شهدت الحدود بين لبنان وإسرائيل تصاعدًا في التوتر في الفترة الأخيرة بين حزب الله اللبناني والاحتلال الصهيوني حيث أعلن حزب الله عن سلسلة من الاستهدافات لمواقع إسرائيلية على الحدود بين البلدين، فيما هددت إسرائيل بالرد “بالقوة” على الهجمات من لبنان.

الأوضاع على الساحل الجنوبي للبنان

وقال أمين بشير، المحلل السياسي اللبناني، إن الأوضاع على الساحل الجنوبي للبنان مازالت تحت ما يسمى بقواعد الاشتباك، رغم تطورها منذ حرب أكتوبر حتى اليوم.

 

وأضاف بشير أن هذه القواعد ما زالت صالحة للعمل بها حتى الآن، حيث يقوم العدو الصهيوني بعمليات اغتيال لقيادات حزب الله، بينما يرد حزب الله بإطلاق كميات كبيرة من الصواريخ ومحاولة استهداف منشآت حساسة.

وأضاف بشير في تصريحات خاصة لـ "الفـجـر" أن التفوق التكنولوجي واضح لصالح العدو الصهيوني في هذه الحرب، ولكن الأمور تبقى ضمن قواعد الاشتباك ولن تتطور إلى حرب شاملة. وأوضح أن جميع الأطراف، بما فيهم حزب الله وإيران، لا يرغبون في حرب شاملة، خاصة أن إيران تعتبر اليوم لاعبًا رئيسيًا في الانتخابات الأمريكية لصالح بايدن، بينما يعمل نتنياهو لصالح ترامب ويعتبر داعمًا له.

دور نتنياهو وتأثيره على الانتخابات الأمريكية

وأردف بشير أن نتنياهو يحاول الضغط على الإدارة الأمريكية بتهديدات شن حرب واسعة، إلا أن هذه التهديدات تظل ضمن إطار الحرب النفسية. وأكد أن نتنياهو يستخدم هذه التهديدات لزيادة فرص ترامب في الوصول للرئاسة، بينما تحاول إيران وحزب الله الضغط على حماس لإيجاد هدنة قبل الانتخابات الأمريكية لدعم بايدن.

وأفاد بشير بأنه في حال حصول هدنة في غزة، فإنها ستنسحب تلقائيًا على الجبهة الجنوبية في لبنان، وهذا ما صرح به حزب الله أيضًا. وأكد أن الوضع في الجنوب سيبقى معلقًا حتى تتم تسوية الوضع في غزة، مشيرًا إلى أن الأوضاع لا تحتاج إلى وسطاء مثل هوكشتاين لتسويتها.

واختتم بشير تصريحاته بالتأكيد على أن المرحلة الحالية تتسم بالصعوبة بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية وهي على أبواب الانتخابات، حيث لن تكون الإدارة الأمريكية جاهزة لاتخاذ قرار بشأن أي حرب. وبالتالي، فإن احتمالية نشوب حرب شاملة تظل مستبعدة في الوقت الراهن.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: لبنان اسرائيل الاحتلال الصهيوني المحلل السياسي أوضاع لبنان الحرب بين لبنان وإسرائيل حزب الله حماس نتنياهو حزب الله

إقرأ أيضاً:

