترويج تدخل إسرائيل في سوريا
  • حماس تطالب بمفاوضات فورية للمرحلة الثانية من وقف إطلاق النار