الثورة نت../

كشف قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، عن أبرز الاهتمامات المتصلة في بداية العام الهجري الجديد بالعمل على تشكيل الحكومة والانطلاق في تصحيح وضع القضاء.

وقال السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي في كلمة له عصر اليوم بمناسبة ذكرى الهجرة النبوية الشريفة 1446 والتطورات المحلية والإقليمية ومستجدات العدوان الصهيوني على غزة” من أبرز ما يعنينا في بداية العام الهجري الجديد في بلدنا وضمن اهتماماتنا العمل على تشكيل الحكومة والانطلاقة بتصحيح وضع القضاء، كما أعلنا ذلك في ذكرى المولد النبوي الشريف”.

وأضاف “لكن طرأ بعد مناسبة المولد النبوي، معركة “طوفان الأقصى”، والأحداث في فلسطين، واتجهنا بأولوياتنا للاهتمام في ذلك بمعركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس”، وهي أولوية تستحق بحسب أهميتها الدينية والإنسانية والأخلاقية أن نعطيها الاهتمام”.

وتابع “ومع ذلك بقي ضمن اهتماماتنا الأساسية التحضير المستمر للتغيير الحكومي وكان العمل في عدة مسارات أساسية، منها مراجعة هياكل ونظم الحكومة ووزاراتها ومؤسساتها وتشخيص مكامن الخلل والتضخم والتداخل فيها ومن ثم إعادة تصميم الهياكل والأهداف والمهام من جديد، وهذا المسار تطلب جهداً ووقتاً مع استقبال المقترحات والأفكار الكثيرة التي وصلتنا من الكثير من الشخصيات والجهات ومراجعتها والتدقيق فيها والاستفادة منها”.

وأوضح قائد الثورة “أن المسار الثاني، تمثل في استقبال الترشيحات والاقتراحات المتعلقة بمسألة التعيينات والمسؤولين والموظفين ودراستها وإخضاعها للتدقيق والفحص والتقييم ومجموعة من المعايير، وقد وصل إلينا الآلاف من الأسماء المقترحة والمرشحة”.

كما كشف عن المسار الثالث المتمثل في إعداد موجهات برنامج الحكومة لضبط مسار عملها بعيداً عن الشتات وبما يساعدها على تحديد أولوياتها وفقاً لذلك.

وأفاد “بأن الثلاثة المسارات كانت تأخذ جزءاً من الوقت والاهتمام وبشكل مستمر مع الأولوية الكبرى المتصلة بمعركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس” وهناك تفاصيل كثيرة سنتحدث عنها مع إعلان الحكومة في كلمة مخصصة لذلك مع نقاط أخرى مهمة تتعلق بهذا الموضوع، وسنحرص عليه خلال شهري محرم وصفر من هذا العام”.

وأرجع السيد القائد تأخر تشكيل الحكومة عن الإعلان لمجموعة من الأسباب في مقدمتها دخول اليمن في معركة “الفتح الموعود والجهاد والمقدس” نصرة للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة.

وأشار إلى أن المسألة لم تكن مجرد عدة أشخاص يأخذوا هذا الدور ويكونوا في المسؤولية، وإنما مسار كان لابد فيه من عمل مستمر ويحتاج إلى مواكبة مستمرة وبما في ذلك السعي لتطهير مؤسسات الدولة لأن وضع الوزارات والجهات الرسمية ملغم بالعناصر التي تعمل على الإفشال والاخفاق والإعاقة وتعمل على الإفساد للأمور ودورها يخدم أعداء الشعب والأمة.

وأكد قائد الثورة أن العمل سيستمر بكل ما يلزم ولا يقتصر على ذلك .. مضيفاً “نحن مع استكمالنا لموضوع الحكومة والقضاء سنتجه إلى بقية الجهات والمؤسسات التي تحتاج إلى عمل وبوتيرة أسرع، ولابد من التعاون والتفهم الشعبي لأننا نعمل في ظروف معقدة والأعداء يحاربوننا بكل الأشكال، فهناك عدوان أمريكي وبريطاني وإسرائيلي وهناك أعوانهم الموالون لهم من العرب ومن البلد، يعملون ضد الشعب اليمني في كل المجالات”.