الهجوم الأكثر دموية في لبنان.. تحقيق يكشف آخر لحظات حياة جوليا

نشرت هيئة الإذاعة البريطانية "BBC" تقريراً جديداً تحدثت فيه عن الهجوم الإسرائيلي الأكثر دموية منذ عقدين في لبنان، مشيرة إلى أن هذا الهجوم وقف في منطقة عين الدلب - شرق صيدا، وأسفر عن استشهاد العديد من اللبنانيين من بينهم الناشطة جوليا رمضان.
    وفق التقرير، كانت جوليا تشعر بالرعب، في وقتٍ تصاعدت وتيرة الحرب بين إسرائيل وحزب الله، وكان يراودها كابوس بأن منزل عائلتها يتعرض للقصف.     وسط ذلك، أرسلت جوليا لأخيها أشرف رسالة صوتية من شقتها في بيروت، وما فعله الأخير هو أنه شجعها على الانضمام إليه في عين الدلب، وهي قرية هادئة جنوب لبنان.   "المكان آمن هنا"، طمأنها، وقال لها "تعالي ابقي معنا حتى تهدأ الأمور".
وفي وقت سابق من ذلك الشهر، كثفت إسرائيل حملاتها الجوية ضد حزب الله في لبنان، رداً على الهجمات الصاروخية المتصاعدة من قبل الحزب والتي قُتل خلالها مدنيون، ونزح على إثرها عشرات الآلاف من منازلهم شمال إسرائيل.
أشرف كان واثقاً من أن مبنى شقق عائلته سيكون ملاذاً آمناً، لذلك انضمت إليه جوليا، ولكن في اليوم التالي، وبالتحديد في 29 أيلول، تعرض المبنى لأشد هجوم إسرائيلي دموي في هذا الصراع، حيث ضربته صواريخ إسرائيلية، وانهار المبنى المكون من ستة طوابق بالكامل، مما أسفر عن مقتل 73 شخصاً.
ويقول الجيش الإسرائيلي إن المبنى استُهدف لأنه كان "مركز قيادة لحزب الله"، زاعماً أنه قضى"على أحد قادة حزب الله"، مضيفاً أن "الأغلبية الساحقة من الضحايا في تلك الضربة كانوا عناصر إرهابية"، على حد قوله.      لكن تحقيقاً أجراه فريق بي بي سي لتقصي الحقائق، أكد هوية 68 شخصاً من أصل 73 قضوا جراء الهجوم، وكشف عن أدلة تشير إلى أن ستة فقط كانوا مرتبطين بالجناح العسكري لحزب الله، ولم يكن أي من هؤلاء الستة يحمل رتبة عسكرية كبيرة. كذلك، وجدت بي بي سي أن الـ62 الآخرين كانوا مدنيين، و23 منهم أطفال.   ومن بين أولئك الأطفال القتلى مَن لم يتجاوز بضعة أشهر، مثل نوح قبيسي في الشقة 2 ب، وفي الشقة 1 ج، قُتلت المعلمة عبير حلاق إلى جانب زوجها وثلاثة من أبنائها، وفي الطابق الثالث، توفيت أمل الحكواتي إلى جانب ثلاثة أجيال من عائلتها؛ زوجها وأبنائها وحفيدتين.     كان أشرف وجوليا قريبين من بعضهما البعض دائماً، ويتشاركان كل شيء مع بعضهما، ويصف أشرف شقيقته بأنها "مثل الصندوق الأسود، الذي يحمل كل أسراره".
وفي فترة ما بعد الظهر من يوم 29 أيلول، عاد الشقيقان إلى المنزل بعد مشاركتهما في توزيع الطعام على الأسر التي فرت من القتال، حيث نزح مئات الآلاف من الناس في لبنان بسبب الحرب.
أشرف كان يستحم، وجوليا تجلس في غرفة المعيشة مع والدهما، تساعده في تحميل مقطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي، وكانت والدتهما جنان تنظف المطبخ.
ثمّ دون سابق إنذار، سمعوا دوياً يصم الآذان، واهتز المبنى بأكمله، وتدفقت سحابة ضخمة من الغبار والدخان إلى شقتهما.
يقول أشرف: "صرخت منادياً، جوليا! جوليا!"، وأجابت "أنا هنا".
ويكمل: "نظرت إلى والدي، الذي كان يكافح للنهوض من على الأريكة بسبب إصابة في ساقه، ورأيت والدتي تركض نحو الباب الأمامي".
