بايدن أم ترامب؟.. سيناريوهان كلاهما مُر لمستقبل الإنتاج وتقلبات أسعار الخام
تاريخ النشر: 7th, July 2024 GMT
الرؤية - مريم البادية
يُراقب مختصون سباق الانتخابات الأمريكية بحذر؛ فعلى رغم الخلاف بين الرئيس الأمريكي جو بايدن المرشح المحتمل للحزب الديمقراطي، والرئيس السابق دونالد ترامب المرشح المحتمل للحزب الجمهوري، في مناظرتهما الأولى حول مكافحة التغيرات المناخية والتحول للطاقة الخضراء، فإن كلا المرشحين مفيد لشركات النفط الكبرى، ومع ذلك تميل شركات الطاقة الأمريكية لتأييد انتخاب ترامب رئيساً مع أنها حقَّقت أرباحاً غير مسبوقة في ظل حكم بايدن.
وعلى رغم محاولة واشنطن زعم زيادة التحول للطاقة المتجددة، وتخصيص عشرات مليارات الدولارات لدعم صناعات الطاقة الخضراء، فإن منحنى زيادة إنتاج الوقود الأحفوري (النفط والغاز) الأمريكي مستمر في النمو أيًّا كان الرئيس الذي سينتخبه الأمريكيون في نوفمبر المقبل. وستشهد إستراتيجية إنتاج وتصدير النفط والغاز الأمريكية بعض التغيرات تبعاً للرئيس المنتخب، لكن في النهاية يظل التوجه العام هو استمرار زيادة إنتاج النفط والتوسع في التصدير وكذلك تصدير الغاز الطبيعي المسال.
وتستفيد الشركات الأمريكية من صادرات الغاز المسال، خاصة إلى أوروبا، والتي توقفت عن استيراد 40 في المئة من حاجاتها من روسيا بعد حرب أوكرانيا، وليس هذا فحسب، بل إنَّ هناك تقارير عن شراء مصر "غاز طبيعي مسال" أمريكيًّا في إطار سعيها لحل مشكلة نقص الكهرباء الذي يؤدي لقطعها عن المستهلكين يومياً لفترات متفاوتة.
وينظر علي الريامي المختص في شؤون النفط والطاقة -في تصريحات له على صحيفة أجنبية - إلى سيناريوهيْن انتخابيين للولايات المتحدة بحذر؛ وقال إنَّ إدارة بايدن تدعم بصورة أكبر الاستثمار في الطاقة النظيفة والمتجددة، بينما خرجت إدارة ترامب من اتفاقات عدة ذات صلة بالبيئة خلال الأعوام الأخيرة من حكمه. وأوضح المختص في شؤون الطاقة، أن الولايات المتحدة خلال فترة بايدن الحالية دخلت في سباق لكسر الأرقام الحالية للإنتاج؛ فبداية هذه السنة كان الإنتاج الأمريكي 13.1 أو 13.2 مليون برميل يوميًّا، ومن المتوقع أن يصل إلى 13.5 مليون في نهاية 2024، وهذه الأرقام كلها غير مسبوقة؛ مما يعني غض البصر عن البيئة وقضايا المناخ إذا تعلق الأمر بمصلحة الاقتصاد الأمريكي ونموه.
وقال الريامي يُمكن أن نشاهد سرعة أكبر في إنتاج الوقود الأحفوري حال وصول ترامب إلى سدة الحكم، وبالتأكيد ستترجم أي زيادة في الإنتاج الأمريكي إلى ارتفاع في الأسعار العالمية للنفط؛ لأن أمريكا في الوقت الحاضر تحولت من مستورد للنفط إلى مصدر له أيضاً، والنفط الأمريكي يقابل في آسيا بقبول حسن وهو منافس لأنواع أخرى من النفط في الأسواق الآسيوية، والأمور قد تكون صعبة مستقبلاً، والأسواق والأسعار ستتأثر إذا استمرت الحال على ما هي عليه سياسة الإنتاج الحالية، والأمر يتجاوز النفط إلى الغاز الأمريكي الذي يعدّ محركاً للصناعة في أوروبا حالياً.
وفي المقابل، يوضح الريامي أن النفط سيتأثر سلباً بوصول ترامب إلى السلطة لأنه سيشجع أكثر على الإنتاج وسيحفز الشركات على ضخ مزيد من الاستثمارات في النفط الصخري وسيمنحها مزيداً من التسهيلات، وقد يشدد القيود على تصدير النفط الإيراني والفنزويلي كي يعطي الفرصة لنفط بلاده للاتجاه إلى أسواق جديدة، مما سيجعل النفط الأمريكي أكثر تأثيراً.