وبين أن الحرب ليست في الجانب العسكري فحسب، وإنما في الجوانب الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، وبكل الأشكال، عدوان شامل واستهداف كامل ولابد من التعاون والتفهم للمتطلبات اللازمة لمسار التصحيح والتغيير ومعالجة المعوقات بحكمة.

وعرج في الكلمة على معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس” وانطلاقة الشعب اليمني وموقفه في هذه المعركة نصرة للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة والتي كانت مميزة ومؤثرة على الأعداء.. لافتا إلى أن المسار العملياتي والتقني المتعلق بالعمليات البحرية أذهل الأعداء وأدهشهم بعون الله، بالرغم من أن العمليات اليمنية المساندة لغزة قبل أن تبدأ كان الأمريكي يتصور أن بإمكانه إيقافها.

وقال “الإمكانات الأمريكية الكبيرة والمتطورة في كل المجالات فشلت في إيقاف عملياتنا واستهداف قدراتنا ومصانعنا، وفوجئ الأمريكي بتكتيكات الصاروخية والبحرية والتصنيع وينظر إليها كمدرسة يمكن الاستفادة منها”.

وتطرق السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي إلى “تكتيكات مجاهدينا التي تغلّبت على تقنيات وتكتيكات الأعداء المتطورة، وكان واقعهم الفشل”، مؤكداً أن التحديات بالنسبة لمجاهدينا تحولت إلى فرص وظهر فشل الأعداء والتأييد الإلهي والمعونة.

وأضاف “المعونة والنصر والتأييد الإلهي في معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس فوق ما يتخيله الناس، بالرغم من أن الأمريكي كان يخيف الآخرين بحاملات طائراته ويحاول أن يضغط بها ويزرع الهزيمة النفسية للدول”.

وتابع “عندما تصل حاملة الطائرات إلى الخليج يخضع الزعماء العرب ويتراجعون عن أي شيء لا تريده أمريكا”، موضحاً أن عملية “إسناد غزة” غيرّ حال الحاملات الأمريكية وأصبحت مستهدفة، ومهمتها تحولت إلى الهروب بدلا من الهجوم بفعل ملاحقتها واستهدافها من قبل القوات المسلحة اليمنية.

وبين قائد الثورة أن الطيران غير المأهول الأمريكي، كان يُضرب ويُستهدف و”MQ9″ سقطت باستمرار، ومن شواهد التأييد الإلهي استخدام القوات المسلحة اليمنية للصواريخ الباليستية ضد أهداف بحرية متحركة ومديات بعيدة.

وأكد أن حركة الملاحة الإسرائيلية تعطلت قرابة النصف وفي البحر الأحمر تكاد تنعدم، بفعل العمليات البحرية التي كان لها تأثير على الاقتصاد الإسرائيلي والأمريكي وكذلك البريطاني، مضيفاً “لاشك أن التأثير على الاقتصاد البريطاني له علاقة بسقوط الحكومة هذا الأسبوع”.

ولفت إلى أن الأمريكي وقع في مأزق حقيقي وتحمل هو والبريطاني مع الإسرائيلي المشكلة، مبيناً أن الأمريكي اعتاد على توريط الآخرين لتحمل الأعباء الكبيرة معه ومشاركته الخسارة والفشل.

وأوضح السيد القائد، أن الأوروبيين حاولوا أن يتعاملوا بذكاء مع الضغوط الأمريكية، وكانت مشاركة البعض دفاعية بحتة، وشاركت البوارج الأوروبية في اعتراض الطائرات المسيرة دون قصف بلدنا.

