عن الضحك: نظرية بيرغسون وتطبيق التوحيدى
تاريخ النشر: 7th, July 2024 GMT
فى كتابه Le Rire (الضحك، 1900)، يقدم الفيلسوف الفرنسى هنرى بيرغسون (ت. 1941) قائمة بآليات وأسباب الضحك.
يفترض بيرجسون أن الفعل المضحك ينشأ من الصدام بين التوقعات والواقع. عندما يكون هناك تناقض مفاجئ يخلق ذلك مشهدا مضحكا: مثلا رؤية رجل محترم يسير فى الشارع ثم ينزلق فجأة ويسقط على الأرض. لماذا تكون الافعال من هذا النوع مضحكة دائمًا؟ وفقا لبرغسون، فإن الطبيعة اللاإرادية للفعل هى التى تجعلنا نضحك.
بحسب بيرغسون «الكوميديا لا توجد خارج نطاق ما هو إنسانى تمامًا». بهذه الكلمات، لم يكن يتوقع أنه، بعد قرن من الزمان، ومن خلال الإنترنت، سنجد مقاطع فيديو وميمات وصورا متحركة سريعة الانتشار لحيوانات أليفة تتصرف كبنى البشر.
قبل برغسون بأكثر من تسعة قرون يفاجئنا أبو حيان التوحيدى (ت. 1023) بكتابه «مثالب الوزيرين» الذى نجد فيه ما يبدو وكأنه تطبيق مبدع لنظريات برغسون عن الكوميديا الساخرة. فى «نطاق ما هو إنسانى تمامًا» يضحكنا التوحيدى على أفعال وأقوال شخصيات بارزة فى عصره مثل الصاحب ابن عباد وأبو الفضل بن العميد.
يسلّط التوحيدى الضوء على غرابة ابن عباد بما فى ذلك مشيته المضحكة وحركة عينيه الزئبقية وخفته، ويصفه وقد «.. لوى شدقه، وشنّج أنفه، وأمال عنقه، واعترض فى انتصابه، وانتصب فى اعتراضه، وخرج فى مسك مجنون، قد أفلت من دير جنون».
ويعرّج على أعماله الأدبية فيصفها بالفارغة المليئة بالسجع والتكلف: «كان يأتى بالسجع فى أكثر كلامه مع.. حشرجة صدره، وانتفاخ منخريه، والتواء شدقيه، وتعوّج عنقه، واللعب بخنقفته..»
ويسخر من ردود أفعاله المتعجلة غير المدروسة والتى تؤدى فى كثير من الأحيان إلى نتائج غير مقصودة. دخل عليه احد القضاة من مدينة قم، وأراد ابن عباد ان يقول جملة مسجوعة فقال: «أيها القاضى من قُمْ.. قد عزلناك فقمْ!»
ويعكس تصوير أبو حيان التوحيدى لابن عباد مفهوم برغسون عن شعور الساخر بالتفوق على من يسخر منه فنجده يدعو القرّاء إلى السخرية من سلوك وحمق المهجو -ابن عباد- وإدراك تفوقهم على هذه الشخصية غريبة الاطوار.
وكما نرى، ينبهنا الضحك، كما يصوّره برغسون نظريا والتوحيدى عمليا، إلى مخاطر التمسك ببعض السلوكيات الشخصية كى لا نصبح عرضة لسخرية الآخرين. بهذا المعنى يجب أن نأخذ الكوميديا على محمل الجد.
المصدر: بوابة الوفد
إقرأ أيضاً:
حقيقة تسريع كائنات فضائية لحركة النجوم في الكون.. نظرية جديدة تثير التساؤلات
هل يمكن أن تكون أسرع النجوم في الكون نتيجة لتدخل كائنات فضائية؟ يبدو أن فرضية مثيرة طرحتها ورقة بحثية حديثة قد تفتح أبواباً جديدة في فهمنا للفضاء، إذ اقترح باحثٌ من جامعة فريجي في بروكسل، أن حضارة فضائية قد تكون قادرة على دفع نجومها عبر المجرة باستخدام تقنية متقدمة، ما يُثير تساؤلات جديدة حول دور الحضارات الغريبة في الكون، وهل نعيش في مجرة مليئة بالأنظمة الثنائية التي قد تكون محط اهتمام هذه الكائنات؟
هل ترتبط أسرع النجوم في الكون بكائنات غامضة؟الباحث كليمنت فيدال، الفيلسوف بجامعة فريجي في بروكسل في بلجيكا والمشرف على الدراسة الغريبة، قال إنّه قد يكون لدى الحضارات الفضائية أو الغريبة التي عاشت طويلًا دوافع عدة تدفعها إلى الرغبة في الانتقال إلى مكانٍ آخر في المجرة، ومن الممكن أن تحتاج إلى الهروب من انفجار مستعر أعظم وشيك، على سبيل المثال، وربما تحتاج إلى استكشاف مواردنا الطبيعية الجديدة، أو ربما تشعر فقط بالرغبة في الاستكشاف، بحسب موقع «livescience».
ونظرًا للمسافات الهائلة بين النجوم، فإنّ السفر بين النجوم صعب للغاية، ويستغرق وقتًا طويلًا، لذا فإنّه بدلاً من مغادرة نظامها، قد تقرر الأنواع الغريبة أن تأخذ نظامها معها، والميزة الرئيسية لتسريع نجمها هي أنّها ستحتفظ به معها في أثناء سفرها، وستفعل ذلك عن طريق جعل نجمها يشع أو يتبخر في اتجاه واحد فقط، وهو ما من شأنه أن يدفع النجم، إلى جانب كل كواكبه، إلى موقع جديد في المجرة.
وبحسب موقع «livescience»، حقق علماء الفلك فيما إذا كانت النجوم فائقة السرعة، والتي كما يُوحي اسمها هي نجوم ذات سرعةٍ عاليةٍ بشكل غير عادي، أُطلقت عن قصد من قبل حضارات فضائية، لكن لا أحد يعرف إذ كان هناك أي علامات على التدخل الاصطناعي.
الأسرار حول النجوم غامضةفي ورقة بحثيةٍ حديثةٍ، أشار كليمنت فيدال إلى أنّ معظم النجوم ليست منفردة بل تنتمي إلى أنظمة ثنائية، ويعني أننا قد نفقد نصف النجوم المتسارعة بشكل مصطنع.
والأفضل من ذلك، أن الأنظمة الثنائية توفر العديد من المزايا مقارنة بنظيراتها المنفردة، كما كتب فيدال في ورقته البحثية، والتي لم تتم مراجعتها من قبل الأقران أو نشرها في مجلة علمية، استخدم فيدال نظامًا نموذجيًا يتكون من نجم نيوتروني ونجم منخفض الكتلة يدور حوله بشكل وثيق. يوفر هذا الإعداد أكبر قدر من المرونة في التوجيه والدفع.