وكان موقع "بوليتيكو" قد نشر تقريراً، الشهر الماضي، ذكر فيه أن دونالد ترامب حصل على تعهدات للتبرع لحملته الانتخابية بقيمة مليار دولار من رؤساء شركات النفط في اجتماعه معهم بمنتجع "مارا لاغو". وبحسب ما نشرته صحيفة "واشنطن بوست" وقتها، تعهد ترمب في المقابل أنه في حال انتخابه رئيساً سيلغي سياسات الرئيس جو بايدن البيئية التي تعرقل صناعة النفط والغاز.
لكن الواقع أن شركات الطاقة الأمريكية استفادت في فترة بايدن ربما أكثر من استفادتها في ظل أي رئيس آخر، ليس فقط بزيادة الإنتاج من النفط والغاز، وإنما أيضاً بفرص التصدير الكبيرة للوقود الأحفوري إلى أوروبا وآسيا. وتصدر الولايات المتحدة حالياً ما يصل إلى أربعة ملايين برميل يومياً من النفط، وفي العام الماضي أصبحت أمريكا أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم بشحن ما يزيد على 86 مليون طن متري من الغاز المسال إلى أوروبا وآسيا وغيرها، طبقاً لبيانات شركة "إل.إس.آي.جي".
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
رويترز.. أسعار النفط تواصل خسائرها وارتفاع الدولار وتوقعات العرض يضغطان على السوق
مع مطلع اليوم الثلاثاء الموافق 7 يناير، واصلت أسعار النفط خسائرها للجلسة الثانية على التوالي، وذلك بفعل تصحيح فني بعد صعود الأسبوع الماضي بينما أثرت أيضا توقعات بوفرة المعروض وقوة الدولار على الأسعار.
ووفق لرويترز، تراجعت العقود الآجلة لخام برنت 28 سنتا بما يعادل 0.37 بالمئة إلى 76.02 دولار للبرميل بحلول الساعة 0148 بتوقيت جرينتش، في حين هبط الخام الأمريكي غرب تكساس الوسيط 33 سنتا أو 0.45 بالمئة ليغلق على 73.23 دولار.
كما ارتفع الخامان القياسيان لخمسة أيام متتالية الأسبوع الماضي واستقرا عند أعلى مستوياتهما منذ أكتوبر يوم الجمعة، ويرجع ذلك جزئيا إلى توقعات بمزيد من التحفيز المالي لإنعاش الاقتصاد الصيني المتعثر.
وقالت بريانكا ساشديفا، المحللة البارزة للسوق في فيليب نوفا، في إشارة إلى الأخبار الاقتصادية الهبوطية من الولايات المتحدة وألمانيا : "من المرجح أن يكون ضعف هذا الأسبوع راجعا إلى تصحيح فني، حيث يتفاعل المتداولون مع البيانات الاقتصادية الأضعف عالميا والتي تقوض التفاؤل الذي شوهد في وقت سابق " .
وأضافت ساشديفا: "وعلاوة على ذلك فإن قوة الدولار تتماشى مع معنويات السوق ويبدو أنها تعمل على تقليص المكاسب الحالية في أسعار النفط".
غموض حول الرسوم الجمركية التي قد تفرضها إدارة ترامب القادمة
وتراجع الدولار الأميركي لكنه ظل قريبا من أعلى مستوى في عامين الذي سجله الأسبوع الماضي وسط حالة من عدم اليقين بشأن مدى الرسوم الجمركية التي قد تفرضها إدارة ترامب القادمة.
ويؤدي ارتفاع قيمة الدولار إلى جعل النفط أكثر تكلفة لحاملي العملات الأخرى.
ومن المتوقع أن يحافظ الطلب المتزايد من الدول خارج أوبك، إلى جانب الطلب الضعيف من الصين، على إمداد سوق النفط بشكل جيد في العام المقبل، وهو ما أدى أيضا إلى الحد من مكاسب الأسعار.
وكتب محللون في بنك آي إن جي في مذكرة "يبدو أن التحرك الصعودي في أسعار النفط الخام بدأ يفقد زخمه".
وعلى الرغم من بعض التشديد في السوق المادية، فإن الأساسيات حتى عام 2025 لا تزال في وضع مريح، وهو ما ينبغي أن يحد من الاتجاه الصعودي".