وتابع “الكثير من دول العالم تعاملت بذكاء وفطنة وحكمة برفضها المشاركة مع الأمريكي في البحر، وأكثر دول العالم لم تتورط ودخلت في تنسيق مباشر معنا، لذلك حركتها الملاحية آمنة وتمر بسلام، ومن أكبر ما فشل به الأمريكي هو توريط الدول المطلة على البحر الأحمر في إسناد العدو الإسرائيلي”.

وجدّد التأكيد على أن الأمريكي فشل في استغلال الدول العربية والمجاورة في القصف على بلدنا من داخلها، وما يزال الأمريكي مستمراً في محاولاته لتوريط النظام السعودي بعد فشله عسكرياً.. وقال ” الأمريكي أرسل إلينا برسائل بأنه سيدفع النظام السعودي إلى خطوات عدوانية، وحصلت زيارات أمريكية للسعودية من أجل ذلك”.

وأفاد قائد الثورة أن من أهم ما يركز عليه الأمريكي هو المجال الاقتصادي لأن ضرره يلحق بكل الناس.. معتبراً الضغط باتجاه نقل البنوك من صنعاء خطوة جنونية وغبية، ولا أحد في العالم يفكر بهذه الطريقة.

وأضاف “إن الأمريكي يعرف أثر نقل البنوك السيء على واقع الشعب اليمني المعيشي وعملته والأسعار في البلد”، مؤكداً أن النظام السعودي أقدم على هذه الخطوة خدمة “لإسرائيل” وطاعة لأمريكا.

وتابع “وجهنا النصائح والتحذير عبر كل الوسطاء ليتراجع النظام السعودي عن هذه الخطوة الحمقاء والغبية لكنه ما يزال يماطل، وبعد خطوة نقل البنوك اتجه السعودي إلى تعطيل مطار صنعاء وإيقاف الرحلات رغم محدوديتها وهامشها الضيق”.

وأشار إلى أن التصريحات التحريضية من الإسرائيلي والأمريكي والبريطاني للسعودي استمرت مع مطالبته بإغلاق الميناء، مؤكداً أن الأمريكي يريد توريط السعودي في حرب شاملة أي العودة بالوضع معنا إلى ما كان عليه في ذروة التصعيد.

وأردف السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي قائلاً “ليس للسعودي أي قضية، ولا مبرر لتصرفاته العدوانية ضد شعبنا سوى خدمة الإسرائيلي”، مضيفاً “لم يكفهم ما فعلوه خلال السنوات التسع الماضية ولا احتلالهم لمساحة كبيرة من البلد وسيطرتهم على الثروات، لم يكفهم تجييش مرتزقة وعملاء لمقاتلة شعبهم فاتجهوا نحو خطوات جنونية غبية”.

وأكد “لن نقف مكبلين مكتوفي الأيدي أمام خطواتهم الجنونية أو نتفرج على شعبنا يتضور جوعا وينهار وضعه الاقتصادي”، لافتاً إلى أن “انشغالنا بالمعركة المباشرة لإسناد غزة لا يعني أننا لن نستطيع أن نعمل شيئا تجاه خطواتهم الجنونية”.

وقال “من يعتقد أن بإمكانه إبادة شعبنا بالجوع والمرض والأوبئة والحصار الشديد فهو مخطئ، وسنعتبر ما سنقوم به في التصدي للعدوان ومواجهة أي خطوات في إطار المواجهة مع الأمريكي”.

كما أكد قائد الثورة أن الشعب اليمني يصبر لثقته بأن هناك معركة مهمة ولأنه آثر الشعب الفلسطيني على نفسه وقضاياه، وعلى السعودي أن يدرك أنه لا يمكن السكوت على خطواته الرعناء الغبية وأن يكف عن مساره الخاطئ.

ووجه التحذير الشديد للنظام السعودي .. وقال “سنقابل كل شيء بمثله البنوك بالبنوك ومطار الرياض بمطار صنعاء والموانئ بالميناء، وسنقول على البنوك في الرياض أن تنتقل وأن تذهب، فهل تقبلون بهذا؟ وتعتبرونه شيئا منطقياً؟ فلماذا تريدون فرضه على بلدنا؟”.

