حرارة قاتلة ومياه نادرة.. شهادات للجزيرة توثق معاناة النازحين بالسودان
تاريخ النشر: 7th, July 2024 GMT
يواجه النازحون في محافظات مختلفة بالسودان بسبب الحرب الجيش وقوات الدعم السريع ظروفا قاسية في مناطق النزوح، حيث يعانون نقص الغذاء وندرة المياه والدواء، في ظل ارتفاع كبير لدرجات الحرارة.
ووثقت مشاهد مصورة للجزيرة المعاناة في إحدى المدارس التي تؤوي نازحين بمدينة بورتسودان شرقي البلاد، والتي تشهد حاليا موجات حرارة كبيرة تصل إلى 44 درجة مئوية، مما يفاقم معاناتهم في الخيام البلاستيكية التي تؤويهم، إلى جانب المعاناة اليومية في توفير مياه الشرب.
وقال نزار شيخ إدريس -الذي نزح إلى المدرسة- إن بورتسودان معروفة بارتفاع درجات الحرارة خلال الصيف، كما تحدث عن ضرورة توجيه الجهود لتخفيف العبء عن النازحين، وتخصيص غرف مجهزة للمرضى والأطفال.
من جهتها، قالت صفاء تاج السر -التي نزحت إلى بورتسودان منذ نحو 13- شهرا إن الخيام التي يعيشون فيها لا تصلح للسكن، وهم يستخدمونها فقط لحفظ أغراضهم، لأنه لا أحد يستطيع المكوث فيها طويلا في ظل هذه الحرارة العالية والرطوبة المرتفعة.
وأضافت أنها تعاني من مرض ضغط الدم، وتعرضت لنزيف بالأنف (الرعاف) أكثر من مرة بسبب ارتفاع الحرارة، مطالبة الجهات المختصة بتوفير سكن مناسب يقيهم الحر، كما أكدت أن ارتفاع درجات الحرارة تسبب في إصابة الكثيرين بالحساسية وأمراض العيون.
معاناة يوميةوفي السياق، أكدت الدكتورة تهاني عبد الله الزين أن الحرارة المرتفعة تسببت في فشل عمليات "المياة البيضاء" التي أجريت لبعض الأطفال في وقت سابق، كما تحدثت عن تعرض ابنها وغيره من الأطفال لحساسية في الجلد.
وتحدثت الطفلة مآب سعد -التي نزحت من الخرطوم- عن المعاناة اليومية بسبب نقص مياه الشرب، حيث يواجهون مشكلة في توفيرها، وحتى إن توفرت فلا سبيل لتبريدها بسبب ندرة المبردات وغياب الثلج.
وعبر عدد من الأطفال عن أمنياتهم بأن تنتهي تلك المعاناة بعودتهم إلى منازلهم التي نزحوا منها، حيث لا تتوفر أي مقومات للحياة في مكان نزوحهم.
ومنذ منتصف أبريل/نيسان 2023 يخوض الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) معارك خلّفت نحو 15 ألف قتيل ونحو 10 ملايين نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة.
وتزايدت دعوات أممية ودولية لتجنيب السودان كارثة إنسانية قد تدفع الملايين إلى المجاعة والموت جراء نقص الغذاء بسبب القتال في البلاد.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات
إقرأ أيضاً:
بسبب مضايقة العمال.. غرامة 7.3 مليون دولار على مرسيدس بنز
أصدرت محكمة العمل في البرازيل حكمًا يلزم شركة مرسيدس بنز الألمانية بدفع تعويض قدره 7.3 مليون دولار أمريكي كتعويضات عن التمييز وسوء المعاملة التي تعرض لها بعض العمال في مصنعها بولاية ساو باولو.
وأفادت المحكمة في مدينة كامبيناس، التي يقع فيها المصنع، أن العمال المصابين في العمل قد واجهوا ممارسات وصفت بـ"المهينة"، تضمنت التمييز العنصري والتهميش.
تفاصيل القضية والتهم الموجهة للشركة
تعود هذه القضية إلى الفترة بين عامي 2004 و2019، حيث أشارت الوثائق القضائية إلى أن العديد من العمال، الذين كانوا يعملون في مركز توزيع قطع الغيار والخدمات اللوجستية لشركة مرسيدس بنز خارج ألمانيا، تعرضوا للتهميش وسوء المعاملة بعد عودتهم من إجازات مرضية نتيجة لإصابات تعرضوا لها أثناء العمل.
أشارت المحكمة إلى أن هؤلاء العمال عانوا من "العزلة الجسدية" وحرمانهم من الترقيات وزيادة الرواتب، حيث صنفوا في "مجموعة متباينة" عند عودتهم للعمل، وهو ما أدى إلى تقليص فرصهم الوظيفية داخل الشركة.
شهادات العمال والأدلة المقدمة
قدم بعض العمال شهادات تضمنت تعرضهم لمواقف تنطوي على تمييز عنصري، حيث شهد أحد العمال السود بأنه كُلّف بمهام دونية مثل تقديم القهوة وغسل سيارة أحد المديرين، والذي أطلق تعليقات ساخرة حول لون بشرته.
وذكرت شهادات أخرى تعرض بعض العمال إلى ألفاظ عنصرية مثل وصفهم بـ"القرد"، ما يعكس تدهور ظروف العمل في المصنع وتزايد المضايقات ضد المصابين منهم.
رد الشركة وقرار المحكمة
رفضت مرسيدس بنز التهم ووصفتها بأنها "حوادث معزولة"، إلا أن القاضي في القضية اعتبر أن هذا التفسير غير كافٍ، مؤكدًا أن قبول هذا الطرح سيكون بمثابة "انتكاسة خطيرة" لحقوق العمال، وأصدر الحكم بإلزام الشركة بدفع التعويض.