"نيويورك تايمز": حلف الناتو مهمته الأساسية تتمثل في مساعدة الأوروبيين عسكريًا
تاريخ النشر: 7th, July 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
ذكرت صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية أن أول قائد أعلى لحلف شمال الأطلسي (الناتو) دوايت أيزنهاور كان يؤكد أن مهمته تتمثل في مساعدة الأوروبيين للوقوف على قدمهم مجددًا من الناحية العسكرية وليس أن تصبح القوات الأمريكية الحارس الشخصي الدائم لبروكسل وبرلين.
وأوضحت الصحيفة بمقال نشرته اليوم الأحد أنه في عام 1951 كتب أيزنهاور عن الحلف أنه "إذا لم تتم إعادة جميع القوات الأمريكية المتمركزة في أوروبا لأغراض الدفاع الوطني إلى الولايات المتحدة خلال عشر سنوات، فإن هذا المشروع برمته سيكون قد فشل".
وأضافت أنه على الرغم من أن الهدف الرئيسي للحلف كان واضحًا إلا أنه بعد مرور 75 عامًا على إنشائه ويجتمع أعضاؤه بواشنطن بعد غد؛ للاحتفال بذكرى تأسيسه، فإنه يتمركز نحو 90 ألف جندي أمريكي في ألمانيا وإيطاليا وبريطانيا وأماكن أخرى على استعداد عال، ويشكلون جزءًا كبيرًا من قوات الناتو البالغ عددها 500 ألف جندي.
وتابع أن التواجد الأمريكي الضخم لا يأتي في شكل قوات فقط، فقد أفادت البيانات بأنه من بين 206 مليارات دولار من المساعدات العسكرية وغير العسكرية المخصصة لأوكرانيا من العديد من الدول حول العالم، قدمت الولايات المتحدة وحدها 79 مليار دولار.
ونوهت بأن هناك تقريرًا لمعهد كوتو أفاد بأنه منذ عام 1960 تقريبًا، انخفضت حصة الولايات المتحدة من الناتج المحلي الإجمالي للحلفاء، فقد بلغ متوسطها نحو 36%، في حين أن حصتها من الإنفاق العسكري للحلفاء تجاوزت الـ61%، وبذلك فإن القائد الأعلى للحلفاء في أوروبا لم يكن أوروبيًا على الإطلاق.
وأشارت إلى أنه أصبح من الواضح على نحو متزايد ضرورة أن يتحمل الأوروبيون المزيد من مسؤولية الدفاع عن أنفسهم، هذا ليس فقط لأن المرشح الرئاسي دونالد ترامب والانعزاليين في الحزب الجمهوري يشتكون من الاضطرار إلى الدفاع عن الدول الغنية القادرة على تحمل تكاليف شبكات الأمان الاجتماعي -التي لا يمكن للأمريكيين إلا أن يحلموا بها - لأن هذه الدول لا تنفق كثيرًا على جيوشها، ولكن أيضًا لأن المسؤولين الأمريكيين أصبحوا أكثر تركيزًا على التحديات التي تفرضها الصين والتي تتطلب المزيد الاهتمام والموارد السنوات المقبلة خاصة في ضوء التعاون المتزايد بين الصين وروسيا وكوريا الشمالية وإيران، فالولايات المتحدة لا تستطيع أن تفعل كل شئ في كل مكان دفعة واحدة بمفردها.
ونوهت بأنه بغض النظر عمن سيفوز في الانتخابات الأمريكية، فإن الأوروبيين يدركون أنهم بحاجة للمساهمة بشكل أكبر، وأنهم يجب يتحملوا المزيد من المسؤولية عن الحرب في أوكرانيا.
ولفتت إلى أن الأمر قد بدأ يحدث ولكن ليس بالسرعة التي ينبغي لها، فما يقرب من ثلث أعضاء الناتو البالغ عددهم 32 عضوًا ما زالوا غير قادرين على تحقيق هدف الإنفاق الذي تم الاتفاق عليه في عام 2014 وهو أن تنفق كل دولة ما لا يقل عن 2% من ناتجها المحلي الإجمالي بمجال الدفاع.
وذكرت الصحيفة أن الاعتماد الأوروبي على القوات الأمريكية يتعارض مع ما يقوله العديد من الأوروبيين والأميركيين إنهم يريدون الحلف، إذ كشفت دراسة حديثة أجراها معهد الشؤون العالمية أن الأغلبية في الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا تعتقد أن أوروبا يجب أن تكون مسؤولة بشكل أساسي عن دفاعها إذا كانت ترغب في الحفاظ على الحلف، بينما رأى 7% فقط من الألمان و13% من الفرنسيين أن الولايات المتحدة يجب أن تكون مسؤولة بشكل أساسي عن الدفاع عن أوروبا.