وأوضح “أن الأمريكي يدفع بالنظام السعودي إلى أمور غبية وعدوانية لن نقبلها”، مضيفاً” إذا كان النظام السعودي مقتنع أن يتورط مع الأمريكي وأن يقدم الدعم المالي والإعلامي لليهود فهذا خياره والعواقب خطيرة عليه”.

وذكر السيد القائد، أن الإعلام السعودي يخدم الإسرائيلي بوضوح، مشيراً إلى أن الحركات الفلسطينية المجاهدة ما تزال مصنفة في السعودية بالإرهاب لأنها تواجه العدو الصهيوني وما يزال النظام السعودي يعتقل رجال حماس في السجون، ويجرّم موقف الحركة المواجه لكيان العدو، بالرغم من عرضنا عليه للإفراج عن طياريه مقابل أسرى حماس ولم يقبل بذلك خدمة للعدو الصهيوني.

وجددّ النصح للنظام السعودي بأن التورط مع الأمريكي والإسرائيلي فيه خسارة للمصالح السعودية وأمنهم وجلب الخطر على نفطهم، مبيناً “أن النظام السعودي عندما يلجأ لخيارات لا مناص لنا منها سنتحرك بكل قناعة واطمئنان، لأننا أصلا في الحرب والحصار والمعاناة”.

وقال ” لن نسمح بالقضاء على الشعب وإيصاله إلى مستوى الانهيار التام كي لا تحصل مشكلة، فلتحصل ألف ألف مشكلة، لأن تحركنا يأتي من واقع إيماننا بقضيتنا العادلة ومظلوميتنا الواضحة، ومستعدون أن نعمل ما يلزم من أجل ذلك”.

وخاطب قائد الثورة النظام السعودي “الأمريكي يحاول أن يورطكم، وإذا كنتم تريدون ذلك فجربوا؟، وإذا كنتم تريدون الخير لأنفسكم والاستقرار لبلدكم واقتصادكم فكفوا مؤامراتكم على بلدنا؟، لأن الاتجاه نحو التصعيد العدواني ضد الشعب اليمني لا يمكن أن نقبل به أبداً”.

ومضى بالقول “إذا نجح الأمريكي في توريطكم فهو غباء رهيب وخذلان كبير ومن حقنا الطبيعي التصدي لأي خطوة عدوانية، وإذا تورطتم أكثر سيكون التصعيد من جانبنا أكثر، ولا تعولوا على الأمريكي فهو فاشل”.

وتوقّف السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي عند جولة الحوار في عمان بشأن ملف الأسرى .. وقال “بذلنا الجهد وحرصنا على إنجاحها وبدء التبادل للدفعة الثانية، والواضح في جولة عمان أن التحالف لا يُريد أن يتخذ خطوة تغضب الإسرائيلي”.

وأكد أن التعنت في جولة عمان ليس له أي تفسير ولا مبرر إلا أنه تضامن مع الأمريكي والإسرائيلي، لافتاً إلى أن السعي سيظل مستمراً للوصول إلى صفقة تبادل الأسرى ولا بد من نتيجة في الأخير.

وتوجه قائد الثورة بالتهاني والمباركة للشعب اليمني والقوات المسلحة والأمن المرابطين في جبهات العزة والكرامة بحلول ذكرى الهجرة النبوية الشريفة على صاحبها وآله أفضل الصلاة وأتم التسليم، مباركاً للأمة العربية والإسلامية كافة والشعب الفلسطيني ومجاهديه خاصة بمناسبة العام الهجري الجديد 1446هـ.

واعتبر مناسبة دخول العام الهجري الجديد لافتة لنظرنا كمسلمين إلى ما يعنيه اعتماد الهجرة النبوية لتكون هي الأساس في التاريخ الإسلامي، مبيناً أن تاريخ الإسلام ارتبط بالهجرة النبوية، ما يدل على أهميتها الكبيرة وما لها من دور مهم في ميلاد الأمة الإسلامية وقيامها.