ويضيف: "كانت جوليا تتنفس بصعوبة شديدة، وتبكي بشدة على الأريكة، كنت أحاول تهدئتها وأخبرتها أننا بحاجة إلى الخروج، ثم حدث هجوم آخر".
ويُظهر مقطع فيديو للضربة، تم تداوله عبر الإنترنت وتم التحقق منه من قبل بي بي سي، 4 صواريخ إسرائيلية تتجه نحو المبنى، وبعد ثوانٍ، انهار المبنى.     كان أشرف، مع كثيرين آخرين، محاصرين تحت الأنقاض، بدأ ينادي، لكن الصوت الوحيد الذي كان يسمعه، كان صوت والده، الذي أخبره أنه لا يزال يسمع جوليا وأنها على قيد الحياة، ولم يستطع أي منهما سماع صوت والدة أشرف.
أرسل أشرف رسالة صوتية إلى الأصدقاء في الحي لتنبيههم، وكانت الساعات القليلة التالية مؤلمة، إذ كان يسمع رجال الإنقاذ وهم يزيلون الأنقاض، ونحيب السكان الذين اكتشفوا موت أحبائهم. ويقول أشرف: "كنت أدعوا: أرجوك يا الله، ليس جوليا، لا أستطيع أن أعيش هذه الحياة دون جوليا".
وإثر ذلك، تم انتشال أشرف أخيراً من تحت الأنقاض بعد ساعات، مصاباً بجروح طفيفة فقط.
واكتشف أن والدته تم إنقاذها لكنها توفيت في المستشفى، أما جوليا فقد اختنقت تحت الأنقاض، وأخبره والده لاحقاً أن آخر كلمات جوليا كانت نداءات لأخيها.   وفي تشرين الثاني، تم الاتفاق على وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله بهدف إنهاء الصراع، ويمنح الاتفاق مهلة 60 يوماً للقوات الإسرائيلية للانسحاب من جنوب لبنان، ولحزب الله لسحب قواته وأسلحته إلى شمال نهر الليطاني.   وأعرب خبراء الأمم المتحدة عن قلقهم بشأن الهجمات الجوية الإسرائيلية على المباني السكنية في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية في لبنان.
وكان هذا النمط باستهداف المباني بأكملها - مما أدى إلى خسائر كبيرة في صفوف المدنيين - سمة متكررة في أحدث صراع بين إسرائيل وحزب الله، والذي بدأ عندما صعّد الحزب هجماته الصاروخية رداً على حرب إسرائيل في غزة.
وبين تشرين الأول 2023 وشرين الثاني 2024، تقول السلطات اللبنانية إن أكثر من 3960 شخصاً قُتلوا في لبنان على يد القوات الإسرائيلية، وكثير منهم من المدنيين.
وعلى مدى الفترة الزمنية نفسها، تقول السلطات الإسرائيلية إن 47 مدنياً على الأقل قتلوا بصواريخ حزب الله التي أطلقت من جنوب لبنان، كما قُتل ما لا يقل عن 80 جندياً إسرائيلياً أثناء القتال في جنوب لبنان أو نتيجة لهجمات صاروخية على شمال إسرائيل.
ويعد الهجوم على عين الدلب، الهجوم الإسرائيلي الأكثر دموية على مبنى في لبنان منذ 18 عاماً على الأقل. (BBC)

مقالات مشابهة

  • الشيخ نعيم قاسم: المقاومة انتصرت في لبنان وغزة والمشروع الصهيوني انهزم
  • أمين عام حزب الله: إسرائيل انتهكت الاتفاق 1350 مرة وقد فضلنا الصبر
  • حزب الله: إسرائيل أسرت 7 مقاتلين خلال الحرب
  • مقرب من حزب الله: 7 مقاتلين أسرى لدى إسرائيل
  • الانتخابات تقترب.. ماذا عن عودة الصدريين للمشهد السياسي والانتخابي؟
  • الانتخابات تقترب.. ماذا عن عودة الصدريين للمشهد السياسي والانتخابي؟ - عاجل
  • الخطاب السياسي للحرب
  • الهجوم الأكثر دموية في لبنان.. تحقيق يكشف آخر لحظات حياة جوليا
  • نقاط ضعفٍ.. هكذا يتحضّر حزب الله للمعركة المُقبلة مع إسرائيل
  • باستثناء مصر وإسرائيل.. أمريكا تجمّد المساعدات الأمريكية الخارجية