وأضافت أن اعتماد أوروبا على الولايات المتحدة يولد قلقًا متزايدًا في القارة، فقد دعا رئيس فنلندا السابق سولي نينيستو إلى "حلف شمال أطلسي أكثر أوروبية"، وحذر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من أنه "مهما كانت قوة تحالفنا مع الولايات المتحدة فإننا لا نشكل أولوية بالنسبة لها".
وأوضحت أن من أهم أسباب استمرار اعتماد أوروبا في دفاعها على الولايات المتحدة هو الطبيعة البشرية اتباعًا لمبدأ "لماذا يستثمر الحلفاء في الدفاع إذا كان هناك من يدفع الفاتورة دائمًا؟"، ولكن هناك سبب آخر هيكلي فعندما تم إنشاء الحلف كان الحلفاء الأوروبيون قد خرجوا للتو من حروب مدمرة جعلتهم متشككين فيما بينهم، وكان على طرف ما أن يرعاهم جميعا، وهكذا تغير دور الولايات المتحدة في الحلف من دور مساعد مؤقت لدور حامٍ دائم.
ولكن بحلول الستينيات، أصبح من الواضح أن القوات الأمريكية لن تغادر في أي وقت قريب، فكان الاتحاد السوفييتي قد سيطر على جزء كبير من أوروبا الشرقية، بما في ذلك الجزء الشرقي من ألمانيا، وقد جعل ذلك من ألمانيا الغربية عنصرًا أساسيًا في التصدي للسوفييت، لكن قلة من الناس في أوروبا هم من يستطيعون تقبل فكرة وجود جيش ألماني قوي بعد ما حدث في عهد النازيين، لذلك بقي الأمريكيون في أماكنهم وقاموا بحماية ألمانيا بقواتهم ومظلتهم النووية.
ونوهت الصحيفة بأنه بمجرد أن أدركت واشنطن أنها لا تستطيع المغادرة، بدأت باتخاذ القرارات، وقال ماك جورج بندي مستشار الأمن القومي للرئيس الأمريكي الأسبق جون كينيدي في عام 1962 "نحن ملزمون بدفع ثمن القيادة، وربما نتمتع أيضًا ببعض مزاياها"، وكان ذلك يعني عقودًا دفاعية مربحة للشركات الأمريكية، والتي أصبحت حافزًا ماليًا قويًا للحفاظ على بصمة كبيرة في أوروبا، فنحو 63% من المعدات العسكرية التي اشترتها دول الاتحاد الأوروبي في الفترة بين عامي 2022 و2023 جاءت من الولايات المتحدة.
وليس من المستغرب أن تفتقر أوروبا اليوم إلى القدرة على نشر الجنود والمعدات التي يحتاجها حلف الناتو للدفاع عن أعضائه، وخاصة عندما يتعلق الأمر بالوحدات المتخصصة مثل: الدفاع الجوي والاستخبارات والمراقبة، كما يفشل مخططو الحلف بشكل روتيني عندما يسعون إلى الحصول على مساهمات بأنظمة متطورة، ويرجع ذلك جزئيًا إلى أن الكثير منها قد تم إرساله بالفعل إلى أوكرانيا.
ولكن من حسن الحظ أن بعض الزعماء الأوروبيين يتعاملون مع هذه القضية بالقدر الذي تستحقه من الإلحاح، ومن المتوقع أن يوقع حلفاء الناتو، خلال اجتماع بعد غد، على تعهد جديد للصناعات الدفاعية بزيادة إنتاج الأسلحة والذخيرة.
ولكن خطة مشتريات الناتو تعتمد بشكل كبير على صانعي الأسلحة الأمريكيين، ويتعارض هذا مع الاستراتيجية الصناعية الدفاعية الأوروبية الجديدة، التي طرحتها المفوضية الأوروبية في مارس الماضي، والتي تتصور إنفاق نصف ميزانية المشتريات العسكرية على سلع يتم إنتاجها في أوروبا بحلول عام 2030.
وإذا فعلوا ذلك، فسوف يشكل ذلك خطوة عظيمة للأمام بالنسبة لقدرة أوروبا على المساعدة في الدفاع عن نفسها، ربما شعر الأمريكيون في الماضي بوجود تهديد لسلطتهم، فقاموا بتخريب هذه الجهود الرامية إلى بناء صناعة دفاع أوروبية، لكن اليوم يحتاج الأمريكيون الذين يكافحون أيضًا من أجل زيادة إنتاجهم الصناعي الدفاعي إلى كل المساعدة التي يمكنهم الحصول عليها.