وأشار إلى أن الهجرة النبوية تشدنا إلى استذكار الرسول محمد صلى الله عليه وآله ورسالته وما بذله من جهود في هداية الناس وإنقاذ المجتمع البشري وفي المقدمة الأمة العربية.. موضحا أن عظمة الرسالة الإلهية تجلّت في حركة الرسول محمد عليه الصلاة والسلام، وأثمرت جهوده وجهود المسلمين الذين نصروه في الانتقال بالعرب من حالة الضياع إلى النور والهدى.

وأفاد بأن الرسالة الإلهية وحدّت العرب ليكونوا أمة رائدة في المجتمع البشري وحاضرة في الساحة العالمية بما يميزها من نور الإسلام ومبادئه ومشروعه الحضاري، مشيراً إلى أن الهجرة النبوية جاءت بعد اليأس من المجتمع القرشي لينطلق إلى المدينة حيث الأنصار من الأوس والخزرج القبيلتين اليمانيتين.

وقال “انتماء الأنصار الإيماني كان يجمع بين التزام العبادة والمسؤولية والمناصرة والجهاد والتضحية فحملوا الإسلام كمشروع ورسالة ومسؤولية، ورفعوا رايته، وكان من مؤهلاتهم أنهم نواة قابلة للتوسع والبناء وليسوا منغلقين على أنفسهم بالعصبيات والحسابات الضيقة”.

ولفت قائد الثورة إلى أن محبة الأنصار لكل من هاجر إليهم، لأنهم يجدون فيه لبنة في بناء صرح الإسلام العالي والشامخ، موضحاً أن من المؤهلات المهمة للغاية أن الأنصار حملوا إرادة الخير للآخرين وبقلوب سليمة من الحسد والضغائن.

وأضاف “إذا لم يحمل الإنسان إرادة الخير للآخرين فسيكون أبعد عن التحرك الجاد والواعي في إطار المسؤولية المقدسة لحمل راية الإسلام والنهوض بمشروعه”، لافتاً إلى أن من مؤهلات الأنصار أنهم لم يحملوا أي أطماع ومصالح شخصية أو حساسيات مما يعطى للمهاجرين على المستويين المادي أو المعنوي.

وذكر السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، أن من أهم وأخطر عوامل الفرقة هي الحساسيات والعقد النابعة من الحسد تجاه ما يؤتى الآخر ممن هو في صفك وفي إطار أمتك ومشروعك.. مضيفاً “عندما تنتشر حالة الأنانيات والحسد لا تبقى معها ألفة ولا أخوة ولا تعاون ولا تفاهم ولا وئام ولا يتحقق التوحد المطلوب”.

وأشار إلى أن من مؤهلات الأنصار أيضاً أنهم حملوا روحية العطاء والإحسان إلى درجة الإيثار على النفس حتى مع الظروف الصعبة ومع الفقر والحاجة .. مؤكداً أن الأنصار كانوا حاضنة ناجحة في تحركها بالمشروع الإلهي وشكلوا النواة مع المهاجرين لتكوين مجتمع واحد والنهوض بحمل المشروع الإلهي.

وتابع “الخير الحقيقي والمصلحة الفعلية للإنسان هي عندما يذوب في الله ويتجه ضمن أمة في مشروع إلهي عظيم، وعندما ينفصل الإنسان من التوجه العام إلى التمحور حول الذات يصبح مكبلاً بالأنانية والحساسيات والحسابات الضيقة وبالتالي لا يحمل روحية العطاء”.

وأفاد بأن الأحقاد والضغائن والعُقد تؤثر حتى على مستوى التوحد وبذل الجهد الجماعي والتعاون اللازم الذي لابد منه لانتشار نور الإسلام، ما يجب على الإنسان أن ينظر نظرة الإسلام، وما الذي يمثل قوة للأمة وما فيه الخير، وما يؤدي لانتصارها.

