بوابة الوفد:
2024-10-06@07:56:58 GMT

عن الضحك: نظرية بيرغسون وتطبيق التوحيدى

تاريخ النشر: 7th, July 2024 GMT

فى كتابه Le Rire (الضحك، 1900)، يقدم الفيلسوف الفرنسى هنرى بيرغسون (ت. 1941) قائمة بآليات وأسباب الضحك.

يفترض بيرجسون أن الفعل المضحك ينشأ من الصدام بين التوقعات والواقع. عندما يكون هناك تناقض مفاجئ يخلق ذلك مشهدا مضحكا: مثلا رؤية رجل محترم يسير فى الشارع ثم ينزلق فجأة ويسقط على الأرض. لماذا تكون الافعال من هذا النوع مضحكة دائمًا؟ وفقا لبرغسون، فإن الطبيعة اللاإرادية للفعل هى التى تجعلنا نضحك.

تشير العثرات والأخطاء والحماقات العامة إلى الافتقار إلى التنوع والوعي؛ حيث يتوقع المرء أن يجد القدرة على التكيف واليقظة والمرونة الحية للكائن البشرى يجد بدلًا من ذلك فعلا مضادا للمتوقع. لهذا السبب نضحك عند مشاهدة طريقة مشى تشارلى تشابلن أو عادل امام فى أعمالهما الكوميدية، فنحن نتوقع أن نرى فى الجسد البشرى الليونة والمرونة ونضحك عندما نراه يتحرك بطريقة ميكانيكية ومتكررة تذكرنا بالآلة.

بحسب بيرغسون «الكوميديا ​​لا توجد خارج نطاق ما هو إنسانى تمامًا». بهذه الكلمات، لم يكن يتوقع أنه، بعد قرن من الزمان، ومن خلال الإنترنت، سنجد مقاطع فيديو وميمات وصورا متحركة سريعة الانتشار ​​لحيوانات أليفة تتصرف كبنى البشر.

قبل برغسون بأكثر من تسعة قرون يفاجئنا أبو حيان التوحيدى (ت. 1023) بكتابه «مثالب الوزيرين» الذى نجد فيه ما يبدو وكأنه تطبيق مبدع لنظريات برغسون عن الكوميديا الساخرة. فى «نطاق ما هو إنسانى تمامًا» يضحكنا التوحيدى على أفعال وأقوال شخصيات بارزة فى عصره مثل الصاحب ابن عباد وأبو الفضل بن العميد.

يسلّط التوحيدى الضوء على غرابة ابن عباد بما فى ذلك مشيته المضحكة وحركة عينيه الزئبقية وخفته، ويصفه وقد «.. لوى شدقه، وشنّج أنفه، وأمال عنقه، واعترض فى انتصابه، وانتصب فى اعتراضه، وخرج فى مسك مجنون، قد أفلت من دير جنون».

ويعرّج على أعماله الأدبية فيصفها بالفارغة المليئة بالسجع والتكلف: «كان يأتى بالسجع فى أكثر كلامه مع.. حشرجة صدره، وانتفاخ منخريه، والتواء شدقيه، وتعوّج عنقه، واللعب بخنقفته..»

ويسخر من ردود أفعاله المتعجلة غير المدروسة والتى تؤدى فى كثير من الأحيان إلى نتائج غير مقصودة. دخل عليه احد القضاة من مدينة قم، وأراد ابن عباد ان يقول جملة مسجوعة فقال: «أيها القاضى من قُمْ.. قد عزلناك فقمْ!»

ويعكس تصوير أبو حيان التوحيدى لابن عباد مفهوم برغسون عن شعور الساخر بالتفوق على من يسخر منه فنجده يدعو القرّاء إلى السخرية من سلوك وحمق المهجو -ابن عباد- وإدراك تفوقهم على هذه الشخصية غريبة الاطوار.

وكما نرى، ينبهنا الضحك، كما يصوّره برغسون نظريا والتوحيدى عمليا، إلى مخاطر التمسك ببعض السلوكيات الشخصية كى لا نصبح عرضة لسخرية الآخرين. بهذا المعنى ​​يجب أن نأخذ الكوميديا على محمل الجد.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: عن الضحك الأرض

إقرأ أيضاً:

مخرج الفيلم القبرصي بمهرجان الإسكندرية: العمل يجمع بين الضحك والبكاء

أكد المخرج القبرصي مايكل خباشيس، سعادته بمشاركة فيلمه «The Asylum Seekers»، طالبي اللجوء ضمن المسابقة الدولية بمهرجان الإسكندرية السينمائي لدول حوض البحر الأبيض المتوسط في دورته الأربعين. 

