رؤية عمان 2040 والانضباط العسكري
تاريخ النشر: 7th, July 2024 GMT
أحمد بن موسى البلوشي
يُعتبر الشباب الركيزة الأساسية لأي مجتمع يسعى نحو التقدم والازدهار، ويولي حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- اهتماماً كبيراً بتنمية الشباب العُماني؛ إيماناً منه بأهمية دورهم في تحقيق التنمية المستدامة ورؤية عُمان 2040.
وترتكز رؤية عُمان 2040 على تمكين الشباب ليكونوا قادة المستقبل، وتشمل هذه الرؤية توفير التعليم المتطور، وتوسيع فرص التدريب المهني، وتعزيز المشاركة الشبابية في مختلف المجالات الاجتماعية والاقتصادية، وتعزيز القيم الوطنية والهوية العُمانية بينهم، ويهدف هذا إلى بناء جيل يعتز بثقافته وتاريخه، ويعمل بجد واجتهاد لتحقيق أهداف وطنه.
وتحت قيادة السلطان هيثم المعظم، شهدت سلطنة عُمان تحسينات كبيرة في مجالات كثيرة منها النظام التعليمي بهدف تزويد الشباب بالمعرفة والمهارات اللازمة لمواكبة تطورات العصر، وتم التركيز على تحسين جودة التعليم وتوفير فرص تدريبية متقدمة للشباب؛ مما يساعدهم على دخول سوق العمل بكفاءة، وفي مجال الابتكار وروح ريادة الأعمال؛ تم إطلاق العديد من المبادرات والبرامج التي تهدف إلى تشجيع الشباب على بدء مشاريعهم الخاصة، وتقديم الدعم المالي والإرشادي لهم لتحقيق النجاح في مختلف المجالات.
ومن المجالات التي تمَّ التركيز عليها والاهتمام بها: برنامج الانضباط العسكري، الذي يعتبر أحد المجالات التي تحظى باهتمام كبير ضمن منظومة البرامج المخصصة للنشء في سلطنة عُمان، ويُعد هذا البرنامج جزءاً مهمًّا من الجهود الرامية إلى تنمية الوعي وغرس القيم وتعزيز روح القيادة لدى الشباب؛ مما يُسهم في تنشئة أجيال وطنية تتسم بحب الوطن والولاء للسلطان، وبما ينعكس في بناء شخصية المشاركين معرفياً ومهارياً وسلوكياً. الانضباط العسكري ليس مجرد قواعد صارمة، بل هو نهج شامل لتطوير الأفراد ليكونوا قادرين على تحقيق النجاح في حياتهم المهنية والشخصية، ويهدف إلى غرس القيم والانضباط والسلوكيات العسكرية في الطلبة، بحيث يصبحون قادرين على تحمل المسؤولية والالتزام بالواجبات الموكلة إليهم، ويسهم في بناء جيل قادر على مواجهة التحديات وتحمل المسؤولية، مستعد لخدمة الوطن بروح وطنية عالية، ملتزم بالقيم الدينية والسلوكية، وقادر على العمل بروح الفريق والتعاون.
وفي الختام.. نؤكد على أهمية الانضباط العسكري كنهج شامل لتطوير الفرد، وبوابة لتحقيق النجاح في مختلف مجالات الحياة؛ فهو ليس مجرد مجموعة من القواعد الصارمة، بل هو أسلوب حياة يساعد على غرس القيم الإيجابية، وتنمية المهارات الأساسية، وتحسين الأداء، وتحقيق النجاح المهني والشخصي. الانضباط العسكري هو رحلة تبدأ من الداخل، تتطلب التزامًا ووعيًا من الفرد بأهميته وفوائده، ونتائجه تستحق الجهد المبذول، فهي تثري حياة الفرد وتسعده، وتساهم في بناء مجتمع قوي ومتماسك، ومن المهم التأكيد على أن الانضباط العسكري لا يغني عن الأخلاق الحميدة والصفات الإنسانية النبيلة. بل يجب أن يكون متوازنًا مع القيم الإنسانية، ليصبح أداة بناءة تسهم في خير الفرد والمجتمع. وباتباع هذا النهج، يمكننا بناء جيل قادر على تحمل المسؤولية، وخدمة الوطن بروح وطنية عالية، والعمل بروح الفريق والتعاون لتحقيق الأهداف المشتركة.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
عباس شومان: وعي الشباب بقضايا أمته يساعده على تحمل المسؤولية تجاهها
عقد الجامع الأزهر، اليوم الأحد، ملتقى الأزهر للقضايا المعاصرة، وكان موضوع حلقة اليوم: "قضية الوعي وأثره على بناء المجتمعات"، وذلك بحضور الدكتور عباس شومان الأمين العام لهيئة كبار العلماء رئيس المنظمة العالمية لخريجي الأزهر، وأدار الملتقى الدكتور هاني عودة مدير عام الجامع الأزهر.
من جهته، أوضح الدكتور عباس شومان أن الوعي ينبني على المعرفة العميقة والدقيقة والمتكاملة بشتى مناحي العبادة والمعاملات، والوعي بالتاريخ والمستقبل، والوعي بقدراتنا، وبكيفية أن نكون أفرادا فاعلين في مجتمعاتنا في أي مجال وجدنا فيه.
وأشار إلى أن الذي يملك هذا الوعي المتكامل؛ يجد أن حياته مستقيمة، حيث يكون لديه وعيا صحيحا بدينه وبأحكامه، وهذا الوعي أوصله إلى ضرورة الالتزام بهذه الأحكام، فهو يعي إن كان طالب علم أنه وبقدر ما حصَّل من علم صحيح؛ يرتفع وعيه.
وأضاف أمين عام هيئة كبار العلماء، أن الوعي بقضايا الأمة الإسلامية، والتي على رأسها القضية الفلسطينية، من أهم جوانب الوعي الواجب تكوينها بين أبنائنا من الأجيال الشابة والناشئة، فوعي الشباب الحقيقي بقضايا أمته؛ يساعده على التعامل مع هذه القضايا وحمل المسؤولية تجاهها.
ونوه بأن الوعي على مستوى الأسرة كذلك، من جوانب الوعي المهمة؛ حتى يستطيع بناء أسرة ناجحة، قادرة على الإسهام في بناء مجتمعها ونهضته، فالوعي غير المنضبط بأهمية الأسرة بين الشباب؛ يؤدي في النهاية إلى هدم الأسرة وغيره من كثرة حالات الطلاق، فهؤلاء الشباب لم يدركو عواقب الطلاق من هدم للأسرة وضياع للأولاد وغيرها من المشكلات التي قد تنتج عنه.
وشدد على أنه عندما يتم بناء الوعي الصحيح لدى الشباب؛ فسيكون لدينا جيلا قادرا على بناء مجتمعه، والإسهام في تحقيق رُقِيِّه وتقدمه، وإن احتاج إليه الوطن على جبهة القتال؛ فيكون لديه الوعي والمعرفة التاريخية والإيمان بالقضية، فيكون- حينها- نافعا قادرا على تحقيق كل ما هو مطلوب منه بنجاح وعلى الوجه الأمثل.