وأكد قائد الثورة، أن الخيار الصحيح لكل المسلمين للنهوض بالأمة وريادتها هو العودة إلى أصالة الإسلام والتمسك بمبادئه، خاصة والأمة بحاجة للإسلام وقيمه لأن القوى المناوئة له تنحط بالمجتمع البشري وتنشر الظلم والفساد والإجرام.

ومضى بالقول “كل ما يعانيه البشر هي أزمات من صنع قوى الشر والطاغوت كامتداد للشيطان في إغوائه للبشر ولابد أن يقابل ذلك بالمشروع الإسلامي التحرري”.. مؤكداً أن المسلمين بحاجة للعودة إلى أصالة الإسلام لا أن يتجهوا للزيف ضمن خضوعهم لقوى الشر التي تُبعدهم عن نور الإسلام ومشروعه العظيم.

وأعرب السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، عن الأسف لوصول حال بعض الأنظمة العربية إلى أن ترتبط باليهود الصهاينة وبمعاهد ومؤسسات تابعة لهم، مبيناً أن المؤسسات التي ارتبطت بها بعض الأنظمة عملت على تغيير المناهج الدراسية لصالح اليهود ويرّسخ نظره جاهلة عنهم وعن أعوانهم.

ونبه من هجمة التزييف الكبيرة والخطيرة التي هدفها تدجين المسلمين لصالح الأعداء اليهود وأعوانهم من الكافرين والمنافقين، مشيراً إلى أن تغيير المناهج في السعودية والإمارات ومصر والمغرب يتم عبر لجان وجهات يهودية إسرائيلية.

ولفت إلى أن الهجمة الإعلامية والحرب الناعمة في شقيها الإضلال الفكري والإفساد الأخلاقي غير مسبوقة وتستهدف المسلمين للسيطرة عليهم، معتبراً مسار الاستقطاب للخيانة والعمالة واختراق المجتمعات والدول يأتي تحت عنوان الحرب الناعمة.

وعدّ الخلايا التجسسية التي تعمل لأمريكا في اليمن جزءاً من مخطط الإفساد والاختراق وما يزال هناك خلايا سيتم كشف النقاب عنها قريباً.

وشدد قائد الثورة على أهمية الاستفادة من مناسبة الهجرة النبوية في تحصين المجتمع من الاختراق المعادي والمفسد، وأن تكون من العوامل المهمة للنهوض بالأمة.. حاثا المسلمين في المجتمعات الغربية على تجسيد قيم الإسلام وإظهار عظمته وتكون كلمتهم موحدة.

وبين أن مناسبة الهجرة النبوية فرصة مهمة لاستحضار الدروس والعبر والاستفادة منها ليلتفت الإنسان إلى واقعه الشخصي بدءاً بعلاقته بالله والتقييم على المستوى الجماعي، مشدداً على ضرورة أن يتحرك الإنسان بانطلاقة جديدة على أساس الاهتمام بالأولويات الواضحة والمهمة وبناءً على تقييم الواقع والمسؤوليات.

وتحدث قائد الثورة عن إنجازات هيئة الزكاة في العام الهجري المنصرم بتقديم الدعم للمحتاجين والعرس الجماعي لـ11 ألف عريس وعروس، مبيناً أن المساعدة في الزواج هو جزء من اهتمامات هيئة الزكاة الواسعة بالفقراء في كل الجوانب.

وبين أن تراجع مظاهر الفرح في العرس الجماعي عن الأعوام الماضية هو احتراماً وتضامناً لمأساة الشعب الفلسطيني، مضيفاً “ليس حالنا كحال النظام السعودي الذي يقيم حفلات المجون والضياع في ظل ما يعانيه الشعب الفلسطيني”.

وتطرق إلى التوجه المهم لهيئة الزكاة في توجيه ثلث الإيرادات في برامج التمكين الاقتصادي لمكافحة الفقر، معتبراً دور هيئة الزكاة عظيماً ومهماً ومقدّساً في إطار فرض من فرائض الإسلام ولذلك يجب التعاون معها.