كواليس تصوير فيلم «The Asylum Seekers»

كشف خباشيس عقب العرض الجماهيري ضمن فعاليات مهرجان الاسكندرية لفيلمه بسينما رينيسانس سان ستيفانو شرق الإسكندرية، أن الفيلم، استغرق تصويره قرابة الـ7 أسابيع من العمل اليومي والمتواصل، ولذا كان مرهق بشكل كبير بالنسبة له لكونه تولى بنفسه معظم المهام الفنية، بما في ذلك الإخراج، والكتابة، والإنتاج، والتصوير والمونتاج. 

وأشار المخرج القبرصي إلى أن فيلم «طالبي اللجوء» يجمع بين الكوميديا والدراما، ويأخذ المشاهد في رحلة تجمع بين الضحك والبكاء، في صورة سينمائية تعكس المأساة الحقيقية التي يعيشها اللاجئون في العالم.

وتدور أحداثه حول مجموعة من الشباب الذين يحاولون الهجرة غير الشرعية عبر البحر، في رحلة تحمل في طياتها الكثير من التضحيات التي لم يكن الشباب يتوقعونها، وعلى الرغم من الطابع الكوميدي الذي يطغى على الأحداث، ينتهي الفيلم بنهاية مأساوية، لذا فهو فيلم معقد، ويملك العديد من الأحاسيس التي يمكن نقلها للمشاهدين. 

وأضاف خباشيس أن الفيلم جرى إنتاجه في مارس الماضي، وتم كتابة القصة المحورية له في يومين فقط، لكنه أجرى العديد من التعديلات على النص التي استمرت طوال فترة التصوير، لخروجه بأفضل صورة ممكنة، وتقديم رسالة تؤثر في الجمهور والمشاهد. 

وتابع خباشيس خلال مشاركته فى مهرجان الاسكندرية السينمائي أن الفيلم يعتبر من أفلام البطولة المشتركة، فهو يجمع بين خمسة نجوم منهم أربعة من دولة قبرص وآخر يوناني، مشيرا إلى أن ميزانية الفيلم بلغت نحو 850 ألف يورو، وتم تصويره بالكامل في قبرص، بينما تم تنفيذ المؤثرات السينمائية في إنجلترا، كما أنه استعان بتقنيات الذكاء الاصطناعي في بعض جوانب الصوت والشخصيات، وهو ما أضاف لمسة فنية مميزة على العمل الفني. 

جوائز  فيلم «The Asylum Seekers»

أكد المخرج القبرصي أن فيلمه «The Asylum Seekers» (طالبي اللجوء) حصد العديد من الجوائز في ثمانية مهرجانات دولية، حيث فاز بجائزة أفضل فيلم في أربعة منها، وجائزة أفضل إخراج في اثنين آخرين، كما حصل الفيلم على جائزة أفضل تصوير سينمائي في مهرجان واحد، وجائزة أفضل فيلم أوروبي في مهرجان آخر.

وأشار خباشيس إلى أن الفيلم لاقى إشادة واسعة من النقاد والجمهور على حد سواء، معتبرا أنه إضافة مميزة لمسيرته السينمائية التي تتضمن 11 فيلما قصيرا و3 أفلام طويلة.

مقالات مشابهة

  • ميقاتي يطالب بالضغط على إسرائيل للالتزام بوقف إطلاق النار وتطبيق القرار 1701 فورا
  • محمود الليثي: فيلم «عنب» هدفه الضحك.. وانتظر فيلمي مع هيفاء وهبي
  • الجميّل التقى افرام: الحلّ في وقف إطلاق النار وتطبيق الـ1701
  • افتتاح مسجد «عباد الرحمن» في سوهاج الجديدة تزامنا مع ذكرى نصر أكتوبر
  • مخرج الفيلم القبرصي: يجمع بين الضحك والبكاء في رحلة مأساوية عبر البحر
  • مخرج الفيلم القبرصي بمهرجان الإسكندرية: العمل يجمع بين الضحك والبكاء