والآن بدأ الأوروبيون يتقدمون أخيرًا كما حلم أيزنهاور بأن يفعلوا ولا ينبغي للولايات المتحدة أن تقف في طريقهم.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الأوروبيين الناتو القوات الأمريكية المساعدات العسكرية أوكرانيا الولایات المتحدة القوات الأمریکیة فی أوروبا الدفاع عن
إقرأ أيضاً:
نيويورك تايمز: ثمة شخص واحد يحتاجه ترامب في إدارته
قال مقال رأي في صحيفة نيويورك تايمز إن على الرئيس المنتخب دونالد ترامب تعيين أفراد يدعمون سياساته المتعلقة بالتعريفات الجمركية بالكامل للوفاء بوعده بإعطاء الأولوية للعمال الأميركيين والتصنيع المحلي، ويعتقد الكاتب أن روبرت لايتهايزر، الممثل التجاري السابق لترامب، هو الخيار الأمثل لهذه المهمة.
ويرشح مؤسس مجلة كومباكت ماثيو شميتز -في مقاله- لايتهايزر لأن بعض أعضاء حكومة ترامب معروفون بدعمهم تخفيض الرسوم الجمركية، فعلى سبيل المثال أشاد الملياردير إيلون ماسك بتخفيض الأرجنتين للتعريفات الجمركية في عهد الرئيس خافيير ميلي من أجل تعزيز التجارة الحرة.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2مسيرات تركية وطائرات روسية.. الحرب الجوية تجتاح الساحلlist 2 of 2هآرتس: وفاة طبيب غزة الشبح تفضح نفاق إسرائيل وضميرها المعوجend of list تاريخ حافلوأشار الكاتب إلى أن لايتهايزر كان له دور رئيسي بالحرب التجارية مع الصين خلال فترة رئاسة ترامب الأخيرة عندما تحدّت الإدارة عقودا من سياسات التجارة الحرة ووضعت رسوما جمركية كبيرة على السلع الصينية.
ومن ثم فإن لايتهايزر مؤهل، وفق الكاتب، لدعم الإجراءات التي اقترحها ترامب، والتي تعدّ تحولا كبيرا في السياسة التجارية الأميركية، إذ يريد الرئيس المنتخب فرض تعريفات جمركية بنسبة 60% على البضائع الصينية وتعريفات شاملة بنسبة 20% على الواردات الأخرى، وتهدف هذه السياسات إلى زيادة الإيرادات وفصل الاقتصاد الأميركي عن الصين وإنعاش الصناعة الأميركية.
ويحذر الاقتصاديون من أن هذه التعريفات قد ترفع الأسعار وتضرّ بالوظائف، إلا أن لايتهايزر انتقد المؤيدين للتجارة الحرة قائلا إن انتقاداتهم غير دقيقة، حسب المقال.
وأشار في مقابلة إلى تحذيره في عام 1997 من أن دخول الصين إلى منظمة التجارة العالمية بهدف تعزيز التجارة الحرة سيضر بالصناعة الأميركية، وهو تنبؤ أكدته خسارة 985 ألف وظيفة أميركية من عام 1999 إلى 2011 بسبب "صدمة الصين".
الخيار الأمثلوما يجعل لايتهايزر خيارا ممتازا، وفق الكاتب، هو أنه جمهوري بنى علاقات مع الحزب الديمقراطي، بما في ذلك مع أحد رموز الحقوق المدنية جون لويس وقادة العمال مثل ريتشارد ترومكا، وهو ما سيسهل حشد الدعم لقرارات ترامب التجارية.
ووفقا للكاتب، يدعو لايتهايزر إلى "اقتصاديات الصالح العام" التي تعطي الأولوية لتوفير وظائف جيدة للأميركيين وبناء عائلات قوية ومجتمعات صحية، ويجمع هذا النهج بين التعريفات الجمركية والدعوة إلى خفض الضرائب.
ويميز ذلك لايتهايزر عن كل من المحافظين والليبراليين التقدميين في مجال التجارة الحرة، ويجعله خيارا جذابا لدى الناخبين الذين صوّتوا لترامب لظنهم أنه سيدعم حقوق العمال.
ويؤكد الكاتب دعم الشعب لنهج لايتهايزر، مستشهدًا باستطلاع للرأي أجري في سبتمبر/أيلول أظهر أن 56% من الناخبين سيؤيدون مرشحا يدعو إلى فرض تعريفات جمركية بنسبة 60% على الواردات الصينية و10% على السلع الأخرى.