واختتم السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي كلمته بالقول “ينبغي على مجتمعنا بانتمائه الإيماني وهويته إلى أن يكون مهتما بإخراج الزكاة وصرفها في مصارفها الشرعية، وعدم الإصغاء إلى المحاربة التي يطلقها الأعداء ضد هيئة الزكاة ودورها المهم والحيوي”.

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: السید عبدالملک بدر الدین الحوثی السید عبدالملک بدرالدین الحوثی الفتح الموعود والجهاد المقدس العام الهجری الجدید الشعب الفلسطینی النظام السعودی الهجرة النبویة قائد الثورة أن الشعب الیمنی وأشار إلى أن هیئة الزکاة مع الأمریکی أن الأمریکی فی إطار ما یزال

إقرأ أيضاً:

بعد ستة سنوات من ديسمبر أرضية أكثر صلابة لتأسيس دولة، على مبادئ الوفاق

إن كان هناك شيء قدمه حدث ديسمبر كتجربة في تاريخ الشعب السوداني فهو الوعي الناتج عن التعلم بالطريقة الصعبة وهو أغبى أشكال الوعي حيث لا يحتاج إلى أي مجهود ذهني، يدرك الأشياء بعد وقعوها.
ولكن مع ذلك فهناك من لم يتعلم!

بعد التخريب الذي أحدثته ثورة ديسمبر في الدولة ومؤسساتها وبعد الحرب التي أتت على ما تبقى من الدولة، أصبحنا الآن على وعي أكبر بالدولة وبمؤسساتها.

أشعر بالغضب والرعب في الوقت نفسه حين أتذكر ذلك الكم الهائل من الحمقى الذين كانوا يجادلون بضرورة حل جهاز الأمن الوطني، ويشتد غضبي بشكل خاص عندما أتذكر أن بعضهم من حملة الشهادات العليا في مجالاتهم، أذكياء أكاديميا ولكنهم حمقى سياسيا، كانوا يريدون حل جهاز الأمن وكشف الدولة بشكل كامل. هذا نموذج واحد لوعي ديسمبر الهش والزائف.
وأتذكر كيف عانيت شخصيا في شرح أمور بديهية حول العدالة والمحاسبة، ولكنها بالنسبة لقطيع ديسمبر كانت كفيلة بتصنيفي ككوز ضد الثورة. كنت أقول لا يوجد شيء اسمه أحزاب سياسية تحاسب حزب سياسي، المحاسبة السياسية يتولاها الشعب، ومن أجرم جنائيا يقدم للقضاء. فكرة واضحة لا تحتاج إلى عبقرية سياسية ولكنها كانت عصية على عقل ديسمبر بأطيافها المختلفة.

بعد انتصار الثوار السوريين الذين خاضوا حربا دموية ضد النظام السوري رأينا كيف تعاملوا مع مؤسسات الدولة ومع الموظفين في هذه المؤسسات بل ومع الحكومة نفسها. من البديهيات أنك يجب أن تستفيد من الموجود وأن تبني عليه، لا أن تهده وتدمره لتبدأ من جديد. لماذا كان من الصعب على ديسمبر قيادة وقطيعا رؤية هذه الفكرة الواضحة، مؤسسات الدولة والكفاءات التي تدربت فيها من مال الشعب السوداني يجب الإستفادة منها؟ هل هذه فكرة صعبة؟
ثم نأتي إلى درة تاج الثورة لجنة التمكين سيئة الذكر، كانت لجنة كارثة وفضيحة بكل المقاييس فنيا سياسيا وقانونيا وأخلاقيا، غباء وجهل وفساد وانحطاط وكانت هي السبب الأساسي في هزيمة الثورة وذلك حين هزمت كل شعاراتها وجعلتها عارية ما سهل الانقضاض عليها بعد ذلك.

وإن تكلمنا عن الحكومة فقد كانت كانت حكومة من الخونة والعملاء بامتياز. تبين أن حمدوك الذي كان صنما يعبد هو أكبر عميل؛ إستجلب البعثة الإستعمارية بقيادة سيء الذكر فولكر وفي النهاية ذهب وعمل في الأمارات وتحالف مع المليشيا في حربها ضد الجيش وضد الدولة. وكذلك البقية ولا حاجة لتعديد الأسماء.
.
أصبحنا الآن بعد ديسمبر والحرب التي أعقبتها أكثر وعيا بالسيادة الوطنية، هذه الكلمة كانت غائبة كليا عن قاموس ديسمبر. أصبحنا نفرق بين الوطني والعميل بوضوح تام. أصبحنا نفهم ماذا يعني سيادة وقرار وطني وتدخلات خارجية.

هل تتذكرون من كانوا يهتفون لرئيس بعثة الأمم المتحدة فولكر فولكر فولكر وكأنه المنقذ؟ هذا هو وعي ديسمبر. وحين تم طرد فولكر هناك من راح يهدد ويتوعد الدولة وكأنها ارتكبت خطأ وبعضهم بدأ يبشرنا ببعثة إستعمارية جديدة يقودها خواجة عسكري. ولكن نحن طردنا فولكر غير مأسوف عليه وتم طي فترة سوداء من التدخل الخارجي في شأننا ولم يخسف الغرب بنا الأرض. هذا هو معنى السيادة، هذا ما يجب أن نتعلمه.

لقد تعلمنا الكثير ولدينا الآن بعد ستة سنوات من ديسمبر أرضية أكثر صلابة لتأسيس دولة، على مبادئ الوفاق والوحدة الوطنية لا على أساس التقسيم الديني قوى ثورة وقوى ضد الثورة وكأن الثورة دين مع أنها ثورة خاوية من أي مضمون، وعلى مبادئ السيادة الوطنية وامتلاك القرار الوطني دون وصاية ودون تدخلات، وعلى أساس الاحتكام للشعب بقواه الحية الصلبة الراسخة لا الواجهات الوهمية من المنظمات المشبوهة التي تدعي تمثيل الشعب باسم حقوق الإنسان والمرأة وما شابه من اللافتات.

وقبل كل ذلك تعلمنا ما معنى الدولة وما معنى مؤسسات وما معنى جيش وشرطة وأمن ياجن. عرفنا ما معنى الاستقرار وأن المؤسسات الأمنية هي ركائز الاستقرار، وأن الاستقرار ليس لعبة في أيدي شفع من المراهقين سياسيا.

ولذلك لن يسمح الشعب مرة أخرى بتعطيل الدولة والحياة باسم الثورة بواسطة أطفال لا يعرفون ماذا يريدون، كما لن يسمح الشعب بأن تقوده شخصيات مشبوهة تأتي من كندا وأمريكا أو أوربا.

ديسمبر أضافت الكثير للوعي السياسي؛ وعي بالطريقة الصعبة ولكنه وعي علي أي حال، هذا ما نأمله على الأقل.

حليم عباس

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • وقفة قبلية في أرحب تضامنًا مع فلسطين وإعلان الجهوزية لمواجهة الأعداء
  • الهيئة النسائية في شبام كوكبان بالمحويت تُحيي ذكرى ميلاد الزهراء
  •  أبناء قبائل أرحب بصنعاء يحتشدون تضامنًا مع فلسطين وإعلان الجهوزية لمواجهة الأعداء
  • الديوان الملكي السعودي يبتعث وفدا للعاصمة دمشق للقاء قائد الإدارة السورية الجديدة
  • قبائل المديريات الشرقية بالحديدة تعلن النفير العام في مواجهة الأعداء
  • هويدي: فرص نهضة سوريا بعيدة المنال بسبب انفراد «الإسلام السياسي» بإدارة المشهد
  • أبناء أرحب يؤكدون جهوزيتهم لكل الخيارات التي يوجه بها قائد الثورة
  • عادل حمودة: الثورة السورية أصبحت صراعا دوليا متعدد الأطراف
  • ثورة يحبّها الأعداء… إلى حين!
  • بعد ستة سنوات من ديسمبر أرضية أكثر صلابة لتأسيس دولة، على مبادئ الوفاق